خبير زلازل ياباني يوضح آلية بسيطة لتفادي الزلازل المدمرة

بكلمات يابانية صارمة، صدم خبير الزلازل الياباني يوشينوري موكوفوري مذيعة تركية بكلامه الصارم والمنطقي جدًا، والذي جعل المتابعون يُدركون مناحي مختلفة لم تكن ظاهرة لهم، على الأقل للكثير منهم.

ذكرت المذيعة التركية ذلك التصريح الصادم لخبير الزلازل الياباني والذي أدلاه في اليوم من الأول من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، والذي معناه أن الناس من الممكن أن تشعر بالندم وقت وقوع الكارثة، ولكن من المستحيل أن تعفو تلك الأبنية التي هُدمت عن الأخطاء البشرية التي حدثت أثناء تشييدها.

هذا التصريح المؤثر والصارم، أوضح بشكل بسيط أن خبير الزلازل الياباني، لا يعتبر أن سبب الكارثة هو الزلزال بمفرده والذي اجتمع فيه عاملي القرب من سطح الأرض، وكذلك شدة وقوة الزلزال، وإنما يؤكد أن هناك سبب إضافي للكارثة، وهو أن تلك المباني التي تضررت عانت من أخطاء بشرية أثناء التشييد، ودليله على ذلك أن هناك مباني لم تتضرر من الزلزال ولم تتأثر به، بينما تهدّمت مباني أخرى كثيرة.

وأوضح يوشينوري أن المباني بشكل عام قادرة على تحمل أشد أنواع الكوارث الطبيعية، ومقياس تلك القدرة متوقف على إتقان المهندس المعماري الذي شيّد المبنى من البداية. ودليله على كلامه اليابان؛ فهي دولة نشطة زلزاليا، وبالرغم من ذلك يوجد بها ناطحات سحاب تتمايل الزلزال وتمتص صدمته بانسيابية شديدة.

أما الوضع في تركيا فهو مختلف تمامًا؛ لأن الذي يبني الأبنية في تركيا، في الغالب ليس المهندسون المعماريون، وإنما هم مقاولون، وهذا خطأ فادح لا يجب أن يُغتفر. في حين أن اليابان تشترط اشتراك 3 أشخاص في إنشاء المبنى، وهم: المهندس المعماري والمهندس المدني ومعهم المقاول والذي دوره هو الأقل أهمية.

كما أوضح يوشينوري أمر آخر في غاية الخطورة نراه في دولنا العربية قبل تركيا، وهو أن المهندس المعماري أو المدني يدرس 4 سنوات فقط ثم يلتحق بسوق العمل دون تدريب أو تأهيل اعتمادًا على أنه حصل على الشهادة. وهذا أمر غير موجود في اليابان نهائيًا؛ لأنهم من بين كل 100 خريج من كليات الهندسة يختارون حوالي 7 أشخاص فقط لكي يُصبحوا مهندسين معمارين. وبعد اختيارهم يخضعون إلى تجارب عملية لازمة لإكسابهم الخبرة على أرض الواقع.

وبعد كل هذا التدريب الشديد والاختبارات الصعبة، لا يسمح للمهندسين الحاصلين على المركز الثاني بناء مباني شاهقة أو ناطحات سحاب مدى الحياة، وإنما يمكنهم بناء المباني الصغيرة فقط كالنوادي.

https://www.youtube.com/watch?v=qnadfubkqBs

بعد هذا الكلام المنطقي يتضح بشكل صارم ما يلي:

  • لا نُقلل من قوة الزلازل ولا أي كارثة طبيعية ولكن الله علم الإنسان كيف يتصرف؛ فكوكب اليابان يعيش في بيئة زلزالية نشطة ويتعايش معها بشكل جميل.
  • يجب أن نتعلم من الأخطاء السابقة؛ إذ يجب أن يخضع المهندسين المعمارين والمدنيين إلى تدريب وتأهيل قوي جدا قبل اعتمادهم؛ فأخطاء البناء قد تودي بحياة آلاف الأشخاص، بينما خطأ الطبيب داخل غرفة العمليات قد يودي بحياة شخص واحد فقط.
  • يجب أن ندعو الله أن يحمينا جميعًا لأن الكثير من البنايات في الدول العربية أنشأها مقاولون بدون وجود مهندس معماري ولا مدني.
  • أضف ما تريد إضافته في التعليقات.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله