دعاء الاستخارة الصحيح – صيغة الدعاء لكل حاجة وحكم الاستخارة لها

عندما ترغب في اتخاذ قرار، أو تعزم على القيام بشيء ما، أو أهممت بالاختيار بين أمرين أو أكثر… فعليك بالاستخارة، فهي سنة أوصانا بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. أما عن كيفية دعاء الاستخارة، فهو يعتمد على الخطوات:

  • استحضر النية واليقين والثقة التامة بالاستجابة.
  • الوضوء وأداء صلاة الاستخارة ركعتين نافلة بنية الاستخارة \ يمكن الاستخارة بدون صلاة.
  • ارفع يديك واستحضر عظمة الله، ابدأ بحمده والثناء عليه.
  • الصلاة على النبي ويفضل بالصيغة الإبراهيمية: “اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
  • دعاء الاستخارة بالصيغة الصحيحة وذكر حاجتك في موضعها.
  • الصلاة على النبي الكريم بالصيغة الإبراهيمية.
  • التوجه إلى حاجتك فنتيجة دعاء الاستخارة إما تيسيرها أو صرفها عنك.

دعاء الاستخارة الصحيح

عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: “إذَا هَمَّ أحدُكُم بالأَمْرِ فلْيَرْكَعْ ركعَتَينِ من غيرِ الفريضَةِ، ثُمَّ ليقُل:

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تذكر حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.

اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تذكر حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.

فِي رواية أخرى ” ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ”.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ 228 [1]

شرح دعاء الاستخارة

“الاستخارة في الأمور كلها” أي في أمور الدنيا، كالعمل، السفر، الزواج، الشراء، البيع… ولا حاجة للإنسان في الاستخارة بأمور الدين والآخرة كالصوم، الصلاة والصدقة… ولا تجوز الاستخارة في الأمور المنهي عنها أو المعاصي.

“كما يعلمنا السورة من القرآن” تعبيرًا عن شدة الاهتمام والعناية بتعليم الاستخارة.

إذَا هَمَّ أحدُكُم بالأَمْرِإذا قرر القيام بأمر ما ولكنه لم يقم به بعد.

فلْيَرْكَعْ ركعَتَينِ” أي ليصلي ركعتين، فيتم ذكر الركوع أو السجود كناية عن الصلاة.

“من غيرِ الفريضَةِ” أي ركعتين نافلة وليست من الصلوات الخمس.

“اللَّهُمَّ” لسؤال الله تعالى باسمه العظيم، حيث يقول بعض أهل العلم أنه الاسم الذي ترجع إلى جميع الأسماء.

“إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ” تفويض الأمر كله لله تعالى، حتى يهديه للأفضل والأصح بقدرته وعلمه.

“وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ” التوجه إلى الله حتى يمن عليه بفضله العظيم وكرمه الواسع.

“فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ” تجرد العبد من قوته وحوله وقدرته المحدودة، واللجوء التام إلى قدرة وعلم الله عز وجل، القادر على كل شيء وعالم الغيب.

“اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ” وهو تفويض الأمور كلها إلى الله، بأن يقدر وييسر ما فيه الخير في الدين والدنيا والآخرة.

“اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي” تفويض الأمور لله بأن يبعد الشر عن العبد، ويبعد العبد عن الشر.

“فَاصْرِفْهُ عَنِّي” أي لا تقضي لي به، وقد يتعلق الإنسان بأمر ما وهو شر له فيكون الدعاء “اصْرِفْنِي عَنْهُ” هو سؤال الله بأن يصرفه عن الشر، ويصرف تعلق القلب به.

“وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ” التوجه لله تعالى بأن يقدر له الخير وييسره له أينما كان.

ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ” سؤال العبد أن يرزقه الله الرضا على النعم، وعلى ما قدره له وما فيه الخير، حتى يشعر بالرحة بعيدًا عن الحسد، والغيرة، والسخط…

جوهر دعاء الاستخارة هو الخضوع لله سبحانه وتعالى، وتسليم الأمور له لتيسير وتقدير والهدى إلى الخير، وإزالة كل تعلق بأمر لا خير فيه، كذلك فهو يورث الراحة والأمان. [2]

دعاء الاستخارة لكل حاجة

تُستحب الاستخارة في كل الأمور، وهي سنة من سنن النبي الكريم. دعاء الاستخارة هو دعاء ثابت، ولكن الصيغة تختلف حسب الحاجة.

فيتم ذكر الحاجة في المواضع المخصصة لها، مع استحضرا النية الخالصة واليقين التام في الإجابة، وأن الله سيهديك للأصلح والأفضل لك وسوف يزيل حيرتك.

دعاء الاستخارة للعمل

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (البدء بهذا العمل، الانتقال إلى هذه الشركة، الدخول في هذا المشروع، أو هذه الشراكة…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (البدء بهذا العمل، الانتقال إلى هذه الشركة، الدخول في هذا المشروع، أو هذه الشراكة…) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة للخطوبة من شخص معين

عن أبي أيوب الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: “اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن وضوءك، وصل ما كتب الله لك، ثم احمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم أنت علام الغيوب فإن رأيت لي في فلانة تسميها باسمها خيرا في ديني ودنياي وآخرتي وإن كان غيرها خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي بها أو قال فاقدرها لي” [3]

دعاء الاستخارة للزواج من شخص معين

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (زواجي من فلانة \ زواجي من فلان) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (زواجي من فلانة \ زواجي من فلان) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة للزواج من رجل لم يعرض الزواج بعد

لا محل للاستخارة في هذه الحالة، فما من أمر يهم به الشخص أو يعزم عليه، فالاستخارة تشرع عند الهم بالأمر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الكريم: “إذَا هَمَّ أحدُكُم بالأَمْرِ فلْيَرْكَعْ ركعَتَينِ من غيرِ الفريضَةِ ثُمَّ ليقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ…” [4]

ولكن في حال هممت بالأمر، أي في حال تقدم هذا الرجل للزواج، أو في حال بدا للفتاة أن تعرض نفسها عليه عن طريق محارمه أو محارمها، عندها تجوز الاستخارة والدعاء في هذه الحالة هو دعاء الاستخارة للزواج أو للخطبة.

دعاء الاستخارة لرفض الزواج

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (عدم زواجي من فلانة \ عدم زواجي من فلان \ رفض هذا الزواج) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (عدم زواجي من فلانة \ عدم زواجي من فلان \ رفض هذا الزواج) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة للطلاق

الطلاق في الأصل مبغوض ومكروه بدون حاجة له ويحرم إن كان للبدعة، في المقابل يحل الطلاق إن وجد مسوغ يدعو إلى فراق الزوج \ الزوجة كالحاجة، أو الضرر، أو الإيلاء، ويصار إليه الأمر عند تعذر جميع وسائل الإصلاح بين الزوجين.

وبالتالي في حال استقامة الحال أو في حال عدم وجود مسوغ للطلاق، فلا يجوز الطلاق ولا تجوز الاستخارة للطلاق حينها، فالاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب منها، أما العبادات، المعروف، المعاصي، المنكرات… فلا حاجة للاستخارة فيها. [5]

أما دعاء الاستخارة للطلاق في الحالات التي تجوز فيها الاستخارة

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (طلاقي من فلانة \ طلاقي من فلان \ طلاقي) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (طلاقي من فلانة \ طلاقي من فلان \ طلاقي) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة في السفر

تجوز الاستخارة في الأمور المشروعة والمباحة، لا الواجبة ولا المحرمة، وبالتالي السفر من الأمور التي يجوز فيها الاستخارة إن كان سفر مباحًا، أما لو كان سفر محرم عندها لا تجوز الاستخارة. [6]

دعاء الاستخارة للسفر المباح

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (سفري هذا \ سفري إلى البد وتذكر اسم البلد \ سفري لأجل هذه الحاجة وتذكر الغاية من السفر…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (سفري هذا \ سفري إلى البد وتذكر اسم البلد \ سفري لأجل هذه الحاجة وتذكر الغاية من السفر…) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة بين أمرين

الاستخارة تشرع في الأمور المباحة، وكذلك تشرع لاتخاذ القرار عند التردد بين أمرين، فالمقصد من الاستخارة هو طلب خير الأمرين، سواء كان الأمرين متساويين في كل شيء، أو كان كل منهما يتفوق على الآخر ببعض الأمور حتى وصلا إلى حالة من التعادل. [7]

تجدر الإشارة إلى شرط أن يكون كلا الأمرين من الأمور المباحة، بعيدًا عن المعاصي، والمنكرات، وإلا سوف يكون الأولى اختيار الأمر المباح وترك غير المباح بدون استخارة حتى!

ودعاء الاستخارة بين الأمرين يكون

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم (أي الأمرين تذكر الأمرين…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم (أي الأمرين تذكر الأمرين…)  شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة بين وظيفتين

ينطبق حكم الاستخارة بين أمرين على الاستخارة بين وظيفتين، فلو كانت كل من الوظيفتين مباحة بعيدًا عن المعاصي… فالاستخارة مشروعة، بل ومستحبة أيضًا. كذلك يمكنك استشارة أهل العلم والخبرة. [8]

أما دعاء الاستخارة بين وظيفتين يكون

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم (أي الشركتين \ العملين تذكرهما)، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم (أي الشركتين \ العملين تذكرهما) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

أو الدعاء

اللهم إن كنت تعلم أن (الشركة كذا \ العمل…) خير لي من (الشركة كذا \ العمل…) في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (الشركة كذا \ العمل…) شر لي من (الشركة كذا \ العمل…) في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة لشراء شقة \ لشراء سيارة

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (شراء هذه الشقة أو السيارة \ هذه الشقة \ السيارة…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (شراء هذه الشقة أو السيارة \ هذه الشقة \ السيارة…) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة للخادمة أو للعامل

محل الاستخارة للعاملة أو العامل يكون قبل التعاقد معها \ معه، أما بعد التعاقد فحكم الاستخارة في فسخ العقد يعتمد على السبب، فهو غير مباح بدون مسوغ وبالتالي الاستخارة عندها لا محل لها. أما في حال وجود مسوغ لفسخ العقد، أو كان الفسخ بالتراضي بينكما، فالاستخارة مشروعة. [9]

ودعاء الاستخارة الصحيح يكون بالصيغة نفسها وعند الوصول إلى موضع الحاجة تقول ما يناسبها مثل: (توقيع العقد \ استقدام العاملة أو العامل \ فسخ العقد…).

دعاء الاستخارة للدراسة

عليك الاستخارة في حال كنت محتار بين تخصصين أو أكثر ولا تعرف أي منهما تختار، أو بين إكمال الدراسة أو تأجيلها لسبب قوي، التركيز على الدراسة أو العمل، اختيار جامعة مناسبة، اختيار مكان دراسة…

ودعاء الاستخارة يكون بالصيغة نفسها وعند الوصول إلى موضع الحاجة تقول ما يناسبها مثل: (دراسة هذا المجال \ أي المجالين وتذكر المجالين \ الالتحاق بالجامعة وتذكر اسمها \ هذا التخصص…).

دعاء الاستخارة لآخذ اللقاح أو علاج

جواز دعاء الاستخارة أو عدمه في هذه الحالة يرجع إلى حالة اللقاح أو العلاج وضرورته والغاية منه!

  • في حال كان اللقاح ضروري وعدم الحصول عليه يسبب ضرر، عندها يجب السعي به أي آخذه، لما ورد في الحديث الشريف عن أسامة بن شريك: أن النبي قال: “تداووا فإنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً غيرَ الهِرَم” [10] ولا حاجة للاستخارة في ذلك. والأمر نفسه ينطبق على علاج الأمراض.
  • أما في حال كان اللقاح ضروري وعدم آخذه يسبب ضرر، ولكن الطبيب لم يحدد نوع اللقاح مثلًا أو المشفى أو الوقت، وترك تحديد هذه الأمر لك، عندها تكون الاستخارة مشروعة في تحديد مثل هذه الأمور. والأمر نفسه ينطبق على علاج الأمراض.
  • أما في حال كان اللقاح غير ضروري، وعدم آخذه لا يسبب ضرر، فالاستخارة هنا جائزة، والأمر نفسه ينطبق على العلاج. [11]

دعاء الاستخارة لآخذ اللقاح أو العلاج

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (في هذا اللقاح \ العلاج…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (في هذا اللقاح \ العلاج…) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة قبل العملية الجراحية

حكم الاستخارة في اللقاح والعلاج ينطبق على حكم الاستخارة في العملية الجراحية:

  • الاستخارة جائزة إذا لم تكن العملية ضرورية وبدونها لا يحصل ضرر وترك لك الطبيب القرار بهذا الشأن.
  • الاستخارة غير جائزة إذا كانت العملية ضرورية وبدونها يحصل ضرر، وأوصى الطبيب بها.
  • إذا كانت العملية ضرورية وبدونها يحصل ضرر، وأوصى الطبيب بها، ولكنه لم يحدد المشفى، أو الجراح مثلًا وترك لك الاختيار، عندها الاستخارة جائزة وتكون بقصد اتخاذ القرار بهذه الأمور وليس في إجراء العملية أو لا.

دعاء الاستخارة قبل العملية الجراحية

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم إن كنت تعلم أن (في إجراء العملية \ إجراء العملية في المشفى الفلاني \ إجراء المشفى من قبل الجراح…) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.

وإن كنت تعلم أن (في إجراء العملية \ إجراء العملية في المشفى الفلاني \ إجراء المشفى من قبل الجراح…) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

دعاء الاستخارة في الحب

إن كان الحب بدون سعي من الشخص كأن يسمع الرجل بامرأة أو نظر لها فجأة وتعلق قلبه بها، فإن اتقى الله وصبر وسعى إلى الارتباط الحلال بها بالزواج فالحب عندها جائز، والاستخارة بهذا الشأن جائزة إذا كانت النية هي الزواج والدعاء عندها يكون دعاء الاستخارة للزواج. [12]

دعاء الاستخارة لمعرفة نوع الجنين

الاستخارة لا محل لها في مثل هذا المقام، في المقابل على العبد أن يدعو ويسأل الله عز وجل أن يرزقه الذرية الصالحة، قال سبحانه وتعالى: “هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” – آل عمران 38، وقال سبحانه: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ” – الفرقان 74

ولا حرج في تحديد جنس الجنين في الدعاء [13]، مع الرضا التام بقضاء الله وقدره، أما إذا تحققت من جنس الجنين فلا يشرع الدعاء بتغيير جنسه بعد ذلك وهذا يدخل في الاعتداء في الدعاء [14]

قد يهمك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله