مرض كاواساكي – من أهم أسباب وفاة الأطفال!

مرض كاواساكي هو مرض خطير عادةً ما يصيب الأطفال الصغار ولا سيّما الأطفال تحت عمر الـ 5 سنوات، ويعتبر من الأسباب الشائعة جدًا لوفاة الأطفال في حال التأخر في كشفه وعلاجه.

ما هو مرض كاوساكي؟

مرض كاواساكي هو حالة تؤثر على الأوعية الدموية لدى الأطفال، حيث تلتهب الأوعية الدموية المتوسطة أو صغيرة الحجم التي تحمل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ومن الشائع جدًا إصابة الأوعية الإكليلية التي تزوّد القلب بالدم الغني بالأكسجين.

مرض كاواساكي كان يدعى سابقًا بـ”مرض العقد اللمفاوية الجلدي المخاطي”؛ حيث كان يسبب تضخمًا في العقد اللمفاوية والأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والعينين والحلق.

في حال كشفه المبكّر وعلاجه خلال 10 أيام من ظهور الأعراض فحينها لا يوجد أي خطورة على حياة الطفل.

ما هي أسباب الإصابة بمرض كاواساكي؟

لم يكتشف العلماء بعد أسباب الإصابة بمرض كاواساكي، ولكن يعتقد العلماء أن هذا المرض ينتقل من شخص لآخر.

توجد بعض الفرضيات التي تفيد بأن مرض كاواساكي يحدث بعد عدوى فيروسية أو جرثومية، أو نتيجة وجود عوامل بيئية كالمواد الكيميائية أو عوامل وراثية جينية معيّنة.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة؟

يوجد 3 عوامل تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بمرض كاواساكي، وهي:

  1. العمر: الأطفال تحت عمر الـ5 سنوات معرضين للإصابة بشكل أكبر من غيرهم.
  2. الجنس: الأطفال الذكور معرضون للإصابة بشكل أكبر من الأطفال الإناث بنسبة 1.5.
  3. العرق: الأطفال ذوي الأصول الآسيوية أو من الجزيرة الأطلسية كالكوريين واليابانيين لديهم معدلات أعلى لحدوث مرض كاوساكي.

كما يميل مرض كاواساكي للحدوث في فصول معينة، فمثلًا في أميركا الشمالية عادةً ما يحدث في الشتاء وأوائل الربيع.

ما هي أعراض مرض كاوساكي؟

تظهر أعراض مرض كاواساكي بشكل سريع وحاد، وتنقسم الأعراض إلى مراحل، ففي المرحلة الأولى من المرض تكون الأعراض على الشكل التالي:

  • الحرارة المرتفعة: تتجاوز درجة الحرارة 101 درجة على مقياس فهرنهايت أو 39 درجة على مقياس سيليزيوس، وتستمر لأكثر من 5 أيام، ولا تختفي إلا في حال أخذ الطفل لأدوية مخّفضة للحرارة.
  • الطفح الجلدي أو التقشّر الجلدي: عادةً ما يظهر بين الصدر والساقين وفي المناطق التناسلية ومنطقة الفخذ.
  • الانتفاخات: تظهر الانتفاخات مترافقةً مع احمرار الجلد في اليدين وأسفل القدمين.
  • تغيّرات في اللسان: يتضخم اللسان ويصبح لونه أحمر فريزي لمّاع.
  • تضخم العقد: ولا سيّما في الرقبة.
  • احمرار العينين.
  • تهيّج الحلق والشفاه والفم.

في المرحلة الثانية:

  • ألم المفاصل.
  • آلام البطن.
  • مشاكل معدية كالإسهال والإقياء.
  • تقشّر جلد اليدين والقدمين.

إذا كان لدى طفلك حرارة مرتفعة لمدة 5 أيام مع 3 أو أقل من الأعراض السابقة فحينها قد يكون طفلك مصابًا بما يدعى بـ”مرض كاوساكي غير المكتمل”، وحينها قد يكون معرّضًا لأذية في الشرايين الإكليلية في القلب، ويجب مراقبته وبدء علاجه عند اليوم العاشر من ظهور الأعراض على الأقل.

إن أعراض مرض كاواساكي قد تكون مشابهة للمتلازمة الالتهابية الجهازية المتعددة، والتي حدثت بشكل كبير حول العالم عند الأطفال المصابين بفيروس كورونا، لذلك قد تختلط أعراض مرض كاواساكي مع هذه المتلازمة وحينها يجب إجراء فحص التحرّي عن فيروس كورونا لدى الطفل.

ماذا سيحدث إذا لم يتم علاج المرض؟

قد تكون مضاعفات مرض كاواساكي مخيفة؛ كونه قد يؤثر على أوعية القلب، ولكن معظم الأطفال يشفون بشكل كامل بدون أي عقابيل.

في بعض الحالات النادرة قد تظهر المضاعفات التالية:

وقد تؤدي المضاعفات السابقة إلى مشاكل أخرى؛ يتضمن ذلك تحوّل الشرايين الطبيعية إلى شرايين ضعيفة الجدار ونابضة، ويصبح اسمها “أم الدم”.

تزيد أم الدم من فرصة حدوث الانسدادات الشريانية؛ مما قد يسبب نزوف داخلية ونوبات قلبية.

عند نسبة قليلة من الأطفال المصابين بمرض كاواساكي والمصابين بمضاعفات قلبية، فقد تكون الوفاة هي الاختلاط الأخطر.

كيف يتم تشخيص المرض؟

سيقوم الطبيب بإجراء فحص فيزيائي وسوف يسأل عن أعراض المريض، وسيقوم بقياس حرارة المريض والبحث عن 4 على الأقل من العلامات التالية:

  • احمرار العينين.
  • احمرار الشفاه والفم.
  • تضخّم واحمرار الأطراف.
  • الطفح الجلدي.
  • تضخّم العقد اللمفية.

كما قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات لاستبعاد أمراض أخرى قد تشتبه أعراضها مع أعراض مع مرض كاواساكي، نذكر من هذه الاختبارات:

  • تخطبط القلب الكهربائي ويتم فيه توصيل إلكترودات بالجلد لقياس الفعالية الكهربائية في القلب، وكشف وجود أي اضطراب في النظم حيث قد يدل ذلك على الإصابة بمرض كاواساكي.
  • الفحوصات الدموية والتي تكشف لنا انخفاض تعداد الكريات الحمراء (فقر دم) وارتفاع الكريات البيضاء والتي تكون علامات موجّهة لمرض كاواساكي.
  • اختبارات التصوير كالأشعة السينية وتصوير الأوعية الظليل.

ومن الأمراض التي قد تختلط أعراضها مع كاواساكي:

  • الحمّى القرمزية، والتي تحدث نتيجة الإصابة بجراثيم العقديات وتؤدي إلى ارتفاع الحرارة والعروءات وظهور طفح جلدي والتهاب الحلق.
  • التهاب المفاصل الرثياني.
  • متلازمة الصدمة السمّية.
  • متلازمة ستيفن-جونسن، وهي اضطراب يصيب الأغشية المخاطية.
  • الحصبة.
  • بعض الأمراض التي تنقلها عن طريق القراد مثل حمى جبال روكي المبقعة.

كيف أعالج طفلي من مرض كاواساكي؟

للحرص على علاج المرض بشكل كامل وتجنّب مضاعفاته؛ يوصي الأطباء بعلاج المرض بأسرع وقت ممكن، ويكون هدف العلاج بشكل أساسي تخفيض الحرارة والقضاء على الالتهاب ومنع تطوّر أي مشكلة قلبية.

تتضمن أساليب العلاج من مرض كاواساكي:

الغاما غلوبين

إن إعطاء الغاما غلوبين (بروتين مناعي) عبر الوريد يخفّض فرصة حدوث أي مضاعفات وعائية إكليلية، ويخفف من الالتهاب الموجود في الأوعية.

يعطي الغاما غلوبين نتائج أفضل عند مشاركته مع دواء آخر؛ وهو الأسبرين.

الأسبرين

بشكل عام توجد قاعدة تنص على عدم إعطاء الأسبرين للأطفال، وذلك لكون الأسبرين متهمًا بحدوث حالة مرضية لديهم تدعى “متلازمة راي” والتي قد تكون مهددة للحياة (وهي حالة نادرة تحدث عند الأطفال المتعافين حديثًا من الزكام أو جدري الماء).

 ولكن يجب مخالفة هذه القاعدة عند إصابة الطفل بمرض كاواساكي، حيث يتم إعطاء الأسبرين للأطفال ولكن تحت مراقبة الأطباء حصرًا.

الجرعات العالية من الأسبرين قد تعالج الالتهاب، كما يخفف الأسبرين من الألم ومن التهاب المفاصل والحرارة.

عند مرور 48 ساعة على انخفاض الحرارة غالبًا ما يقوم الأطباء بخفض جرعة الأسبرين المعطاة.

كيف أقوم بوقاية طفلي؟

نظرًا لعدم تحديد السبب المؤدي للإصابة بمرض كاواساكي فإن طرق الوقاية غير محددة، ولكن الخطوة الأهم هي التشخيص والعلاج المبكر عند ملاحظة العلامات؛ وذلك منعًا لحدوث المضاعفات الخطيرة.

المراجع:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله