وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب – “إني أوصيك بوصية”

عندما شعر أبو بكر الصديق بأن أجله قد اقترب، اختار عمر بن الخطاب خليفة له، واستشار في هذا الأمر أصحابهم، ومنهم علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان وغيرهم الكثير.

إلا أنه لم يستشر في ذلك عمر بن الخطاب نفسه، لأنه كان على ثقة من رفضه لاستلام الخلاف بعده، ولكن أبي بكر على يقين من أن عمر أفضل من يتولى الخلافة، فاختاره وأراد أن يجبره على ذلك.

عندما سمع عمر بن الخطاب بذلك، توجه إلى أبو بكر الصديق وهو على فراش الموت يطلب منه أن يتراجع عن الأمر، فهو لا يريد الخلافة، فقال لأبي بكر: “قد استشرت الناس في، ولم تستشرني في نفسي، فإني والله ما أريدها“.

فرد أبو بكر: “لو علمت أنك تريدها لما وليتك“.

فقال له عمر: “أقلني يا أبا بكر”

فأجابه أبو بكر: “والله لا أفعل، وقد رضي بك أصحاب رسول الله، ولو لم يكن أن أحملك عليها بالسيف لفعلت، فاسكت وادنو مني أوصيك

فأمسك بيده وأخبره بوصيته الحكيمة التي تصلح لكل أمور الدنيا سواء كانت شخصية أو أمور الخلافة والمسلمين.

وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب

بدأ أبو بكر وصيته بـ: “إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله ﷺ وأوصيك بتقوى الله”

ثم قال إني أوصيك بوصية، إن أنت قبلت عني: “يا عمر إن لله حقا بالليل ولا يقبله بالنهار، وحقا بالنهار ولا يقبله بالليل، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة، ألم تر يا عمر أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه غدا إلا حق أن يكون ثقيلا، ألم تر يا عمر إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم”

وأتبع القول: “وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفًا، ألم تر يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع الشدة وآية الشدة مع آية الرخاء، ليكون المؤمن راغبًا راهبًا لا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له ولا يرهب رهبة يلقى فيها بيديه، ألم تر يا عمر إنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعمالهم، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو ألا أكون منهم وإنه إنما ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم عما كان من سيئ فإذا ذكرتهم قلت: أين عملي من أعمالهم فإذا حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من حاضر من الموت ولست بمعجزة”

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله