الكاتب: منايا مهارات

  •  قصة الأرنب والمزارع الكسول

    قصتنا اليوم يا صغاري الأحباء عن المزارع الكسول الذي كاد أن يموت جوعًا بسبب كسله وإهماله، ولكنه تعلم أخيرًا درسًا قاسيًا ليصبح بعده مزارعًا نشيطًا مهتمًا بعمله ومعتمدًا على جهده.

     قصة الأرنب والمزارع الكسول

    كان هناك في أحد القرى البعيدة مزارع كسول، لم يكن هذا المزارع يحب العمل في الحقل ولا يستمتع به، حيث كان يقضي أيامه مستلقيًا تحت ظل شجرة كبيرة.

    وفي أحد الأيام وبينما كان المزارع الكسول مسترخيًا تحت الشجرة، رأى ثعلبًا يطارد أرنبًا، وفجأة سمع صوت اصطدام قوي.

    لقد اصطدم الأرنب بجذع الشجرة، وأصيب بدوار شديد ولم يستطع الهروب.

    نهض المزارع من مكانه وأطلق النار من بندقيته ليخيف الثعلب ويفر هاربًا.

    ثم أخذ الأرنب في الحال قبل موته إلى منزله وقام بذبحه ليعد منه عشاءً لذيذًا.

    وفي اليوم التالي باع فروه في السوق وقبض ثمنه، وبعدها فكر المزارع الكسول مع نفسه وقال: لو استطعت الحصول على أرنب كهذا كل يوم، فلن اضطر إلى العمل مجددًا في الحقل.

    وهكذا ذهب المزارع في اليوم التالي إلى نفس الشجرة، واستلقى تحتها منتظرًا ارتطام أرنب آخر.

    وخلال يومه رأى عدة أرانب بالفعل، ولكن لم يرتطم أيًا منها بأي شجرة، ذلك لأنه ما حدث معه في اليوم السابق كان صدفة نادرة الحدوث.

    لكن المزارع الكسول لم يقطع الأمل وقال في نفسه: لا بأس، لازال أمامي فرصة أخرى غدًا.

    واستمر الأمر على هذا النحو لعدة أيام وأسابيع وأشهر، والمزارع الكسول مستلقيًا تحت الشجرة ينتظر اصطدام أرنب جديد.

    وبسبب إهمال المزارع لحقله وهو منتظر ارتطام الأرنب، نمت الأعشاب الضارة في الحقل، وفسدت المحاصيل، ولم يعد هناك أرانب ولا شيئًا يقتات به المزارع من حقله، وكاد أن يموت جوعًا.

    وبعد أن اشتد الجوع على المزارع الكسول ذهب إلى أحد الحقول المجاورة.

    فرآى حقلًا عامرً بالأشجار المثمرة والخضراوات الطازجة، ثم طلب من البستاني أن يقدم له شيئًا ليأكله بعد أن قص عليه ما حدث معه.

    قدم له البستاني الطعام وأعطاه بعضًا من الفاكهة ليأخذها معه إلى المنزل، ثم قال له: عليك أن تستعيد همتك لتعتني بحقلك وتبدأ بحرث الأرض وزراعتها من جديد، وغير ذلك سوف تموت جوعًا.

    شكر المزارع الكسول البستاني على نصيحته وحسن ضيافته، ووعده بأن يصبح مزارعًا نشيطًا محبًا لعمله.

    عمل المزارع بنصيحة البستاني الطيب، وأصبح يعتني بحقله ومحاصيله منذ طلوع الشمس حتى غروبها. حتى أصبح بستانه من أوفر البساتين بالخضار والفاكهة اللذيذة، وأصبح بعد ذلك من أغنى المزارعين في المنطقة.

    وتعلم من خلال ما حصل معه أن الكسل يودي بصاحبه إلى الهلاك، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل.

  • قصة الأرنب سارق الجزر وحبل الاعتراف

    قصتنا اليوم عن الأرنب الذي سرق طعام صديقة خلال رحلتهم في الغابة، ولكن كشف أمره واعترف بفعلته بفضل حبل الاعتراف.

    قصة الأرنب سارق الجزر وحبل الاعتراف

    كان يا ما كان في إحدى الغابات البعيدة، كان هناك مجموعة صغيرة من الأرانب أرادوا الذهاب في رحلة استكشاف إلى الغابات المجاورة.

    حيث ضمت هذه الرحلة أيضًا العشرات من الأرانب الذين طلبوا الانضمام إلى المجموعة، فاجتمعوا جميعهم في نقطة واحدة وكلًا منهم كان يحمل زوادته من الجزر ليقوا أنفسهم من الجوع والعطش أثناء المسير.

    انطلقوا الأرانب في طريقهم إلى استكشاف الغابات المجاورة وهم يستمتعون في المسير بين أحضان الطبيعة.

    وأثناء تجولهم في إحدى الغابات وصلوا الأرانب إلى مكان ظليل تخيم عليه الأشجار العالية، فقرروا أن يتوقفوا لأخذ قسط من الراحة، وعندما نال التعب والارهاق من الجميع استغروا جميعهم في نوم عميق.

    وعند استيقاظهم أخذ أحد الأرانب يصيح بصوتٍ عالٍ: “يا إلهي.. أين كيس الجزر.. لقد سُرق طعامي..”

    فتجمعت الأرانب حوله يسألونه عن الواقعة.

    فقال لهم: لقد تناولت شيئاً من الطعام كما فعلنا جميعًا، ووضعت كيس الجزر تحت رأسي وغفوت قليلًا، وعندما استيقظت لم أجد كيس الجزر على الإطلاق.

    فسأله أحد الأرانب: وكم كان عدد الجزرات الموجودة في الكيس؟

    فأجابه الأرنب المنكوب: كان به نحو عشرة جزرات.

    فقال أحدهم: لا عليك سنذهب إلى قائد رحلتنا لنخبره بالأمر.

    فذهبوا الأرانب إلى قائد المجموعة وأخبروه بما حدث، فقال لهم: لن نغادر المكان ولن يترك أحدًا المجموعة حتى نجد الجزر المسروق.

    فقال أحد الأرانب: لم لا نفتش الجميع؟

    فرد عليه أرنب آخر: جميعنا نحمل في أكياسنا الجزر والجزر كله متشابه.

    فقال أرنب ثالث: قد تُعرف الجزرات المسروقات من شكل الكيس، فلا بد أن الأرنب يعرف شكل كيسه.

    فقال الرابع: ربما أخذ اللص الكيس فألقاه بعيدًا واحتفظ بالجزر لأن الكيس يمكن التعرف عليه أما الجزر فلا يمكن تمييزه.

    فقال لهم قائد المجموعة: انصرفوا ودعوني أجهز حبل الاعتراف، فعجب جميع الأرانب من ذلك فلم يكن أحد منهم قد سمع قبل ذلك بشيء اسمه حبل الاعتراف، ولما سألوه عن معنى ذلك قال لهم: اذهبوا الآن وسترون معنى حبل الاعتراف…

    انصرفوا جميعهم وهم في غاية العجب، فعاد قائد الرحلة إلى حيث كان يأخذ قسطه من الراحة داخل خيمته، وأخذ يجهز بها بعض الأشياء.

    وعندما انتهى القائد استدعى الجميع وقال لهم: انظروا جميعًا إلى هذه الخيمة، فنظروا اليها، فإذا بها خيمة عادية.

    فقال لهم: هذه الخيمة مظلمة بالداخل وفيها حبل مشدود من أول الخيمة لآخرها، هو حبل الاعتراف، وسيدخل كل منكم الخيمة ويمسك الحبل بيده ويسير حتى الجهة الأخرى من الخيمة ويده على الحبل وهو يقول أقسم أني لم أسرق كيس الجزر.

    فسألوه جميعهم: وما الفائدة من ذلك؟

    فقال لهم: هذا الحبل يفرق بين الأرنب اللص والأرنب البريء فإذا أمسكة البريء لم يمسه بسوء وإذا أمسكه اللص التف على جسمه وقيده.

    فدخلوا جميعهم وخرجوا فقال لهم الأرنب القائد: أروني أيديكم. فرفعوا أيديهم فإذا أكفهم سوداء ماعدا واحد فيهم.

    فقد لوث قائد الرحلة الحبل بالطين دون أن يعلموا الأرانب بذلك، فأمسك الجميع بالحبل دون خوف ما عدا اللص الذي لم يتجرأ على الإمساك به خوفًا من أن يلتف حول جسده.

    وهكذا علم الجميع من هو الأرنب الذي سرق الجزر، وعندها اعترف ذاك الأرنب اللص بفعلته ورد الجزرات إلى صاحبها واعتذر منه.

    ثم عاهد الجميع ألا يقوم بمثل هذا الفعل مرة أخرى، ولكن بعد ماذا… لقد فقد ثقة الجميع، وخسر أصدقائه وأكمل رحلته وحيدًا منبوذًا.

    وهنا أدرك الأرنب اللص أن السارق يصبح منبوذ من قبل الآخرين، لأنها خصلة خبيثة نهانا عنها الله ورسوله، وأن الكذاب سوف يكشف أمره عاجلًا أم آجلًا.

    انتهت القصة

  • قصة الراعي الكذاب

    قصتنا اليوم يا أصدقائي الصغار عن راعي الغنم الكذاب الذي كذب على أهل قريته في سبيل التسلية، وعندما احتاج لمساعدتهم لم يصدقوه وجرى ما جرى، ليدرك بعدها أن الكذب صفة سيئة في الإنسان ويلحق الضرر بصاحبه وبالآخرين أيضًا، عدا عن أن الشخص الكذاب يصبح مذموم ومنبوذ بين الناس.

    قصة الراعي الكذاب

    كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك شابٌ يعيش في قرية صغيرة يرعى أغنام أهلها في المروج الخضراء، وكان يقضي يومه منذ الصباح الباكر في حراسة قطيع الغنم من الذئاب، ثم يعود أدراجه إلى القرية مع حلول الظلام.

    وفي يوم من الأيام بينما كانت الأغنام تأكل وتشرب من ماء الجدول العذب، وتلهو في المروج المعشبة، كان الراعي يراقب ويراقب تلك الأغنام حتى أصبح يشعر بالملل والضجر، ولم يجد ما يسليه.

    فخطرت على باله فكرة أراد بها أن يرفه عن نفسه.

    فصعد إلى أعلى التلة وصرخ في صوت عالٍ: “النجدة… ساعدوني يا أهل القرية أرجوكم… فقد هجم الذئب على القطيع ويكاد أن يفترسها”.

    ولما سمع أهل القرية صوته هبوا لنجدته وحماية أغنامهم.

    ولكن عندما وصلوا ادعى الراعي الكذاب أن الذئب هرب لما رأى أهل القرية سينقضون عليه، وفعلًا انطلت الحيرة على أهل القرية، وعندما غادروا صار يضحك ويضحك، وظن أنه بهذه الفعلة يسلي نفسه.

    وفي اليوم التالي كرر الراعي فعلته، وصعد على التلة ونادى بأعلى صوته: “النجدة.. ساعدوني.. لقد عاد الذئب مرة أخرى ليفترس أغنامكم”.

    فهرع إليه أهل القرية كي ينقذوا أغنامهم، ولكن الراعي الكذاب احتال على أهل القرية الطيبين مرة أخرى، وادعى كذبًا أن الذئب هرب لما رآهم قادمين نحوه.

    ولكن أهل القرية ارتابوا من قوله، وشكوا في صدقه، فخشي الراعي الكذاب منهم لما رآهم غاضبين منه، وأعترف لهم بأنه كان يمزح معهم.

    ازداد أهل القرية غضبًا من الراعي ووبخوه لفعلته هذه، وعادوا إلى القرية منزعجين من مزاحه الثقيل، وأصبحوا يلقبونه في القرية بالكذاب.

    وذات يوم بينما كان الراعي الشاب يراقب قطيع الأغنام وهي تأكل العشب وتشرب الماء وتلهو في المرج.

    سمع كلبه ينبح بصوت عاٍل، فصعد بأقصى سرعته إلى أعلى التلة، وإذا بذئب ضخم يتسلل بين الصخور ليفترس القطيع.

    ففزع الراعي وبدء يصرخ: “النجدة أنقذوني… لقد أتى الذئب ليفترس أغنامكم، أرجوكم أسرعوا!”

    سمع أهل القرية ندائه، لكنهم لم يستجيبوا له، فقد ظنوا أنه يكذب كما في المرات السابقة.

    وصار الراعي يبكي ويصرخ ولكن لم يأبه لصراخه أحدًا، فصعد شجرةً كي ينجو بنفسه.

    ولكن الذئب بدء يهجم على الأغنام، والراعي يراقب من الأعلى وهو يصيح: “يا ويلتي.. يا ويلتي.. ففزعت الأغنام وبدأت بالهروب وتشتت القطيع، وبعد أن شبع الذئب غادر المكان”.

    لم يجرؤ الراعي الكذاب على النزول من فوق الشجرة خوفًا من أهل القرية، وبقي مكانه إلى غروب الشمس.

    وبعد أن حل الظلام قلق أهل القرية على أغنامهم، فقد تأخر القطيع عن العودة في الوقت المعتاد، لذا جمعوا أنفسهم وسارعوا بالذهاب إلى المرج ليطمئنوا على قطيعهم.

    فرأوا ما رأوه، وعلموا أن هذه المرة كان الراعي على حق، ولكن بعد فوات الأوان.

    غضب أهل القرية من الراعي الكذاب وقالوا له: “أرأيت أيها الراعي الكذاب ما هي عواقب الكذب، لو لم تكذب علينا في المرات السابقة لكنا صدقناك وأنقذنا القطيع من الذئب المفترس الذي كاد أن يفترسك أنت أيضًا”.

    شعر الراعي بسوء فعلته، واعترف بخطئه الذي كاد أن يودي بحياته، واعتذر من أهل قريته ووعدهم أنه لن يكذب مرة أخرى، لأنه تعلم أن خداع الناس في المزاح أو الكذب خلقٌ مذموم ونهايته وخيمة.

  • قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

    سأحكي لكم اليوم قصة الشقيقات الثلاث الاتي دخلت المحبة إلى منزلهن وقلبت حياتهن للأفضل رأسًا على عقب.

    قصة الشقيقات والعصافير الثلاث

    في يوم من ذات الايام وفي إحدى القرى النائية، كانت هناك فتاة جميلة طيبة اسمها ياسمينة تعيش مع شقيقاتها جوري ونرجس.

    لكن تلك الفتاتان لم يكن يتمتعن بصفات شقيقتهم ياسمينة الجميلة الطيبة.

    فقد كانتا جوري ونرجس مغرورتان قاسيتان أنانيتان، إضافة إلى أنهن يحقدن على شقيقتهن ياسمينة لجمالها وحسن طباعها ومحبة الآخرين لها.

    كانت الأخت الكبرى جوري جشعة تحب جمع المال وتوفيره لذا أجبرت شقيقتها ياسمينة أن تتوقف عن دراستها وتذهب للعمل في إحدى دكاكين القرية، وتقدم لأختها جوري المال دون أن تأخذ منه فلسًا واحدًا.

    أما عن الأخت الوسطى نرجس فكانت فتاة كسولة تلقي جميع مهام المنزل على عاتق شقيقتها الصغرى ياسمينة بعد عودتها مساءً من عملها.

    وكانت نرجس تحب أن تدرس وتجتهد في دراستها، ليس لحبها بالعلم والتعلم، إنما لتتعالا على نظيراتها في القرية والقريات المجاورة.

    وفي يوم من الأيام بينما كانت ياسمينة تَسقي أزهار الحديقة، شاهدت ثلاثة عصافير جميلة ملونة يقفون على غصن الشجرة يحدقون بها.

    أعجبت ياسمينة بتلك العصافير الملونة فاقتربت منهم بهدوء وأخذت تنظر إليهم هي الأخرى.

    بعدها سارعت إلى المنزل وأحضرت لهم الماء والطعام وقالت لهم: تفضلوا يا أصدقائي العصافير.. لا بد وأنكم تشعرون بالجوع.

    وبعد أن شبعوا حصل أمرًا غريب للغاية، فقد تكلم أحد العصافير وشكر ياسمينة على حسن ضيافتها.

    فقالت ياسمينة للعصافير: “تفضلوا يا أصدقائي إلى منزلي فلدينا الكثير من الحبوب هناك”.

    رد عليها أحد العصافير: “شكرًا أيتها الفتاة الطيبة، ولكننا لا نستطيع أن ندخل المنزل مجتمعين”.

    سألتهم ياسمينة باستغراب: “ولماذا؟”

    فأوضح لها أحد العصافير قائلًا: “نحن ثلاثة أصدقاء، فأنا اسمي (الثروة)، وهذا (النجاح)، والآخر هو (المحبة)، ويمكن لواحد منا فقط أن يدخل منزلكن، فاذهبي وتناقشي مع شقيقاتك من منا تُردن أن يدخل معك المنزل”.

    دخلت ياسمينة وأخبرت شقيقاتها بما قاله العصفور، فغمرت السعادة أختها الكبرى جوري وقالت: “يا له من شيء حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعو (الثروة)، دعيه يدخل ويملئ منزلنا بالثراء”.

    فخالفتها أختها نرجس قائلة: “لم لا ندعو (النجاح)؟ وهكذا سأنجح وأصبح أنا المتفوقة الوحيدة في هذه القرية”.

    وهنا كانت ياسمينة الطيبة تنظر إلى شجار شقيقاتها وهي واقفة في أحد زوايا المنزل فأسرعت باقتراحها قائلة: “أليس من الأجدر أن ندعو (المحبة)؟ فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب”.

    فردت عليها شقيقتيها بصوت واحد: “ما هذا الاقتراح الأبله، أصمتي أنتِ ولا تتدخلي بالأمر”.

    كل ذلك كان على مسمع من العصافير الثلاث، وعرفوا أن شقيقاتها مغرورتان طماعتان ولم يعيروا أي اهتمام لرغبة أختهم ياسمينة.

    بعدها اقتربوا من المنزل وطلبوا من ياسمينة أن تبدي اقتراحها، وسيأخذون في رأيها هي وحدها، وغير ذلك سوف يحلقون بعيدًا ولن يدخل أحدًا منهم على الإطلاق.

    فأجابتهم ياسمينة: “أنا أدعو عصفور المحبة ليتفضل إلى منزلي”.

    اقترب عصفور (المحبة) وبدأ بالطيران نحو المنزل، فاقترب العصفوران الآخران وتبعاه.

    اندهشت ياسمينة وقالت: “لقد دعوت عصفور (المحبة) فقط، فلماذا تدخلان معه؟”

    فرد عصفور (المحبة): “لو كنت دعوت أصدقائي (الثروة) أو (النجاح) لظل الاثنان الباقيان خارجًا، ولكن كونك دعوتني أنا (المحبة)، فأينما أذهب يذهبان معي”.

    وبعد أن دخلت المحبة حياة الشقيقات الثلاث أصبحن يتمتعن بصفاء القلب ومحبة الآخرين.

    فالأخت الكبرى جوري بعد أن كانت جشعة تحب جمع المال لنفسها، اشترت بمالها المدَّخر دكانًا لبيع الأقمشة، وبعدها أصبحت من أثرى سكان القرية.

    فكانت تنفق المال على شقيقتيها ليكملن دراستهن ويعشن عيشة هنيئة كريمة، كما أنها أصبحت تساعد كل محتاج أو فقير في قريتها أو حتى القريات المجاورة.

    وبعدها نجحت الأخت الوسطى نرجس في دراستها وأصبحت من أمهر الطبيبات في القرية، كما أنها باتت تقدم العلاج والدواء مجانًا للمرضى الفقراء والمحتاجين الذين لا يملكون ثمن العلاج.

    أما عن صديقتنا ياسمينة فقد أصبحت تنعم بمحبة شقيقاتها لها وعطفهم عليها، وأصبحت هي الفتاة المدللة التي لم تعد مسؤولة إلا عن دراستها فقط.

    وأما عن أعمال المنزل فقد كانت الفتيات الثلاث يتقاسمن المهام بأوقات فراغهن بكل محبة ومودة.

    بعد دخول المحبة إلى منزل تلك الفتيات أصبحت حياتهن مليئة بالعطف والرحمة، وبفضل المحبة حققن كلًا منهن أحلامهن وطموحاتهن، وتعلموا جميعهن أن أينما توجد المحبة، يوجد معها الثراء والنجاح.

    انتهت القصة

  • قصة الحطاب والكلب الوفي

    قصتنا اليوم يا أحبائي الصغار عن الحطاب والكلب الوفي الذي عرض حياته للخطر ليفتدي ابن الحطاب الصغير من موت محتم.

    (المزيد…)
  • قصة بائع الحليب الطماع … “مال الحليب للحليب ومال الماء للماء”

    سأروي لكم اليوم أحبائي الصغار قصة حمزة بائع الحليب الطماع الذي كان يغش الحليب ويبيعه للناس، وما هي عاقبة هذا الأمر. هل أنتم مستعدون يا أطفال؟ حسنًا هيا بنا.

    قصة بائع الحليب الطماع

    كان يا ما كان في إحدى القرى البعيدة كان هناك بائع حليب اسمه حمزة.

    كان حمزة رجلًا طيبًا ومخلصًا في عمله، وكان البائع حمزة متزوجًا من امرأة طماعة شجعة لا يعجبها العجب.

    وكان البائع حمزة يعيش في بيت صغير متواضع بناه من كده وكسبه، فقد كان يكسب رزقه من بيع حليب البقرة التي كان يرعاها في حظيرة منزله، حيث كان حمزة يحب عمله كثيرًا، لذا كان معروفًا ومحبوبًا من قبل جميع أهل القرية، وكان الجميع يشترون منه نظرًا للذاذة الحليب الذي يبيعه، وأمانته في البيع.

    وفي يوم من الأيام بعد ما أنتهى حمزة من عمله وباع كل ما لديه من الحليب، ذهب إلى منزله الصغير ليرتاح من مشقة التجوال بين أروقة القرية.

    وكانت زوجته تجلس مع جارتها زوجة بائع الأقمشة الثري، فرحَّب بها حمزة ودخل إلى غرفته ليرتاح قليلًا.

    وبعد ما رحلت الجارة دخلت زوجة حمزة إلى غرفته وعلى وجهها علامات الاعتراض والتمرد على وضع معيشتها.

    فسألها حمزة: “ما بك يا زوجتي العزيزة؟”

    أجابته بصوت حاد: “وتسألني ما بك وأنا أعيش في هذا البيت المقرف؟ يجب عليك أن توسع عملك وتحسن من حياتنا نحو الأفضل.. فالوضع أصبح لا يطاق، انظر إلى جارنا تاجر القماش.. لقد أهدى زوجته بعد مجيئه من السفر قطع من القماش الحريرية الثمينة، وحليٌّ وعطور، وقريبًا سوف يشتري لها منزلًا جميلًا واسعًا”.

    فرد عليها بائع الحليب: “وماذا عساي أن أفعل أكثر من ذلك؟.. لا أملك سوى بقرة واحدة أحلبها كل يوم وأذهب وأبيع الحليب في أرجاء القرية وأتقوت من ثمنه”.

    فقالت له زوجته: “لما لا تضيف بعضًا من الماء إلى الحليب وتضاعف كميته.. وبالتالي سوف يتضاعف ثمنه”.

    بائع الحليب: “وكيف لي أن أغش الحليب بالماء… هذا اسمه غش وحرام، لن أستطيع أن أغش الناس الذين يشهدون لي بأخلاقي وأمانتي”.

    الزوجة: “يا زوجي العزيز.. قليلًا من الماء فوق الحليب لن يضر في شيئ ولن يستطيع أحدًا من أهل القرية أن يكشف أمرك، وعندما يصبح لدينا ما يكفينا من المال وتصبح تاجرًا ثريًا وصاحب أكبر متجر أقمشة في هذه القرية، يمكنك أن تترك هذا العمل المتعب وتتفرغ لتجارتك الجديدة”.

    تمكن الشيطان من أفكار بائع الحليب وانساق وراء رغبة زوجته طمعًا بالمال والجاه.

    وفي صباح اليوم التالي قام حمزة وزوجته بحلب البقرة، ثم أضافوا ماءً فوق الحليب بنفس الكمية، أي أصبح لديهم بدل جرة الحليب جرتان اثنتان.

    وبعدها انطلق حمزة كعادته ليبيع الحليب في القرية.

    ومع حلول الظلام عاد حمزة إلى بيته فرحًا ببيع جميع ما لديه من الحليب، وجلس هو وزوجته يعدّون ما قد جمعه من النقود من خلال بيع الحليب المغشوش، فقد كان مقدار المال مضاعف عن مقداره في الأيام السابقة.

    فقالت الزوجة: “أرأيت يا زوجي العزيز… سوف نصبح أثرياء بمدة قصيرة جدًا إذا بقي الأمر على ما يرام”.

    اعتاد بائح الحليب الطماع على غش الحليب بالماء، ولم يعد يفكر لا بأخلاق ولا بأمانة بعد أن عُميت بصيرته بالمال الوفير. واستمر على هذا النحو بضعة أشهر إلى أن جمع مبلغًا كبيرًا من المال.

    وفي أحد الأيام جلس بائع الحليب وزوجته يحصون المال الذي جُمع من بيع الحليب المغشوش، وبعد أن وجدوه مبلغًا لا بأس به قرروا الذهاب في رحلة بحرية إلى البلد الذي يسافر عليه جارهم تاجر الأقمشة ليتسوقوا من هناك بعض الأقمشة الثمينة، ويبيعونها في القرية بأضعاف مضاعفة.

    صعد بائع الحليب الطماع وزوجته على متن السفينة وبدأت رحلتهم المنتظرة وهم في قمة الفرح والانبساط.

    ولكن هذا لم يدم طويلًا، فقد هبت عاصفة قوية وهم في عرض البحر وبدأت الأمواج تعلو وتقذف بالسفينة يمينًا ويسارًا إلى أن أغرقتها بالكامل، وأصبح كل من فيها من عتاد وبضائع ورجال ونساء طافية فوق سطح الماء.

    فالبعض تعلق بشيء ينجيه مثل لوح خشبي أو ما شابه ذلك، ومنهم من غرق ومات ومن بينهم زوجة حمزة بائع الحليب، أما حمزة فوجد لوحًا خشبيًا وتمسك به حتى وصل إلى الشاطئ.

    بقي حمزة على الشاطئ مدة طويلة ينتظر قدوم زوجته، ولكنه تأكد عند تأخر الوقت أنها قد غرقت وماتت مثل معظم ركاب السفينة.

    شکر حمزة الله وحمده علی نجاته من الغرق المحتم، وبعد أن استعاد أنفاسه تذكر كيس نقوده الذي جمعه من خلال بيع الحليب المغشوش، وأيقن أنه غرق في الماء مع زوجته وأصبح في أعماق البحر.

    عاد بائع الحليب إلى منزله المتواضع، ونظر متأملًا ما قد حصل معه، وقال في نفسه، لم يبق لي شيئًا من المال الذي جنيته من بيع الحليب المغشوش، لأنه جني من المكسب الحرام وخديعة الناس ولكن لا بأس لدي ما أستطيع من خلالها أن أبدأ حياة جديدة بصدق وأمانة وهي بقرتي العزيزة.

    ثم قال مقولته الشهيرة: “مال الحليب للحليب ومال الماء للماء”.

    وهذا يعني يا أعزائي الصغار أن الطمع ضر ما نفع، وأن المال الذي كسبه البائح من بيع الحليب بقي كما هو، أما المال الذي كسبه بسهولة عن طريق الغش بالماء فقد غرق في الماء لأنه كسب حرام، والكسب الحرام لا يدوم ومصيره الزوال لا محالة، والصدق والأمانة هما الطريق إلى السعادة وتحقيق الطموحات.

    انتهت القصة…

  • قصة الغزالة الذكية

    مرحبًا يا أصدقائي الصغار… سأحكي لكم اليوم قصة الغزالة الذكية التي استطاعت بذكائها أن تعبر النهر وهو مليء بالتماسيح لإنقاذ صديقها الحصان.

    قصة الغزالة الذكية

    في إحدى الغابات الجميلة كانت تعيش هناك غزالة صغيرة تحب اللعب والمرح كثيرًا مع أصدقائها الحيوانات، وخاصة مع صديقها المفضل الحصان الطيب.

    اعتادت الغزالة أن تكون بصحبة صديقها الحصان في كل مكان، فقد كانا يزوران أصدقائهم الحيوانات، ويلعبان ويلهوان ويتناولا طعامهما معًا، وكانت جميع حيوانات الغابة تُسعد بتلك الصداقة بين الحصان والغزالة.

    وفي يوم من الأيام بينما كانت الغزالة تلهو وتركض مع صديقها الحصان وراء الفراشات الملونة تعثر الحصان بجذع شجرة كبيرة ووقع على الأرض جريحًا.

    سارعت الغزالة نحو صديقها الحصان لمساعدته فوجدت قدمه تنزف ولم يكن بمقدوره أن يقف عليها، حزنت الغزالة على ذاك الحصان الطيب وحاولت أن تفعل له شيئًا ولكنها لم تستطع.

    فكرت الغزالة الصغيرة مليًا وقالت للحصان: انتظرني هنا يا صديقي سأذهب وأطلب المساعدة من أصدقائنا في الغابة، لا تقلق يا عزيزي.. دقائق قليلة وسأعود إليك بالمساعدة.

    ذهبت الغزالة وأخبرت جميع أصدقائها في الغابة وقالت لهم: هيااا تجمعوا أيها الأصدقاء، فأنا أحتاج إلى مساعدتكم، صديقنا الحصان الطيب وقع جريحًا على الأرض ويحتاج إلى من يحمله إلى بيته، سارعوا نحوه وأنا سأذهب لأحضر حكيم الغابة وألحق بكم إلى هناك.

    وبالفعل ذهبت حيوانات الغابة وحملوا الحصان الجريح إلى بيته.

    وسرعان ما وصلت الغزالة الصغيرة إلى هناك ومعها حكيم الغابة، وحينها وجدوا الحصان المسكين يصرخ من شدة ألمه.

    كشف الحكيم عن جرح الحصان ونظفه وقال للغزالة: إنني أحتاج إلى بعض الأعشاب الطبية كي أضمد بها جرح الحصان، وإلا لن يستطيع بعدها الوقوف على قدمه.

    قالت الغزالة للحكيم: سوف أذهب وأحضر تلك الأعشاب الطبية من الغابة على الفور.

    الحكيم: على مهلك يا صغيرتي.. الأمر ليس بتلك السهولة، لن تجدي تلك الأعشاب الطبية إلا على الضفة الأخرى من النهر، وأنت لن تستطيعين عبور النهر لأنه مليء بالتماسيح المفترسة، فهم خطيرون جدًا وقد يلتهمونك بأي لحظة، لذا لا تخاطري بحياتك وتكوني فريسة لتلك التماسيح.

    قالت الغزالة: لا عليك أيها الحكيم.. سوف أتدبر أمري، المهم أن أحصل على تلك الأعشاب بأي ثمن كي يتعافى صديقي العزيز، وسأكون حذرة جدًا.. لا تقلق.

    سارعت الغزالة الصغيرة متجهة نحو النهر وهي تقول في نفسها: كيف يمكن لي الذهاب إلى الضفة الأخرى دون أن تفترسني تماسيح النهر؟ يجب أن أفكر في خطة ما تمكنني من عبور النهر ذهابًا وإيابًا بسلام.

    وبعد تفكير عميق خطرت على بال الغزالة فكرة ذكية.

    وبعدها وصلت الغزالة إلى النهر، فشاهدت أحد التماسيح يسبح قريبًا من الضفة، وما إن شاهدها توجه نحوها فاتحًا فمه الكبير منتظرًا قدومها إلى الماء.

    اقتربت الغزالة أكثر من ضفة النهر ولوحت للتمساح بيدها.

    فجاءها التمساح مسرعًا وهو يقول في نفسه: يا لها من وجبة لذيذة سوف أستمتع جدًا بطعمها اللذيذ، فأنا أحب لحم الغزلان كثيرًا.

    وحين اقترب التمساح قالت له الغزالة: مرحبًا يا صديقي.

    رد عليها التمساح: أهلًا يا عزيزتي الغزالة هل تريدين المساعدة؟ إن أردت السباحة سوف أساعدك على ذلك وأعلمك كيف تطوفين على وجه الماء.

    فهمت الغزالة الصغيرة قصد التمساح وقالت: لا.. ليس لدي الوقت الكافي كي ألهو في الماء اليوم، لقد أمرني الأسد ملك الغابة أن آتي إلى النهر وأحصي عدد التماسيح الموجودة فيه، لأن اليوم عيد ميلاد ابنه وسوف يقدم الطعام الشهي لكل حيوانات الغابة، وبعدها ستحصل أنت ورفاقك التماسيح على كمية كبيرة من الطعام إن قلت لي كم عددكم الإجمالي.

    وعندما سمع التمساح الشره بهدية الملك فرح كثيرًا وأخذ ينادي كل التماسيح الموجودة في النهر، وقال للغزالة: ها قد جمعت لكِ جميع تماسيح النهر، يمكنك عدهم الآن.

    ردت الغزالة عليه بذكاء وقالت: لا يمكنني أن أعدهم بهذه الطريقة، أخشى أن أخطأ في العد، وعندها لن تكون وجبات الطعام التي سوف يرسلها ملك الغابة كافية لك ولرفاقك التماسيح.

    اقتنع التمساح الغبي بكلام الغزالة وقال لها: ما الحل إذًا؟

    فقالت الغزالة: يجب عليكم جميعًا أن تصطفوا بخط مستقيم على عرض النهر، من هذه الضفة إلى الضفة الأخرى كي أستطيع أن أحصي عددكم بدقة.

    أمر التمساح جميع التماسيح أن يصطفوا مثلما طلبت منهم الغزالة، وعلى الفور قفزت الغزالة الصغيرة على التمساح الأول وقالت: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة……. ثلاثون.

    وبهذه الطريقة وصلت الغزالة الذكية إلى الطرف الثاني من النهر بسلاسة، ثم قالت للتماسيح: انتظروني قليلًا.. أريد أن أجمع لملك الغابة بعضًا من الزهور الجميلة وأقدمها له باسمكم تعبيرًا عن امتنانكم له.

    وبسرعة كبيرة قطفت الغزالة الأعشاب الطبية التي طلبها منها حكيم الغابة، وعادت على الفور إلى الضفة الأخرى بنفس الطريقة السابقة.

    وبعدها قال لها التمساح: كمْ عدد التماسيح الموجودة في النهر؟

    فقالت له الغزالة بعد أن أصبحت في بر الأمان وهي تضحك: لا يهم كم عددكم، المهم أن عددكم كاف لأعبر النهر من خلالكم، يا لكم من تماسيح غبية شجعة، وغادرت المكان حاملة الأعشاب الطبية دون أن يمسها مكروه.

    وصلت الغزالة الذكية إلى بيت صديقها الحصان الذي كان ألمه قد اشتد أكثر وأكثر في غيابها، وبعدها أعطت الأعشاب الطبية إلى الحكيم ليسرع في تضميد جراح الحصان، ثم أثنى عليها الجميع وشكروها على ذكائها وشجاعتها.

    وبعد يومين أو أكثر من الحادثة تعافى الحصان الطيب ونهض محاولًا الوقوف على قدميه، ثم بدأ بالمشي متمهلًا دونما أي ألم.

    فرح الحصان كثيرًا لاسترداده عافيته، وتوجه للغزالة وقال لها: شكرًا جزيلًا يا صديقتي العزيزة، لقد عرضت نفسك للخطر في سبيل أن أُشفى وأستعيد عافيتي، أنا ممتنٌ لك ما حييت.

    فرحت الغزالة بشفاء صديقها الحصان، وعادوا إلى الغابة يلعبون ويلهون معًا كالسابق، وبفضل ذكاء الغزالة الصغيرة وإخلاصها لصديقها الحصان، كسبت محبة جميع حيوانات الغابة وتقديرهم واحترامهم، كما وأصبحت الصديقة المميزة والمفضلة لدى الجميع.

  • قصة العنزات الثلاث والوحش

    سنروي لكم أعزائي الصغار قصة جميلة فيها عبرة، وهي قصة العنزات الثلاث الذين تمكنوا بشجاعتهم وذكائهم ووحدتهم بتحقيق أهدافهم والقضاء على الوحش الشرير.

    قصة العنزات الثلاث والوحش

    كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك في وسط الغابة الخضراء يعيش قطيعًا صغيرًا من الماعز، وكان هذا القطيع مكونًا من ثلاثة أفراد، أكبرهم تيسٌ ضخم ذو قرنين كبيرتين حادتين، والثاني هي العنزة اللطيفة المتوسطة الحجم، والثالث هو جدي صغيرٌ ذكي.

    كانت تلك العنزات الثلاث سعيدة للغاية، وكانوا يحبون اللهو واللعب بين الأشجار، وتناول الطعام من الأعشاب الوفيرة معًا.

    وعندما جاء فصل الصيف واشتدت حرارة الطقس، يبست الأعشاب الخضراء وأصبحت الغابة أرض قاحلة لا يوجد فيها ما يسد رمق تلك العنزات الثلاث المساكين.

    فقال التيس الضخم لرفاقه: علينا أن نغادر هذه الغابة ونبحث عن أرض وافرة أخرى، وإلا سنهلك من شدة الجوع.

    فقالت له العنزة اللطيفة: هناك مرجًا أخضرًا وافرًا بالأعشاب الخضراء على الضفة الأخرى من النهر، ويمكننا أن نرعى منه متى نشاء. ولكن هناك مشكلة…

    رد عليها الجدي الصغير متسائلًا: وما هي المشكلة يا صديقتي؟

    قالت له العنزة: لنصل إلى الضفة الأخرى من النهر علينا أن نعبر الجسر الخشبي أولًا، وهناك وحش شرير يصطاد كل من يريد العبور ليصل إلى تلك الغابة.

    فقال الجدي الصغير: لا بأس يا أصدقائي.. علينا أن نفكر في خطة محكمة لنتخلص فيها من أذى ذلك الوحش الشرير وننعم جميعًا من خيرات تلك الغابة.

    تحمست العنزات الثلاث للخطة واتجهوا نحو الضفة الأخرى من النهر بحثًا عن الطعام والشراب قبل أن يموتوا جوعًا وعطشًا، ولكنهم كانوا قلقين بعض الشيء من ذلك الوحش الشرير الذي يسكن الجسر الخشبي.

    وعندما وصلت العنزات الثلاث إلى الجسر بدأ الجدي الصغير بالعبور أولًا، وبقيت العنزة اللطيفة والتيس الضخم ينتظران ما سوف يحدث.

    تابع الجدي الصغير مسيره متمهلًا على ذلك الجسر الخشبي، فشاهد الوحش الذي تكلمت عنه العنزة اللطيفة مستلقيًا في عرض الجسر ومستغرقًا في نوم عميق، ولكنه كان قاطعًا الطريق على كل من يريد العبور.

    حاول الجدي الصغير أن يعبر الجسر دون أن يشعر به الوحش ولكنه لم ينجح في ذلك، فقد تعثر أثناء قفزه من فوق الوحش ووقع ساقطًا فوقه.

    سرعان ما انقض عليه الوحش وقال فرحًا: يا لها من فرصة سعيدة، فأنا لم أتناول الطعام منذ البارحة، معدتي الخاوية سوف تُسعد بهذا الإفطار اللذيذ.

    صرخ الجدي الصغير بصوت مرتعد: انتظر لحظة أيها الوحش الكبير… أنت تقول أنك جائع جدًا وأنا كما ترى جدي صغير جدًا، ولن أسد جوعك إن التهمتني، لذلك سوف تلحق بي عنزة لذيذة أكبر وأطيب مني، يمكنك أن تأكلها إن شئت.

    اقتنع الوحش الشرير بفكرة الجدي الصغير وتركه يعبر الجسر متجهًا نحو الضفة الأخرى من النهر، وجلس منتظرًا مجيء العنزة اللذيذة.

    جاء دور العنزة اللطيفة بالعبور، وعندما رآها الوحش قطع عليها الطريق لينال منها.

    فقالت له العنزة اللطيفة وهي تمثل المرض: أرجوك أيها الوحش الطيب أنا عنزة عجوز مريضة، وإن قتلتني وتناولت لحمي سوف تصاب بالعدوى وتصبح مريضًا مثلي، ولم يعد بإمكانك أن تصطاد ثانية وسوف ينتهي بك الأمر أن تموت من شدة المرض والجوع.

    وقع الوحش في حيرة من أمره، فقطعت العنزة عليه تفكيره وقالت له: سوف يمر من بعدي تيس سمين ولحمه أطيب من لحمي، يمكنك أن تأكله وتوفر بعضًا من لحمه لوجبة العشاء ولكن اتركني أعبر الجسر، واختبئ أنت قبل أن يشعر أنك تنتظره.

    استطاعت العنزة اللطيفة أن تقنع الوحش الشجع بإسلوبها الذكي، وعبرت الجسر ووصلت إلى الضفة الأخرى بسلام، وأخذ الوحش ينتظر وليمته الموعودة بفارغ الصبر. والآن جاء دور التيس الضخم بالعبور.

    بدأ التيس الضخم بعبور الجسر متبخترًا إلى أن وصل إلى مكان الوحش، وكان الوحش فرحًا مستبشرًا بوجبة الإفطار اللذيذة التي سوف يتناولها بعد أن يقضي على التيس الشجاع.

    المفاجأة أن التيس لم يكن سهل المنال كما كان يظن الوحش الشرير. وبمجرد ما استعد الوحش للانقضاض، باغته التيس الشجاع بنطحة قاضية بقرنيه القويان على بطنه أسقتطه ميتًا وسط النهر، وفي الوقت ذاته جاء تمساح كبير والتهمه ولم يبق منه شيئًا.

    فرحت العنزات الثلاث بنجاح خطتهم التي خلَّصتهم وخلَّصت جميع حيوانات الغابة من أذى ذلك الوحش الشرير إلى الأبد.

    وعاشت العنزات الثلاث في المرج الأخضر في سعادة وسلام، وذلك بفضل ذكائهم وشجاعتهم، إضافة إلى أنهم لم يستسلموا أمام الصعاب التي واجهتم، بل كافحوا من أجل تحقيق هدفهم، وكانوا أيضًا يد واحدة في نصرة الخير على الشر والأذى.

    انتهت القصة..

  • الجامعات السعودية – الحكومية والأهلية

    هناك عدد كبير من الجامعات السعودية الحكومية والخاصة موزعة في مختلف أرجاء المملكة، حيث يبلغ عدد جامعات المملكة العربية السعودية 44 جامعة، 30 جامعة حكومية، و14 جامعة أهلية أو خاصة، إضافة إلى 14 كلية، وأكاديميتين للطيران، و7 كليات عسكرية.

    (المزيد…)
  • دع الأيام تفعل ما تشاء – رائعة الإمام الشافعي ونصيحته

    دع الأيام تفعل ما تشاء، هي من أروع قصائد الإمام الشافعي رحمه الله التي لا تزال تعيش بين الناس إلى يومنا هذا. فقد تجلت في هذه القصيدة حكمته وحذاقته بأسلوب حكيم وسلس قاصد به النصح والإرشاد، حيث أوضح في بدايتها أن لا بد من التسليم والإيمان بقضاء الله وقدره، وأشار إلى النهي عن الجزع من حوادث الدنيا ولزوم الصبر على أهوالها، لأن هذه الحوادث مقدرة من الله.

    (المزيد…)