مجلتك – magltk.com

التصنيف: قصص أطفال

  • قصة الأرنب الكريم والشجرة العجيبة

    هل تعرفون يا أعزائي الصغار قصة الأرنب الكريم الذي آثر أصدقاءه عن نفسه وأولاده وأنقذهم من الموت جوعًا؟ حسنًا سوف أرويها لكم بكل سرور… تعالوا معي.

    قصة الأرنب الكريم والشجرة العجيبة

    ذات مرة.. وفي إحدى الغابات البعيدة كان يعيش هناك أرنبٌ طيب مع عائلته في جحر صغير، وكانت هذه العائلة الصغيرة تعيش سعادة مطلقة باللهو واللعب وسط المروج والأعشاب الخضراء.

    وذات يوم من أيام الشتاء القارصة اشتد البرد، وهطلت الثلوج وبدأ الصقيع يغطي أرجاء الغابة بأكملها، وأصبحت الغابة موحشة وخالية من الحيوانات والطيور، فالجميع في منازلهم مختبئين من قساوة الطقس وقوة الرياح.

    وفي هذه الأثناء كان الأرنب الطيب وعائلته الصغيرة يشعرون بالجوع الشديد، وبعد عدة محاولات للأرنب في البحث عن الطعام قريبًا من جحره، لم ينجح في ذلك، فالغابة قد غلب عليها الصقيع ولم يبقى فيها شيئًا يصلح للأكل.

    جلس الأرنب في بيته وهو يسمع شكوى أطفاله الجياع، فقال لزوجته: يجب أن أجد طريقة لأحضر فيها الطعام لكِ ولأطفالنا الصغار، لذا سوف أذهب في الصباح إلى الغابات المجاورة بحثًا عن شيئ يسد رمقنا ريثما تنتهي هذه العاصفة الثلجية.

    فقالت له زوجته: ولكنني أخشى عليك من البرد القارس، ومن الحيوانات الضارية التي قد تفترسك بعد جوعها الطويل.

    الأرنب: لا تقلقي عليَّ يا عزيزتي، سوف أنتبه إلى نفسي جيدًا وأعود إليكم ومعي الطعام الشهي بإذن الله.

    وبالفعل… ما أن بزغ نور الفجر إلا وكان الأرنب الطيب قد حمل حقيبته وغادر منزله بحثًا عن الطعام لعائلته وسط الرياح والثلوج والصقيع، وأخذ يتعثر تارة ويمشي ويقفز تارة أخرى إلى أن ابتعد كثيرًا عن جحره وغابته.

    وأثناء بحثه في أحد الغابات المجاورة رأى من بعيد شجرة كبيرة محملة بالتفاح الأحمر اللذيذ.

    طار الأرنب فرحًا وركض مسرعًا نحو الشجرة وأخذ يقطف التفاح ويضع في حقيبته، واستمر في القطف إلى أن امتلأت حقيبته بتلك التفاحات الحمراء الشهية.

    عاد الأرنب أدراجه بفرحة عارمة جعلته ينسى قساوة الطقس وقوة الرياح، وفي طريقه صادف سلحفاة عجوز تمشي بصعوبة وبطىء فوق الصقيع.

    فقال لها الأرنب: مرحبًا أيتها السلحفاة… ما الذي أتى بك إلى هنا في هذا الطقس البارد؟

    أجابته السلحفاة: خرجت أبحث عن شيء لآكله، فأنا مريضة وجائعة جدًا ولم أتذوق الطعام منذ يومين.

    شفق الأرنب عليها، وقال لها: لا بأس عليك أيتها السلحفاة.. خذي بعضًا من هذه التفاحات اللذيذة، إنها تكفيك لبضعة أيام ريثما تنتهي هذه العاصفة.

    شكرت السلحفاة العجوز ذلك الأرنب الكريم وعادت فرحة هي الأخرى لحصولها على بعضًا من الطعام كي تسد رمقها فيه.

    وقبل أن يقترب الأرنب الطيب من الوصول إلى غابته صادف خروف كبير يمشي ويتعثر فوق الصقيع من ثقل وزنه وكبر حجمه.

    فقال له الأرنب: لم أنت هنا يا صديقي الخروف؟ هل تبحث عن الطعام أنت أيضًا؟

    أجابه الخروف بصوت حزين: أجل يا صديقي.. إن زوجتي وأطفالي جياع ولم أجد ما أطعمهم إياه منذ أن بدأت هذه العاصفة.

    حزن الأرنب الطيب على صديقه الخروف، وتذكر زوجته وأطفاله وهم يتضورون جوعًا.

    وقال للخروف: لا عليك يا صديقي سوف أتقاسم معك هذه التفاحات اللذيذة، خذهم واذهب إلى بيتك لتطعم أطفالك وزوجتك، وتُسعد برؤيتهم وهم يأكلون ويشبعون.

    شكر الخروف الأرنب على كرمه وحسن معاملته، ومضى كلًا منهم في طريق.

    وبينما كان الأرنب في طريقه إلى الجحر حصل ما لم يتوقعه على الإطلاق.

    فقد كانت حقيبة الأرنب التي يحملها بالية ومهترئة، لذا تساقط ما تبقى من التفاح في الطريق واحدة تلو الأخرى دون أن يشعر الأرنب أو ينتبه لذلك.

    وقبل وصول الأرنب المسكين إلى جحره لاحظ أن حقيبة التفاح بدت أخف وزنًا، ففتحها مستغربًا، وإذ بها خالية من التفاح تمامًا، ولم يتبقى بها ولا حتى تفاحة واحدة.

    حزن الأرنب الطيب حزنًا شديدًا وجلس بجانب شجرة كبيرة في حالة يرثى لها وهو يتحدث مع نفسه ويقول: يا إلهي ماذا أفعل الآن؟.. لم تعد قواي تساعدني على أن أذهب مرة أخرى لأقطف المزيد من التفاح في هذا البرد القارص، ولا يمكنني أيضًا أن أذهب إلى البيت وأنا خالي اليدين وزوجتي وأطفالي ينتظرون مني أن أحضر لهم الطعام بفارغ الصبر… يا رب ساعدني.. ماذا عساي أن أفعل؟

    وبينما كان الأرنب جالسًا حزينًا يضرب أخماسه بأسداسه سمع صوتًا يناديه: أنت أيها الأرنب الطيب… لا تقلق سوف أساعدك…

    ارتعد الأرنب خوفًا، وأخذ يتلفت حوله ولكنه لم يرى أحدًا في المكان، وظن نفسه أنه يهذي واستمر بالجلوس قرب الشجرة الكبيرة وهو يفكر.

    وبعد بضع دقائق عاد ذاك الصوت الغريب الذي ناداه قبل قليل قائلًا: أيها الأرنب الكريم أنظر إلي، أنا الشجرة التي تجلس بجانبها.

    وقف الأرنب مندهشًا وقال لها: ماذا تريدين مني أيتها الشجرة.

    أجابته الشجرة: لقد حدثني عنك أصدقائي الطيور، وأخبروني عن طيبتك وأخلاقك النبيلة عندما قدمت الطعام للسلحفاة والخروف، وكيف تمزقت حقيبتك وفقدت كل ما تبقى من التفاح اللذيذ.

    دهش الأرنب كثيرًا وقال للشجرة: كلامك صحيح أيتها الشجرة وهذا ما حصل معي بالضبط، والآن أنا في مأزق كبير ولا أدري ماذا أفعل.

    أجابته الشجرة: لا تقلق أيها الأرنب الكريم… أنا سوف أساعدك.

    الأرنب: أحقًا سوف تساعدينني أيتها الشجرة الطيبة؟.. ولكن كيف لك ذلك؟

    الشجرة: أنا أمتلك أغصانًا سحرية تفعل لي ما أشاء، وسآمرها الآن أن تطرح لك بعضًا من الفاكهة اللذيذة لتقطف منها ما شئت.

    وما أن أنهت الشجرة كلامها إلا ورأى الأرنب أغصان الشجرة محملة بما لذ وطاب من أنواع الفاكهة المختلفة.

    ذهل الأرنب لما رآه من تلك الشجرة العجيبة، وظن نفسه وكأنه يحلم.

    فقالت له الشجرة: ليس لديك متسع من الوقت كي تتفاجأ وتفكر، فأغصاني الخضراء سوف تعود يابسة كما كانت بعد بضع دقائق، لذا لا تضيع الوقت بالتفكير وسارع بقطف الثمار.

    خلع الأرنب وشاحه وبدأ يقطف الثمار الشهية من الشجرة ويضعها في الوشاح، وبعد ما امتلأ بالأنواع المختلفة من الثمار عاد الأغصان إلى ما كانت عليه والثلج بدأ يكسوها من جديد.

    شكر الأرنب الشجرة شكرًا جزيلًا وحمل الوشاح بإحكام وانطلق مسرعًا قاصد جحره الصغير.

    وصل الأرنب الكريم إلى جحره أخيرًا، فوجد زوجته وأطفاله ينتظرونه بلهفة شديدة، فقد كادوا أن يموتوا جوعًا.

    أخرج الأرنب الثمار اللذيذة ووضعها أمام زوجته وأطفاله، ثم بدأوا يأكلون ويأكلون وهو ينظر إليهم والفرحة تغمر قلبه.

    وبعد أن شبعوا جميعًا قص على زوجته ما حدث معه في تلك المغامرة العجيبة.

    فقالت له زوجته: حمدًا لله يا زوجي العزيز، لقد كافأك الله بهذه الشجرة العجيبة لأنك كنت طيب القلب كريم النفس مع الآخرين، والخير الذي تمنيته للسلحفاة والخروف عوضك الله به أضعاف مضاعفة، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

    شكر الأرنب الكريم الله على نعمته وكرمه، وعلَّم أطفاله الصغار أن يكونوا دائمًا عونًا للمساكين والمحتاجين، وأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين، وعلمهم أيضًا أن من يتمنى الخير لجاره يجده في داره.

  • قصة أليس في بلاد العجائب – من جحر الأرنب إلى عالم الخيال

    قصة أليس في بلاد العجائب هي تحفة أدبية خُطَّت بقلم العالم والمؤلف لويس كارول عام 1865م. اتسمت هذه الرواية بالخيال المطلق، حيث شبهت أحداثها بالأحلام المشفرة واللا منطقية. ترجمت إلى أكثر من 174 لغة حول العالم ومن بينها العربية واليابانية، فاكتسبت شعبيةً كبيرة بين الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، لتصبح بعد ذلك من أكثر القصص الخيالية شهرةً في العالم، مما جعلها مادة دسمة للإنتاج والتمثيل، حيث قام العديد من المنتجين وصناع السينما بتحويلها إلى أعمال فنية على مر السنين.

    (المزيد…)
  • قصة بائعة الكبريت The Little Match Girl – الفتاة التي أنقذها الموت

    ولدت من مخيلة الكاتب، ونهضت من بين أوراقه لتجوب العالم بأسره، وتموت في كل بقعة من بقاع الأرض إلى يومنا هذا. نعم.. هي قصة بائعة الكبريت التي مثَّلت آلاف الأطفال الذين قَضَوا نَحبَهم في وسطٍ انعدمت فيه الإنسانية، وجفت مشاعر الرحمة والعطف في قلوب البشر.

    (المزيد…)
  • قصة سندريلا Cinderella … بين الحقيقة والخيال (حقائق خفية تعرف عليها الآن)

    ماذا تعرف عن قصة سندريلا؟ وهل سألت نفسك يومًا هل قصة سندريلا حقيقة أم من نسج الخيال؟ أو ما هي الخفايا الحقيقية للقصة؟

    (المزيد…)
  • قصة سنو وايت والأقزام السبعة – أول فيلم رسوم متحركة في التاريخ

    قصة سنو وايت والأقزام السبعة هي قصة خيالية أوربية خطت بيد الكاتبان الألمانيان الأخوان جريم عام 1812م، وبعدها أنتجتها شركة والت ديزني عام 1937م، لتصبح قصة سنو وايت والأقزام السبعة أول فيلم رسوم متحركة طويل في التاريخ، ومنذ ذلك الحين تم تبنيها في جميع أنحاء العالم، حيث تعدد إنتاج هذه القصة وكتابتها بعدة لغات لتصنف واحدة من أشهر القصص الخيالية التي نعرفها اليوم.

    (المزيد…)
  • قصة علاء الدين والمصباح السحري – مزيج من الواقع والخيال من الشرق إلى الغرب

    رُويت بلسانٍ عربي، وخُطت بقلمٍ فرنسي لتصبح من أشهر روائع كتاب ألف ليلة وليلة الذي ألفه المستشرق وعالم الآثار الفرنسي أنطوان جالان. هي قصة علاء الدين والمصباح السحري التي امتزج بها الواقع مع الخيال، حيث نسبت شخصيتها الرئيسية إلى شخص حقيقي وذلك بعد أن أدخل الكثير من واقعه على القصة عندما رواها، كما تمت ترجمتها إلى العديد من لغات العالم، مما دفع المنتجين إلى إخراجها في السينمات العربية والأجنبية على حدٍ سواء لتصبح بعد ذلك واحدة من أشهر القصص الخيالية على مر العصور.

    (المزيد…)
  • قصة من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

    سنحكي اليوم يا أطفالي الحلوين قصة الثعلب الماكر الذي حفر حفرة لصديقه الحمار ووقع فيها.

    قصة من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

    في يومًا من ذات الأيام وفي أحد الغابات البعيدة اتفق الثعلب والحمار على أن يخرجا معًا للبحث عن الطعام.

    وبعد أن سارا مسافة طويلة شاهدا أسدًا قادمًا نحوهما، فتملّكهما رعب شديد، وتمسمر كل منهما في مكانه من شدة الخوف.

    فكر الثعلب والحمار في الهرب، لكنّهما خافا أن يلحق الأسد بهما ويدركهما.

    فاستعمل الثعلب دهائه وفكر قليلًا إلى أن اهتدى إلى حيلة ماكرة.

    فقال الثعلب للحمار: انتظرني وسوف أخلصك من هذا المأزق بسهولة.

    توجه الثعلب إلى الأسد وقال له: أيها الأسد سوف أساعدك في الإيقاع بالحمار إذا وعدتني ألا تمسّني بسوء.

    فقال الأسد: وكيف ستوقع بالحمار؟

    أجابه الثعلب: سوف ترى حالًا ماذا سأفعل يا ملك الغابة.

    وافق الأسد على الاتفاقية التي عرضها عليه الثعلب، لذلك تركه يعود إلى الحمار دون أن يمسه بسوء.

    فلمّا رآه الحمار قال له: فيما كنتما تتهامسان يا صديقي العزيز؟

    فقال الثعلب كاذبًا: كنت أعقد معه اتفاقًا ليتركنا نمضي في حال سبيلنا.

    ردَّ الحمار: وما هو المقابل يا ترى؟

    قال الثعلب: لقد اتفقت معه أن أعوضه بوجبة لذيذة فيما بعد.

    بعدها قاد الثعلب الماكر صديقه الحمار الطيب إلى حفرة كبيرة مغطاة بأكملها بالأعشاب وأغصان الأشجار، كان بعض الصيادين قد أعدوا هذه الحفرة لصيد الوحوش المفترسة.

    لم ينتبه الحمار المسكين إلى أن تحت هذا العشب كلَّه حفرة عميقة واسعة.

    وبينما كان الحمار مندمجًا بالحديث مع الثعلب سقط في تلك الحفرة فجأة، وأدرك حينها ما كان ينويه له الثعلب الماكر.

    وعندما شاهد الأسد أن الحمار قد أصبح محصورًا داخل الحفرة، وأنه لن يستطيع الخروج منها على الإطلاق، قال في نفسه: ها قد ضمنت الحمار محصورًا داخل الحفرة، لذا سوف أتناول الثعلب أولًا.. ثم أتحلى بالحمار.

    وبسرعة كبيرة انقض الأسد على الثعلب وأمسك به، وأوقعه في نفس الحفرة التي حفرها للحمار، والتهمه ولم يبقي منه شيئًا.

    وهكذا وقع الثعلب في شر أعماله، وأخذ نصيبه من الشر والأذى الذي ضمره لصديقه الحمار المسكين.

    وطُبِق عليه المثل القائل: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

    انتهت القصة

  • قصة التاجر الطماع

    سأروي لكم اليوم يا أحبائي الصغار قصة التاجر الطماع والمرأة الأمينة، وهذه القصة تحكي عن التاجر المحتال الذي خسر نقوده وتجارته بسبب طمعه وشجعه.

    قصة التاجر الطماع

    عاش في إحدى المدن البعيدة تاجر محتال عرف عنه الطمع والجشع.

    كما أنه كان بخيلًا للغاية، فلا يحسن إلى الفقراء، ولا يهادي معارفه، إنما همه جمع المال فقط.

    وذات يوم وبينما التاجر قد عاد لبيته بعد عقد صفقة في السوق ربح فيها أربعمئة قطعة ذهبية قد وضعها في محفظته، إذا به يتحسس جيبه الذي قد وضع به المحفظة فلم يجدها.

    وهنا جن جنون التاجر وأخذ يبحث عنها في كافة الأرجاء لكنه لم يجدها إطلاقًا، وهذا ما جعل حزنه وغضبه يتضاعف، إذ كيف يضيع منه هذا المبلغ الكبير وهو حريص كل الحرص على عدم ضياع أرباحه حتى لو كانت بضع قطع فضية؟!

    وبعدها توجه التاجر على الفور إلى قاضي المدينة ليشكو إليه ضياع محفظته، ولرغبته في العثور على أمواله سريعًا.

    دخل التاجر على القاضي وقال له: أرجوك يا سيدي أن تساعدني.. لقد فقدت محفظتي في مكان ما.. وكان بداخلها أربعمائة قطعة ذهبية.. وسأعلن عن مكافأة نقدية وقدرها أربعون قطعة ذهبية لمن يجد محفظتي وبها المبلغ كاملًا.

    وأرجو منك يا سيدي القاضي أن ترسل الجنود التابعين للقضاء للإعلان عن الأمر في كل أرجاء المدينة والمناطق المحيطة بها، ليعرف بالأمر أكبر عدد ممكن من الناس.

    وبالفعل أرسل القاضي الحرس ليعلنوا في كافة أرجاء المدينة عن جائزة التاجر القيمة، عسى أن يجد أحدهم المحفظة فيأتي بها إلى القاضي ويحظى بالمكافأة.

    وبعد ثلاثة أيام من إعلان التاجر عن الجائزة قدِمت للقاضي امرأة فقيرة ومعها محفظة بها أربعمائة قطعة ذهبية، وقالت للقاضي: تفضل يا سيدي.. لعلها هذه هي محفظة التاجر التي يبحث عنها.

    وعلى الفور استدعى القاضي التاجر لكي يتعرف على محفظته. وعندما وصل ورآها أكد لهم أنها محفظته.

    وهنا انتظر القاضي والمرأة أن يفي التاجر بوعده ويمنح الجائزة لتلك المرأة التي وجدت المحفظة، خاصة أنه قام بعد النقود داخلها عدة مرات ليتأكد من أنها كاملة، وفي كل مرة يجدها أربعمائة قطعة.

    فالمرأة الأمينة قد ردت المحفظة وبها النقود كاملة ولم تأخذ منها شيئًا، ولكن التاجر الطماع عندما عادت إليه المحفظة بكامل نقودها ندم على وعده بمنح الجائزة، وشعر أن المبلغ كبيرٌ جدًا، وأن تلك المرأة لا تستحقه.

    وبعد تفكير عميق خطرت على بال التاجر المحتال فكرة شيطانية، وقرر تنفيذها في الحال حتى لا يمنح الجائزة للمرأة الفقيرة الأمينة التي وجدت محفظته.

    وعلى الفور نظر التاجر إلى محفظته مندهشًا، ثم نظر للمرأة وقال لها: مهلًا.. لقد تذكرت الآن شيئًا مهمًا..

    لقد كانت في المحفظة أيضًا أربعون قطعة نقدية أخرى بخلاف الأربعمائة التي قد ذكرتها للقاضي.. وأنا الآن لا أجدها في المحفظة.

    ثم تابع كلامه قائلًا: لابد وأنك قد سرقتها أيتها اللصة.. إنني أطالبك فورًا وأمام القاضي أن تردي لي المبلغ المتبقي.

    وعندئذٍ قالت المرأة: لا يا سيدي أنا لست بسارقة.. لقد وجدتها وفي داخلها هذا المبلغ فقط.. ولو كنت أنوي سرقتها ما قمت بردها لك.

    رد عليها التاجر الطماع قائلًا: كلا كانت موجودة.. لعلك عندما سمعت بالجائزة قررت أخذ المبلغ من المحفظة مقدمًا، والذي هو نفس مبلغ الجائزة.

    فقالت المرأة وهي تبكي: لا يا سيدي المحفظة كان بها فقط أربعمائة قطعة نقدية، وقررت ردها لك كاملة لتعطيني أنت بنفسك الجائزة عندما تستلمها..

    وعندما وجد القاضي التاجر الطماع يقول هذا الكلام، تأكد أنه يريد نهب حق المرأة المسكينة بعدم منحها الجائزة.

    وهنا التفت القاضي على التاجر وقال له: حسنًا.. لقد اتضح لي أيها التاجر أن محفظتك بها أربعمئة وأربعون قطعة ذهبية.. بينما هذه المحفظة بها أربعمئة فقط..

    إذن هذه ليست محفظتك، ولقد تذكرت الآن أن لي محفظة ضائعة كان بها هذا المبلغ، وبالتأكيد هذه المحفظة هي محفظتي لأنها ذات الشكل واللون.

    ثم وجه القاضي كلامه إلى المرأة فقال: هذه المحفظة لي أنا يا سيدتي وليست للتاجر، ولقد قررت منحك كل المبلغ الذي فيها مكافأة لك على أمانتك.

    بعدها قال القاضي للتاجر: أما بالنسبة لمحفظتك أيها التاجر، عندما يجدها أحدهم فسوف نستدعيك إلى هنا.

    كما أنني سوف نرسل المنادين ليعلنوا عن الأوصاف الجديدة التي ذكرتها في محفظتك، ويمكنك أيضًا أن تذكر رجوعك عن تقديم المكافأة في الإعلان الجديد.

    وبعدها خرج التاجر من عند القاضي صفر اليدين وهو في غاية الحسرة والندم على طمعه الذي تسبب في ضياع أمواله.

    فهذه المحفظة لم تكن إلا محفظته، ولكن بسبب رجوعه عن دفع المبلغ الذي وعد به، خسر كل أمواله التي كانت في المحفظة، وكأنه لم يجدها من الأساس.

    وما هي إلا أيام قليلة وانتشرت قصة التاجر الطماع مع القاضي والمرأة في المدينة بأسرها، وأصبح أضحوكة المدينة بين عشية وضحاها.

    وباتت قصته عبرة على عاقبة الطمع والجشع والبخل، مما دفعه إلى ترك المدينة بأسرها بعد أن أثرت تلك السمعة السيئة على تجارته وتسببت في كسادها.

    انتهت القصة

  • قصة الحطاب الأمين

    مرحبًا يا أطفالي الأعزاء.. سأحكي لكم اليوم قصة الحطاب الأمين الذي كافئه الله بحياة كريمة سعيدة لطيبة قلبه وصدقه وأمانته، تعالوا معي وانصتوا إلى الحكاية.

    قصة الحطاب الأمين

    في قديم الزمان كان هناك حطاب طيب يعيش في إحدى القرى البعيدة.

    وكان ذلك الحطاب رجلًا فقيرًا لا يملك قوت يومه، وكانت له ابنة شابة جميلة وأربعة من الأبناء الصغار ووالدته العجوز التي تقيم معه.

    كان الحطاب يجلس كل يوم هو وزوجته حزينان حزنًا شديدًا لأنهما لا يستطيعان إطعام أطفالهما.

    وكان الحطاب رجلًا رحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنباتات حبًا شديدًا، حتى أنه إذا ذهب إلى الغابة ليحتطب تغلبه الرحمة بالشجر فيتوقف غير قادر على اقتطاعها بالفأس.

    وفي يوم من ذات الايام قرر الحطاب الذهاب إلى الغابة ليحتطب، فتناول بيده فأسه وهو يدعو الله أن يرزقه.

    قبَّل الحطاب أطفاله وهم يودعونه مبتسمين يطلبون منه إحضار الطعام والملابس وهو يلوح لهم بيديه مبتسمًا حتى اختفى عن أنظارهم.

    سار الحطاب في الغابة يبحث عن شجرة يابسة ليقطعها ويأخذ حطبها.

    وأثناء مسيره رأى شجرة عجوز كبيرة فهمَّ إلى ضربها بفأسه، ولكن سرعان ما خيل له أن الشجرة العجوز تبكي من الألم وتتوسل إليه أن يتركها.

    ترك الحطاب الطيب الفأس على الفور وجلس تحت الشجرة حزينًا لأن قلبه لم يطاوعه على قطعها.

    وأثناء جلوس الحطاب تحت الشجرة العجوز عاجزًا، فكر تفكيرًا عميقًا وقال في نفسه: يا إلهي.. إنني عاجز عن إطعام أطفالي وتلبية حاجياتهم، وأظن من الأفضل أن أرحل بعيدًا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنًا عليهم عندما أراهم جياعًا.

    وقبل أن يقوم الحطاب من مكانه رأى عصفورًا ترك عشه فوق الشجرة وأخذ يبحث عن طعامه.

    نظر الحطاب إلى العصفور، فوجده يحفر في الأرض بصبر وهمة، وعندما لم يجد العصفور الطعام ترك المكان وأخذ يحفر في مكان آخر غير يائسًا يبحث عن طعامه دون كلل.

    وأخيرًا وجد ذلك العصفور بعض فتات الخبز في الأرض، فالتقطها في منقاره وطار ليطعم صغاره الذين كانوا يفتحون له أفواههم جوعًا.

    خجل الحطاب من نفسه، وعادت إليه ثقته في رزق الله، وأحس بندم وخجل شديدين، ثم قام عائدًا إلى منزله وهو يستغفر الله. وفجأة رأى شيء يلمع تحت الشجرة العجوز.

    أنحنى الحطاب ليأخذ ذلك الشيء فوجده قلادة من الياقوت الجميل محفور عليها اسم صاحبها.

    كانت القلادة تخص رجلًا غنيًا في تلك القرية، وكان الحطاب يمر بجانب قصره كل يوم ويتخيل ما بداخله من طعام ورفاهية في العيش، ولكنه لم يكن يجرؤ أبدًا على دخول ذلك القصر.

    عاد الحطاب إلى منزله وهو يضرب أخماسه بأسداسه ويفكر في أمر القلادة.

    وبعد تفكير طويل قال في نفسه: هذا رزق أتاني الله به، لذا يجب أن أذهب إلى السوق وأبيع الياقوتة، وبعدها سوف أحصل على نقود كثيرة وأحضر الطعام لأطعم أطفالي الجياع.

    لكن هذا الخاطر لم يستمر طويلًا وخاصة بعد أن نظر الحطاب إلى أطفاله الذين كانوا يمرحون في ثقة واطمئنان، فخشى عليهم من الرزق الحرام.

    بعدها وضع الحطاب القلادة في جيبه وسار إلى القصر. وعندما رآه الرجل الثري يسير خائفًا بجانب سور قصره قال له: ماذا تريد أيها الرجل الفقير؟ أنت بالتأكيد لست لصًا.

    قال الحطاب: لا يا سيدي.. لقد وجدت هذه القلادة وعرفت أنها لك.. فأتيت لأسلمك إياها.

    نظر الرجل الثري إلى ثياب الحطاب الفقير في دهشة وقال: إن هذه القلادة ذكرى من والدتي المتوفاة، لذا هي لا تقدر عندي بكنوز الدنيا.. كان بإمكانك أن تأخذها وتبيعها، فهي غالية الثمن ولكنك رجل أمين.. فإليك مكافأتك.

    نادى الرجل الثري على أحد الخدم وهمس له في أذنه. فوضع الخادم أمام الحطاب صندوقًا مليء بالمجوهرات الثمينة والنقود.

    وعندما رأى الحطاب ما رآه قال للرجل: يا سيدي.. أنا رجل فقير لي أطفال لا أستطيع إطعامهم.. فأنا لن آخذ المجوهرات أو النقود مقابل أمانتي..

    ولكن لو استطعت إيجاد عمل لي في قصرك سأبقى ممتنًا وشاكرًا لك فضلك ما حييت.

    ضحك الرجل وقال للحطاب: لا بأس.. سوف أعينك في قصري حارسًا على إصطبلات الخيل فهي بحاجة إلى رجل أمين مثلك.

    فرح الحطاب فرحًا شديدًا وذهب بسرعة لإحضار عائلته ليعيشوا سوية بقصر ذلك الرجل الغني.

    وبعد فترة قصيرة تزوج ذلك الرجل من ابنة الحطاب الفقير، وعاش الحطاب وزوجته وأولاده عيشة هانئة سعيدة بجانب ابنته وزوجها الطيب.

    وكان كلما مر الحطاب على تلك الشجرة العجوز خيل إليه أنها تبتسم له وتقول له: إنك رجل رحيم، طيب القلب، أمين صادق النية، لذا عوضك الله ورزقك بحياة سعيدة كريمة هانئة تنعم بها أنت وعائلتك مدى الحياة.

    انتهت القصة

  • قصة حاتم والولد الأمين

    قصتنا اليوم يا أحبائي عن حاتم والولد الأمين الذي ظن به حاتم ظن السوء واتهمه بالتسول، ولكن بعد موقف الولد الأمين مع حاتم أصبحا صديقين حميمين.

    قصة حاتم والولد الأمين

    كان هناك ولد صغير يدعى حاتم، وكان والده رجلًا غنيًا يعمل بالتجارة، وكان والد حاتم يعطيه كل يوم مبلغ كبير من المال حتى يشتري كل ما يريد في المدرسة.

    وذات يوم رن جرس المدرسة وذهب الأطفال جميعهم إلى باحة المدرسة لكي يتناولون طعامهم وشرابهم ويرتاحون قليلًا بين الحصص الدراسية.

    أخرج حاتم نقوده من جيبه وذهب إلي البائع الموجود في الباحة ليشتري لنفسه ما يشتهي من الطعام والشراب.

    وبعدما اشترى حاتم ما اشتراه سمع صوت أحد الأولاد ينادي عليه.

    فقال حاتم في نفسه بتعالٍ وتعجرف: لماذا يلاحقني هذا الولد طوال الوقت؟ هل يريد مني أن أعطيه بعض المال؟ أم أنه يريد أن يشاركني بطعامي الذي اشتريته؟ ألا يخجل هذا الولد من الشحادة والتسول في المدرسة؟

    وما إن أكمل حاتم محاكاة نفسه وإذا بالولد يهرول مسرعًا متجهًا نحو حاتم وهو يمد يده.

    اشتعل حاتم غضبًا وصرخ في الولد: “اذهب عني أيها الشحاذ السخيف… لن أعطيك أيًا من طعامي أو نقودي”.

    بكى الولد حزنًا من موقف حاتم ومد يده إليه يعطيه محفظة نقوده قائلًا له: أنا لست متسولًا، ولكن محفظتك قد وقعت منك عندما اشتريت طعامك من البائع، ولحقت بك حتى أعطيك إياها.

    فكر حاتم قليلاً ثم وضع يده في جيبه يتفقد محفظته فلم يجدها.

    وهنا شعر حاتم بالخجل الشديد من تصرفه، وطأطأ رأسه في خجلٍ من ذلك الولد الأمين الذي اتهمه ظلمًا بالشحادة والتسول.

    اعتذر حاتم من الولد أشد اعتذار وشكره على ما فعل، وأخرج من محفظته بعض النقود وأعطاها للولد الأمين جزاء له على أمانته.

    قبِل الولد الأمين اعتذار حاتم، إلا أنه رفض النقود وأعادها إلي حاتم قائلًا له: شكرًا لك… أنا لا آخذ ثمن أمانتي أبدًا.

    أعاد حاتم النقود إلى جيبه وابتسم وقال للولد: “أنت على حق يا صديقي… لا ينبغي أن نأخذ ثمن الأمانة والأعمال الحسنة التي نقدمها للآخرين… والله سيكافئنا على ذلك بالتأكيد.”

    وأكمل كلامه: “لكن ما رأيك أن نصبح صديقين… هل توافق على ذلك؟ سأكون سعيدًا جدًا إن قبلت صداقتي.”

    ردَّ الولد الأمين على حاتم بفرح: “نعم يا صديقي وبكل سرور.”

    وبعدها أصبح حاتم والولد الأمين صديقين حميمين يتشارك كلًا منهما طعامه مع الآخر، وتعلم حاتم ألا يتعالى ويتكبر على الآخرين، وألا يظن ظن السوء بأحد على الإطلاق، وعاهد نفسه أن يكون ودودًا متواضعًا كي يكسب محبة جميع من حوله.