مجلتك – magltk.com

التصنيف: قصص أطفال عالمية

  • قصة الراعي الكذاب

    قصتنا اليوم يا أصدقائي الصغار عن راعي الغنم الكذاب الذي كذب على أهل قريته في سبيل التسلية، وعندما احتاج لمساعدتهم لم يصدقوه وجرى ما جرى، ليدرك بعدها أن الكذب صفة سيئة في الإنسان ويلحق الضرر بصاحبه وبالآخرين أيضًا، عدا عن أن الشخص الكذاب يصبح مذموم ومنبوذ بين الناس.

    قصة الراعي الكذاب

    كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك شابٌ يعيش في قرية صغيرة يرعى أغنام أهلها في المروج الخضراء، وكان يقضي يومه منذ الصباح الباكر في حراسة قطيع الغنم من الذئاب، ثم يعود أدراجه إلى القرية مع حلول الظلام.

    وفي يوم من الأيام بينما كانت الأغنام تأكل وتشرب من ماء الجدول العذب، وتلهو في المروج المعشبة، كان الراعي يراقب ويراقب تلك الأغنام حتى أصبح يشعر بالملل والضجر، ولم يجد ما يسليه.

    فخطرت على باله فكرة أراد بها أن يرفه عن نفسه.

    فصعد إلى أعلى التلة وصرخ في صوت عالٍ: “النجدة… ساعدوني يا أهل القرية أرجوكم… فقد هجم الذئب على القطيع ويكاد أن يفترسها”.

    ولما سمع أهل القرية صوته هبوا لنجدته وحماية أغنامهم.

    ولكن عندما وصلوا ادعى الراعي الكذاب أن الذئب هرب لما رأى أهل القرية سينقضون عليه، وفعلًا انطلت الحيرة على أهل القرية، وعندما غادروا صار يضحك ويضحك، وظن أنه بهذه الفعلة يسلي نفسه.

    وفي اليوم التالي كرر الراعي فعلته، وصعد على التلة ونادى بأعلى صوته: “النجدة.. ساعدوني.. لقد عاد الذئب مرة أخرى ليفترس أغنامكم”.

    فهرع إليه أهل القرية كي ينقذوا أغنامهم، ولكن الراعي الكذاب احتال على أهل القرية الطيبين مرة أخرى، وادعى كذبًا أن الذئب هرب لما رآهم قادمين نحوه.

    ولكن أهل القرية ارتابوا من قوله، وشكوا في صدقه، فخشي الراعي الكذاب منهم لما رآهم غاضبين منه، وأعترف لهم بأنه كان يمزح معهم.

    ازداد أهل القرية غضبًا من الراعي ووبخوه لفعلته هذه، وعادوا إلى القرية منزعجين من مزاحه الثقيل، وأصبحوا يلقبونه في القرية بالكذاب.

    وذات يوم بينما كان الراعي الشاب يراقب قطيع الأغنام وهي تأكل العشب وتشرب الماء وتلهو في المرج.

    سمع كلبه ينبح بصوت عاٍل، فصعد بأقصى سرعته إلى أعلى التلة، وإذا بذئب ضخم يتسلل بين الصخور ليفترس القطيع.

    ففزع الراعي وبدء يصرخ: “النجدة أنقذوني… لقد أتى الذئب ليفترس أغنامكم، أرجوكم أسرعوا!”

    سمع أهل القرية ندائه، لكنهم لم يستجيبوا له، فقد ظنوا أنه يكذب كما في المرات السابقة.

    وصار الراعي يبكي ويصرخ ولكن لم يأبه لصراخه أحدًا، فصعد شجرةً كي ينجو بنفسه.

    ولكن الذئب بدء يهجم على الأغنام، والراعي يراقب من الأعلى وهو يصيح: “يا ويلتي.. يا ويلتي.. ففزعت الأغنام وبدأت بالهروب وتشتت القطيع، وبعد أن شبع الذئب غادر المكان”.

    لم يجرؤ الراعي الكذاب على النزول من فوق الشجرة خوفًا من أهل القرية، وبقي مكانه إلى غروب الشمس.

    وبعد أن حل الظلام قلق أهل القرية على أغنامهم، فقد تأخر القطيع عن العودة في الوقت المعتاد، لذا جمعوا أنفسهم وسارعوا بالذهاب إلى المرج ليطمئنوا على قطيعهم.

    فرأوا ما رأوه، وعلموا أن هذه المرة كان الراعي على حق، ولكن بعد فوات الأوان.

    غضب أهل القرية من الراعي الكذاب وقالوا له: “أرأيت أيها الراعي الكذاب ما هي عواقب الكذب، لو لم تكذب علينا في المرات السابقة لكنا صدقناك وأنقذنا القطيع من الذئب المفترس الذي كاد أن يفترسك أنت أيضًا”.

    شعر الراعي بسوء فعلته، واعترف بخطئه الذي كاد أن يودي بحياته، واعتذر من أهل قريته ووعدهم أنه لن يكذب مرة أخرى، لأنه تعلم أن خداع الناس في المزاح أو الكذب خلقٌ مذموم ونهايته وخيمة.

  • ليلى والذئب

    كان هناك فتاة شقراء ذات عيون جميلة تدعى ليلى، كانت تعيش مع والدتها في المدينة.

    أما جدتها العجوز كانت تسكن في كوخ خشبي جميل على أطراف الغابة القريبة من المدينة.

    كانت الجدة بارعة في الخياطة فصنعت ثوب أحمر اللون أهدته لحفيدتها ليلى، كان هذا الثوب الأحمر يليق جدا بليلى الشقراء.

    في أحد أيام الصيف نادت الوالدة ليلى وطلبت منها أن تذهب لزيارة جدتها وتأخذ لها الكعك والحليب.

    فارتدت ليلى الثوب الأحمر الجميل وحملت الكعك والحليب في سلة مصنوعة من القش الذهبي وتوجهت إلى بيت جدتها بعد أن أوصتها أمها بأن تكون حذرة للغاية وتسير دون أن تتكلم مع أي أحد من الغرباء.

    سارت ليلى وهي تغني فرحًا … وعندما وصلت إلى الغابة سمع الذئب صوت غنائها وشم رائحة الكعك والحليب، ولحق بليلى، وقال:

    • صباح الخير، كم هو جميل هذا الرداء الأحمر.
    • صباح النور.
    • ما هو اسمك يا ذات الرداء الأحمر.
    • اسمي هو ليلى.
    • اسم جميل للغاية، إلى أين تذهب فتاة جميلة مثلك وحدها في الغابة؟
    • أنا متوجهة إلى بيت جدتي أخذ لها هذه السلة، إنها تسكن في الكوخ الخشبي الجميل الموجود تحت شجرة البلوط الكبيرة.
    • ماذا يوجد في هذه السلة الذهبية يا ليلى.
    • فيها كعك أعدته أمي هذا الصباح وحليب سيساعد جدتي على الشفاء.
    • هذا جميل كم أنت لطيفة يا ليلى، لماذا لا تأخذين لها بعض الأزهار الجميلة الموجودة في وسط الغابة، من المؤكد أنها ستفرح بها كل الفرح.
    • هذه فكرة رائعة، سأبحث عن أجمل الأزهار.

    وودع الذئب ليلى وتوجه سريعا إلى بيت الجدة، وكجزء من خطته جعل ليلى تأخذ وقت أطول للوصول، وقت يسمح له بالتهام جدتها ومن ثم التهامها هي.

    وصل الذئب إلى بيت الجدة، وطرق الباب فقالت الجدة:

    • ادخلي يا ليلى أنا لا أقدر على فتح الباب.

    دخل الذئب إلى البيت ووجد الجدة في سريرها، وقبل أن تنطق بحرف قام بربطها ووضعها في الخزانة، فلم يملك الوقت لالتهامها لأنه سمع صوت غناء ليلى وهي تقترب.

    أسرع وارتدى ملابس الجدة المسكينة ونام في سريرها وأغلق الستائر محاول أن يوهم ليلى بأنه الجدة.

    وأخيرًا وصلت ليلى إلى الكوخ الجميل وهي تغني بسعادة وفرح وتحمل باقة من الأزهار الجميلة التي كانت تختارها بعناية فائقة، وبالألوان التي تحبها الجدة.

    وفجأة توقفت عن الغناء مستغربة من باب الكوخ المفتوح، لكنها أقنعت نفسها بأن الجدة قد تركته مفتوحًا حتى تدخل ليلى دون أن تتعب الجدة وتنهض لفتح الباب.

    دخلت ليلى الكوخ وشعرت بغرابة المكان، استغربت للستائر التي تمنع نور الشمس من الدخول كما استغربت من الجدة التي ليس من عادتها أن تنام حتى الآن، ثم قالت:

    • صباح الخير يا جدتي، أحضرت لك هذا الكعك والحليب وسأقوم بوضع السلة على الطاولة.
    • قال الذئب مقلدًا صوت الجدة: أهلا يا ليلى الجميلة.
    • جدتي، هل أنت مريضة ما خطب صوتك؟
    • إني أشعر بالتعب لا بد من أنه السبب في تغير صوتي.
    • لماذا أذناك كبيرتان هكذا؟
    • لأنني أحب سماع صوتك الجميل يا حبيبتي.
    • جدتي ما خطب عيونك، إنها أوسع هذا اليوم؟
    • نعم يا ليلى، كي أنظر إلى جمالك الساحر يا صغيرتي حين ترتدين هذا الرداء الأحمر.
    • إذن، ولماذا فمك كبير هكذا؟
    • كي أكلك بشكل أسهل.

    وقبل أن يكمل كلامه قام الذئب وحاول افتراس ليلى لكنها هربت وهي تصرخ بأعلى صوتها وتطلب النجدة.

    كان الصياد الشجاع يتجول في الغابة بجانب الكوخ الخشبي عندما سمع صراخ ليلى الخائفة، فتوجه سريعا إلى الكوخ.

    وصل الصياد الشجاع فوجد الذئب يحاول الإمساك بليلى الصغيرة فحمل بندقيته وأطلق رصاصة اخترقت قلب الذئب ورمته أرضًا دون أي حركة.

    ثم قام بالبحث عن الجدة العجوز، وأخرجها من الخزانة حيث كانت تتنفس بصعوبة لكنها شعرت بالراحة عندما نظرت إلى ليلى الصغيرة ووجدتها بخير.

    وجلس الصياد مع الجدة وليلى الصغيرة حول الطاولة الخشبية المستديرة وسط الغرفة أمام النافذة التي تطل على الغابة الساحرة وتناولوا الكعك اللذيذ والحليب بعد أن وضعت ليلى الأزهار الملونة ذات الرائحة العطرة في الماء،.

    وفي المساء أخذ الصياد ليلى وأوصلها إلى بيتها وأوصاها أن تلتزم بكلام والدتها وألا تتكلم مع أحد على الإطلاق.

    أخبرت ليلى الحادثة لوالدتها وبكت بسبب شعورها بالذنب جراء ما حدث ووعدت بأن تكون أكثر حذر في المرات القادمة التي تذهب فيها لزيارة الجدة، وأن تستمع لما تقوله أمها.

    وهكذا تعلمت ليلى الصغيرة درسًا قاسيًا لا ينسى عن ضرورة الاستماع لما تطلبه أمها، وأن عليها أن تكون أكثر حكمة في كل ما تفعله.

  • القط ذو الحذاء الأحمر

    في قرية بعيدة كان يعيش عجوز فقير لديه ثلاثة أولاد وحين شعر بالمرض قرر أن يوزع عليهم أملاكه.

    حصل ابنه الأكبر على الأغنام ليعتني بها ويرعاها بينما.

    حصل الأخ الثاني على الحمار ليستخدمه في نقل البضائع.

    ولم يحصل الأصغر بينهم إلا على قط دائمًا ما كان يلاحق الفئران ويأكلها، لكن الشاب الصغير قَبِل القط بكل محبة.

    وبعد فترة مات الأب وانشغل كل من الأخوة بعمله.

    كان الشاب الصغير لا يملك من الملابس إلا القديم ومن الطعام القليل وكان في معظم الأحيان يقدم طعامه للقط ويفضل أن يطعمه فهو ما تركه الأب له.

    وفي المقابل كان القط يعرف قيمة صنيع هذا الشاب وقرر أن يرد له الجميل فطلب من الشاب أن يشتري له حذاء أحمر اللون وكيس قماشي جيد.

    استغرب الشاب طلب القط لكنه نفذه.

    وهكذا أخذ القط الحذاء ولبسه حتى يبدو كما لو كان حارس لأمير.

    ومن ثم اصطاد أرنب وأخذه هدية لملك تلك البلاد فحازت الهدية على إعجاب الملك وأحب أن يعرف من قام بإرسالها.

    فأجابه القط بأن من أرسلها هو الأمير النبيل وهو يقصد ذلك الشاب الفقير النبيل.

    وهكذا اعتاد القط في كل يوم أن يصطاد ويرسل هدية إلى الملك.

    لكن في يوم من أيام الصيف قرر الملك أن يخرج مع ابنته الوحيدة الجميلة للتنزه في القرية التي يعيش فيها الشاب.

    وعلم القط بهذا… وطلب من الشاب أن يسبح في البحيرة الصغيرة وأخذ ثيابه ورماها بعيدًا.

    وحين مر الملك عرف القط على الفور وسأله عن سيده.

    فأخبره بأن سارق قام بأخذ ملابس الأمير.

    فأمر الملك بإحضار أفخم الثياب للأمير بدلًا مما سرق منه، ودعاه في زيارة للقصر.

    وفي نهاية الزيارة قام القط بدعوة الملك إلى قصر الأمير النبيل واصفًا له قصرًا يشبه قصر يمتلكه الشرير.

    كان الشاب الفقير مصدوم كليًا ويلقي اللوم على القط بأنه كذب كذبة ضخمة، فليس بوسعه أن يمتلك قصر كقصر الشرير ويدعو الملك إليه.

    لكن القط لديه الخطة، فتوجه إلى الشرير والذي كان معروف بقدرته على التحول إلى أي شكل وأي حيوان.

    وبدأ يتحداه مرة بالتحول إلى فيل ومرة إلى طائر وأخيرًا إلى فأر صغير فطارده القط وأكله وحصل على قصره وخلص البلدة من شره.

    وهكذا أصبح القصر الكبير للشاب الفقير النبيل وحضر الملك مع ابنته تلبية لدعوة القط، وبعد مدة تزوج الشاب ابنة الملك وأصبح القط هو مساعد الأمير الأمين ولم يعد يضيع وقته في الصيد.