لعل عنوان المقال قد يكون صادمًا لك عزيزي القارئ، لكن للأسف هذه هي الحقيقة، نحن نقتل أبناءنا دون أن نشعر، ومن ضمن الأسلحة الفتاكة التي نستخدمها كأسرة لقتل أبناءنا، الرهاب الاجتماعي.
الفكرة تكمن أنه لا مفر من مواجهة الأسرة (أب وأم وأطفال) بمسؤوليتها، ومسئولية الأسرة هي كل شيء له علاقة بالطفل، والذي يسميه المتخصصون “تربية”، تحديدًا في ظل الظروف التي نواجها، من انهيار المنظومة الأخلاقية.
ومصداقًا لقول الله عز وجل، (وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرًا)، لم يقل رب العزة، أطعماني أو أسكناني، أو شرباني، أو أكلاني، ولكن قال جل شأنه “ربياني”، فالتربية تكليف وليس تشريف أيها المربي الفاضل.
ماهية الرهاب الاجتماعي
قال الله عز وجل في القرآن العظيم (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، أن تترك خلفك طفلًا ضعيفًا، هذا أمر صعب فعلًا، ضعيفًا هنا في كل جوانب الشخصية، العضلية، الشخصية، والاجتماعية، وهي موضوع مقالتنا هذه.
وكثيرًا من الآباء للأسف يتعامل مع نفسه على أنه مجرد بنك، أو ماكينة صراف آلي (ATM)، ويعتقد أنه مجرد أن إمداد البيت بالطعام والشراب والفاكهة ومستلزمات البيت، فهو بذلك أنهي مسؤوليته، وهنا للأسف تبدأ مشكلة الرهاب الاجتماعي وتبدأ الكثير من المشكلات التربوية الأخرى.