أفلام إباحية، تلك الكلمة اللعينة التي قتلت أجيال وما زالت تقتل للأسف، أصبحت على جوالات الطلاب في المدارس، ويتبادلونها وكأنه أمر عادي جدًا، الكارثة الأكبر أن أكثر المتأثرين بها هم شباب في مرحلة المراهقة، المرحلة التي ننتظر من أبنائنا الكثير فيها.
ودور الأسرة وسيطرتها اختلف كثيرًا، وتغير في الآونة الأخيرة بسبب التقدم التكنولوجي المبالغ فيه، حتى أن الجيل السابق (1980-1990) كان يعاقبه أهله فقط لأنه أسرف في مشاهدة التليفزيون لفترة طويلة.
وكثير حتى من البالغين والناضجين وقع في فخ مشاهدة أفلام إباحية، على جواله أو على جهازه المكتبي، وخلال هذه المقالة سنقدم دراسة وافية لذلك الابتلاء المسمى أفلام إباحية.
متي ظهر مصطلح أفلام إباحية “تاريخ الفكرة”
قديمًا قامت بعض الدول الغربية بإنشاء بعض المقاطع الإباحية التي لم تتخطي الستين ثانية وكانت تعرض قبل الأفلام في دور عرض السينما، ثم تلي ذلك انتشار ما يعرف بمجلات البورنو التي كانت تحقق الكثير من الأرباح لصانعيها، فبالطبع هي سلعة رائجة جدًا، لدي الشباب تحديدًا.
ثم تطورت الفكرة فأنشأ الكثير من المخرجين الغربيين من عديمي الضمير شركات لإنشاء وتصوير أفلام إباحية حقيقية، بغرض التجارة في البشر، ولتحقيق أعلي المكاسب، كل هذا عادي جدًا، لكن المشكلة بدأت حينما صارت تلك الأفلام الإباحية صناعة Industry متكاملة تدر آلاف الدولارات.
كل هذا أيضًا عادي، حتى صارت تلك الأفلام مملة كثيرًا لكل من يشاهدونها، فوصلنا للمرحلة الأخطر التي أسميها مرحلة “المبالغة” extreme، فلم يكتفي صانعو تلك الأفلام بالزنا، ولكن قدموه في قالب مبالغ فيه، رجل مع رجل، أو امرأة مع كلب مثلًا، وهذا خطير جدًا.
وهذه هي المرحلة الأخطر، وفي اعتقادي الشخصي كمتخصص في الإدمان أنه لو كان خطر الإباحية 10/100 فإن خطر الإباحية المبالغ فيها هذه 1000/100، وهذه الأخيرة تحتاج لدراسة منفردة قريبة جدًا بإذن الله، نظرًا لخطورتها.
هل هي أفلام إباحية – أم ماذا
في اللغة العربية لا يجوز إطلاق اسم أفلام إباحية، فكلمة إباحية، مِن أباح الشيء أي أظهره للعامة، وهذه الأفلام لا يتم تداولها أمام العامة، إذًا ما الاسم الأفضل لتلك الأفلام، وبعد تفكير وجدت أن الاسم الأفضل هو الزنا وليس الإباحية، فهذه الأفلام ما يقدم فيها في الحقيقة مشاهد “زنا” مصورة.
هذا الاسم الحقيقي يجعلك عزيزي القارئ تدرك المأساة حقًا، لأننا نعلم حقيقة الزنا، والزنا حرام في الديانات السماوية كلها، ولا جدال في ذلك، وهنا فائدة اسم كهذا تظهر حينما يسمعه الشخص فيتأفف من سماعه أو يقشعر، على العكس حينما نقول أفلام إباحية فلا يحدث أي تأثير لدي القائل والسامع سواء.
حتى أن بعض الدعاة والمتخصصين في الفقه، قالوا أن الحكم الشرعي على الأفلام الإباحية هو نفس الحكم على الزنا، بنفس الدرجة، ومنهم من قال أنك بمشاهدتك تلك الأفلام قد زنيت بالفعل.
هل هناك مصطلح “إدمان أفلام إباحية”
نعم كثيرًا من الدراسات والمراكز النفسية تحدثت عما يسمي بإدمان الأفلام الإباحية، والمشكلة أكبر من ذلك، فوفق الأبحاث حينما يشاهد الشخص سواء كان شابًا أو بالغًا متزوجًا، تلك الأفلام وينصرف مثلًا للنوم يحدث لديه تأثير غريب فتتداعي أمام عينه تلك الصور التي شاهدها، فيصير عبدًا لتلك الأفلام.