إن الموت هو الشغل الشاغل الذي يشغل بال وأذهان الناس والعلماء والمفكرين منذ القدم وإلى الآن مازال العلماء يدرسون الموت وتأثير مشاعر الفقد على الناس بعد أن يغيّب الموت أحد أحبتهم من وجهات نظر مختلفة سواء كانت دينية أو فلسفية أو بيولوجية أو طبية ومن وجهة نظر سيكولوجية أيضًا.
وقد توصلت تلك الدراسات إلى شيء من الحقائق الهامّة التي سنتعرف من خلالها على مشاعر الفقد المختلفة عند البشر، وسنشرح ما نعتقد أنه سيؤدي إلى تفهم أكبر لمصيبة الموت وتقبلنا له، ومتابعة الحياة بشكل طبيعي، ذلك أن الحياة لا تقف عند موت أحد من الناس حتى لو كان حبيبًا لنا.
لنتخيل فكرة الموت بهالتها الكبيرة والمثيرة للحزن والغم واليأس، ولنطرح بين أنفسنا وذاتنا السؤال التالي: ما هي الأمور التي ليست على حالتها الطبيعية وما هي الأشياء التي أماتتني نفسيًا والتي من الممكن أن تميتني الآن أيضًا؟ إن تقبلنا لفكرة الموت وأنه قادم لا محالة وفهمنا للفناء والموت، يؤدي بنا إلى تحديد الطريقة الجديدة التي ينبغي من خلالها ممارسة حياتنا بالشكل الأمثل، وكل ما يجري وجرى من مسؤوليتنا نحن أمام أنفسنا بالدرجة الأولى.
الخوف من الموت