أحدث علاج للسكر قام العلماء بتطويره

0
402

يسعى العلماء من خلال تجاربهم العلمية والسريرية التي يجرونها على الحيوانات والمرضى من البشر، إلى البحث باستمرار عن علاجاتٍ للأمراض المختلفة، ومنها مرض السكري الذي يؤثر على مئات الملايين من المرضى حول العالم.

وبفضل هذه التجارب والجهد الكبير الذي تقوم به المراكز الطبية العلمية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، تم تطوير علاجاتٍ جديدة يمكن استخدامها لعلاج المرضى الذين يعانون من مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.

أحدث علاج للسكر من النوع الأول

هناك دواء جديد تم اختباره بنجاح على الفئران والخلايا البشرية، وهو قادر على عكس أعراض وأسباب مرض السكري من النوع الأول، وإذا ثبت أنه فعال وآمن في التجارب السريرية، فقد يكون علاجًا للمرض. هذا الإنجاز، الذي تم تفصيله اليوم في مجلة Nature Communications، هو نتاج عمل فريق دولي من العلماء بقيادة باحثين من المركز الأندلسي للبيولوجيا الجزيئية والطب التجديدي (Cabimer) في مدينة إشبيلية الإسبانية. لقد استغرق الأمر عدة سنوات لتحديد مستقبل جزيئي مناسب يمكن تنشيطه باستخدام دواء. والآن بعد أن وصفوه، سيكون من الممكن تصميم العديد من الجزيئات الاصطناعية للعثور على الدواء المناسب.

إذا كان العلماء قادرين حقًا على نقل هذا الدواء إلى البشر، وسيكون ذلك في المستقبل القريب، فإن له تطبيقات ليس فقط في الوقاية ولكن في العلاج أيضًا. وهذا يفتح الباب لعلاج مرض السكري من النوع الأول، وقد قال الباحث رامون جوميس، الأستاذ الفخري في جامعة برشلونة والمدير السابق لمعهد أبحاث الطب الحيوي أيديبابس، الذي لا يشارك في الدراسة:

“داء السكري من النوع الأول هو مرض من أمراض المناعة الذاتية التي تظهر عادة في مرحلة الطفولة. حيث أن 21 مليون مريض يعانون من هذا النوع، وفيه تدمر الخلايا الليمفاوية خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن تخزين وإفراز الأنسولين، مما يؤدي إلى اعتماد المريض مدى الحياة على حقن هذا الهرمون. لكن الدواء الجديد يقوم بعمليتين: إنه يقلل من هجوم الخلايا المناعية ويغذي خلايا بيتا المدمرة.

 المركب الكيميائي الجديد (BL001) في هذا العلاج محمي ببراءة اختراع من مؤسسة الصحة العامة الأندلسية. ويسمح تصميمه بتنشيط مستقبل جزيئي يقع على سطح بعض الخلايا المناعية وخلايا البنكرياس، وكما توضح أول مؤلفة لهذه الدراسة وهي نادية كوبو فيوليمير: “يقلل هذا التفاعل الاستجابة الالتهابية ويحمي خلايا بيتا”.

كما يوجد نفس المستقبل في خلايا ألفا في جزر لانغرهانس، المسؤولة عن تخزين وإفراز هرمون الجلوكاجون. يتسبب الدواء في تحويل خلايا ألفا إلى خلايا بيتا. هذه الظاهرة غير العادية، والمعروفة باسم التعددية، تحل مشكلة رئيسية تواجهها العلاجات الخلوية، والتي تتمثل في تجديد خلايا بيتا من عينة غير موجودة أو تضررت بشدة.

متى سيصبح الدواء متاحًا للمرضى

إن تطوير هذا الدواء في المختبر وتحويله لعقار علاجي يمكن إعطاؤه للمريض يكلف حوالي 20 مليون يورو.

وقد نجح هذا الدواء في منع وعلاج مرض السكري عند الفئران المعدلة وراثيا وفي مزارع الأنسجة البنكرياسية التي تبرعت بها عائلات المرضى المتوفين. ويود العلماء الحصول على دواء قابل للتطبيق “في أقرب وقت ممكن”، لكنهم يقولون إنه من المستحيل معرفة متى سيحصلون عليه. إذ يكلف تطوير دواء من المختبر إلى المريض حوالي 20 مليون يورو. وقد صرف حتى الأن ثلاثة ملايين يورو بعلى الأبحاث. ويقول العلماء أنه إذا تم إعطاؤهم 17 مليونًا غدًا، ففي غضون بضع سنوات، وإذا سار كل شيء على ما يرام، سيكون الدواء في السوق”.

بالإضافة إلى التمويل العام، يتلقى هذا البحث مساهمات من رابطات مؤسسة أبحاث السكري في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وDiabetesCERO في إسبانيا.

المادة الفعالة

المركب الحاصل على براءة اختراع هو واحد من عدة مركبات سيتم تركيبها الآن من أجل تحديد تلك التي لها عتبات فعالية أقل وعتبات سمية أعلى. وعلى الرغم من أن الفئران أعطيت هذا الجزيء عن طريق الحقن، فإن الهدف النهائي هو إنتاج الدواء بشكل حبوب. ويأمل العلماء في أن يتمكن هذا الدواء من خلق تسامح مناعي دائم. ويضيف الباحثون: “تفضل شركات الأدوية تطوير علاجات وأدوية يجب على المرضى الاستمرار في أخذها مدى الحياة ضامان أرباح دائمة، لكننا نتمنى أن نتمكن من تطوير علاج قادر على إعادة تأهيل جهاز المناعة”.

المادة السابقةأقمار الكواكب العملاقة في المجموعة الشمسية
المقالة القادمةكيف تجمع فلوس مهما كان دخلك؟ إليك أشهر نظرية وضعت لهذا الغرض

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا