قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” .. يحمل هذا الحديث الشريف بين جنباته سر من أسرار قوة الإنسان، وسبيل من سبل نجاحه وأعظم طريقة لكي يغير الشخص من شخصيته ونمط حياته، وخاصةً في ظل التطورات الجارية والحياة الحاضرة التي نعيش فيها والتي تتصف بتعقدها، وكثرة الضغوط على الإنسان فيها والتي تلقي بعبئها على الإنسان فتظهر استجابته لها غالبًا على شكل انفعالات حادة وقوية.
فيأتي الحديث الشريف ليقدم لنا حلًا لهذه المشكلة، ويرشدنا إلى أن قوة الإنسان تكون عندما يمتلك القدرة والمهارة في اتباع خطوات السيطرة والتحكم في الانفعالات وضبط النفس، وقد يكون أشد هذه الانفعالات وأخطرها على صحة الإنسان جسديًا ونفسيًا وعلى علاقاته الاجتماعية هو انفعال الغضب، الذي يتسبب بأمراض خطيرة، مثل الجلطات القلبية وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالقولون العصبي، كما أنه يفسد علاقة الفرد مع الأشخاص المحيطين به، ويولّد بينهم العداوة والكراهية. وعلى العكس من ذلك فإن قدرة الإنسان على ضبط نفسه في لحظات الاستثارة أو الانفعال أو القدرة على تحكم الإنسان في غريزته وشهواته هي دليل على توازن الإنسان وثقته بنفسه وإعمال عقله وصحته النفسية.
إن ضبط الإنسان لنفسه يجنبه من الوقوع في الكثير من المشاكل ويساعده على احترام الآخرين بأفكارهم ومعتقداتهم مهما اختلفت أشكالهم وألوانهم.