أسباب التهاب القولون وعلاجه

يقصد في التهاب القولون التهاب البطانة الداخلية للجزء الأكبر من الأمعاء المعروف بالقولون الموجود في التجويف البطني نهاية الأمعاء الغليظة، وعادة ما يكون القسم السفلي من القولون هو الأكثر تأثرًا بالالتهاب، ولكن هناك حالات يصاب كامل القولون بالالتهاب أيضًا.

وكلما كان القسم المصاب بالالتهاب من القولون أكبر كلما كانت الأعراض التي تظهر أشد، ويصيب التهاب القولون الناس من جميع الأعمار، ولكن يحصل على الأكثر للناس تحت سن الثلاثين من أعمارهم.

أسباب التهاب القولون وعلاجه

أسباب التهاب القولون

لا يعرف حتى اليوم الأطباء أسباب واضحة ومحددة لالتهاب القولون، يعتقد بعض الخبراء أحيانًا إنه يحصل هذا الالتهاب نتيجة المبالغة في رد الفعل من قبل جهاز المناعة على البكتيريا والفيروسات التي تصل إلى جهاز الهضم عبر الأطعمة. على العموم يمكن اعتبار الفيروسات والبكتيريا التي تصل لجهاز الهضم مع الأطعمة أحد مسببات التهاب القولون.

الأشخاص الذين يتعالجون بالمضادات الحيوية من الممكن أن تسبب هذه المضادات نمو سريع لديهم لأشكال من البكتيريا المتواجدة في الجهاز الهضمي وتساعد في عملية الهضم، وعندما تزيد البكتيريا في الجهاز الهضمي تنتج مادة تسمى التوكسين وهي مادة سامة تسبب الإسهال والتهابات في القولون.

اقرأ أيضًا: بكتيريا الأمعاء … البكتريا المفيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها

 يمكن أن يصاب الشخص بالتهاب القولون عن طريق العدوى، أو نتيجة الإصابة بأي من التهابات الأمعاء أو مرض كرون الذي يصيب أي جزء من جهاز الهضم. يذكر إنه هناك عدة أنواع من التهاب القولون مثل التهاب القولون التقرحي والالتهاب المجهري والالتهاب الكيميائي والتهاب التروية والتهاب العدوى.

الأعراض

تشمل الأعراض التي تظهر على من يعاني من التهاب القولون

  • آلام في البطن وتشنجات.
  • إسهال.
  • نزيف شرجي.
  • التعب والأعياء.
  • خسارة الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • حمى لدى البعض.
  • قد يعاني البعض من آلام في المفاصل ومشاكل في العينين.

هذه الأعراض التي قد يعاني منها مرضى التهاب القولون، وليس من الضروري أن تظهر كل هذه الأعراض طبعًا، وتكون على شكل نوبات تظهر لبعض الوقت وتختفي لفترة أخرى، البعض قد يعاني من التهاب القولون لفترات طويلة دون أن تظهر عليه أعراض.

التشخيص

يبدأ التشخيص عبر سؤال المريض عن الأعراض التي تظهر عليه والمشاكل التي يعاني منها، بالإضافة للفحص السريري، وعدد من الاختبارات الأخرى، التشخيص يساعد الطبيب على تحديد الحالة التي يعاني منها بدقة فقد تتشابه الأعراض لعدة أمراض على صلة بالجهاز الهضمي، مثل تهيج الأمعاء وداء كرون.

وتشمل الاختبارات التي قد يخضع لها المريض

  • تنظير القولون عبر إدخال أنبوب مزود بكاميرا يمكّن الطبيب من رؤية داخل القولون بالكامل، ومن خلال التنظير يمكن للطبيب الحصول على عينة من القولون لتحليلها وتشخيص حالة المريض.
  • تحليل الدم يساعد الطبيب للكشف عن أي عدوى مصاب بها المريض.
  • تحليل الفضلات الذي يساعد الطبيب أيضًا على تشخيص الحالة إذا لزم الأمر.

العلاج

أسباب التهاب القولون وعلاجه

يختلف العلاج بين كل شخص وآخر وحسب الحالة التي يعاني منها والأسباب التي أدت عنده لالتهاب القولون، وبدايةً يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية المسكنة التي من شأنها التخفيف من أعراض الالتهاب مثل التشنجات والإسهال وألام البطن. وفي حال كانت الأعراض التي يعاني منها المريض خفيفة إلى متوسطة يمكن أن يقتصر العلاج على تلك المسكنات.

في حالات أخرى يشمل العلاج التخفيف من استجابة جهاز المناعة للبكتيريا والفيروسات في جهاز الهضم، لأنه كما ذكرنا من المحتمل أن يكون الالتهاب في القولون نتيجة استجابة مفرطة من جهاز المناعة للبكتيريا في جهاز الهضم.

بعض الناس تظهر عليهم أعراض الالتهاب عند تناولهم أطعمة ومأكولات معينة، في هذه الحالة ينصح بتجنب هذه الأطعمة، وعلى العموم ينصح دائمًا بالأطعمة الصحية والنظيفة والتي تحتوي ما يحتاجه الجسم من عناصر غذائية مثل الخضروات والأطعمة الطبيعية التي تحتوي على تلك العناصر.

في الحالات التي لا ينفع معها العلاج، يمكن أن يضطر الطبيب إلى إخضاع المريض لعملية استئصال للقولون لديه، وبالتالي التخلص من القولون والتهاباته. الأشخاص الذين يزيلون القولون لا يعد لديهم أي احتمالية للتعرض لسرطان القولون الشائع.

تأثير التهابات القولون على حياة الشخص

الأشخاص الذين يعانون من التهابات القولون لفترات طويلة تزيد عن الثمانية سنوات من المحتمل أن يؤدي ذلك عندهم إلى سرطان القولون، وكلما طالت الفترة كلما زادت احتمالية الإصابة، لذلك عند تشخيص التهاب القولون من الضروري الحديث مع الطبيب حول هذا الموضوع وإجراء تشخيص للقولون وإذا ما كان هناك إصابة بالسرطان. حيث إن الكشف المبكر يجعل المعالجة أسهل وأكثر قابلية للشفاء.

الالتهاب المزمن في القولون يسبب الكثير من الضيق والأحراج بالإضافة إلى الآلام الدائمة التي يشعر بها المريض، حيث يعاني الشخص من الإسهال في غالب الأوقات وهذا يتطلب منه الدخول إلى الحمام عدة مرات في فترات قصيرة وهذا يزيد من الأحراج للشخص.

من الجدير بالذكر أخيرًا إن التهاب القولون يصيب نحو 2% من البشر حول العالم، الكثيرين من هذه النسبة لا يعلمون أصلًا إنهم يعانون من التهاب القولون وهذا قد يؤدي عندهم إلى مضاعفات خطيرة بمرور السنين إذا لم يتم معالجته كما بينا.

البعض يقتصر في علاجه على معالجة الأعراض التي يعاني منها والتي تصاحب الالتهاب في القولون، حيث يقتصر الأمر لديهم على بعض مسكنات الألم ومعالجة باقي الأعراض مثل الإسهال، ينصح دائمًا باستشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة ومعرفة ما قد يعاني منه المريض، حيث هناك الكثير من الأمراض التي تتشابه أعراضها ويكاد يختلط الأمر بذلك على المريض، لذلك تعد استشارة الطبيب ضرورية قبل الخضوع لأي علاج.

سبق وقدمنا مقال أخر حول هذا الموضوع بعنوان تهدئة أعراض القولون بالأعشاب يمكنك الاطلاع عليه لتجد بعض الأعشاب الطبيعية التي قد تساعدك في التخلص من أعراض القولون.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله