فترة حضانة فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

الورم الحليمي البشري (HPV) هو عدوى تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية (البطانة الرقيقة الرطبة التي تبطن أجزاء كثيرة من الجسم مثل الأنف والفم والحلق والأعضاء التناسلية)، هذه العدوى تسببها مجموعة من فيروسات الورم الحليمي البشري التي يوجد منها حوالي 100 سلالة معروفة.

ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري من شخص لأخر عن طريق تلامس جلد، هذا يحدث في معظم الحالات عند ممارسة الجنس عن طريق المهبل أو الفم أو الشرج، ويمكن أن يصاب الطفل بالعدوى من الأم المصابة، حيث ينتقل الفيروس إليه أثناء الولادة.

فترة حضانة فيروس الورم الحليمي البشري

عندما نتحدث عن فترة الحضانة، فإننا نقصد الفترة التي تفصل بين التقاط العدوى (دخول الفيروس لجسم المريض) والفترة التي تظهر فيها الأعراض الأولى للمرض.

في الحقيقة، تختلف فترة حضانة فيروس الورم الحليمي البشري حسب كل شخص، وذلك حسب قدرة جهازه المناعي على مقاومة وصد الفيروس، ففي بعض الحالات، لا يمكن تحديد فترة الحضانة لأن العدوى لا تسبب أي أعراض، حيث يتمكن الجهاز المناعي في معظم حالات العدوى من القضاء على الفيروس بعد عام أو عامين من الإصابة، دون أن يعرف المريض أنه أصيب بالمرض.

لكن في بعض الحالات، يؤدي المرض إلى ظهور الأعراض، معظم الأعراض تظهر بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 – 3 أشهر.

عادة ما تظهر الثآليل التناسلية بعد 4 أسابيع إلى 8 أشهر من الإصابة بأحد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب الثآليل التناسلية. ومع ذلك، يمكن أن يتكاثر فيروس الورم الحليمي البشري لعدة سنواد دون التسبب في أي أعراض، ثم تظهر الثآليل التناسلية.

الإصابة بمرض السرطان تحدث بعد فترة طويلة من العدوى بأحد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب السرطان. يتطور سرطان عنق الرحم عادةً بعد 20 – 25 سنة من الإصابة بالفيروس.

على الرغم من أن العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري لا تسبب أي أعراض خلال فترة الحضانة، يمكن الكشف عن الفيروس في جسم المريض خلال هذه الفترة عن طريق الاختبارات التشخيصية.

خلال فترة الحضانة، يمكن أن يكون الشخص ناقلًا للمرض حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض، هذا هو السبب الذي يجعل السيطرة على المرض وإيقاف انتشاره غير ممكن، لذلك، ننصك أي شخص يعتقد أنه مصاب بفيروس الورم الحليمي البشري أن يتجنب ممارسة الجنس وأن يخضع للاختبارات من أجل تشخيص حالته.

حتى لو لم يكن شريكك يعاني من أعراض عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، لا يزال بإمكانه نقل الفيروس إليك.

علامات وأعراض عدوى فيروس الورم الحليمي البشري

معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري لا تسبب ظهور أي أعراض، وكما ذكرنا أعلاه، يتمكن الجهاز المناعي من صد الفيروس والقضاء عليه نهائيًا بعد عام إلى عامين من الإصابة.

إذا أدت العدوى إلى ظهور أعراض، فإنها تقتصر في أغلب الحالات على تشوهات في بعض الخلايا بالأنسجة التناسلية.

تختلف سلالات فيروس الورم الحليمي البشري في خطورتها، فبعض هذه السلالات تكون “قليلة الخطورة” وتقتصر أعراضها في أسوأ الحالات على ظهور الثآليل التناسلية، والتي قد تكون صغيرة الحجم لدرجة يصعب رؤيتها أو اكتشافها إلا عن طريق الخضوع لفحص طبي. أو كبيرة الحجم بحيث يزيد قطرها عن 1 سم.

سلالات فيروسية أخرى تصنف على أنها “عالية الخطورة”، وذلك لأنها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، مثل سرطان عنق الرحم وسرطان المهبل وسرطان الشرج وسرطان القضيب. قد تكون هذه السلالات مرتبطة أيضًا بأنواع أخرى من السرطان في منطقة الرأس والرقبة.

يتخلص معظم المصابين (9 من أصل 10 حالات إصابة) من العدوى في غضون عامين، وغالبًا لا تظهر عليهم أي أعراض. أولئك الذين لا يتخلصون من العدوى (1 من كل 10 حالات إصابة) قد يعانون من الثآليل التناسلية، والقليل من هؤلاء قد يتطور لديهم سرطان عنق الرحم أو أنواع أخرى من السرطان.

تشخيص الإصابة

يستطيع الطبيب تشخيص عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق رؤية الثآليل. لكن إن كانت الثآليل غير موجودة أو صغيرة جدًا لدرجة يصعب تمييزها، فسوف يطلب الطبيب إجراء أحد هذه الاختبارات التالية:

اختبار محلول الخل (حمض الخليك): يتم تطبيق هذا الحمض على الأجهزة التناسلية، والتي سوف يتحول لونها للأبيض في حال العدوى. هذا يفيد في الكشف عن الثآليل التناسلية الصغيرة وغير المرئية.

مسحة المهبل أو عنق الرحم: يقوم الطبيب بأخذ مسحة من عنق الرحم أو المهبل وإرسالها للمختبر من أجل فحصها، يمكن أن تكشف مسحة عنق الرحم عن وجود تشوهات في الخلايا قد تساعد في تشخيص السرطان.

اختبار الحمض النووي: يتم إجراء هذا الاختبار على الخلايا المأخوذة من عنق الرحم من أجل تشخيص أي سرطان في الأجهزة التناسلية.

في أي عمر يمكن أن تحدث العدوى؟

يمكن أن يصاب أي شخص بفيروس الورم الحليمي البشري بغض النظر عن عمره. فإذا كانت المرأة الحامل مصابة بالفيروس، يمكن أن يولد طفلها مصابًا بالعدوى.

كيف يسبب فيروس الورم الحليمي البشري السرطان؟

يصيب فيروس الورم الحليمي البشري الخلايا الظهارية التي تبطن الأغشية المخاطية في الأجهزة التناسلية أو فتحة الشرج أو الحلق. حين يصل الفيروس لهذه الخلايا، فإنه يجبرها على إفراز بروتينات خاصة، وحين يتعرف جهاز المناعة على هذه البروتينات، يتولد رد الفعل المناعي، فيتم مهاجمة الخلايا المصابة والقضاء عليها، لكن في حالات نادرة، يؤدي الفيروس إلى إحداث طفرات تسبب تغيير شكل أو طبيعة هذه الخلايا، هذه الطفرات يمكن أن تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.

هل فيروس الورم الحليمي البشري قاتل؟

نعم، في بعض الحالات، تؤدي العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري إلى تطور أنواع من السرطان التي قد تكون قاتلة.

ملاحظة هامة:

يتم تقديم المعلومات المذكورة في هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، وليس لغرض الحصول على المشورة الطبية أو تحديد طرق التشخيص والعلاج، لم يتم مراجعة هذا المقال من قبل طبيب مختص، لكننا اعتمدنا على المعلومات من مصادر موثوقة. إذا كنت تشك أنك مصاب بفيروس الورم الحليمي البشري، عليك الامتناع عن ممارسة أي علاقة حميمية وزيارة الطبيب لتشخيص حالتك.

المصادر

حقائق عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي – فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) – مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية

فيروس الورم الحليمي البشري والسرطان – المعهد الوطني للسرطان أحد المعاهد الوطنية للصحة التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) – خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله