ما هي أسباب وأعراض نقص الحديد عند الأطفال وكيف يمكن علاجه ضمانه لهم؟

أهم المغذيات يحتاجها الدماغ لتطوره والجسم لنموه، فالجسم الهزيل والنشاط المتدني وغيرها من أعراض نقص الحديد عند الأطفال يمكن أن تواجه طفلك

هل طفلك يعاني من اضطرابات وفقدان في الشهية؟ هل يكتسب وزنه بصعوبة؟ ماذا عن تناول الأشياء غير القابلة للأكل؟ هل يصاب بالالتهابات بسهولة؟ إنها من أهم أعراض نقص الحديد عند الأطفال وقد يعاني طفلك بالفعل معها، لذا إليك كل ما يخص نقص الحديد من الأسباب والأعراض وصولًا إلى العلاج.

إن الحديد يعتبر من أهم المغذيات التي يحتاجها الجسم بشدة وبالنسبة للأطفال فهم بحاجة إليه لأجل تطور أدمغتهم ونموها بشكل طبيعي ولأجل بناء جسم سليم، وبالتالي يمكن للأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من الحديد أن يعانون من نمو بطيء ونشاط بدني متدني ومناعة ضعيفة وغيرها من المشاكل.

نقص الحديد عند الأطفال

نقص الحديد عند الأطفال

خلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموغلوبين، وهيموغلوبين الدم هو عبارة عن بروتين يعمل على حمل الأكسجين من الرئتين إلى كل خلايا الجسم، والجسم يحتاج إلى الحديد حتى يتمكن من صنع الهيموغلوبين، وبالتالي عندما لا يحصل الجسم على ما يحتاجه من الحديد تتحول خلايا الدم إلى خلايا بلون باهت ضعيفة وصغيرة ولا تكون قادرة على نقل الكمية الكافية من الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة والعضلات وهذا هو ما يطلق عليه فقر الدم.

إن نقص الحديد يعتبر من أكثر المشاكل شيوعًا عند لأطفال والتي يمكن أن تصيبهم بعدة مستويات بدايةً من نقص الحديد الخفيف والذي يتطور إلى فقر الدم الحاد، وذلك في حال كان النظام الغذائي الخاص بطفلك يفتقر إلى عنصر الحديد.

يولد الأطفال مع مخزون جيد من الحديد في أجسامهم (الأطفال الذين يولدون بعد فترة حمل كاملة لأمهات يتمتعون بصحة جيدة يحصلون على الحديد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حياتهم الجنينية) ولكن رغم ذلك هم بحاجة لمقدار معين من الحديد يتم الحصول عليه من الغذاء أو من المكملات الغذائية (بعد استشارة الطبيب) وذلك لضمان نمو وتطور سليم لجسم طفلك.

ولكن من المهم ألا يتم الاعتماد على المكملات الغذائية إلا بموجب وصفة طبية، مع أهمية إبقاء عبوة مكمل الحديد بعيدًا عن أيدي الأطفال لأن الجرعات الزائدة منه يمكن أن تكون قاتلة وخاصة بالنسبة للصغار والرضع.

وإن الحد الأعلى المسموح به يوميًا من الحديد للأطفال هو 20 ميلي غرام ولكن معظم أنواع المكملات تحتوي على 100 ميلي غرام في القرص الواحد، وفي حال كنت تشك بأن طفلك تناول مقدار زائد من الحديد فاتصل مباشرة بالطوارئ أو توجه على الفور لأقرب مشفى أو طبيب.

مقدار الحديد الذي يحتاجه الطفل في اليوم

بناءً على الفئة العمرية التي ينتمي إليها طفلك يمكن تحديد المقدار الذي يحتاجه من الحديد في اليوم، وذلك وفق ما يلي:

  • من عمر 7 أشهر حتى 12 شهر يحتاج الطفل إلى 11 ميلي غرام من الحديد يوميًا.
  • من عمر سنة حتى 3 سنوات يحتاج الطفل إلى 7 ميلي غرام من الحديد يوميًا.
  • من عمر 4 سنوات حتى 8 سنوات يحتاج الطفل إلى 10 ميلي غرام من الحديد يوميًا.
  • من عمر 9 سنوات حتى 13 سنة يحتاج الطفل إلى 8 ميلي غرام من الحديد يوميًا.
  • من عمر 14 سنة حتى 18 سنة تحتاج الفتيات إلى 15 ميلي غرام من الحديد يوميًا.
  • من عمر 14 سنة حتى 18 سنة يحتاج الأولاد إلى 11 ميلي غرام من الحديد يوميًا.

أسباب نقص الحديد عند الأطفال

أسباب نقص الحديد عند الأطفال

يمكن التمييز بين 3 أسباب تقف خلف نقص الحديد عند الأطفال وهي على الشكل التالي:

  • انخفاض مخزون الحديد عند الطفل وذلك إما نتيجة معاناة الأم خلال فترة الحمل من فقر الدم أو سوء التغذية أو نقص الحديد، أو نتيجة لولادة الطفل المبكرة.
  • سوء تغذية الطفل وعدم حصوله على المقدار الكافي من الحديد من المصادر الطبيعية وذلك تبعًا لما يتطلبه الاحتياج اليومي.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي (الأمعاء الدقيقة) والتي تعيق وتسبب تراجع في قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الغذاء الذي يتم تناوله.

يمكن اشتراك أكثر من سبب واحد في حالة نقص الحديد عند الأطفال

قد يهمك: ما هو سوء التغذية عند الأطفال والكبار وما هي أسبابه وأعراضه وكيف يتم علاجه؟

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لنقص الحديد؟

الجميع وليس فقط الأطفال معرض لنقص الحديد وذلك في حال كانت الوجبات الغذائية التي يتم تناولها لا تلبي الاحتياج المطلوب منه والذي يحتاجه الجسم، وبشكل عام هناك عوامل تزيد من خطره وترفع احتمال حصول نقص فيه، وهي:

  • الرضع المولودين لأمهات يعانين من فقر الدم أو مشاكل صحية أخرى وليس لديهم المقدار الكافي من الحديد.
  • الأطفال الخدج المولودين في وقت مبكر من الحمل (لأن الجنين يحصل على الحديد من الأم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل وبالتالي لم يكن هناك مدة كافية لهم لأجل الحصول على الحديد.
  • الأطفال في عمر 4 أشهر حتى 6 أشهر وذلك لأن مستوى الحديد المخزن لديهم يكون منخفض ويتم استهلاكه لأجل عملية النمو والتطور.
  • الأطفال حتى عمر 6 أشهر والذين يتم الاعتماد على حليب الأم فقط لتغذيتهم ففي بعض الأحيان لا يحتوي على المقدار الكافي من الحديد.
  • الأطفال الذين يشربون الحليب البقري في عمر 12 شهر، فعلى الرغم من أنه يحتوي على كمية قليلة من الحديد إلا أن الجسم لا يمتصه.
  • الأطفال الأكبر سنًا وذلك في حال كانت وجباتهم الغذائية غير كافية أو غير متكاملة ولا تحتوي على المقدار الكافي من الحديد.
  • وجود مشاكل في الجهاز الهضمي وأهمها سوء امتصاص الحديد والتي تعتبر الأكثر شيوعًا بعد إحراء جراحة في الجهاز الهضمي، وذلك لأن معظم كمية الحديد التي يحصل عليها الجسم يتم امتصاصها من الأمعاء الدقيقة، وأي خلل في الأمعاء أو تغيير سيؤدي إلى تغير في امتصاص الحديد.
  • فقدان الدم بسبب التعرض لإصابة معينة أو نتيجة نزيف داخلي أو نزيف هضمي أو خلال فترات الحيض كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.

أعراض نقص الحديد عند الأطفال

أعراض

هناك العديد من مضاعفات و أعراض نقص الحديد عند الأطفال فعدم حصول الجسم على المقدار الذي يحتاجه منه يؤدي إلى اختلال واضطراب على نطاق واسع على المستوى الفكري والسلوكي ونمو الجسم ووظائفه، وأهم هذه الأعراض:

  • فقر الدم الناتج عن نقص في الحديد وانخفاض الهيموغلوبين بحيث لا يكون الدم قادر على حمل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
  • تأخيرات وتراجعات اجتماعية وسلوكية وفكرية تظهر في انخفاض الذكاء الاجتماعي تراجع في وظائف الذاكرة تشتت الانتباه وانخفاض التركيز.
  • انخفاض في قدرة الجهاز المناعي وهذا ما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وتكرار التعرض لها.
  • انخفاض وزن الطفل.
  • في بعض الأحيان يمكن أن يعاني من زيادة ملحوظة في الوزن بالإضافة إلى تراجع في النشاط البدني ومستوى الحركة لديه.
  • الشعور الدائم بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على القيام بالأعمال والبسيطة أو اللعب مع الأطفال.
  • البشرة الباهتة المتعبة.
  • تراجع في عادات الطفل الغذائية.
  • العصبية والغضب الواضح والسريع (الطفل العصبي).
  • تراجع في معدل نمو الطفل.
  • معاناة الطفل من الخدر في أطرافه.
  • تساقط شعر الطفل وتراجع في طبيعته.
  • برودة الأطراف.
  • ارتجاف الطفل وارتعاشه.
  • اضطرابات في الجهاز التنفسي \ التنفس السريع غير الطبيعي.
  • رغبة الطفل الشديدة في تناول المواد غير القابلة للأكل، أهمها: الأوساخ – طلاء الجدران – الثلج – النشاء.

تشخيص نقص الحديد عند الأطفال

إن تشخيص نقص الحديد بشكل عام وبشكل خاص نقص الحديد عند الأطفال يمكن أن يشكل تحدي، وذلك لأنه لا يوجد مقياس مختبري واحد معتمد يميز بدقة كمية الحديد لدى الطفل، لذا يتم التشخيص كما يلي:

  • تقييم المخاطر التي يعاني منها الطفل، ومعرفة نمط التغذية وعمر الطفل عند الولادة ووزنه وغيرها من المعلومات التي تزيد من احتمال وجود نقص في الحديد لديه.
  • مراجعة العادات الغذائية للأطفال الأكبر سنًا وعدم التأكد من التنوع الغذائي في وجباتهم وخاصةً في المدرسة، وفيما إذا كان يتم الاعتماد على نظام غذائي نباتي أو نظام غذائي لا يتضمن اللحوم.
  • اختبارات الحديد الثلاثة في الجسم (حديد هيمو – مخزون الحديد – حديد النقل) وفي حال وجود أي خلل في 2 من المعايير الثلاثة السابقة يتم التشخيص بوجود نقص حديد.
  • اختبارات فقر الدم الأخرى والتي تقيس وتقييم تعداد كريات الدم ومستوى الهيموغلوبين وتركيزه.
  • الأعراض التي يعاني منها الطفل واستبعاد الأمراض الأخرى يمكن لها أن تملك أعراض مشابهة.

إن فحوصات فقر الدم تعتبر من الفحوصات المعتادة والتي يتم إجراؤها بانتظام للأطفال وذلك لأنهم أكثر عرضة للإصابة به.


علاج نقص الحديد عند الأطفال

علاج

يمكن من خلال تحديد سبب نقص الحديد والتعامل معه أن يتم علاجه وتعويضه، وبشكل عام يمكن التمييز بين العلاجات التالية: العلاجات الطبية – العلاجات الغذائية.

العلاجات الطبية

وهي علاجات التي تكون بإشراف طبيب مختص وتشمل:

نقل الدم إلا أنه نادرًا ما تكون حالات نقل الدم هي العلاج المعتمد بل تكون مطلوبة بالنسبة للأطفال الذين سوف يخضعون لعمليات جراحية أو في حال وجود اضطراب في القلب والشرايين، إلا أنه بشكل عام يتم التعامل مع نقص الحديد بالمكملات الغذائية وبالاعتماد على العلاج الغذائي الطبيعي.

أما عن المكملات الغذائية فهي عبارة عن كبسولات أو أقراص تحتوي مقدار معين من الحديد ومن الضروري أن يتم آخذها بإشراف طبي لأن الجرعات الزائدة قد يكون لها أثر تسممي وتسبب الوفاة، والجرعة العظمة المسموح بها يوميًا هي 20 ميلي غرام من الحديد.

قد يهمك: مكملات الحديد – لماذا تأخذها وكيف نختارها وما هي آثارها الجانبية

العلاجات الغذائية – اعتماد الأطعمة الغنية بالحديد

يوجد نوعين من الحديد في الطعام: الأول هو حديد الهيم الموجود في المنتجات الحيوانية من لحوم حمراء وأسماك ودواجن، والنوع الثاني هو الحديد غير الهيم الموجود في المنتجات النباتية أهمها البقوليات والمكسرات والخضار والفاكهة.

يتم امتصاص حديد الهيم من قبل الجسم بشكل أفضل وأكثر كفاءة بالمقارنة مع النوع الثاني حديد غير الهيم. لذا في حال كان طفلك لا يتناول المنتجات الحيوانية فهو يحتاج إلى تعزيز المقدار الذي يتناوله من الحديد غير الهيم.

إن فيتامين C يساعد الجسم على امتصاص الحديد من الطعام لذا تأكد من تضمين مصادر فيتامين C ضمن وجبات الطعام وأهم تلك المصادر: البروكلي – الفليفلة الخضراء والحمراء – الكرنب – البرتقال – جريب فروت – فراولة – الشمام – البطاطا – البازلاء – الطماطم.

أهم مصادر حديد الهيم (يجب مراعاة عمر الطفل واختيار الأطعمة التي تناسبه): لحم البقر – الكبد – المحار – السردين – صفار البيض – الدجاج – الديك الرومي – سمك التونة – سمك السلمون.

أهم مصادر الحديد من المنتجات النباتية: التوفو – فول الصويا – الفاصولياء – العدس – الذرة – الزبيب – القمح – الشوفان – السبانخ – البقدونس – الشعيرية – المعكرونة المدعمة – البازلاء – بذور السمسم – الطماطم – البروكلي – الحبوب الكاملة – الخوخ – اللوز – الجوز – الكاجو – المشمش – التين – التمر.

ملاحظة: الزبيب والجوز والمكسرات (يمكن أن تشكل خطر الاختناق على الأطفال دون عمر 4 سنوات) لذا لا بد من مراقبة الطفل أثناء تناولها.

قد يهمك: أطعمة غنية بالحديد يجب إضافتها إلى نظامك الغذائي


قد تبدو المشكلة كبيرة وقد تكون أعراض نقص الحديد عند الأطفال مزعجة ومقلقة ولكن هنا يكمن دورك في اكتشاف هذا النقض وتعويضه في أسرع ما يمكنك.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله