محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال … حياة وإبداع 

محمد عبد الوهاب بحر من الموسيقى تجسد على قدمين، ولد في الثالث من شهر آذار من عام 1902، في القاهرة بحي الشعرية حارة برجوان، لأب يعمل مؤذن في مسجد الحي، وتوفي في الرابع من شهر أيار من عام 1991، صاحب لقب (موسيقار الأجيال)، عرف كمؤلف موسيقي وملحن وممثل سينمائي.

لماذا نجح عبد الوهاب؟

استطاع أن يصل إلى قمة المجد ذلك للأسباب التالية:

  • فقد كانت موهبته الفنية أصيلة، من النادر تكرارها.
  • يمتلك صوتًا معبرًا وقد اعتمد على نفسه حيث غنى ألحانه.
  • كان موسيقيًا متجددًا ومجدد وقد سبق الكثيرين في هذا المجال.
  • كان شديد الاحترام للفنانين الذين جاؤوا قبله إلى عالم الفن والغناء.
  • وكان ذا ثقافة منفتحة على الموسيقا العالمية ونهل من منابعها أخذ منها وأضاف إليها.

البدايات

دخل محمد عبد الوهاب إلى كتّاب الجامع تلبية لرغبة والده، أملًا بأن يلتحق بالأزهر الشريف فيما بعد، لكن عبد الوهاب أظهر شغفًا كبيرًا بالموسيقا، وأخذ بالاستماع إلى عمالقة الغناء في ذلك الوقت أمثال (سلامة حجازي، وصالح عبد الحي)، وعمل كمطرب في فرقة مسرحية حيث كان يغني في وقت الاستراحة بين فصول المسرحيات، وهرب مرة مع فرقة للسيرك إلى دمنهور حتى لا تعثر عليه عائلته وتمنعه من الغناء.

إلّا أنها رضخت لرغبته وسمحت له بالغناء، فيما بعد التحق بعد ذلك بمعهد الموسيقى العربية الذي كان معروفًا بنادي الموسيقى الشرقي، وقد تعلم عزف العود على يد الموسيقار محمد القصبجي، كما تعلم الموشحات، واشتغل كمعلم للأناشيد في إحدى المدارس، والتقى بالشيخ سيد درويش الذي أعجب بصوته فعمل معه بأجر شهري يساوي خمسة عشر جنيهًا، وظل محمد عبد الوهاب مرافقًا للشيخ سيد درويش حتى وفاته، كما التقى بالشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء، فلحن عدة قصائد من تأليفه وغناها بنفسه، كما لحن للعديد من المطربين المصريين والعرب منهم (وردة الجزائرية وفيروز وأم كلثوم ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وغيرهم الكثير).

محمد عبد الوهاب وأمير الشعراء أحمد شوقي

التقى عبد الوهاب مع الشاعر أحمد شوقي في العام 1924 عندما كان يغني في حفل أقيم في الإسكندرية، حيث طلب شوقي أن يرى عب الوهاب بعد انتهاء الحفل، وكان اللقاء، واستمرت علاقة عبد الوهاب بالشاعر أحمد شوقي سبعة أعوام يعتبرها عبد الوهاب من أهم مراحل عمره، حيث كان يعتبره بمنزلة والده الروحي، وكان شوقي يقدم عبد الوهاب في كل الحفلات التي يذهب إليها كما قدمه للصحافيين من أمثال عباس محمود العقاد وحسين طه وعبد القادر المازني، وإلى رجال الفكر والسياسة وعلية القوم أمثال سعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي، وأحمد ماهر باشا.

وكان عبد الوهاب قد لحن العديد من قصائد أحمد شوقي وغناها مثل (دمشق – النيل نجاشي – يا جارة الوادي – علموه كيف يجفو فجفا – يا ناعمًا رقدت جفونه – سجى الليل – جبل التوباد – يا شراعًا وراء دجلة يسري – مضناك جفاه مرقده – في الليل لما خلي) وقد أعجبت الجمهور الخاص والعام والمثقفين، وقد أنتج أول اسطواناته وكانت من كلمات الشاعر الشيخ يونس القاضي ومن ألحانه هو، وكان ذلك في العام 1927.

عبد الوهاب والموسيقى العربية