صلاة الحاجة – “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”

على الرغم من عدم وجود صلاة محددة باسم صلاة الحاجة أو صلاة قضاء الحاجة في الشريعة الإسلامية، إلا أنه لا مانع من أدائها، وهي ركعتين يصليها المسلمون طلبًا لقضاء حوائجهم من الله عز وجل، استنادًا إلى الأوقات والطرق المذكورة في السنة النبوية.

مستدلين بذلك من الحديث النبوي بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:” من توضأ فأسْبَغَ الوضوء ثم صلَّى ركعتين يُتمهما أعطاه الله ما سأل معجِلاً أو مُؤخرًا” (1) فكل من صلى ركعتين بعد إسباغ الوضوء، وأتمهما وخشع فيهما لله، ودعا الله سبحانه وتعالى، وكان أهلًا لأن يجيب الله دعاءه استجاب الله دعاءه.

قد تكون الإجابة عاجلًا أو آجلًا، فينبغي عدم التعجُّل، ففي الحديث “يُستجاب لأحدكم ما لم يُعجل” رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وقد يصرف الله بالدعاء من السوء ما يكون خيرًا من الشيء الذي دعا به الداعي.

شروط قبول صلاة الحاجة

قال تعالى بعد ذكر أيُّوب وذي النّون وزكريا عليهم السلام ودعائِهم الذي استجاب الله لهم: (إنَّهُمْ كَانُوا يُسارِعونَ فِي الخَيْرَات ويَدْعونَنَا رَغَبًا ورَهَبًا وكَانُوا لَنَا خَاشِعِين) (سورة الأنبياء: 90) والمُسارَعة في الخَيرات تستلزِم الطّاعة والحِرص عليها والتّسابق إليها، والبعد عن كل ما حرَّم الله، وبالتالي لا تُقبَل صلاةُ الحاجة ولا دعاؤها من المقصّر في حق الله.

يقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى – قضاء الحاجة وبخاصة حاجة الدُّنيا له وسيلتان: الأولى: طاعة الله بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، فهي في حدِّ ذاتها إن قُبِلَتْ قضى الله بها ما يتمناه المؤمن من خير، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ وَمَنْ يَتوَكَّل عَلَى اللهِ فهو حَسْبُه) (سورة الطلاق: 2،3) وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيينَّه حياةً طيبةً) (سورة النحل: 97) وقال: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّماءِ وَالأرْضِ) (سورة الأعراف: 96) وفي الحديث: “ومن يَسَّر على مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عَوْنِ أخيه” رواه مسلم

والثانية هي الدعاء بشروطه وآدابه التي من أهمها الخشوع والإخلاص والبُعد عن الحرام، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (سورة غافر: 60) وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فِإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَة َالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (سورة البقرة : 156) وفي الحديث القدسي “يا عبادي كلُّكم جائع إلا من أطعمتُه فاستطعموني أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي كلُّكم عارٍ إلا من كَسَوْته فاستكسوني أكْسكم..” رواه مسلم. وهناك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة وهم في الغار، فدعوا ربهم بصالح أعمالهم فنجَّاهم الله، وهاتان الوسيلتان مؤكدتان لا خلاف فيهما.

وهناك أيضًا أمور لا بد لك من اتباعها في صلاة الحاجة وفي أي صلاة تريدها وهي:

  • النية الصادقة: يجب أن يكون لديك نية صادقة وخالصة عند أداء هذه الصلاة، والتوجه إلى الله بالدعاء.
  • الوقت المناسب: أن تصليها في أوقات مستحبة مثل وقت صلاة الفرض، بعد الصلوات الخمس، وعندما يكون الإنسان في حالة من التواضع والتذلل أمام الله، وتبتعد عن الأوقات المكروهة.
  • التواضع والتضرع: يجب أن تكون في حالة تواضع وتذلل أمام الله، وأن تبدي اعتمادك الكامل على قدرته ورحمته.
  • الإخلاص في الدعاء: يجب أن تكون دعواتك صادقة وصريحة، وأن تعبر عن حاجاتك ومطالبك بصراحة أمام الله.
  • التفاؤل والإيمان: يجب أن تدعو وأنت موقن بأن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يستجيب لدعائك ويحقق لك حاجتك.
  • العمل والاجتهاد: يمكن أن تكون الصلاة والدعاء وسيلة لك للدعوة إلى تحقيق حاجتك، ولكن يجب أن تكون جاهداً في سبيل تحقيق هذه الحاجة من خلال الوسائل المعقولة.
  • الثقة في الله وتقبل القدر: يجب أن تعلم أنه قد يكون الله سبحانه وتعالى يجيب دعائك بالشكل الذي هو أفضل لك حسب حكمته، وقد تأتي الإجابة في الوقت المناسب.

لاحظ أن هذه الشروط تنطبق على الدعاء والتضرع بشكل عام، وبالتالي يمكن تطبيقها عند أداء الصلوات والأدعية في أوقات الحاجة. يمكنك دائماً اللجوء إلى الله في أوقات الضيق والحاجة وفي كل الأوقات والاعتماد على رحمته وكرمه.

كيفية صلاة الحاجة

يصلي ركعتان ثم يثني على الله بعدها ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول إن أراد هذا الدعاء ولا يشترط ذلك: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. لحديث عبد الله بن أبي أوفى رواه ابن ماجه والترمذي وقال غريب!

أوقات صلاة الحاجة

لم يرد في الشرع ما يدل على تحديد وقت تؤدى فيه صلاة قضاء الحاجة دون غيره، وعلى هذا يكون لها حكم نوافل العبادات، يصليها متى يشاء لكن لا يصليها في الأوقات المنهي عنها وهي بالتفصيل:

  • بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، هذا وقت نهي، لا يصلى فيه إلا سنة الفجر، وفريضة الفجر، أو تحية المسجد.
  • بعد طلوع الشمس إلى أن ترتفع قيد رمح.
  • عند وقوفها قبيل الظهر بقليل، عندما تقف في كبد السماء يسمى وقت الوقوف في رأي الناظر حتى تزول إلى جهة الغرب، وهو وقت قصير نحو ثلث ساعة، أو ربع ساعة ليس بالطويل.
  • بعد صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس.
  • عند اصفرارها إلى أن تغيب.

عدا ذلك يستطيع المسلم أن يصلي صلاة قضاء الحاجة وقت ما يشاء.

دعاء صلاة الحاجة

تستطيع أن تدعو ما تشاء وما تيسر لك من الأدعية المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام. ويمكنك أن تدعو بهذا الدعاء:

لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ” زاد ابن ماجه في روايته ” ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر

الأوقات المستحبة للدعاء

تحري الدعاء والإكثار منه مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يدي الله والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، والإكثار من الثناء عليه، وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي ﷺ فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي ﷺ من أسباب الاستجابة، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله ﷺ. وهي كثيره منها:

  • ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.
  • جوف الليل وآخر الليل، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر… مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء، فالإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة.

ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: الله أكثر. (2). وعليه أن يرجو من ربه الإجابة، مع الحذر من الكسب الحرام والحرص على الكسب الطيب؛ لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة.

  • السجود، يقول عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ويقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. أي حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه. (3)
  • حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة فهو محل إجابة.
  • آخر كل صلاة قبل السلام يشرع فيه الدعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة لأن النبي ﷺ لما علمهم التشهد قال: ثمَّ لِيتخيَّرْ من الدعاءِ أعجبَه إليهِ.
  • آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، لأن المنتظر في حكم المصلي.

 وقد صح أنّ رسولَ اللهِ ﷺ ذكَرَ يَومَ الجُمُعةِ، فقال: فيه ساعةٌ لا يوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ، وهو قائمٌ يُصَلِّي، يَسألُ اللهَ شَيئًا، إلّا أعطاهُ إيّاهُ.. ، فقوله ﷺ: وهو قائم يصلي قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي، لأن وقت العصر ليس وقت صلاة.

عدد الركعات والسور التي تقرأ في صلاة الحاجة

اختلف في عدد ركعات صلاة الحاجة، فذهب المالكية والحنابلة ـ وهو المشهور عند الشافعية وقول عند الحنفية ـ إلى أنها ركعتان، والمذهب عند الحنفية أنها أربع ركعات، وفي قول عندهم ـ وهو قول الغزالي ـ إنها اثنتا عشرة ركعة، وذلك لاختلاف الروايات الواردة في ذلك، كما تنوعت صيغ الدعاء لتعدد الروايات.

صلاة الحاجة ركعتان على ما في حديث عبد الله بن أبي أوفى، وليس لهما قراءة مخصوصة، وعليه فتشرع صلاة هاتين الركعتين، ويقرأ فيهما المصلي بما شاء ثم يدعو بعدهما بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. هذا ما جاء به جمهور العلماء.

حكم صلاة الحاجة

صلاة قضاء الحاجة مستحبة عند جماهير أهل العلم. فإذا صلى الإنسان واستعان بربه في سجوده أو في آخر الصلاة على الحاجات التي تهمه كله طيب.

ولا يوجد حديث صحيح باسم صلاة الحاجة، لكن استنبطه العلماء من قوله جل وعلا: (وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ) [البقرة:45]، ومن الحديث كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، عن علي: “أنّهُ سمِعَ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: ما مِن عبدٍ مؤمنٍ يُذنِبُ ذَنبًا، فيُحسِنُ الطُّهورَ، ثُمَّ يقومُ ويُصلِّي، ثُمَّ يستغفِرُ اللهَ، إلّا غفَرَ اللهُ لَهُ. قال عفّانُ: وزادَ فيهَ شُعبةُ: يتوضَّأُ ويُصلِّي ركعَتْيِن يستغفِرُ اللهَ مِن ذلكَ الذَّنبِ، إلّا غفَرَ اللهُ لَهُ، قالَ: وقرَأَ هذِهِ الآيةَ: {ومَن يَعْمَلْ سُوءًا أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ١١٠]. (4)

وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لْيُصَل رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لِيَقُلْ: لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رحمتِكَ وعَزائِمَ مغفرتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ، لا تَدَعْ لي ذنبًا إلا غَفَرْتَه، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَه، ولا حاجةً هي لك رِضًا، إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ.) (5) وهو حديث ضعيف

مكان صلاة الحاجة

شأنها شأن أي صلاة لا يجوز الصلاة إلا في مكان طاهر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى في سبعة مواطن: “المزبلة، والمجزرة، والمقبرة، وقارعة الطريق، والحمام، ومعاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله تعالى”. (6) رواه الترمذي

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام”. (7) رواه الترمذي.

صلاة الحاجة للزواج

لم يرد أن هناك صلاة خاصة تسمى صلاة الحاجة لكن لا مانع أن يصلي المسلم ركعتين بعد حمد الله تعالى والثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو ما شاء أن يدعو ويمكنه أن يدعو بالأدعية المأثورة التالية:

(اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا).

(اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك).

(رَبِّ اشرَح لي صَدري* وَيَسِّر لي أَمري* وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني).

ويمكنه الدعاء بدعاء الاستخارة: (اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلان خيرٌ لي في ديني، ودنياي، ومعاشي، وعاقبة أمري، عاجله وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن زواجي من فلان شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به).

صلاة الحاجة لطلب الذرية

يمكن للإنسان المسلم أن يدعو بدعاء سيدنا زكريا عليه الصلاة والسلام كما ذكره لنا الله عز وجل في كتابه المبين: “قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” { آل عمران :38 }

وقوله:”رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ” {الأنبياء :89}

أيضًا دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ”  {الصافات: 100}

وأما صلاة الحاجة بقصد أن يرزقك الله الذرية الصالحة الطيبة فقد ورد في سنن الترمذي وابن ماجة وغيرهما من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ, فليحسن الوضوء, ثم ليصل ركعتين, ثم ليثن على الله, وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم, ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم, سبحان الله رب العرش العظيم, الحمد لله رب العالمين, أسألك موجبات رحمتك, وعزائم مغفرتك, والغنيمة من كل بر, والسلامة من كل إثم, لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته, ولا همًا إلا فرجته, ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الرحمين. زاد ابن ماجه في روايته: ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر. فهذه الصلاة بهذه الصورة سماها أهل العلم صلاة الحاجة.”

ملاحظة هامة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس لأحد أن يسن للناس نوعًا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانًا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرمًا لم يجز الجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به، وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب، وأما اتخاذ ورد غير شرعي واستنان ذكر غير شرعي، فهذا مما ينهى عنه.

قصص عن صلاة قضاء الحاجة

لكل مهموم أو مكروب أو لك حاجة عند الله، ننصحك بمشاهدة هذا الفيديو:

أسئلة واستفسارات عن صلاة قضاء الحاجة

ما هو الوقت المناسب لصلاة قضاء الحاجة؟

شأنها كشأن أي صلاة نافلة تستطيع أن تصليها متى تشاء عدا الأوقات المنهية المعروفة التي ذكرناها سابقًا.

ما هو دعاء طلب الحاجة؟

ليس هناك دعاء خاص لصلاة الحاجة ولم يرد أحاديث صحيحة بذلك. تستطيع أن تدعو بما شاء من حاجتك ولو تنوعت، ثم تسأل الله من أمري الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر.

هل يجوز تكرير صلاة الحاجة؟

لا بأس بتكريرها عند وجود الحاجة، ولكن لا تلتزم كل ليلة بحيث تصبح كأنها راتبة، ولم يُعرف ذلك عن السلف.

ما حكم الجمع بين صلاة الضحى، وصلاة قضاء الحاجة؟

صلاة الحاجة نافلة غير مقصودة، فيجوز التشريك بين نيتها ونية غيرها من النوافل.

هل يمكن أن تصلى صلاة الحاجة جماعة؟

صلاة الحاجة من صلاة التطوع، يجوز التطوع جماعة وفرادى، لأن النبي فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفرداً، وصلى بحذيفة مرة، وبابن عباس مرة، وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأمَّ أصحابه في بيت عتبان مرة، وأمهم في ليالي رمضان ثلاثاً، وكلها ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فلا يكره أن يتطوع في جماعة كما فعل النبي، ولا يجعل ذلك سنة راتبة كمن يقيم للمسجد إمامًا راتبًا يصلي بالناس بين العشائين، أو في جوف الليل.

هل ورد أحاديث صحيحة عن صلاة الحاجة؟

قال علماء الحديث أن الأحاديث الواردة فيها غير صحيحة، وهم أربعة أحاديث؛ منها حديثان موضوعان، وحديث ضعيف جدًا، وحديث ضعيف.

هل تشرع صلاة الحاجة؟ وهل تنفع التجربة لفعلها؟

لم يصح في صلاة الحاجة حديث، فلا يشرع للمسلم أن يصليها، ويكفيه ما ورد في السنة الصحيحة من صلوات وأدعية وأذكار ثابتة. هذا من فتاوى الشيخ الفوزان. لكن جمهور العلماء قالوا إنها مستحبة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله