قد يـتعرض بعض الأشـخـاص الذين يقع على عاتقهم المـسؤوليات الكـبيرة، إلى الضـغوطات اليومية، والتـوتر العـصبي؛ لزيادة مسؤولياتهم الحياتية، والتي تـتراوح ما بين مسؤوليات اجتماعية، ومسؤوليات عملية، وغير ذلك من المسؤوليات.
مما يـتطلب الكثيـر من الطُرق التي يسـتطيـعون بها أن يتعاملوا تعاملًا أمثل مع تلك الـواجـبات، لـتجنب هذه الضغطات اليومية، والتوتـر العصـبي الذي ينتُج عنها، فالكثير مـن الأشخاص لا يستطيعون الـتركيز إلا عـلى أمـرٍ واحـد فـي وقـتٍ واحـد؛ فبالتالي تنـتقل تلك المشكلات إلى العـقل الباطن، فيحدث انعكاس الضغوطات اليومية على العقل الباطني في الأحلام.
فنجد أن بـعض الأحـلام مُتصلة بالعـقل الباطني بـشكل مُباشـر، فعند تكرار حـلم الشخص بالسقوط من مكـان مرتـفع مثلًا؛ تجد أن هذا الشخص في الـحقيقة قد يُعـاني من ضغط خوفه من الأماكن المرتفعة، وأيضًا تكرار رؤية الحشرات المـؤذية ناتجة عن رهبته من الحشرات في الحقيقة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
وفي ذات الوقت هُناك أمور سـلبية يُحاول الشخص تناسيها، ويعـتقد أنـه قد نساها بالفعل، ثم يكتشـف أن العقل الباطني قد خزنـها فتخرج له بعد فـترة في صورة أحـلام، فيعيش هذا الإنسان في حيـرة وقلق، ومن هُـنا نستطيع القول بأن العقل الباطني له تأثير مبـاشر على ذهـن الإنسان، وترجمة الضغوطات اليومية إلى أحلام.
وفي هذا المـقال سوف نتطرق للحديث عن كيفيـة التـخلص من المـخرجـات السـلبـية المتـكونة في العـقل الباطني الناتجة عن الضغط النفسي.
انعكاس الضغطات اليومية على العـقل الباطـني في الأحـلام
عندما يكون الإنسان تحـت ضغط نفسي، ويواجـه صعوبـة في التـأقلـم مع الـوضـع والحيـاة اليومـية الصعبة التي يعيشها، والشعور بعدم الكفـاءة في إيجاد حلول لمشكلاته؛ يصـبح هذا الأمـر مـصـدر إجهاد نفسي وتوتر عصبي شديد بالنسبة له، وعندمـا تتزايد شدة الضغوطات قـد يـفقـد الشخص القدرة على الاتزان والتـكيف مع الحياة، فتتراكم كل هذه الضغوط داخل العقل الباطني.
وتختل قدرات الإنسان فيلجأ إلى الهروب من تلك الضغوطات إلى عالم اللاوعي، أثناء الأحلام، وقـد أثبـتـت الدراسـات أن الأحـلام المزعجة والكوابيس التي يتـعرض لها الـبعـض هي ناتجة عن الاضـطرابات والضغوطات اليومية التي يتعرض لها الإنسـان. فالأحلام جـزء طبيعـي من حـياة الإنـسـان، فقد تتزايد الأحلام عند وجود ضغط نفسي شديد، وتتناقص عندما لا توجد تلك الضغوطات.
فتعتبر الأحـلام بـما فيـها أحـلام الـيقـظة هي نوعـًا من النـشاط العـقلي الـذي يحـدث بداخل مخ الإنسان خـلال نومه، وتُعبـر عن أحاسـيس وأفـكار ومشـاعر وشعور بالـقلق متراكمة في العقل البـاطني.
نظرة على بعض المصطلحات
ما هو الضغط النفـسي؟
يُعـرف الضغط النفـسي على أنه شعـورًا ناتج عن موقـف يواجـه الإنسـان، ويـتوجب علـيه استخدام أقـصى طـاقاته للتكيف معـه، أو للتـخلص منـه. وقد يُعـرف الضغط النفسي عند البـعض الآخر بأنه التـغييـر الحـاصل داخـليًا وخـارجيـًا، قد يكون إيجابيًا أو سـلبيًا، ويـجب التـأقلم معـه.
وأنا في رأيي الشخصي أرى أن التعريف الأول أفضل؛ لأنه أشمل في المعنى. أما التعريف الثاني فهو موجز بعض الشيء، ويحتاج إلى بعض التفكير.
أنـواع الضـغط النفسي في حياتنا اليومية
الضـغط النـفسي الشديـد أو الـحاد
هذا النوع من الضغط النفسي يوجد بكثـرة في حياتنا اليومية، وهو ناتج عن المشكلات التي يتعرض لها الشخص خلال يومه ولا يستطيع حلها؛ حيث يميل الشخص إلى الوحدة والعـزلـة، ودائمًا ما يشعر بالضـيق؛ فيكون دائـم الغـضب، ينزعج بشكل سريع من الضـوضاء، وقليـل النـوم؛ وعندما يستطيع النوم؛ يحدث له انعكاس لهذه الضغوطات اليومية على عقله الباطني في الأحلام.
الضـغط النـفسي المـزمن أو المستمر
هذا النوع من الضغط النفسي يُعتبر خطيرًا جدًا على الإنسان؛ حيث يستمر فترات طويلـة جدًا، وبخاصة عند مرور الشخص بالمشكلات الحياتـية الكبيرة التي تمـتد إلى الأمـد البـعيد؛ فيكون لها تأثـيراتها السلبية الواضحة على الإنسان، والضـغوطات النـفسيـة الداخليـة.
فيحدث الصـراع بين الـقلب والعـقل الباطني، بين ما يريد وبين المـنطق، حيث الضـغط النـفسـي الداخـلي، وفي الغالب ينتج هذا الضغط النفسي عن فقدان إنسان عزيز، أو موت أحد قريبًا على قلبه، أو الفشل المتكرر في شيءٌ ما، أو غير ذلك من الأشياء التي من شأنها التأثير في الإنسان تأثيرً واضحًا.
فيظهر كل هذا الضغط النفسي بصورة كبيرة في انعكاسه على العقل الباطن في الأحلام، لقوة تأثيره على الشخص في الحقيقة، ولهروبه من المشكلات التي تواجه في الحقيقة إلى عالم الأحلام، ظنًا منه أنه قد يجد حل يخرجه مما هو فيه من ضغوطات.
ما هو العـقل البـاطني؟