الشفاء والتعافي الكلي من الجلطة الدماغية من الأمور التي تحتاج للكثير من الوقت وتتم بصورة تدريجية، إذ يكون الهدف منها هو إصلاح الخلل الحاصل في الدماغ بفعل الجلطة التي حدثت للمريض ومحاولة التخلص أو التخفيف على الأقل من آثار الجلطة، لجعل المريض قادر على العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي.
إلا أنه من الصعب الإجابة على التساؤل متى يشفى مريض الجلطة الدماغية لأن مرحلة التعافي وإعادة تأهيل المريض للعودة إلى أنشطته الحياتية تختلف بين حالة وأخرى وبحسب حدة الجلطة وآثارها. ولكن يشير الباحثون والمتخصصون في هذا الشأن إلا أن المرضى الذين يلتزمون ببرنامج تأهيل صحي بعد التعرض للجلطة يكونون أكثر قدرة على التعافي من المرضى الذين لا يشتركون في أي من هذه البرامج.
ماذا تتضمن برامج التأهيل الصحي بعد الجلطة
لأن برنامج التأهيل الصحي هو العامل الأبرز المؤثر في مدى التعافي الذي يمكن أن يصل إليه المريض بعد الإصابة، فأننا سنتعرف لكيف ومتى يشفى مريض الجلطة الدماغية من خلال التعرف على برامج التأهيل الصحي الخاصة بمرضى الجلطة الدماغية ومراحلها والمدة التي يستغرقها المريض للتعافي.
إذ عادة ما تختلف أشكال ومراحل هذه البرامج ومدتها بحسب الحالة الصحية للمريض ومدى الضرر الحاصل لديه بفعل الجلطة. ويمكن أن يشمل البرنامج التالي
الأنشطة البدنية
الأنشطة البدنية هي أول ما يمكن أن يتضمنه برنامج التأهيل الصحي وتتضمن تمارين رياضية من شأنها أن تساعد على زيادة قوة العضلات والقدرة على استخدامها بشكل طبيعي في أجزاء الجسم المختلفة مع إعادة المرونة إليها، ويكون ذلك بالعديد من التمارين مثل المشي وتمارين الركبة وركوب الدراجة بالإضافة إلى التمارين الخفيفة التي من شأنها تحسن من قدرة العضلات على تنفيذ المهام المختلفة.
المحفزات التقنية والكهربائية
هناك أجزاء من عضلات الجسم قد لا تنفع معها التمارين البدنية السابق ذكرها ولا تظهر أي استجابة لتلك الأنشطة، فيلجأ الأطباء بمثل هذه الحالات إلى استخدام بعض التقنيات الكهربائية لتحفيز تلك الأجزاء والمناطق من الجسم، تقنيات مثل الواقع الافتراضي من شأنها تنشيط الدماغ وتحفيزه أكثر على العمل والتواصل مع باقي أجزاء الجسم. ويمكن استخدام تقنيات أخرى طبعًا مثل الأشعة فوق الصوتية والمحفزات الكهربائية لتنشيط العضلات.
المحفزات الذهنية والعاطفية
في حال كان من آثار الجلطة الدماغية اضطرابات ومشاكل ذهنية معرفية يمكن لبرنامج التأهيل الصحي أن يشمل أنشطة من شأنها معالجة الخلل المسبب لهذه المشاكل. وهذا يشمل علاج المشاكل في الكلام والنطق والمشاكل النفسية إن وجدت واضطرابات التواصل.
طبعًا هذا بالإضافة إلى أساليب أخرى من العلاج يمكن أن تتوافر في برنامج التأهيل الصحي الذي يخضعه له المريض وذلك بحسب الحالة وآثار الجلطة وما يعاني منه. قد يحتاج المريض أشكال من العلاج الدوائي والعلاجات البديلة مثل المساجات والأعشاب ربما.
متى يجب أن يبدأ برنامج التأهيل الصحي؟
بالتأكيد كلما أسرع المريض ببدء الأنشطة والعلاجات المتعلقة ببرنامج التأهيل الصحي المناسب له كلما كان ذلك أفضل والوصول إلى نتائج التعافي والتحسن الصحي أسرع. في غالب الأحوال ينصح الطبيب مريض الجلطة الدماغية ببدء برنامج التأهيل المناسب بعد 24 إلى 48 ساعة من حدوث الجلطة.
متى يشفى مريض الجلطة الدماغية؟
مدة برنامج التأهيل الصحي تختلف بحسب حالة المريض وشدة الجلطة الدماغية لديه وما خلفته من أثار سواء في الدماغ أو أجزاء الجسم الأخرى. فبعض المرضى ممن يتعرضون للجلطة يتعافون سريعًا، وأخرين قد يتطلب الأمر لديهم بعض الوقت ريثما يتمكنون من استعادة قدراتهم كاملة والعودة لمتابعة حياتهم بشكل طبيعي، وهذا قد يستمر بين عدة أشهر لدى البعض إلى سنوات ربما لدى أخرين.
وتتغير الأنشطة التي يتضمنها برنامج التأهيل الصحي طيلة فترة العلاج بحسب استجابة المريض وما ينقصه من قدرات كانت قد تأثرت عند حصول الجلطة. ولا بد من الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد لا يتمكن المريض من استعادة كافة قواه على أكمل وجه. وبالتالي قد يتعين عليه التعايش مع بعض المشاكل والاضطرابات الصحية.