انفصال الشبكية – الأسباب والأعراض والعلاج

يعتبر انفصال الشبكية مرضًا نادرًا يصيب العين، المصابون بهذا المرض يشعرون بومضات من الضوء ويشكون من اضطرابات بصرية مختلفة. وإذا تركت حالتهم بدون علاج، يمكن أن تؤدي إلى العمى، هذا ما يجعل انفصال الشبكية حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا. تابع القراءة لتعرف كل يتعلق بمرض انفصال شبكية العين.

وصف انفصال الشبكية

شبكية العين تتكون أساسًا من خلايا حسية بصرية تلتقط الإشارات الضوئية الداخلة إلى العين وتعالجها وتنقلها.

انفصال الشبكية هو مرض نادر إلى حد ما. فهو يصيب شخصًا واحدًا من كل 8000 شخص، أكثر الأشخاص عرضة لهذه الحالة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 70 عامًا. وهناك اعتقاد أن هذا المرض وراثي فهو منتشر في بعض العائلات.

هذا المرض هو حالة خاصة خطيرة في طب العيون لأنها في حال عدم علاجها، يمكن أن تؤدي إلى العمى في العين المصابة. تعتمد سرعة حدوث العمى على مدى انفصال الشبكية.

كان انفصال الشبكية مرضًا غير قابل للعلاج في عشرينيات القرن الماضي. لحسن الحظ، تغير هذا بسبب التطور السريع في طب العيون، بحيث يمكن تجنب العمى في الوقت الحاضر. وإذا تم علاج انفصال الشبكية مبكرًا، تصبح فرص الشفاء أفضل.

أعراض انفصال الشبكية

يتجلى المرض من خلال بعض الأعراض مثل:

يمكن ملاحظة انفصال الشبكية بشكل رؤية مشوهة. السمة المميزة هي ومضات من الضوء في العين المصابة. يرى المرضى هذه الومضات في الظلام. يحدث ذلك بسبب قوى الشد التي تمارس على شبكية العين من الهياكل الموجودة داخل العين (مثل خيوط النسيج الضام).

بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ بعض المصابين نقاط سوداء يبدو أنها تتحرك، أي لا تبقى دائمًا في نفس المكان. سبب ذلك قد يكون النزيف في شبكية العين.

يعد فقدان المجال البصري أيضًا أحد أعراض انفصال الشبكية. يفيد المصابون أن ظلًا أسودًا ينتشر ببطء في مجال الرؤية. هذا يحدث مع زيادة انفصال الشبكية. غالبًا ما تكون نقطة الظل المتزايد هي المكان الذي يبدأ فيه انفصال الشبكية. على سبيل المثال، إذا كان الظل مثل ستارة ينزل من الأعلى إلى الأسفل، فمن المحتمل أن انفصال الشبكية بدأ من الأسفل ويستمر صعودًا.

الفقدان المتزايد للمجال البصري هو إشارة إنذار لانفصال الشبكية الحاد، لذلك، لا ينبغي أبدًا تجاهل مثل هذه العلامة.

اعتمادًا على سبب انفصال الشبكية، يمكن أن تحدث هذه الأعراض مع بعضها أو بشكلٍ فردي. في بعض الأحيان، قد يبدأ المرض بدون أعراض لفترة طويلة. هذا يحدث عندما يكون انفصال الشبكية صغيرًا.

تعتمد شدة الانزعاج الناجم عن انفصال الشبكية على مكان حدوث الضرر في شبكية العين. على سبيل المثال، إذا تأثرت منطقة شبكية العين حيث توجد معظم الخلايا العصبية (النقطة الأكثر حدة للرؤية)، تصبح الرؤية ضعيفة للغاية.

الأسباب وعوامل الخطر

يبلغ سمك الشبكية حوالي 0.1 – 0.5 مم فقط، وهي تتكون من طبقتين فوق بعضهما البعض، طبقة عليا تتكون من خلايا عصبية (الطبقة العصبية). وطبقة سفلى تقع تحت الطبقة العليا. يطلق عليها الطبقة الصباغية بسبب لونها الداكن.

عادة ما تكون هناك مسافة رفيعة جدًا مملوءة بالسائل بين هاتين الطبقتين. ويمكن أن تؤدي أسباب مختلفة إلى انفصال الطبقة العليا عن الطبقة السفلى، وهذا ما يُعرف بانفصال الشبكية.

يؤدي انفصال الطبقتين إلى مشكلة حقيقية لأن الطبقة الصباغية مسؤولة عن تغذية الطبقة العصبية التي فوقها. وإذا انقطع الاتصال بين الطبقتين، فإن الخلايا العصبية البصرية في الطبقة العليا سوف تموت بعد وقت قصير وتفقد قدرتها على الإحساس الضوئي.

يعتبر انفصال الشبكية شائعًا جدًا بسبب مشاكل الخلط الزجاجي في العين. يملأ الخلط الزجاجي حوالي ثلثي الجزء الداخلي للعين. مادته الهلامية تعطي مقلة العين شكلها المستقر. في الوقت نفسه، يضغط الخلط الزجاجي على شبكية العين مما يمنع انفصال طبقة الشبكية العلوية عن الطبقة السفلية. لذلك، يلعب الخلط الزجاجي دورًا مهمًا للغاية في استقرار شبكية العين.

الأسباب الأكثر شيوعًا لانفصال الشبكية هي:

انفصال الشبكية الذاتي

في الشكل الأكثر شيوعًا لانفصال الشبكية، يتسرب السائل الموجود في مقلة العين إلى الفراغ بين طبقتي الشبكية من خلال تمزق صغير في الشبكية. هذا يسبب ابتعاد الطبقة العليا عن السفلى. لكن لا يؤدي كل تمزق إلى انفصال الشبكية. فغالبًا ما يحدث ذلك دون أن يسبب أي مشكلة.

انفصال الشبكية النضحى

يحدث الانفصال الشبكي النضحي بسبب التنكس البقعي المرتبط بالعمر أو نتيجة تعرض العين للإصابة أو نتيجة وجود التهابات أو أورام في العين.

انفصال الشبكية الشدي

يحدث انفصال الشبكية الشدي بشكلٍ عام عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري ولا يسيطرون عليه، أو نتيجة حالات مرضية أخرى تؤثر على العين.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بانفصال الشبكية هي:

  • إعتام عدسة العين
  • التهاب العين المتكرر
  • إصابات عرضية
  • قصر النظر: عند الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر، تكون مقلة العين متطاولة، هذا يضع شبكية العين تحت ضغط إلى حد ما مما قد يجعلها تتمزق بسهولة أكبر. يعاني حوالي 7 بالمائة من المصابين بقصر النظر من انفصال الشبكية.
  • عوامل الخطر الأخرى هي أمراض العيون مثل اعتلال الشبكية السكري واعتلال الشبكية المبكر. بالنسبة لهذه الأمراض، يوصى بإجراء فحوصات العيون بانتظام من أجل اكتشاف تغيرات الشبكية البسيطة في مرحلة مبكرة.

الاختبارات والتشخيص

جميع أطباء العيون قادرون على تشخيص انفصال الشبكية. لذلك، إذا ظهرت الأعراض فجأة عليك، قم بالتوجه إلى عيادة طب العيون لتشخيص حالتك.

ما الذي سيفعله الطبيب؟

الخطوة الأولى في حالة الاشتباه بحالة انفصال الشبكية هي مناقشة مفصلة بين الطبيب والمريض لتقييم التاريخ الطبي، قد يطرح الطبيب الأسئلة التالية:

  • هل ظهرت الأعراض فجأة؟
  • هل ترى نقاطًا أو خطوطًا أو ومضات من الضوء؟
  • هل ترى الظلال في مجال رؤيتك؟
  • هل لاحظت تدهورًا في الرؤية؟
  • هل تعاني من أي أمراض كامنة (مثل مرض السكري

ما هي الاختبارات؟

بشكل أساسي، حتى لو كنت تعاني من مشاكل في عين واحدة فقط، يجب دائمًا فحص كلا العينين.

في البداية، يجب تقييم حدة البصر. يمكن استخدام هذا التقييم لتحديد ما إذا كان البصر يتراجع.

الفحص الرئيسي لتحديد انفصال الشبكية هو تصوير قاع العين. يستخدم طبيب العيون عادة المصباح لهذا الغرض. ومع ذلك، قبل القيام بالفحص، يجب استخدام قطرة من أجل توسيع فتحة العين. هذا يسهل عليه رؤية الشبكية. ثم ينظر الطبيب إلى قاع العين بالمصباح ويمكنه رؤية الشبكية مباشرة. في حالة انفصال الشبكية، تظهر على الشبكية فقاعات أو تشوهات.

إذا لم يوفر هذا الفحص تشخيصًا واضحًا، يمكن لطبيب العيون استخدام الموجات فوق الصوتية لفحص شبكية العين. ويمكن أن يكون التصوير المقطعي البصري (OCT) مفيدًا أيضًا.

علاج انفصال الشبكية

انفصال الشبكية هي حالة خطيرة، لذلك إذا كنت تعاني من أي أعراض تشير لهذه الحالة، عليك زيارة طبيب العيون على الفور. كلما تم علاج انفصال الشبكية في وقت مبكر، كلما تعافت الشبكية بشكل أسرع.

لا توجد أدوية متاحة حاليًا للعلاج. بدلاً من ذلك، هناك عدد من التدخلات التي يمكن إجراؤها لإعادة ربط الطبقة العلوية بالطبقة السفلية وبالتالي إصلاح الضرر. تتطلب هذه الإجراءات الجراحية عادةً الإقامة لعدة أيام في المستشفى. بعد الانتهاء من علاج انفصال الشبكية، يُنصح بإجراء فحوصات منتظمة عند طبيب عيون.

أدناه ستجد المزيد من المعلومات التفصيلية حول طرق علاج انفصال الشبكية:

ليزر التخثير الضوئي أو التثبيت بالتبريد (في المراحل المبكرة)

في المراحل المبكرة من المرض، عندما يكون هناك تمزق صغير أو انفصال بسيط في شبكية العين، يمكن إعادة ربط الطبقة العليا للشبكية بالطبقة السفلية في العيادة الخارجية، عادةً ما يبقى التمزق، ولكن يتم إصلاح الشبكية. فيكون فقدان البصر طفيفًا.

علاج انفصال الشبكية الواسع

في حالة انفصال الشبكية الواسع، يتم استخدام الإجراءات التالية بشكل أساسي:

الإجراءات الجراحية

تُستخدم الإجراءات الجراحية بشكل أساسي في الحالات التي يؤدي فيها تقلص الخلط الزجاجي إلى شد شبكية العين. عادة ما يتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، وتستغرق حوالي 20 – 60 دقيقة، واعتمادًا على الحالة، تتطلب الإقامة في المستشفى من 3 – 7 أيام تقريبًا.

إزالة الخلط الزجاجي

هناك طريقة أكثر حداثة لعلاج انفصال الشبكية تتمثل في إزالة الخلط الزجاجي واستبداله. عادة ما يتم الإجراء تحت التخدير الموضعي ويستغرق حوالي 30 – 60 دقيقة. ويتطلب الإقامة في المستشفى حوالي 3 – 7 أيام.

أثناء العملية، يتم عمل ثلاث ثقوب صغيرة في العين، واحد لإدخال الأدوات الجراحية الدقيقة، والثاني لمصدر الضوء والثالثة للشفط. أولًا، يتم شفط الخلط الزجاجي الشبيه بالهلام. ثم يتم إدخال سائل خاص في العين، والذي يضغط على الطبقة العليا من شبكية العين لتعود فوق الطبقة السفلية.

بعد ذلك، يتم شفط هذا السائل. ثم يمتلئ الجزء الداخلي من العين بزيت السيليكون أو الغاز أو محلول رينجر. هذا يعيد الضغط اللازم في مقلة العين ويمنع انفصال الشبكية مرة أخرى. عادة ما تمتص الأنسجة الغاز في غضون عدة أسابيع. وإذا تم استخدام زيت السيليكون، يجب إزالته بعد حوالي 2 – 7 أشهر. ويتم تكوين سائل داخلي كافٍ بشكل طبيعي في العين للحفاظ على الضغط داخلها.

بعد العملية، لا يُسمح لمريض بقراءة أي شيء في البداية، لكن لا يتعين عليه البقاء في السرير. بعد مرور حوالي 2 – 3 أسابيع، لا توجد قيود أخرى. إذا تم استخدام خليط غازي ليحل محل الخلط الزجاجي، يقوم الطبيب بتقديم توصيات إضافية للمريض (على سبيل المثال، يوصيه بعدم السفر بالطائرة لفترة من الوقت).

مسار المرض والتشخيص

بدون علاج، تتفاقم حالة انفصال الشبكية تدريجيًا. ويحدث العمى نتيجةً لذلك. كقاعدة عامة، كلما كان التشخيص أسرع، كان العلاج أفضل. ومع ذلك، يعتمد العلاج على المنطقة المصابة في شبكية العين والسبب المحدد المسؤول عن حدوث ذلك.

في معظم الحالات تقريبًا، يمكن علاج المشكلة إذا تم تشخيصها مبكرًا. لكن إذا كان انفصال الشبكية في نقطة الرؤية الأكثر حدة، فعادةً ما يظل مجال الرؤية مقيدًا ويضعف البصر رغم العلاج.

انفصال الشبكية الذي يستمر لفترة طويلة قد يؤدي إلى تلف لا يمكن إصلاحه. ومع ذلك، غالبًا ما يمكن تخفيف أو منع الإعاقة الشديدة إذا تم البدء في العلاج بسرعة.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي انفصال الشبكية لفترة طويلة إلى ما يعرف باعتلال الشبكية التكاثري. وهو تكاثر للأنسجة حول الخلط الزجاجي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل بصرية شديدة وحتى العمى.

من المضاعفات الأخرى لانفصال الشبكية إصابة العين الثانية، فعلى سبيل المثال، إذا تأثرت إحدى العينين بانفصال الشبكية، فهناك خطر بنسبة 20 بالمئة في أن تنفصل الشبكية في العين الأخرى بمرور الوقت.

الوقاية من انفصال الشبكية

يمكن تجنب أقل من نصف حالات انفصال الشبكية من خلال الإجراءات الوقائية.

يجب أن يخضع المرضى المعرضون للخطر اعتبارًا من سن 40 لفحص الشبكية (فحص العين) مرة واحدة في السنة. إذا لوحظ وجود فتحات في الشبكية، فمن الممكن معالجتها بشكل وقائي بالليزر أو التثبيت بالتبريد. وإذا تدهورت الرؤية فجأة، يجب استشارة طبيب العيون على الفور.

المصادر

انفصال الشبكية – المعهد الوطني للعيون في الولايات المتحدة الأمريكية

انفصال الشبكية – الأكاديمية الأمريكية لطب العيون

انفصال الشبكية – خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله