تعتبر الفليفلة أو الفلفل بأنواعها من النباتات المعجزة، ليست لأنها مجرد خضروات إضافية في طبق السلطة، أو لأنها تضيف نكهة ولونًا للطعام، بل لأنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية كالفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على الصحة العامة للجسم.
لذلك إذا كنت ترغب في الاستفادة من فوائد الفليفلة فقم بتضمينها في نظامك الغذائي اليومي بالطريقة التي تفضلها، فالبعض يفضلها نيئة، بينما يفضلها البعض الآخر مطبوخة مع أطباقهم المفضلة، ومن الممكن تجفيفها وتحويلها إلى مسحوق يستخدم كإحدى أنواع البهارات المحببة مع الطعام، تابعوا معنا هذا المقال لنتعرف أكثر على فوائد الفليفلة للصحة، وقيمتها الغذائية وآثارها الجانبية المحتملة، ابقوا معنا.
لمحة عامة حول نبات الفليفلة
ينتمي نبات الفليفلة، أو الفلفل النباتي إلى عائلة الباذنجانيات. إنها محصول زراعي شائع يزرع غالبًا في جميع القارات (المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناخات المعتدلة). موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية والوسطى والمكسيك. تعتبر الفليفلة من النباتات الدافئة والمحبة للضوء وتنمو جيدًا في الظروف المناخية مع درجات الحرارة المرتفعة، ليصل ارتفاعها من 20 إلى 120 سم.
حيث تنقسم جميع أنواع الفليفلة إلى نوعين، الحلو والمر، يشار إلى الأصناف المرة باسم الفلفل الأحمر (الحار)، وهي الفليفلة التي تحتوي على الكبسايسين (ميثيل فنيليل نونيناميد) وهي مادة كيميائية تعطي الفليفلة طعمها اللاذع والحارق، ولها أهمية كبيرة في مجالات الطب عند الأمريكيين الأصليين، وتستعمل مادة الكبسايسين في الطب الحديث بصورة أساسية بالعلاج الموضعي كمنشط للدورة الدموية ومسكن. أما النوع الآخر منها فهي الفليفلة التي لا تحوي على مادة الكبسايسين والتي تعرف بالفليفلة الحلوة.
المكونات الغذائية الموجودة في الفليفلة:
تحتوي كل حبة فليفلة واحدة متوسطة الحجم بألوانها المختلفة (صفراء، حمراء، خضراء، برتقالية) على العناصر الغذائية التالية:
- ماء.
- نحاس.
- منغنيز.
- مغنيسيوم.
- فوسفور.
- سيلينيوم.
- ملح الصوديوم.
- كربوهيدرات.
- ألياف غذائية.
- سكر.
- بروتين.
- فيتامين ج.
- فيتامين ك1.
- فيتامين ب 6.
- فيتامين هـ.
- فيتامين أ.
- فيتامين سي.
- كالسيوم.
- حديد.
- بوتاسيوم.
- فولات، والذي يعرف أيضاً بحمض الفوليك أو فيتامين ب 9.
- كابسانثين، وهو من مضادات الأكسدة القوية التي تضفي اللون الأحمر للفليفلة، ويساعد في مكافحة الخلايا السرطانية.
- فيولاكسانثين، وهو من الكاروتينات من مضادات الأكسدة القوية التي تتواجد في الفليفلة الصفراء.
- لوتين.
- كيرسيتين، وهي من المركبات البولي فينول المضادة للأكسدة.
- لوتيولين.
جميع أنواع الفليفلة تحتوي على نفس المكونات الغذائية، بما في ذلك مركبات الفينول وحمض الأسكوربيك، والكاروتينات التي تقضي على الجزيئات الحرة الضارة بالجسم، إنما بنسب متفاوتة.
الفليفلة الخضراء تحتوي على أعلى نسبة من مركبات الفينول، لكن كمية أقل من الكاروتين، بالمقارنة مع الفليفلة الحمراء والصفراء.
أما الفليفلة الحمراء فتحتوي على أعلى نسبة من حمض الأسكوربيك. ونظراً لانخفاض عدد السعرات الحرارية، وغناها بفيتامين ج، ومضادات الأكسدة، تُعتبر خيار صحي ممتاز للاعتماد عليه وإضافته للنظام الغذائي.
ما هي فوائد الفليفلة؟
للفليفلة العديد من الفوائد الصحية والجمالية نذكر لكم منها ما يلي:
1- الحفاظ على صحة العين:
عن طريق تناول الفليفلة يمكنك الحصول على ما يكفي من الكاروتينات، مثل بيتا كاروتين واللوتين. هذه المركبات ضرورية للحفاظ على صحة العين والوقاية من أمراض العيون مثل إعتام عدسة العين والضمور البقعي. وجد خبراء التغذية أن الفلفل الحلو يحتوي على نفس كمية البيتا كاروتين الموجودة في الجزر ويمكنه تحسين البصر.
2- تقوية جهاز المناعة:
جهاز المناعة له دورٌ مهم لحماية الجسم من التأثيرات غير المرغوب فيها، على سبيل المثال فهو يحارب ويطرد البكتيريا المعدية. ولتحسين حالة الجهاز المناعي يجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي. تحتوي الفليفلة على الكثير من فيتامين سي ويمكن أن يساعد استهلاكها المنتظم في تقوية جهاز المناعة، لذلك يوصي خبراء التغذية بإضافة الفليفلة البرتقالية إلى نظامك الغذائي المعتاد إذا كان جهاز المناعة لديك ضعيفًا.
3- تقوية الشعر ولمعانه وزيادة نموه:
تستخدم الفليفلة لتنشيط نمو الشعر وزيادة الدورة الدموية في فروة الرأس وبالتالي علاج تساقط الشعر. يرجع تأثير الفليفلة على تساقط الشعر إلى وجود مادة الكابسيسين التي تحمي بصيلات الشعر وتزيد من نموه. كما أن فيتامين سي الموجود في الفليفلة هو خاصية أخرى من خصائص الفليفلة للشعر، لأنها تؤدي إلى امتصاص أفضل للحديد في خلايا الدم الحمراء ونتيجة لذلك يتم توصيل المزيد من الأكسجين إلى بصيلات الشعر. إضافة إلى أن فيتامين ج الموجود في الفليفلة ضروري أيضًا لتكوين الكولاجين الذي يمنح الشعر اللمعان والحيوية ويحميه من التقصف.
4- تحافظ على شباب ونضارة البشرة:
إن مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية الضوئية الموجودة في الفليفلة تحافظ على شباب ونضارة الجلد وتقلل من الآثار السلبية للجذور الحرة التي تسرع شيخوخة الخلايا. كما أن فيتامين سي الموجود في الفليفلة يحسن أيضًا إنتاج الكولاجين وبالتالي يزيد من مرونة وصحة الجلد. يُعرف فيتامين سي بأنه أفضل صديق للبشرة لأنه يخترق مسام الجلد ويجدد الخلايا والأنسجة الميتة، مما يؤدي إلى بشرة شابة خالية من البقع الداكنة والتجاعيد المبكرة.
لاستخدام خواص الفليفلة للبشرة يمكنك استخدام مزيج من خلاصة الجزر والفليفلة الخضراء لتقليل البقع والبثور الموجودة على الجلد.
5- تعزز صحة المرأة الحامل والجنين:
حمض الفوليك هو أحد العناصر الغذائية اللازمة لصحة الجنين، ولهذا السبب تُنصح النساء الحوامل بتناول كمية كافية من حمض الفوليك أثناء الحمل. من خصائص الفليفلة للحامل أنهه تحتوي على كمية كبيرة من حمض الفوليك، ونتيجة لذلك فإن تناول الفليفلة النيئة أثناء الحمل يضمن صحة الجنين.
6- تساعد على إنقاص الوزن:
يمكن للخضروات المختلفة تحويل الكربوهيدرات التي تتناولها إلى طاقة، وبهذه الطريقة فإن الكربوهيدرات السيئة، والتي تؤدي بشكل أساسي إلى السمنة وزيادة الوزن لا تؤثر على جسمك. تحتوي الفليفلة على العديد من الفوائد ولكنها تحتوي على القليل من السعرات الحرارية ولا تحتوي على دهون على الإطلاق. لذلك يوصى بإدراجها في نظامك الغذائي.
7- تساعد على صحة الجهاز الهضمي:
يؤدي الأداء غير السليم للجهاز الهضمي إلى الإسهال والغثيان والقيء وغيرها من المضايقات التي تكون مؤلمة جدًا وتعمل على جفاف الجسم. يوصي خبراء التغذية بإضافة الفليفلة إلى نظامك الغذائي لأنها غنية بالنياسين، فالنياسين أو فيتامين ب 3 ضروري لتقوية الجهاز الهضمي.
يسمح الهضم السليم بامتصاص المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى التي تتناولها طوال الوقت، لذلك إذا كنت ترغب في تجنب مشاكل الجهاز الهضمي أضف بعض الفليفلة إلى سلطاتك.
8- مصدر لمضادات الأكسدة:
يمكن أن تعمل الفليفلة كمضاد للأكسدة. يحتاج جسمك إلى الكثير من مضادات الأكسدة لأنها تحارب الخلايا السرطانية والجذور الحرة وتحمي جسمك من الأمراض المزمنة مثل السرطان. إذا لم يتم تناول ما يكفي من مضادات الأكسدة، فإن أعضاء الجسم تعاني من الأكسدة التي قد تكون قاتلة. حاليًا يدرس الخبراء الخصائص المضادة للأكسدة للفليفلة في نمو الخلايا السرطانية.
9- مضادة للالتهابات:
قد يؤدي الالتهاب في الجسم إذا لم يعالج في الوقت المناسب إلى أمراض خطيرة. لذلك يشجع خبراء التغذية الناس على تناول الأطعمة التي لها خصائص مضادة للالتهابات، وأحد هذه الأطعمة هي الفليفلة. تشير الدراسات إلى أن تناول الفليفلة الحمراء والبرتقالية يمكن أن يمنع التهاب المفاصل والعضلات، وبسبب خصائصها المضادة للفطريات والمضادة للبكتيريا يمكن للفليفلة أن تخفف الالتهابات مثل القوباء والقدم الرياضي. بالإضافة إلى ذلك يمكن للعناصر الغذائية الموجودة في الفليفلة القضاء على العوامل المتعلقة بالحساسية الموسمية. لذا يمكنك استخدام الفليفلة لتقليل تفاعلات الحساسية في النظام الغذائي للأطفال والبالغين، لكن يوصى باستشارة الطبيب المختص في حالة تعرضك للالتهاب أو الحساسية الشديدة، وتجنب العلاج الذاتي.
10- تخفيف القلق ومنع نوبات الهلع:
الفليفلة غنية بالمغنيسيوم وفيتامين ب 6، هذان الفيتامينان مهمان جدًا للحفاظ على الأداء الطبيعي للجهاز العصبي، وتخفيف القلق، ومنع نوبات الهلع. يساعد المغنيسيوم أيضًا في تخفيف توتر العضلات الناجم عن القلق، كما أنه يساعد على تنظيم ضربات القلب بشكل صحيح.
11- تعزيز صحة القلب:
نظرًا لكون الفليفلة غنية بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية، فإنها أفضل صديق للقلب من خلال المساعدة في تقليل مستويات الكوليسترول والحماية من الجذور الحرة. كما تعمل المغذيات النباتية وخاصة الليكوبين الموجودة بالفليفلة الحمراء خاصةً على الحفاظ على صحة القلب، حيث يساعد اللايكوبين مع حمض الفوليك وفيتامين ب 6، على خفض مستويات الهوموسيستين.
12- الوقاية من السرطان:
تعتبر الفليفلة غنية بمضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات، ولها مجموعة متنوعة من الخصائص المضادة للسرطان. يزيد الالتهاب المزمن المفرط والإجهاد التأكسدي المزمن الضار من خطر الإصابة بالسرطان، يمكن مواجهة هذه العوامل عن طريق الاستهلاك المنتظم للمغذيات النباتية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. بالإضافة إلى أن الفليفلة تحتوي أيضًا على مركبات الكبريت التي تعزز الصحة وتمنع سرطان المعدة. إضافة إلى أن اللايكوبين الكاروتين الموجودان في الفليفلة يعملان بشكل فعال على الوقاية من سرطان البروستاتا، وسرطان المثانة، وسرطان عنق الرحم، وسرطان البنكرياس، وسرطان المريء.
13- تعزيز عمل الجهاز العصبي:
يرسل الجهاز العصبي رسائل إلى الدماغ لأداء أنشطة مختلفة، مما جعل علماء النفس يؤكدون على الحفاظ على صحة الجهاز العصبي، حيث أظهرت دراسة مؤخرًا أن العناصر الغذائية الموجودة في الفليفلة لها آثار إيجابية على الصحة العقلية والقدرات المعرفية.
14- تعزز صحة الجهاز التنفسي:
يمكن أن يكون استهلاك الفليفلة بأي شكل من الأشكال مفيدًا لصحة الجهاز التنفسي، وذلك لاحتوائها على البوتاسيوم، والمنغنيز، والمغنيسيوم، وفيتامين ج، والتي بدورها تحارب العوامل التي تؤدي إلى مشاكل تنفسية مختلفة، مثل الربو، والتهاب الرئة، وانتفاخ الرئة وما إلى ذلك. ولكن إذا كنت تعاني من مشاكل تنفسية شديدة، فمن المستحسن استشارة الطبيب قبل تناول الفليفلة.
15- تنشيط الدورة الدموية:
يساعد تدفق الدم السليم في الحفاظ على صحة القلب، حيث يقول خبراء التغذية إن من خصائص الفليفلة أنها نساعد على تنشيط الدورة الدموية وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الفوسفور. يساعد هذا على تقوية الأوعية الدموية، إضافة إلى ذلك فإن الدورة الدموية السليمة تمنع تخثر الدم، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبات القلبية.
16- تعزيز الصحة الجنسية للرجال:
تعتبر الفليفلة من النباتات الغنية بالفيتامينات والمعادن الهامة للصحة الجنسية، وقد أكد الأطباء على دورها المثالي في العناية بالصحة الجنسية على وجه التحديد. تحتوي الفليفلة على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، كما تحتوي على فيتامين أ، ج، هـ، وَفيتامين ك، كذلك المغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها من المعادن الأخرى، لذلك ينصح المختصون الرجال الذين يعانون من مشاكل جنسية بتناول الفليفلة لأنها تساعد على تحسين وتحفيز الدورة الدموية بالجسم فتصل للأطراف الحسية بالعضو الذكري وتزيد قوته، كما أنها تعمل على تحسين الشهوة والرغبة الجنسية للرجال.
علاوة على ذلك تزيد الفليفلة من معدلات هرمون التستوستيرون بالجسم وهو ما يسمى هرمون الرجولة، كذلك قد تساعد على تأخير القذف لمن يعانون من مشكلة القذف المبكر، وتعزيز حركة الحيوانات المنوية.
17- الوقاية من فقر الدم:
فقر الدم هو من الأمراض الشائعة التي تتمثل بانخفاض قدرة كريات الدم الحمراء على حمل الأوكسيجين لمختلف أنحاء الجسم. من أهم أسباب الأنيميا (أو فقر الدم) هو نقص الحديد، ومن أعراض الأنيميا الشائعة الشعور العام بالتعب والضعف، ولا تعتبر الفليفلة مصدرًا جيدًا للحديد فحسب، بل هي غنية بشكل خاص بفيتامين سي الذي يساعد على زيادة وتعزيز امتصاص الحديد في الأمعاء.
18- حماية الأسنان والعظام والوقاية من هشاشة العظام:
تعتبر الفليفلة من الخيارات الجيدة لصحة العظام والأسنان، نظراً لغناها بالكالسيوم وفيتامين ك الذي يلعب دورًا مهمًا في حماية الجسم ضد هشاشة العظام.
19- علاج الشقيقة:
من فوائد الفليفلة أنها قد تساعد على علاج الشقيقة، وذلك بسبب احتوائها على مادة الكابسيسين والتي قد يكون لها تأثير مسكن للآلام المختلفة، بما في ذلك آلام الرأس.
هل هناك آثار جانبية للفليفلة عند الإفراط في استهلاكها؟
عمومًا ليس للفليفلة الحلوة أي آثار جانبية وتعتبر غذاءً صحيًا، ومع ذلك فمن النادر أن يعاني بعض الأشخاص من حساسية من الفليفلة، حيث أن معظم الأشخاص الذين لديهم حساسية من حبوب اللقاح قد يكون لديهم أيضًا حساسية من الفليفلة، لأن المواد المسببة للحساسية بين هذا الفليفلة وحبوب اللقاح لها بنية متشابهة نسبيًا.
أما بالنسبة للفليفلة الحارة فمن المحتمل أن تسبب العديد من المشاكل الصحية عند الإفراط في تناولها، والتي يمكن أن تشمل:
- ألم وحرقة في المعدة.
- غثيان، وإسهال، وارتجاع أحماض المعدة.
- تفاقم آلام القرحة.
- تحفيز ظهور أعراض مزعجة لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي.
- رد فعل تحسسي.
- صعوبات في التنفس.
- تهيج البواسير.
- ترفع من فرص الإصابة ببعض أمراض السرطان، وخاصة سرطان المعدة، وسرطان المرارة، وسرطان الحلق، وسرطان الفم.
- تحفيز نوبات الربو.
- الخرف المبكر.
المصادر: