ليس بالضرورة أن تمتلك كل شيء حتى تتمكن من تأسيس شركة صغيرة وبسيطة، إذ لو كنت تمتلك كل شيء على الأغلب لن تكون بحاجة شركة صغيرة من هذا النوع، هذا يعني أنه يمكنك البدء بموارد قليلة ومحدودة ومن ثم الانطلاق والنجاح لا شك في ذلك.
ولكن في الحقيقة هناك أمورًا أهم يجب أن تأخذها بالاعتبار عند التفكير في تأسيس شركة صغيرة ما وفي أي مجال كانت، إذ الأعمال من هذا النوع تتطلب منك الكثير الجهد والمعرفة والخبرة والدراية في جوانب متعددة والموارد ليست كل شيء.
لذلك في هذا الموضوع إليك خمسة أسئلة مهمة ويجب أن تطرحها على نفسك بمجرد بدأت التفكير في تأسيس شركة صغيرة وذلك لتساعدك على فهم المرحلة التي أنت بصددها وإذا ما كانت تسير في الطريق الصحيح.
5 أسئلة لتطرحها على نفسك قبل البدء في تأسيس شركة صغيرة
ما هي المشكلة التي يعالجها مشروعك؟
سواء كنت تنوي تقديم منتج أو خدمة من خلال الشركة أو المشروع الذي تخطط العمل عليه فلا بد أن يكون هذا المنتج أو الخدمة يقدم حل لمشكلة ما يعاني منها فئة ليست بالقليلة من الناس، وبالتالي يمكن لهذه الفئة الاستعانة بشركتك لمعالجة مشكلتهم تلك.
يجب أن يكون لديك تصور كامل للحل الذي تعالجه شركتك بحيث يمكنك عرضه على الأخرين وإقناعهم به، قد تضطر مثلًا لعرض هذا التصور على المستثمرين بغرض الحصول على تمويل، يجب أن تقدم هذا التصور لفئات الزبائن والعملاء المحتملين في خططك التسويقية، وما إلى ذلك.
وبالتالي من الضروري جدًا أن تعرف ما الذي بصدد العمل عليه، وكيف ستنتجه، وكيف ستقدمه للمستهلكين، هذا بالإضافة إلى معرفة قيمته الحقيقية في نظر هؤلاء المستهلكين وإذا ما كان فعلًا يقدم لهم منفعة وفائدة.
الكثير من المشاريع والشركات يتم تأسيسها دون امتلاك تصور واضح للحل أو المشكلة التي تعالجها، وبالتالي سرعان ما يجد القائمون على المشروع أنفسهم يواجهون صعوبة في تحويل أفكارهم إلى منتجات أو خدمات موجودة على الأرض لأنه لم يكن لديهم تصور واضح من الأساس.
ما هو مقدار التمويل اللازم للبدء؟
تأسيس الشركة يحتاج للمال، المنتج أو الخدمة التي تقدمها ستحتاج للمال حتى تتمكن من صناعتها، هذا بالإضافة إلى تكاليف التسويق والتشغيل وفريق العمل، والمواد الأولية ربما في حال كنت ستقدم منتج مادي ملموس.
قبل أن تبدأ العمل بشكل فعلي على تأسيس شركة صغيرة يجب أن تمتلك تصور واضح لمقدار التمويل الذي تحتاجه للعمل على المشروع.
الخطأ الأبرز الذي تقع فيه المشاريع عادةً هو سوء التقدير، فتجد القائمون على المشروع أما يبالغون في تقدير ما يحتاجون إليه من أموال، أو قد يدفعهم الحماس الزائد لسوء التقدير ما يحتاجونه فعلًا وبالتالي يضعون أرقامًا أقل مما يحتاجه المشروع بالفعل، وفي الحالتين ستكون التأثيرات كبيرة على المشروع وقد تؤدي إلى الفشل.
ولتجنب هذا السيناريو في الشركة التي تعمل على تأسيسها، هناك عدد من الخيارات، مثل الاستعانة بخبير موارد مالية لتقدير ما يحتاجه مشروعك من أموال، يمكنك الاستعانة بشخص خبير أثناء العمل على الجانب المالي للمشروع، وهذا يجب أن يكون في مراحل التخطيط طبعًا، وبالتالي يمكن لهذا الشخص مساعدتك في وضع خطة الشركة.
من هم المنافسين؟
قد تتساءل الآن لماذا يجب علي الاهتمام بالمنافسين بينما ما زالت في مرحلة التفكير والتخطيط للمشروع ولم أبدأ العمل بشكل فعلي على تأسيس الشركة؟
ببساطة لأنك لا يمكنك المشاركة في اللعبة بينما لا تعرف اللاعبين الآخرين، بهذه الطريقة يجب عليك التفكير في السوق والذي هو ملعب، والمشاريع والشركات فيه بمثابة اللاعبين. كلما زادت معرفتك الجيدة باللاعبين كلما تمكنت من اللعبة والملعب كذلك أكثر وأتقنت قواعده بشكل أفضل، وبالتالي تغدو لاعبًا أكثر مهارة واحترافية وقادر على إثبات نفسك في السوق.
المنافسين هم كل الشركات والمشاريع الأخرى التي تقدم ذات المنتجات أو الخدمات التي تنوي تقديمها أو أشياء شبيهة بما تنوي تقديمه في شركتك، للأسباب السابقة يجب عليك دراسة المنافسين بشكل جيد ومعرفة كل التفاصيل المتعلقة بهم، حتى تفهم طبيعة السوق والمشاريع العاملة فيه، وبالتالي كيف سيكون الأمر بالنسبة لشركتك وما الذي يجب عليك فعله لتعرف إن كان بإمكانك تقديم ما يقدمونه أو تقديم منتجات أو خدمات أفضل وأكثر جودة.
ما الذي يميزني عن المنافسين؟
معرفة المنافسين تساعدك في هذه المرحلة وهي مرحلة التي يجب عليك فيها التميز عن المنافس. ببساطة من الصعب لك التفوق على المنافسين الموجودين حاليًا في السوق دون أن تمتلك ما يميزك عنهم.
مثلًا ما الذي يقنع العميل بالتخلي عن تلك الشركة (منافسة لك) والتعامل مع شركتك الجديدة الناشئة، في حال لم يكن لديك شيء يميزك عن المنافس لا شيء سيقنع العميل بذلك.
لذا النقطة السابقة التي قلنا فيها بضرورة معرفة المنافسين لا تنتهي عند مجرد معرفتهم فقط، بل لا بد من فهم كل التفاصيل المتعلقة بهم ومن ثم محاولة ليس تقليدهم، وإنما صناعة وإنتاج وتقديم خدمات أو منتجات – أي كان ما تقدمه الشركة – بشكل أفضل مما لدى كل المنافسين الآخرين، بذلك تستطيع إثبات اسم شركتك وعلامتك التجارية في السوق وضمان أن يكون لديك حصة من المستهلكين وإجمالي المبيعات جيد.
ما هي الموارد التي امتلكها حاليًا؟
غالبية أصحاب الأفكار ومن يطمحون للعمل على مشاريعهم الخاصة دائمًا ما تكون الفكرة الرئيسية والأولى في ذهنهم هو ما الذي ينقصهم لبدء العمل على المشروع، وهذا حتى لو كانوا يمتلكون معظم الموارد التي يحتاجونها فعلًا لبدء العمل على المشروع، ولكن دائمًا ما تتجه أنظارهم إلى النصف الفارغ من الكأس.
لذلك من البداية اجمع كل الموارد المتاحة بين يديك، ولا نقصد هنا فقط الموارد المالية على الرغم من أهميتها، بل حتى خبراتك ومهاراتك وما تتقنه وأية موارد أخرى، بما في ذلك الجهاز الذي تقرأ منه هذه المقالة يمكن أن يكون مورد للشركة التي تنوي تأسيسها. فالكثير من المشاريع بدأت من صفحة على فيسبوك أو انستغرام يعمل عليها مالكها من هاتفه الذكي.
بعد أن تعرف ما هي الموارد المتوافرة لديك يمكنك بدء إحصاء ما ينقصك فعلًا، ما هي الموارد التي يمكنك الانطلاق بدونها ومن ثم تأمينها لاحقًا، وما هي الموارد التي لا يمكن البدء بالعمل على الشركة بدونها.
بذلك سيكون لديك تصور واضح عن الموارد، سواء التي تملكها أو التي لا تملكها. ستعرف ما الذي يجب عليك تأمينه قبل الانطلاق الفعلي للشركة وما هي الأمور والجوانب التي يمكن تأجيلها في سبيل تخفيف النفقات مثلًا.
هذه الأسئلة الخمسة من شأنها أن توضح لك الطريق الذي تسير فيه من أجل تأسيس شركة صغيرة ناجحة، وتجنبك الخوض في مغامرة مجهولة النتائج وغير واضحة المعالم.