أمر أبو بكر بجمع القرآن بعد وفاة النبي خشية أن يذهب شيء منه بموت القراء والحافظين

لما تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ارتدت بعض القبائل ممن دخلوا الإسلام حديثًا، فقام أبو بكر بتجهيز الجيوش لمحاربة المرتدين، ووجه جيش كبير بقيادة خالد بن الوليد إلى اليمامة (حيث قوم مسيلمة الكذاب).

دارت معركة شديدة حامية الوطيس، انتهت بانتصار المسلمين وقتل مسيلمة الكذاب وهزيمة من كانوا معه، وعودة إلى الإسلام من سلم منهم.[ref]معركة اليمامة | كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي[/ref]

استشهد عدد كبير من المسلمين، قيل أنه قد استشهد 500 من المسلمين، وقيل 660، وقيل 700، وكان من بينهم الكثير من حفظة القرآن وقارئيه قيل أنهم 70، ومن بينهم سالم مولى أبي حذيفة وهو أحد الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم.

استشعر عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطورة ذلك، خطورة أن يذهب شيء من القرآن مع موت الصحابة وحفظة القرآن والقراء، فتوجه إلى أبي بكر، وأشار عليه بجمع القرآن في مصحف واحد بدلًا من أن يكون متفرقًا في صحف عديدة.[ref]جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق | كتاب جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة لـ علي بن سليمان العبيد[/ref]

قال أبو بكر الصديق: إنّ عمر أتاني فقال: “إنّ القتل قد اسْتَحَرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن، وإني أخشى أن يَسْتَحرّ القتلُ بالقراء بالمواطن، فيذهبَ كثيرٌ من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن

قلت لعمر: “كيف تفعلُ شيئًا لم يفعله رسول الله ﷺ؟” قال عمر: “هذا والله خيرٌ“، فلم يزل عمرُ يراجعُني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر.

فأرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت يطلبه، وقال له: “إنّك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتهمُكَ، وقد كنتَ تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كانَ أثْقَلَ عليّ مما أمرني به من جمع القرآن

فقال زيد: “كيف تفعلونَ شيئًا لم يفعلْهُ رسولُ الله ﷺ؟” فرد أبو بكر: “هذا والله خيرٌ“[ref]أمر أبو بكر الصديق يجمع القرآن وتوكيل المهمة لزيد | صحيح بخاري[/ref]

فتتبع زيد القرآن يجمعه، وبقيت الصحف بعدها عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفى، ثم عند عمر، ثم عند حفصة بنت عمر.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله