العذاب الذي أنزل على قوم لوط عليه السلام

قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). علينا أن نفكر في بادئ الأمر لم أنزل الله العذاب على قوم لوط، مالذي كانوا يفعلونه ليستحقوا العذاب؟ قال تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد).

سبب العذاب الذي أنزل على قوم لوط عليه السلام

لقد كان في قصة لوط عليه السلام عبرة لمن يعتبر، لقد نصحهم كثيرًا ودعاهم إلى عبادة الله وترك الفواحش والمنكرات إلا أنهم أصروا على ما هم فيه من فساد وفواحش وكلام قبيح وشذوذ أمام أعين الناس والعياذ بالله! وعاندوه بل استهزؤا به وأمروا بطرده لأنه يريد طهارة النفس وطهارة الجسد عن كل ما يغضب الله.

لقد أنزل الله عليهم حجارة من النار تحرقهم حرقًا ولم ينجو منهم أحد. قال تعالى: (فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيد). تحجرت أجسامهم تقريبًا من 2000 سنة.

قال البروفسور ستيفانو إنه من المرجح من خلال الصور أنهم كانوا يمارسون الفاحشة والشذوذ الجنسي. رماد بركاني أرسله الله يدمر كل شيء، رغم ذلك ما زال العاصون يصرون على فعل المعصية، مع كل التحذيرات والنصائح التي قدمها لهم لوط عليه السلام.

انتشار الجنس التي وصلوها قبل 2000 سنة لم يصلوا إليه الآن الدول الغربية. أمام الأطفال وأمام أعين الناس لم يخجلوا بل تمادوا وأكثروا من الفواحش. قال تعالى: (وأمطرنا عليهم مطرًا فانظر كيف كانت عاقبة المجرمين)، وفي سورة أخرى: (وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين). تساقطت عليهم الحجارة كالمطر والعياذ بالله! أحرقتهم بنيرانها الملتهبة.

كل ماشيدوا من حضارة رحلت وطمرت تحت الأرض واختفت تمامًا. المدينة تهدمت فوق رؤوسهم وهم أصبحوا تحتها. صور لنا القرآن المشهد: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود)، أي حجارة ملتهبة تحرق الشخص وتدمره، وبسبب كثرت الحجارة والرماد البركاني الكثيف الذي غطى أشعة الشمس و الأكسجين ماتوا حرقًا واختناقًا مباشرة لذا بقيت الأجسام المتحجرة إلى يومنا هذا!

قال تعالى: (إنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُون). وقال تعالى: (كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبًا إلا آل لوط نجيناهم بسحر). حاصبًا أي الحجارة الصغيرة الدقيقة تهطل كمطر غزير على رؤوسهم بالإضافة إلى الحجارة الكبيرة.  هناك أيضًا صيحة أخذتهم. نعلم أن الرماد البركاني إذا غطى مدينة ما وكانت الظروف مناسبة فإن البرق يضرب كل مكان ويحرقه مع إصدار صوت مرعب. يصف لنا القرآن الكريم ما حدث:

(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين).  أي للذين ينظرون ويتأملون ويأخذون العبرة…

(ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيًا ولا يرجعون)، أي أن الله قادر على أن يجمد المشركين مع إبقاءهم إلى يوم القيامة. وقد تحققت عند قوم لوط والصور تشهد على ذلك لأن الله إذا أراد أن يبقي شخصًا آلاف السنين فهو قادر على ذلك سبحانه!

العبرة من عذاب قوم لوط

(وَلَقَد تَّرَكۡنَا مِنۡهَآ ءَايَةَۢ بَيِّنَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ).

وأخيرًا ينبغي منا جميعًا أيها الإخوة والأخوات أن نخاف من الله ونتقي الله في كل شيء وأن نتذكر ما حدث لقوم لوط عليه السلام ونعقل لأن الخطاب الإلهي لقوم يعقلون، ونتذكر قوله تعالى: ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله)، فالله أحق أن تخشاه وتراقبه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وأن على الإنسان أن يتذكر أن الله مطلع عليه كما قال بعض السلف الصالح “الله ناظري الله مطلع علي”. الله جل وعلا هو الذي يعلم السر وأخفى وهو سيعذبنا إن لم ننتقي الله تعالى في السر والعلن. لأنه نبهنا وحذرنا بقوله (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

وقال أيضًا: (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة). ينبغي أن نقدر نعمة الله علينا ونعود إليه فهو الرحمن الرحيم الغفور الودود. كلنا خطاؤون. كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

 علينا بكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله في كل الأوقات ونتوب إليه، عسى أن يقربنا الاستغفار إلى الله وينجينا من عذابه. ونصيحة لمن يعمل بالفواحش ويستمر فيها أن يتذكر الأمر الهي: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).

نسأل الله تعالى أن يطهرنا وإياكم من هذا الوباء العظيم وغيره وأن يجعلنا هداة مهديين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فيديو – صور حقيقية لعذاب من عمل مثل قوم لوط

الفيديو يعرض صور حقيقية لعذاب من عمل مثل قوم لوط، مقدم من قناة عبد الدائم الكحيل، وعبد الدائم الكحيل هو باحث في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة.

المصادر

المكتبة الوقفية – waqfeya

قصص الأنبياء – لابن كثير

عبد الدائم الكحيل باحث في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله