النعاس بعد الأكل! هل هذا أمر طبيعي أم يجب القلق حياله؟

يعاني الكثير من الأشخاص من الخمول والشعور بالنعاس بعد الأكل، فبعد الشبع تبدأ المكافحة من أجل إبقاء العينين مفتوحتين.

إن الشعور بقليل من النعاس بعد تناول الطعام هو أمر طبيعيٌ ولا داعي للقلق حوله، فهناك العديد من العوامل التي تساهم بالشعور بالنعاس بعد الطعام، وبالمقابل هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعدنا بالسيطرة على هذه المشكلة. 

ما هي أسباب النعاس بعد الأكل؟

تختلف النظريات حول أسباب النعاس بعد الأكل، حيث تشير الدراسات إلى وجود عدد من العوامل التي تؤثر على مستويات الطاقة بعد الطعام، ومن هذه العوامل ما يلي:

1 – عملية هضم الطعام

إن التغيرات والتبدلات المختلفة المرافقة لعملية هضم الطعام قد يكون لها تأثيرات مسببة للنعاس، إذ يلاحظ أثناء عملية هضم الطعام تبدلاتٍ في مستويات البروتينات الخلوية، والهرمونات، والمواد الكيميائي الخاصة بالدماغ، إضافةً إلى تغيراتٍ في تدفق الدم.

فأثناء عملية هضم الطعام يقوم الجسم بإطلاق عدد من الهرمونات كالكوليسيستوكينين (CCK) والغلوكاجون والأميلين التي تعطي الشعور بالشبع، كما ترتفع مستويات سكر الدم مما يؤدي إلى إنتاج الأنسولين الذي يسمح بانتقال السكر من الدم إلى داخل الخلايا ليتم استخدامه في توليد الطاقة.

كما أن ارتفاع نسبة هرمون السيراتونين (وهو مادةٌ كيميائية مسؤولة عن تعديل المزاج ودورات النوم) في الدماغ قد يكون السبب وراء الشعور بالنعاس، إضافةً إلى ذلك قد تؤثر بعض الأطعمة بشكل خاص على مستويات الميلاتونين الذي لا يُطلَق عادةً استجابةً لتناول الطعام بشكل عام.

2 – نوعية الطعام المتناول

قد تسبب الوجبات الكبيرة الشعور بالنعاس عند بعض الأشخاص، كما قد يكون لبعض مكونات الوجبة دورٌ في ذلك أيضًا حيث تمتلك بعض الأطعمة والعناصر الغذائية تأثيرات على ذلك، نذكر منها:

الأطعمة الغنية بالدهون

قد يكون من الصعب هضم الأطعمة الغنية بالدهون مما يزيد من احتمالية الشعور بالنعاس بعد تناول أطعمةٍ دهنية.

الوجبات الغنية بالكربوهيدرات

حيث توصلت بعض الدراسات إلى أن الوجبات التي تحتوي كميةٍ كبيرةٍ من الكربوهيدات (السكريات) تزيد من احتمالية الشعور بالنعس بعد الأكل.

ومن هذه الأطعمة المعكرونة، الأرز، الخبز الأبيض، الكعك، والبسكويت والحلويات.

المكسرات الغنية بالميلاتونين

نتيجةً لامتلاك الميلاتونين تأثيرات على النوم واليقظة، فإن تناول كميات كبيرة من المكسرات كالجوز والفستق قد يؤدي إلى الشعور بالنعاس.

أطعمة تحتوي على مستويات عالية من التربتوفان

يمتلك التربتوفان تأثيراتٍ معززة للنوم فهو يساعد على إنتاج السيرتونين، ونتيجةً لذلك قد تسبب الأطعمة الحاوية على كمياتٍ كبيرةٍ منه الشعور بالنعاس، ومن هذه الأطعمة الديك الرومي، الحليب، الموز، الشوفان والشوكولا.

ومن الجدير بالذكر أن التربتوفان وحده قد لا يسبب النعاس دائمًا، إلا أن تأثيراته تزداد عند تناوله مع الكربوهيدرات إذ تساعد الجسم على امتصاص التربتوفان.

3 – عادات النوم

من الممكن أن يكون سبب الشعور بالنعاس بعد الطعام هو مشكلةٌ عامة تسبب النعاس المفرط طوال اليوم وتزيد من الرغبة في الحصول على قسط من النوم في أوقاتٍ غير مناسبة.

ومن أهم هذه المشكلات عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أثناء الليل، أو معاناة الشخص من حالة صحية كانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.

4 – مشاكل صحية أخرى

يمكن أن يرتبط الشعور بالنعاس بعد الأكل بحالاتٍ صحيةٍ تسبب الإرهاق والنعاس سواء كان ذلك بعد الأكل أو طوال اليوم، ومن هذه الحالات:

  • مرض السكري: إن ارتفاع وانخفاض مستويات السكر بالدم بشكل غير متوازن قد يكون السبب وراء الشعور بالإرهاق والخمول.
  • فقر الدم: في هذه الحالة تفشل الكريات الحمر في حمل الكميات اللازمة من الأوكسجين ونقلها بشكل كافٍ إلى مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى معاناة الأشخاص المصابين به من التعب في بعض الأحيان.
  • قصور الغدة الدرقية: إن هرمونات الغدة الدرقية مسؤولة عن العمليات الاستقلابية داخل الجسم، لذلك سيكون المصابون بهذه الحالة عُرضَةً للتعب والإرهاق في أوقات مختلفة من اليوم.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • بعض الأدوية: فالنعاس هو أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية.

متى يجب استشارة الطبيب حول مشكلة النعاس بعد الأكل؟

إن النعاس بعد الأكل من المشكلات الشائعة في المجتمع، ولكن قد ترتبط هذه الحالة بمشكلاتٍ صحية أكثر خطورة، لذلك يجب زيارة الطبيب في حال ظهور أعراض النعاس المفرط مثل:

  • النعاس المفرط الذي يعيق الشخص من إتمام أعماله اليومية.
  • الشعور بالنعاس أثناء القيادة.
  • التعب المفرط والشعور بالنعاس في أوقات مختلفة من النهار.
  • أن يترافق النعاس مع أعراضٍ وتغيراتٍ صحيةٍ أخرى. 

كيف يمكن الوقاية ومنع النعاس بعد الأكل؟

الوقاية من النعاس بعد الأكل

من الممكن لبعض النصائح والإرشادات أن تساعد الأشخاص على البقاء يقظين بعد الوجبات، ومن هذه الإرشادات:

تناول الطعام بانتباه

تختلف الاحتياجات الغذائية والتفاعل مع الطعام من شخص لآخر، فقد يساعد تجنب الوجبات الكبيرة والثقيلة التي قد تزيد من الرغبة في النوم بعد الأكل في حل المشكلة.

لذلك من المفيد تناول وجبات أصغر على مدار اليوم، إذ يُنصَح بتناول نصف الحصة الغذائية المعتادة في الوجبة الواحدة ومن ثم إضافة وجباتٍ خفيفةٍ قبلها وبعدها، حيث تساعد هذه الطريقة على تسهيل عملية الهضم وتزوّد الجسم بكميات مناسبة من الطاقة دون أن تسبب له الشعور بالنعاس.

إضافة إلى ذلك لا بد من الانتباه لكميات الكافئين المتناولة خلال اليوم ففي حين أن شرب الكافئين قد يزيد من النشاط أثناء النهار إلا أنه قد يكون له تأثيرات سلبية على النوم أثناء الليل.

أخذ قسط كافٍ من النوم ليلًا

قد يساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا في التقليل من النعاس المفرط أثناء النهار، كما قد يساعد الالتزام بعادات نومٍ صحية في تحسين جودة النوم.

ومن هذه العادات الصحية النوم بوقت ثابت وجعل غرفة النوم مظلمة وهادئة ومريحة، إضافةً إلى ذلك يجب الحد من تناول الكافئين في وقت متأخر من اليوم وتجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.

أخذ قيلولة لفترة قصيرة

إن النوم لمدة قصيرة أثناء النهار (أخذ قيلولة) بإمكانها أن تساعد في حل المشكلة، ولكن يجب ألا تتجاوز مدة القيلولة 15-45 دقيقة لأنه في حال طالت مدتها سينعكس مفعولها وتزيد من الشعور بالنعاس.

العلاج بالضوء الساطع

من الممكن أن يساعد العلاج بالضوء عن طريق وضع مصباحٍ ذي ضوءٍ ساطع في السيطرة على النعاس بعد الأكل.

ممارسة الرياضة

تبعًا لبعض الدراسات فإن التمارين المنتظمة يمكن أن تقلل من النعاس بعد الطعام، فممارسة الرياضة بشكل منتظم يساعد في تحسين مستويات الطاقة.

شرب كميات كافية من الماء

إن شرب كميات كافية من الماء قد يساعد في الحفاظ على النشاط والطاقة أثناء النهار، إذ من الممكن أن يؤدي كلًا من الجفاف وفرط سوائل الجسم إلى الشعور بالتعب والإرهاق ومن ثم النعاس.

بعض الأسئلة الشائعة

هل الشعور بالنعاس بعد الأكل أمر طبيعي أم خطير؟

الشعور بالنعاس بعد الأكل أمر طبيعي، فهناك العديد من العوامل الطبيعية التي قد تسبب هذه الحالات. إلا أنه قد يرتبط ببعض المشكلات الصحية في بعض الأحيان لذلك عليك استشارة الطبيب في حال كان هذا الشعور مزعج للغاية ويحدث بشكل مفرط ويعيقك عن القيام بمهامك اليومية. 

هل ارتفاع السكر يسبب النعاس؟

نعم، فالتغيرات في مستويات السكر بشكل غير متوازن سواءً زيادةً أو نقصان قد تسبب شعورًا بالتعب والنعاس.

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله