على قدر أهل العزم تأتي العزائم – (الحدث الحمراء) لأبي الطيب المتنبي

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

بهذه الحكمة استهلّ المُتنبّي قصيدته الرائعة ليستقبل بها الأمير بعد عودته وجيشه منتصرًا في معركة تاريخية دارت بين المسلمين بقيادة الأمير سيف الدولة الحمداني، والروم بقيادة الدمستق في منطقة الحدث، وسميت القصيدة (الحدث الحمراء) نسبة لقلعة الحدث التي أصبحت حمراء لما أُريق فيها من دماء.

وقصيدة على قدر أهل العزم من قصائد المتنبي المشهورة التي تأتي على البحر الطويل أحد أشهر بحور الشعر العربي.

حيث افتتحها المتنبي بالحكمة وشحذ الهمم تمهيدًا لمدح سيف الدولة والتحدث عن شجاعته وبطولته وهمّته في أوقات المعارك والحروب، ثم صور المعركة تصويرًا واقعيًا استمده مما رآه رأي العين ليعكسه على مرآة شعره، ثم اختتم الشاعر قصيدته بالسخرية من قائد جيش الروم  الذي لاذ بالفرار من سيف الدولة الذي لا يجارى أو يبارى، وبين كيف كانت عناية الله ترعاه لأنه كان يدافع عن دين التوحيد ويحارب أعداء الإسلام. ولمزيدًا من التفاصيل حول مناسبة قصيدة على قدر أهل العزم وشرح أبياتها ومفرداتها تابعوا معنا ما يلي.

كلمات قصيدة على قدر أهل العزم

فيما يلي كلمات قصيدة على قدر أهل العزم التي نظمها المتنبي في ستة وأربعين بيتًا:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

نبذة عن المتنبي

نبذة عن المتنبي

هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، ولقبه هو شاعر العرب. ولد عام 303 هجري، ومات مقتولًا على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي في عام 354 هجري. يعتبر المتنبي أعظم شعراء العرب وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب، حيث عاش أفضل أيام عمره وأكثرها عطاء في عهد سيف الدولة الحمداني في حلب.

عُرف عن المتنبي حدة الذكاء والاجتهاد، ووصف بأنه نادرة زمانه وأعجوبة عصره، فقد كان من أفصح الشعراء في وقته، حيث اشتهرت موهبته الشعرية منذ صفر سنه، فقد نظم أولى أشعاره وهو في التاسعة من عمره.

كان المتنبي يمتلك شخصية متميزة للغاية، والتي كان يعتز بها كثيرًا في مجالسه وقصائده الشعرية، كما استطاع أيضًا وبحرفية شديدة أن يصور لنا من خلال قصائده الفترة التي نشأ فيها من حروب وصراعات ومدح وهجاء لأمراء وملوك الدول، حيث ترك المتنبي خلفه إرثًا عظيمًا من القصائد الشعرية والتي بلغ عددها 326 قصيدة وترجمت إلى أكثر من 20 لغة حول العالم، لتبقى مؤلفاته إلى يومنا هذا مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء العرب من بعده بلا استثناء، وليبقى هو أحد مفاخر الأدب العربي على مر العصور والأزمان.

مناسبة قصيدة على قدر أهل العزم

نظم أبو الطيب المتنبي قصيدته الرائعة “على قدر أهل العزم” على إثر مناسبة عظيمة وحدث أعظم، حيث وصف فيها معركة تاريخية دارت بين المسلمين بقيادة سيف الدولة الحمداني، والروم بقيادة الدمستق، وذلك على مشارف قلعة الحدث التي كانت خاضعة للروم آنذاك.

كانت أعداد الروم في المعركة تفوق أعداد المسلمين وجيش سيف الدولة الحمداني مجتمعين، فلم يكن سيف الدولة مستعدًا لهذه المعركة إنما هدفه كان إعادة إعمار وبناء تلك القلعة، ومع ذلك فقد استطاع المسلمون والأمير بصبرهم وإيمانهم وشجاعتهم التي فاقت التصور أن ينتصروا على جيش الروم الذين لاذوا بالفرار في تلك المعركة، فقال المتنبي حينها هذه القصيدة، وأطلق عليها اسم الحدث الحمراء، لكثرة الدماء التي أريقت فيها.

معاني مفردات قصيدة على قدر أهل العزم

  • مكارم: كل فعل محمود.
  • الخضارم: جمع خضرم وهو الكثير من كلّ شيء.
  • الفلا: جمع فلاة، الأرض الواسعة المقفرة.
  • الغرّ: البيض.
  • العزيمة: بمعنى العزم، والعزم هو القصد المؤكد في إمضاء الأمور.
  • القشاعم: الضخمة المسنّة.
  • القوائم: جمع قائم، وهو مقبض السيف.
  • الغمام: جمع غمامة وهي السحابة.
  • الضراغم: الضِّرْغامُ، الأَسَدُ الضْارِي الشديدُ.
  • التمائم: جمع تميمة، وهي ما تعلق لدفع العين.
  • السرى: السير في الليل.
  • البيض: السيوف.
  • الجوزاء: نجمان في السماء.
  • الزمازم: صوت الرعد.
  • الصارم: السيف القاطع.
  • الضبارم: الشجاع الجريء.
  • الردى: الهلاك.
  • كلمى: جرحى.
  • الثغر: مقدم الفم
  • الهامات: الرؤوس.
  • الردينيات: الرماح
  • الأحيدب: جبل الحدث.
  • زلقت: وقعت.
  • الصَّعيدُ: وجه الأرض المرتفع منها.
  • الأراقم: جمع أرقم، وهو الحية التي فيها بياض وسواد.
  • الغواشم: القهر والظلم.
  • فجعته: آلمته إيلامًا شدبدًا.
  • الهام: الرأس.
  • المشرفية: هي قرى في حوران تنسب لها السيوف المشرفية.
  • الظَّبا: حد السيف.
  • عدنان: أصل العرب.
  • الدرُّ: قصد ما ينظمه من شعر.
  • الوغى: صوت الحرب.
  • الغماغم: صوت الأبطال في الحرب.
  • المسمعُ: الأذن.
  • خميس: الجيش الجرار المقسوم خمسة أقسام.
  • الحدث: قلعة بناها سيف الدولة في بلاد الروم.
  • مرتاب: شكاك.
  • عاصم: حامي ومانع.
  • الفتخ: العقاب اللين الجناحين.
  • العتاق: كرام الخيل.
  • الصلادم: الفرس الشديد الصلب.
  • اللبات: موضع القلادة من العنق.
  • الخوافي: ريش الطائر القصير في الجناح.
  • القوادم: ريش الطائر الطويل في الجناح.
  • النهى: العقل.
  • القنا: الرمح.
  • الغشُّ: قصد الضعاف من الرجال والسلاح.
  • زمازم: كل صوت لا يفهم.
  • العمائم: ما يلف على الرأس.
  • غوارم: لزمها ما لا يجب عليها.
  • طريدة: ما أخذه العدو من مال وفاز به.
  • المَنايا: الموت.
  • الملا: متسع الأرض.

شرح أبيات قصيدة على قدر أهل العزم

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (1 – 2)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (1 - 2)

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

الشرح

بدأ الشاعر أبو الطيب المتنبي قصيدته باستخدام حكمته وفلسفته حيث قال: أن الأمور تأتي على قدر فاعليها، وتقاس بمقدار همم أصحابها، فمن كان في نيته الجدية والتأكيد على المضي في أمر ما، تكون إرادته صلبة وعزيمته قوية، ومن كان عكس ذلك إضمحلت عزيمته واختفت، فإن ضعيف الهمة والعزيمة يستكبر الأمور الصغيرة ويقبل بالوضع الحقير، أما الرجل العظيم ذو الهمة العالية والنفس الكريمة يستصغر الأفعال العظيمة الجليلة، ويراها تافهة وبسيطة.

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (3 – 6)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (3 - 6)

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

الشرح

في هذه الأبيات يمدح المتنبي سيف الدولة الحمداني حيث يقول: يطلب الأمير من جيشه أن تكون لديهم نفس إرادته وعزيمته على قهر الأعداء، ولكن عجزت الجيوش الكثيرة على ذلك لما له من عزيمة ونفس متوقدة على الدوام، كما يطلب أيضًا من جيوشه أن تكون لديهم الشجاعة والثقة والإقدام مثل ما له، ولكن عجزت الأسود أن تصل إلى هذا القدر من الشجاعة التي يمتلكها الأمير فكيف تصل إليها باقي البشر؟

ثم يوضح أبو الطيب المتنبي الوقائع التي حدثت في الحرب، فيقول: أن النسور كبارها وصغارها تقول للأمير نحن فداك يا سيف الدولة لأنك وفرت علينا مشقة البحث عن طعامنا وذلك لكثرة قتلى وجثث الأعداء في حروبك ووقائعك، ولو خلقت النسور بغير مخالب فما ضرها شيء في ذلك، فقد أغنتها سيوف سيف الدولة عن طلب الصيد لكثرة قتلها الأعداء فلا تحتاج إلى مخالبها.

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (7 – 15)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (7 - 15)

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

الشرح

يبين الشاعر أنّ قلعة الحدث غير قادرة على تمييز لونها الذي كانت عليه قبل أن تلونها دماء الأعداء، ولم تعد تعرف حقيقة ما يمطر عليها أهو السحاب أم الجماجم، فقد كانت من قبل تسقى بماء المطر، ولكن بعد أن اقترب منها سيف الدولة سقيت بدماء الأعداء التي سالت عليها كما يسيل ماء المطر، ثم يتابع قوله: بالرغم من ارتفاع القلعة التي تحصن بها الروم لم بكن يصعب على سيف الدولة وجنوده اختراقها، فقد كانت رماحهم تعلو من فوق القلعة، والمعركة تسلب الأرواح التي يضرب بعضها بعضًا لكثرة قتلى الأعداء، حيث كان في القلعة فسادٌ وفزعٌ إلى أن جاء سيف الدولة وقتل الروم، فسكنت الفتنة وأمِن أهلها، وعُلقت جثث القتلى من الروم كما تعلق التمائم على المصابين بالمس والجنون.

وبعدها قال المتنبي: لقد كانت تلك القلعة كالطريدة تطاردها أحداث الدهر، واستحوذ عليها الروم بعد أن كانت ملك للمسلمين، إلى أعان الله سيف الدولة على استعادتها غصبًا من جيوش الروم بشجاعته وبرماحه وجنوده، ثم يتابع المتنبي مديح الأمير فيقول: إن ما تأخذه الأيام من غيرك لا يمكنه استرجاعه، ولكن الأمر عندك مختلف، فإن الليالي مجبورة بأن تعيد ما أخذته منك، لأنك أقوى من كل الظروف التي لا تملك التمرد عليك، فإن أردت القيام بأمر ما، تم ومشى قبل أن يعوق مانع يحول دون ذلك، فكيف يطمع الأعداء من روم وروس في هدم تلك القلعة، وركيزتها التي تتقوى بها وتدعمها هو حمايتك لها وشجاعتك. فلقد حكم هذه القلعة الروم والروس الظالمين، إلى أن جاء سيف الدولة واستخلصها من أيديهم وأصدر حكم الموت على الظالم وبقاء المظلوم.

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (16 – 24)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (16 - 24)

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

الشرح

أراد المتنبي أن يصور جيش الأعداء والعدّة التي اعتدّ بها فقال: لقد جاؤوك فرسانهم مدججين بالسلاح لابسين الدروع ليقوا أنفسهم من جراح الحرب، فقد كانت أسلحتهم ودروعهم تغطي قوائم خيولهم حتى ظنها الرائي خيولًا بلا قوائم، ولم يستطع من يراها أن يميز سيوفهم وثيابهم وخوذهم من غيرها.

ثم يتابع المتنبي مدح سيف الدولة وجنوده قائلًا: إن جيشك العظيم ملأ الأرض شرقًا وغربًا، فكان يتقدم في سهولة ويسر، وقد بلغت أصواته السماء لكثرة أصواته وخيوله، فقد تجمع هذا الجيش من كل الأمم واللغات، فما كان يفهم بعضهم بعضًا إلا من خلال المترجمين، وما أعجب ذلك اليوم الذي ميزت فيه الحرب بين المدَّعي والأصيل، فلم يصمد فيها إلا السيف القاطع والشجاع الجريء، حيث كشف زيف السلاح والرجال في جيش الروم ورباطة جأش الرجال في جيش سيف الدولة.

ثم يفخر الشاعر بالأمير فيصوره وهو واقف في الحرب ويقول له: لقد صمدت في ساحة الحرب مع اليقين أن لكل واقف فيها مصيره الموت، فقد كنت شجاعًا قويًا لا تهاب الموت، وكأنك في عين الموت وهو غافل عنك فلم يبصرك فسلمت منه، حتى كان يمر أمام أعينك الشجعان المصابين والجرحى، فلم يضعف ذلك عزيمتك وقوتك، بل كنت مشرق الوجه ضاحك السن لثقتك بنصر الله تعالى، فقد أظهرت بإقدامك وعزمك وجلدك على المخاوف ما تجاوز الجرأة والشجاعة، إلا أن ذهب القول بأنك تعلم مسبقًا بأنك منتصرًا لا محال.

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (25 – 32)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (25 - 32)

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

الشرح

يبين المتنبي لنا شجاعة وحنكة الأمير في قيادة معركة الحدث فيقول: لقد هجمت على جنود العدو هجمة قوية مذهلة اختل بسببها نظامهم واختلطت أقسامهم، فقد جمعت ميمنة جيشهم وميسرته إلى قلبه، فأهلكت شجعانهم وأبطالهم وجبنائهم، حيث نازلت الأعداء بالسيوف التي هوت على رؤوسهم، وما كادت السيوف تصل إلى نحورهم حتى تحقق لك النصر السريع الساحق عليهم.

لقد حقَّرت وتركت الرماح، ثم رجعت إلى الضرب بالسيوف لأنها سلاح الشجعان وأقرب للعدو وأشد فتكًا به، وكأن السيف رأى عجز الرماح فعابها وسبَّها، فمن أراد نصرًا عظيم القدر، فإن مفاتيح الوصول إليه هي السيوف الحادة القاطعة، ولقد فرقت جثث الأعداء فوق جبل الأحيدب كما تنثر الدراهم فوق رأس العروس ليلة زفافها، ولحقت وتتبعت أثر أعدائك إلى قمم الجبال حتى وطأت أماكن عيش الطيور الجارحة، فقتلتهم هناك وتركتهم طعامًا للطير حول وكورها، ولقد ظنت فراخ العقبان حين رأتك تصعد بخيولك السريعة إلى أعالي الجبال أنك أماتها تمدها بالطعام، فقد كانت خيولك كالعقبان سرعةً وشدةً، وإذا رأيت خيلك تتعثر وتنزلق أثناء صعودها ذلك الجبل الوعر، جعلتها تمشي زحفًا على بطونها كما تزحف الأفعى فوق التراب، وذلك لحرصك على إدراك العدو وملاحقته.

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (33 – 46)

شرح قصيدة على قدر أهل العزم من البيت (33 - 46)

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

الشرح

يختتم المتنبي قصيدته بالحديث عن نتيجة المعركة، وقد صور فيها الهزيمة النكراء التي مُني بها جيش الروم أمام جيش سيف الدولة فيقول: في كل يوم يقدم عليك الدمستق ويريد قتالك يفر مهزومًا مكسورًا، وعند هروبه يتلقى الضرب على قفاه مما جعل قفاه يلوم وجهه على إقدامه وتعريضه إياه للضرب، وبالرغم من كل هذا لا زال الدمستق يتعرض لك حتى تأسره أو تقتله، ولو كان عاقلًا لكفاه ما رأى من قوتك وشجاعتك، وإني لأرى أن البهائم أعقل منه، فإذا اشتمت رائحة الأسد تهرب خائفة، ولا تحاول الاقتراب منه، فلو كان عاقلًا لما اقترب وهو يعرف ماذا حلَّ بأقاربه وابنه من غلبة وقهر عندما حاولوا التعرض لك.

ثم صور لنا المتنبي هروب الدمستق وقال: لقد فرَّ الدمستق هاربًا غانمًا منك روحه وحياته، وكأنه كان يشكر جنوده وأصحابه لأن السيوف والرماح انشغلت عنه بهم، ونالت برؤوسهم وأيديهم، فقد كان يعلم تمامًا ما يحصل لأصحابه من سماعه صليل السيوف، وإن كانت ليس لها ألسنٌ تفصح بها، فإن هذه المعركة التي ألحقت فيها الهزيمة بالروم لا تعد معركة بين ملكين هزم أحدهما الآخر، وإنما هي أجَلُّ من ذلك وأعظم لأنها معركة إيمان وعقيدة، فالإيمان الذي في قلبك هزم الشرك والباطل الذي في قلبه، فزهق الباطل وانتصر الإيمان.

ثم يعود المتنبي ويفتخر بسيف الدولة قائلًا: تفتخر بك العرب جميعًا لا قبيلتك وحدها، وتتشرف بك الدنيا كلها لا إمارتك وحدها، فلك الشكر والثناء على ما أنظمه من شعر، فأنت تعطيني المعاني بمناقبك وأفعالك، وأنا أنظمها فيه ببلاغة وفصاحة، حيث أن موهبتي الشعرية التي أشكر فعلك وأنشر ذكرك فيها، لا تقل أهمية عن موهبتك وشجاعتك في المعارك، فأنت سيف مجرد على رقاب الأعداء، ولا يشك أحدًا في قوته، ولا حامي يحمي الأعداء من بطشه، فلتهنأ الشجاعة والرفعة والعزة والسمو بك، لأنك حاميهم وبقائهم ببقائك، وكيف لا يحميك الله تعالى وأنت سيف الأمة الإسلامية الذي يدافع عن الإسلام وينشر كلمة التوحيد، ويشق رؤوس أعداء الدين على الدوام.

إعراب على قدر أهل العزم

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

  • على: حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • قدرِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • أهلِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • العزمِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. تأتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل.
  • العزائمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • و: الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
  • تأتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل.
  • على: حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • قدرِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • الكرامِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
  • المكارمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الجلمة الفعليّة (تأتي المكارم) معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

  • وتعظمُ: الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب، تعظمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. في: حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • عينِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • الصغيرِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. صغارها: صغارُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والها: ضمير متصل مبني على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه.
  • الجلمة الفعليّة (تعظم صغارها): معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
  • و: الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب. تصغرُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. في: حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • عينِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • العظيم: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
  • العظائمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الجلمة الفعليّة (تصغر العظائم): معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

  • يكلّف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • سيفُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • الدولةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. الجيشَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • همَّه: همَّ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضمّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
  • و: الواو: واو الحال، حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
  • قدْ: للتحقيق، حرف مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • عجزَتْ: عجزَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، والتاء: للتأنيث، حرف مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • عنهُ: عنْ: حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب، والهاء: ضمير متصل مبني على الضمّ في محلّ جرّ اسم مجرور.
  • الجيوشُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الخضارمُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الجملة الفعلية (عجزت الخضارم): في محل نصب حال.

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

  • و: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
  • يطلبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو).
  • عندَ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • النّاس: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محلّ نصب مفعول به.
  • عندَ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • نفسِهِ: نفسِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضمّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
  • الجملة الفعلية (يطلب ما عند الناس): معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
  • و: الواو: حرف استئناف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
  • ذلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محلّ رفع خبر المبتدأ.
  • لا: حرف نفي مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
  • تدّعيه: تدّعي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محلّ نصب مفعول به مقدم وجوبًا.
  • الضّراغم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الجلمة الفعليّة (لا تدعيه الضراغم): صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
  • الجملة الإسمية (ذلك ما لا تدعيه الضراغم): مستأنفة لا محلّ لها من الإعراب.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله