من الذي أشار على النبي بحفر الخندق – صاحب فكرة الخندق

لم تكن المدينة غافلة عما يحاك ضدها من خطط في مكة، حيث كانت استخباراتها العسكرية دائمة التيقظ والحذر، فحصل المسلمون على المعلومات الدقيقة التي تخص ما يحيكه الأعداء وحول إنشاء اتحادث ثلاثي مؤلف من اليهود وغطفان وقريش، وتجهيز جيش بما يزيد عن 10 آلاف جندي، وأن الهدف من هذا الغزو هو احتلال المدينة نفسها!

فور حصول المسلمون على هذه المعلومات، بدأ الرسول ﷺ في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة والتي من شأنها حماية المدينة، فدعا كبار قادة جيشه إلى اجتماع عاجل حتى يتم بحث هذه الأوضاع ومساعي الأعداء الخطيرة وما الذي يجب فعله.

تقرر أخيرًا أن يتحصن المسلمون في المدينة للدفاع عنها واختيرت المنطقة الشمالية لتكون خط الدفاع الرئيسي، ولكن كان القلق من عدد جيش المشركين الكبير، وكيف يمكن للمسلمين الصمود في وجهه.

وقد كان الأهم في هذا الوقت أن يتم إيجاد خطة دفاعية يمكن من خلالها منع الالتحام المباشر والشامل مع جيش الأحزاب، بحيث يتم تجميده وشل حركته على نطاق واسع.[ref]كتاب دراسة في السيرة | عماد الدين خليل[/ref]

ووسط هذا الظلام والقلق الذي كان يملأ النفوس، أتت فكرة سلمان الفارسي رضي الله عنه ورأيه السديد الذي أعاد الطمأنينة للقلوب.

وكان الصحابي الجليل سلمان الفارسي ضمن هيئة أركان حرب الجيش الإسلامي، فتوجه إلى النبي ﷺ القائد الأعلى، بخطة دفاعية عظيمة يمكن لها أن تجمد نشاط وحركة جيوش العدو.

فقد أشار الصحابي سلمان الفارسي على النبي بحفر خندق عميق يشمل كل المناطق التي يتوقع أن تقصدها جيوش الأحزاب، بحيث يتم حفر هذا الخندق والانتهاء منه قبل وصول الجيش إلى المكان المقرر، وقال سلمان: “يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا“[ref]كتاب من معارك الإسلام الفاصلة | محمد بن أحمد باشميل[/ref]

وافق النبي فكرة سلمان لما رأى فيها من قوة وصواب، وكذلك أصحابه الكرام، وبالفعل تم تنفيذ هذه الخطة الدفاعية والتي كان لها الأثر الأكبر في النصر على جيش الأعداء وإلحاق الهزيمة والفشل بتحالف الأحزاب على الرغم من غلبتهم في العدد.

والجدير بالذكر أن فكرة حفر الخندق فكرة عجيبة جديدة، لم تكن معروفة عند العرب من قبل وإنما كانت معروفة لدى الفرس واستخدموها في حروبهم.[ref]كتاب القول المبين في سيرة سيد المرسلين | محمد الطيب النجار[/ref]

وعندما جاءت قريش ووصلت إلى الخندق، وبينهم عمرو بن عبد ود وهو أحد كبار قريش وأكثرهم شجاعة، قال: “إنها لمكيدة ما كانت العرب تعرفها“[ref]كتاب دروس الهجرة | عطية بن محمد سالم[/ref]

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله