من طبيعة الإنسان السوي حبه للحياة وإقباله عليها، ولكن الحياة تتسرب منه كتسرب الماء من بين الأصابع؛ فالصغير سيكبر والكبير سيهرم وهناك علامات تُنبئ الإنسان بدنو أجله ومن أوائل هذه العلامات ظهور الشيب، فمن الناس من يعترف به ويتحسر على ما سلف من عمره ويتمنى عودة الصبا كقول الشاعر:
فيا ليت الشباب يعود يوماً … فأخبره بما فعل المشيب
ومنهم من يعزّي نفسه باكتسائه ثوب الوقار مع ظهور الشيب في رأسه كقول الشاعر:
شيب الرجال لهم عزٌ ومكرمةٌ … وشيبكن لكن الذل فاكتئبي