الأحداث العالمية التي أثرت في حياة البشرية واستطاعت تغيير مجرى التاريخ كثيرة، أحداث ومواقف وشخصيات لا ينكر أو يتجاهل تأثيرها أحد، أحداث سمعنا عنها ولم نتوقف عن التفكير بها أو لم يتح لنا أن نتوقف عند تفاصيلها.
نحن هنا سنتوقف عندها بنظرة متأنّية وعلى أثرها الكبير في تغيير محرى التاريخ.
الأحداث العالمية التي غيرت مجرى التاريخ
إن أصغر الأحداث أو الأشياء أو الأفعال استطاعت أن تحدث تغييرًا كبيرًا في العالم بشكل كبير، ونحن هنا لن نتحدث عن (أثر الفراشة (Buttrfly Effect التي تستطيع أن تثير إعصارًا مدويًا في الصين على أثر تحريك جناحيها على أطراف الولايات المتحدة الأمريكية، بل نحن هنا سنتكلم عن حركة خاطئة أو تحرك غير مدروس لإحدى الفرق العسكرية الصغيرة الأمر الذي يؤدي لحرب من أكبر وأعنف الحروب في العالم، أو عن اكتشاف استطاع أن يفيد البشرية جمعاء ويغير مجرى التاريخ وحياة البشر منها حدث اكتشاف النار على سبيل المثال، وإليكم عددًا من أحداث عالمية استطاعت أن تغير مجرى التاريخ سلبًا أم إيجابًا:
قصة اكتشاف النار (Fire)
إن حدث اكتشاف النار هو من أكبر الأحداث العالمية التي استطاعت أن تغير مجرى التاريخ الإنساني وتقلبه رأسًا على عقب للأفضل، فهو من أقدم الاكتشافات التي تمت في البشرية، فللنار فوائد كثيرة ومتعددة فهي تضيء الليالي المظلمة وذلك قبل أن تكتشف الكهرباء، وتحمي الانسان من الحيوانات المفترسة وتطهي له الطعام.
وقد اختلف العلماء على كيفية اكتشافها ومتى تم ذلك، فيخبر البعض أن اكتشافها قد تم بمحض الصدفة، حيث اشتعلت النيران في الأشجار بسبب الصواعق، والبعض الآخر يقول بسبب حرارة الشمس وأثرها على أوراق الأشجار الجافة والبعض الآخر يقول من احتكاك الأخشاب مع بعضها البعض مما أدى لارتفاع درجة حرارتها واشتعالها بعد ذلك، وقد تم تطوير هذا الأثر فتم اختراع أعواد الكبريت (الثقاب).
ارتبطت النار بالدين فقد حذرنا الله تعالى من عذاب النار في الآخرة في آيات كثيرة في القرآن الكريم كقوله تعالى في الآية:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . يرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } صدق الله العظيم .
كما أن للنار دورًا كبيرًا في تطور الإنسانية وتقدمها على مر العصور، حيث تطور من كونها مجرد أداة للإنارة والتدفئة، إلى ولوجها في كل الصناعات حتى الفضائية منها، في صنع المركّبات الكيميائية التي تصنع منها المركبات الفضائية.
وعند الكلام والحديث عن النار وسبل إشعالها سنجد الكثير من الطرق لإشعالها، بدءًا من احتكاك بعض الأحجار بعضها بالبعض أو احتكاك الأخشاب ببعضها البعض أو باستخدام المرايا من خلال عكس أشعة الشمس وتوجيهها إلى الأوراق الأشجار الجافة، وغدت الآن طرق إشعال النيران في يومنا الحاضر من السهولة بمكان، باستخدام أعواد الكبريت (الثقاب) أو الولاعات أو الإشتعال الذاتي في المدافئ الحديثة.
وعلى الرغم من الإيجابيات الكبيرة والكثيرة للنار إلّا أنها تسببت في الكثير من الحوادث والكوارث في حياة البشر وأشهر الحرائق التي حدثت في العالم كانت:
حريق روما في العام (64 AD) ميلادي
حيث كان الأشهر والأكثر والأضخم ضررًا ودمارًا على الإطلاق، كما يحدثنا المؤرخون، حيث استمر لمدة خمسة أيام متواصلة ويقول المؤرخون بأن الحريق قد تسبب فيه الامبراطور (نيرون (Neron وذلك كي يتمكن من قتل من آمن بالمسيح عليه السلام.
حريق مدينة لندن الكبير في العام (1666 AD) ميلادي
وكان من الهول أنه أثر على معالم المدينة فقد دمر الحريق الكثير من الأبنية والقرى بكاملها، وكان سبب الحريق خباز الملك (تشارلز الثاني (Charles II الخاص، حيث أشعل الفرن وعنما انتهى من الخبز لم يطفئ الفرن مما تسبب في اندلاع الحريق الذي دمر معظم مدينة لندن.
حريق مدينة تكساس الأمريكية في العام (1947 AD) ميلادي
وكان سبب الحريق سفينة محملة بالبضائع ترسو في ميناء المدينة حيث كانت تحمل شحنة من مادة (نترات الأمونيوم (NH4NO3 Ammonium nitrate الشديدة الاحتراق وتسبب هذا الحريق بموت أكثر من ستمائة (600 Person)شخص، وتدمير أكثر من (1000 Building) مبنى في المدينة.
حريق القاهرة في العام (1952 AD) ميلادي
لم يتم التأكد من سببه الأكيد فقد اختلف المؤرخون على سبب الحريق، فمن الأسباب التي طرحت أن الملك (فاروق (Farooq قد أراد أن يتخلص من حكومة (النحاس باشا Nahas Pasha) وآخرين يقولون بأن الانكليز هم من أرادوا ذلك، بعد أن تم إلغاء معاهدة (1936)، ولم تدن التحقيقات أي طرف منهم، وقد أدى هذا الحريق إلى موت أكثر من (26 Person) وتدمير الكثير من الأبنية والمنشآت الفنية والإدارية.
كان تلك قصة اكتشاف النار وهي من الأحداث العالمية التي غيرت مجرى التاريخ.
قصة اكتشاف الطباعة (Printing)