أسباب الحرب العالمية الثانية المباشرة وغير المباشرة

لقد كان هذا من أكثر الصراعات دمويةً في تاريخ البشرية، فقد شهد موت أكثر من 50 مليون شخص، بمن فيهم المدنيون والجنود، في ساحات القتال وفي المدن أو في معسكرات الاعتقال. نحن نتحدث عن الحرب العالمية الثانية، التي اندلعت من شهر سبتمبر / أيلول عام 1939 حتى أغسطس / أب عام 1945، والتي غيرت تاريخ القرن العشرين وحددت النظام السياسي العالمي حتى يومنا هذا.

أسباب الحرب العالمية الثانية

هذه الحرب شهدت صراعًا بين قوتين شكلتا قطبي العالم الرئيسيين: دول المحور من جهة والتي تضم كلًا من ألمانيا وإيطاليا واليابان، ودول التحالف من جهة أخرى والتي تضم كلًا من فرنسا وبريطانيا العظمى، وفي وقتٍ لاحق من هذه الحرب، دخلت العديد من الدول وشاركت فيها مثل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1941. لكن ما هي الأسباب التي أدت إلى اندلاع هذا الصراع الدامي؟

أهم الأحداث التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية

نقطة البداية لفهم أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية بين عامي (1939-1945)، هي نهاية الحرب العظمى (الحرب العالمية الأولى). فمن خلال مؤتمر باريس للسلام الذي أعقب نهاية الحرب العالمية الأولى والشروط اللاحقة التي فرضت في معاهدة فرساي، أرادت فرنسا، التي فازت بالحرب ضد الألمان، أن تنتقم من ثأرها على المستوى الدبلوماسي. فمعاهدة فرساي أضرت كثيرًا بمصالح ألمانيا من خلال إجبارها على دفع كافة التعويضات عن الخسائر للدول المنتصرة، بالإضافة إلى التخلي عن مستعمراتها كافةً لصالح بريطانيا وفرنسا وإعادة كافة الأراضي التي احتلتها ألمانيا قبل وخلال الحرب العالمية الأولى.

في هذه الأثناء، شهدت السنوات الفاصلة بين الحربين العالميتين ميلاد حركات استبدادية، مثل الحركات النازية أو الفاشية، والتي عززت قوتها وسلطتها من خلال سياسات الدعاية القومية، أو حتى إطلاق سياسات عدوانية، كما هو الحال في اليابان. ولم تقتنع الأمم بالمشاركة الفعالة في المشروع السياسي لعصبة الأمم الذي طرحه الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون. وفي هذه الأثناء، تأثرت أوروبا بآثار الأزمة الاقتصادية التي حدثت في عام 1929، فاحتدمت البطالة في العديد من البلدان، مما أدى إلى تقويض التوازن الضعيف لمعاهدة فرساي. فكان لآثار الأزمة، بالإضافة إلى إحباط أولئك الذين كانوا يبحثون عن فرصة لتجديد حياتهم بعد الحرب العالمية الأولى، مهدت الطريق لتقدم الحركات الاستبدادية القومية النازية والفاشية في أوربا.

حاول روسيا الشيوعية إعادة التنظيم الاقتصادي للبلاد خوفًا من تعرض نظامها للسحق من قبل الرأسمالية الغربية، وهذا ما دفعها إلى توقيع ما عرف باسم الاتفاق السوفييتي الألماني أو معاهدة مولوتوف – ريبنتروب مع ألمانيا النازية.

كان الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين مقتنعًا بأن روسيا – وبفضل هذه المعاهدة – لن تتورط في الحرب ولن تضطر إلى المشاركة فيها إذا ما اندلع النزاع في المستقبل القريب. وينص الميثاق، من خلال بنود سرية، على “عدم الاعتداء وهو يعادل في الواقع تقسيم للنفوذ على امتداد الخريطة الأوروبية.

الأسباب الحرب العالمية الثانية

فيما يلي أهم الأسباب المباشرة التي أدت إلى وقوع الصدام الدموي المتمثل بالحرب العالمية الثانية:

توسعية ألمانيا النازية

فالدولة الألمانية، التي أذلتها الهزيمة في الحرب العالمية الأولى الشروط التي فرضت عليها في معاهدة فرساي عسكريًا واقتصاديًا، طالبت بالعودة إلى ما كانت عليه “ألمانيا العظمى”، وذلك من خلال الهيمنة على “عرقها الآري” الذي تدعي أنه العرق المتفوق على كل مكونات وأعراق قارة أوروبا كلها، خاصة في مواجهة إنجلترا وفرنسا.

التوسعية الفاشية لإيطاليا

يعد خيبة الأمل الكبيرة التي سيطرت على الشعب الإيطالي بسبب نتائج الحرب العالمية الأولى، عمدت إيطاليا إلى ترسيخ نفسها كقوة أوروبية وعالمية عظيمة، وأيضًا من خلال سياسة خارجية وعسكرية عدوانية، وهذا ما دفع دول التحالف إلى تصنيفها مثل ألمانيا النازية.

التوسع الياباني

ظهور قومية يابانية قوية، أدى إلى توسع في المآرب الإقليمية لهذا البلد على كامل آسيا والمحيط الهادئ، وذلك على حساب الدول الأخرى (الصين والولايات المتحدة).

الضعف السياسي لبريطانيا وفرنسا

حيث فشلت كل من إنكلترا وفرنسا في ممارسة سياسة صارمة احتواء ومواجهة السياسة العدوانية التي انتهجتها ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، شكل هذا الأمر أحد أهم الأسباب والتأثيرات السياسية والعسكرية التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب.

المواجهة السياسية والعسكرية والأيديولوجية

كان العالم في ذلك الوقت محكومًا بنوعين من الأيديولوجيات التي تواجهتا وتصادمتا، من ناحية القوى النازية الفاشية لعالم قائم على مبادئ ديكتاتورية وعنصرية. ومن ناحية أخرى، قوى دول التحالف التي تشكل عالم يتسم بالمساواة والديمقراطية والحرية والعدالة.

الشرارة الأولى للحرب (السبب الرئيسي)

في السنوات التي سبقت بداية الحرب العالمية الثانية، انتهجت جميع الدول سياسة إعادة التسليح والحشد العسكري، وكان العديد من الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين يؤمنون بحتمية حدوث الصراع الدموي بين القوى المختلفة. وبالفعل، بتاريخ الأول من شهر سبتمبر / أيلول من عام 1939، أقدم أدولف هتلر – زعيم ألمانيا النازية – على خطوةٍ حمقاء وهي اجتياح وغزو بولندا، فأعلنت عندها دول التحالف – فرنسا وبريطانيا – الحرب على ألمانيا، وهذا ما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

قد يهمك أيضًا

تاريخ الحرب العالمية الأولى والتسلسل الزمني لها

أسباب الحرب العالمية الأولى واندلاعها

100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى .. كيف انتهت هذه الحرب؟

معاهدة فرساي … معاهدة إنهاء الحرب العالمية الأولى

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله