الوفرة وقانون الجذب وكيفية تفعيله للحصول على ما تريد والتخلي عن القلة

من منا لا يريد أن يشعر بالوفرة في حياته، وفي كل مراحلها، وكل ما يملك، ومن منا لا يظن أو لم يمر عليه وقت وهو يظن أن الوصول إلى الوفرة أمر صعب، بل هو مستحيل؟ الآن وبعد اكتشاف علاقة الوفرة وقانون الجذب وما يقوم عليه، يمكن تغييرهذا.

من خلال قراءتك لهذا المقال يمكنك تعزيز مفهوم الراحة و الوفرة وقانون الجذب وجعله جزء من حياتك اليومية، وتفعيله للحصول على ما تريد.

كيف يمكن فهم معنى الوفرة وقانون الجذب – قانون الوفرة بشكل أوضح؟

باعتقادك، ما هو معنى الوفرة؟ وكيف يمكن لها أن تكون موجودة في حياتك؟

بعد سؤالي لك، ستجيب بما يلي:

  • الوفرة هي هدفي، لذا أن أتعمق في فهم قانون الجذب وطرق تطبيقه وكيفية تفعيله، في النهاية أنا لا أملك ما يكفيني من كل شيء، وأنا بحاجة إلى المزيد من المال، والمزيد من الوقت، والمزيد من الراحة، والمزيد من كل شيء تقريبًا، أما عن معنى الوفرة؛ فهي وجود كمية كبيرة تكون كافية لي.

بعد إجابتك هذه، سأخبرك بما يلي:

  • إن مفهوم الوفرة عندنا غير واضح؛ فهي الكثير بحيث تكفيك أنت وتزيد، بل هي الكثير الكثير بحيث تكفيك أنت وتزيد وتكفي الكون كله وتزيد، الوفرة هي شعورك بأن ما تملك هو شيء لا نهائي، لا ينتهي عند حد ولا عند نقطة معينة، تخيل أنك تملك زجاجة من العصير، لكن هذه الزجاجة سحرية لا تنتهي، عندها لن تشعر بالخوف من أن يكون العصير غير كافي، هذا هو معنى الوفره الحقيقي.

ونحن في هذا الكون الغير محدود (الـ لا نهائي)، لا نتعامل مع امتداده دون نهاية، بل نتعامل مع تفاصيلنا المحدودة؛ وذلك لأننا منذ أن كنا صغار وطوال حياتنا، لم نتعامل إلا مع فكرة المحدود.

والنتيجة لأفكارنا التي تدور حول القلة والندرة؛ هي أن الأشياء من حولنا أصبحت محدودة ولدرجة أنها لم تعد تكفي حاجتنا.

كيف يمكن التخلي عن القلة؟

بعد أن عشنا فترة من حياتنا في ندرة، ومبدأ الـ لا وفرة، في هذا الكون الغير محدود، والذي يتمتع بوفرة كبيرة من كل شيء، قد حان الوقت لتغير هذا المفهوم، وتبني الوفرة والوجود، والخير، فحين تصبح طريقة تفكيرك متعلقة بالوفرة، ستجد المزيد من كل شيء، سيصبح كل شيء دون حدود، أو كميات.

لكن السؤال يبقى كيف نتخلى عن القلة؟ كيف يمكن لنا أن نعيش بحالة الوفرة؟ الجواب بسيط: فقط باتباع بعض القواعد التالية، وستجد مبدأ الوفرة يترسخ في قلبك بشكل سلس وسهل.

1 – الشكر والامتنان

بالإضافة لكون الشكر والامتنان طريقة هامة وفعالة في تفعيل قانون الجذب، إلا أنها أيضًا من أهم القواعد والطرق التي تساعد في الحصول على مبدأ الوفرة.

حين تبدأ نهارك بالشكر على الكثير من الأمور، الشكر على وجودك أصلًا، وحواسك والعيون، والقدرة على المشي والكلام، ووجودك ضمن عائلة، وكونك شخص فعال فيها، شكرك للماء والهواء والأرض وكل شيء حولك بما في ذلك أنت، هذا الشكر سيعطيك المزيد من الأشياء التي تستحق الشكر، وستجد المزيد من النعم الموجودة في حياتك دون أن تنتبه إلى أهميتها، ستتقلص الأشياء التي تعكر صفو حياتك، وستقل نظرتك السلبية حيالها.

وبعد القليل – القليل فقط – من الشكر، ستكتشف أنك أنت تملك كل شيء، وكل شيء لديك يستحق الشكر، حتى الأشياء التي كنت تحاول تغييرها، ستبدأ بالنظر إلى الإيجابيات فيها، بمجرد تحول نظرتك من سلبية إلى إيجابية.

2 – ركز على ما تريد

لأن تركيزنا على شيء ما يجذبه إلينا، علينا الانتباه على الأشياء التي تشغل تفكيرنا، حتى نحد من عذابنا.

إن الوقت الذي أمضيته من حياتك، وأنت مقتنع بأنك بحاجة إلى المزيد والمزيد، وبأنك لا تملك ما يكفيك من أي شيء، جذب ذلك إليك، أصبحت حقًا تعاني من نقص في كل شيء، ولست الوحيد بل العالم ككل، الجميع يعيش وفقًا للقلة أو الندرة، ويتجاهل الـ لا نهاية رغم أننا نعيش في عالم غير محدود، في مجرة واحدة من عدد غير معروف منها، يمكن أن نعد مئات النجوم التي نراها، وفي نفس الوقت نعلم أن هناك المزيد والمزيد لا يمكن أن نصل إلى العدد الكبير الذي يعبر عن النجوم.

عندما تملك مبلغ من المال، ويكون كل تركيزك منصب على أن هذا المبلغ لا يكفي، ولا يمكن أن تستفيد منه كما يجب، لاحظ ما الذي ستجد، ستجد الأشياء التي تريدها قد زاد سعرها، كما قد يصادفك بعض الظروف التي تجبرك على صرف مبلغ كبير دون أن تحقق إنجازات كنت تحلم بها.

أما لو أنك ركزت على أن ما تملك كافي لما تريد، ستجد في طريقك نحو تحقيق ما تريد الكثير من الفرص والتسهيلات، حتى تحقق ما تريد بالمبلغ الذي تملك، ولا تستغرب إن زاد لديك بعض منه.

3 – منبع الوفرة

قد تمتلك العالم كله، وبالوقت ذاته قد يكون شعورك بالحاجة للمزيد، وقد تملك فقط قدرتك على العيش وتشعر بامتلاكك كل شيء، فأنت من يحدد ما الذي تحتاجه حتى تكون سعيد، قد تكون عشت حياتك، وحتى هذه اللحظة وأنت مقتنع بأنك “تريد المزيد حتى تحصل على الراحة”، إن هذا المبدأ سيظهر حرفيًا في حياتك، وسيظهر بالترتيب ذاته، أي:

  • لن تكون مرتاح حتى تحصل على المزيد.
  • أنت لم تحدد المقدار، وبالتالي ستبقى تريد المزيد والمزيد.

وفقًا لذلك أنت لن تحصل على الراحة التي حددتها بالحصول على المزيد والمزيد من كل شيء في هذا الكون الغير محدود.

أما عندما تكون فكرتك “أنا أشعر بالراحة”، “لدي ما يكفي لأكون سعيد” هذا ما سوف يتحقق حرفيًا، وبالترتيب، أي:

  • أستشعر بالراحة بشكل دائم وأساسي.
  • ومهما كان ما لديك سيكون كافي بالنسبة لك.

ووفقًا لذلك أنت تخليت عن فكرة: الحاجة الدائمة، إذن أنت من يحدد حاجتك، وقدرتك على العيش، من خلال نظرتك إلى الأشياء وأفكارك، لذا عليك أن تؤمن بأنك أنت منبع الوفره وكل شيء، من خلال تغير نظرتك إلى الحياة والكون والحاجة.

4 – لا لكل شيء

هل تعتقد أنك قادر على أن تمتلك كل شيء، ولو قلت لك الآن وفي هذه اللحظة: خذ كل هذا الكوكب، هل أنت قادر على أن تمتلكه؟ طبعًا لا.

إذن أنت لست بحاجة إلى: (كل شيء)، لأن الكون غير محدود ولا وجود لكل شيء أصلًا، فلا يمكن تحديد قدر كل شيء، وبالتالي عليك أن تدرك أنك لست بحاجة إلى (كل شيء)، أنت بحاجة إلى شعور بـ (كل شيء)، شعور بالراحة اتجاه ما لديك من كل شيء.

5 – التملك أمر مؤقت

مقولة: “لن تأخذ شيء إلى القبر”؛ إنها مقولة صحيحة، فتملكنا لأي شيء تملك مؤقت، موجود فقط حتى يلبي حاجتنا المعنوية وبشكل مؤقت.

إن حصولك على الألعاب في طفولتك، كان يمثل كل شيء بالنسبة لك، كنت تقدر أملاكك بما تملك من ألعاب أو حلويات أو قطع شوكولا، هذه كانت حاجتك المؤقتة، والتي تغيرت بعد بضعة أعوام، فأصبح ما تملك من ثياب أو موسيقى هو الأهم بالنسبة لك، وسرعان ما تغيرت نظرتك للحاجة، وأصبحت أموال وسيارات.

تخيل عندما تصبح في التسعين من العمر ما هي حاجاتك، أنت حينها ستكون قد أدركت أن ما تحتاجه هو موجود في القلب، لأنك اكتشفت أنك لن تحصل على كل شيء ولن تحصل عليه للأبد، إذن من الآن تبنى هذا المبدأ، واشعر بأهمية المعنويات، وشعورك بالوفرة من الداخل بعيدًا عن التملك المادي المؤقت.

لماذا قد لا يمكنك التخلي عن مبدأ القلة؟

قد تكون غير مقتنع بالقواعد السابقة، وقد تكون حاولت تجريبها وفشلت، لكن هل من أسباب لذلك؟ الجواب: نعم، هناك أسباب قد تمنعك من التخلي عن مبدأ القلة، وتمنع تبني مبدأ الوفرة وقانون الجذب وعندما تحدد هذه الأسباب يكون من السهل التغلب عليها.

1 – تربيتنا على مبدأ القلة

قد يكون من الصعب تغير الذي تربينا عليه، وما تعلمناه من أهلنا، وهما بدورهم أيضا تربيا عليه، لكن الوقت حان لتغيره، حتى لا يستمر ويتسرب إلى أولادنا.

الأمر يشبه الاسم لكنه أسهل بكثير، هل تتخيل كم هو صعب أن تغير اسمك، كيف سيكون عليك أن تجيب عندما يناديك شخص بغير اسمك.

يكون تفعيل الوفرة وقانون الجذب في ذلك من خلال تقبل الواقع، ومن ثم بناء معتقدات جديدة عن الوفرة والخير، وتعزيز شعورك بأن ذلك واجب عليك من أجل من حولك ومن أجل أولادك وأحفادك والأجيال أيضًا.

2 – الخوف من المسؤولية

قد تشعر بالخوف من كونك أنت من سبب ذلك لنفسه، أنت من جذب الفقر والقلة، وكان بإمكانك وببساطة أن تجذب الوفره والسعادة، وأن تغير مفهومك عنها.

والحل بسيط، عيك أن تتحمل مسؤوليتك اتجاه نفسك، وعائلتك، ومن حولك، وحاول أن تغير من أفكارك وحدد ما الذي تريد التركيز عليه، فالأمر بالنهاية ليس محكمة أو عقوبة، أنت في طريقك إلى الوفرة ومن واجبك أن تتخذ الخطوة الصحيحة، وتؤمن بقدرتك على العيش مع الوفرة.

3 – الشعور بالأهمية والتضحية

قد تشعر بالأهمية والسعادة من خلال شعورك بالتضحية والقدرة على تحمل هذه الندرة والقلة، فقد تكون خائف من فقدان هذا الشعور إذا توقف عن الحاجة إلى المزيد.

أما الأشخاص الذين ينعمون بالوفرة؛ فهم تجاوزوا الحاجة للتضحية حتى يجلبوا لأنفسهم الشعور بالأهمية، هم يشعرون بأنهم مهمين لمجرد كونهم هنا، وكل ما عليك هو تجربة الشعور بالوفرة، الشعور الذي سيجعلك ترتاح من التعب في التضحية والتحمل، وأن تتأكد من أنك مهم في هذا الكون.

4 – عدم الاستحقاق

قد يكون شعورك بعدم استحقاق أي شيء يجذب لك المزيد من القلة، يحرمك من الشعور بالوفرة، قد تكون تشعر بأنك تعمل أقل، أو أنك تستحق هذا القدر فقط من الوفرة.

أما من يعيش بالوفرة، فهو شخص فهم أنه يستحق كل هذا، بل يستحق المزيد منه والمزيد من كل شيء، وهنا يجب التفريق بين أنه يستحق أو أنه بحاجة، فالأولى تعزز قانون الوفره والثانية تعزز الندرة.

كل ما عليك هو أن تقنع نفسك بأنك تستحق الوفرة، فالجميع يستحق ذلك، استمتع باستحقاقك المزيد والمزيد.

كيف يمكن تعزيز الوفرة وقانون الجذب وتفعيلها؟

يمكنك تعزيز قانون الوفرة – الوفرة وقانون الجذب وتعديله للحصول على المزيد من الخير لحياتك من خلال بعض النقاط التالية:

  • اشعر بالاستحقاق لما تريد ولما تملك ولما أنت عليه.
  • اشكر كل ما تملك، وابحث عن المزيد للشكر عنه.
  • لا ترفض أي شيء، عليك أن تتقبل فقط.
  • استمتع بتلقي كل شيء تحصل عليه.
  • تعايش مع الوفرة بأنها شيء لا يمكن امتلاكه بل يمكن اكتشافه من خلال المعنويات.
  • لا تجعل حبك للامتلاك يؤثر عليك سلبًا.

في النهاية يمكنني أن أقول إن تفعيل الوفرة وقانون الجذب سيجلب إليك الوفرة، والمزيد من الخير، وسيجعلك تعيد ترتيب أفكارك من جديد فيما يخص كل شيء، كل شيء على الإطلاق، وتخليك عن القلة والندرة سيجلب لك شعور بالكمال الداخلي والسعادة والراحة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله