مرحلة المراهقة بحسب علم النفس وكيفية التعامل مع المراهقين

هناك أراء مختلفة ومتعددة حول تعريف المراهقة، ولكن بشكل عام هناك مفهومان لمرحلة المراهقة أحدهما شائعٌ بين الناس، والأخر قام علماء النفس بوضعه، كما قام علماء النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى أقسامٍ عديدة.

وذلك لأن مرحلة المراهقة لا تنتهي في ليلة وضحاها، ويجب على الأهل أيضًا الالتزام بقواعد معينة ومعايير تساعدهم في دعم أبناءهم والحفاظ عليهم بشكلٍ جيدٍ في هذه المرحلة.

التعريف الشائع لمرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة

تعرف مرحلة المراهقة بأنها من أصعب المراحل التي يعيشها الفرد، حيث يسودها الاكتئاب والإحباط والصداع بالإضافة للتوتر النفسي الذي يكون شديدًا في أغلب الحالات، ويسود في هذه المرحلة أيضًا أزماتٌ نفسيةٌ وصعوبةٌ في التوافق بين المراهق والمحيطين به، وتعريف المراهقة هذا أوجدته ودعمته بعض البحوث والدراسات الأمريكية التي تم أجرائها على ما يقارب 54 ألف مراهق، ولقد تم عرضهم على أخصائيين نفسيين، ولقد كانت النتائج تدل على أنهم يعانون من بعض الاضطرابات باستثناء عدد قليل منهم لم يتجاوز 3%، ومن ثم انتشر هذا المفهوم بين عامة الناس بشكل كبير وبين المعلمين أيضًا.

تعريف مرحلة المراهقة في علم النفس

يعرف علم النفس مرحلة المراهقة على أنها المرحلة التي ينتقل فيها الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ، وتحدث في هذه المرحلة مجموعة كبيرة من التغيرات النفسية والجسدية أيضا، ومن الممكن جمل هذه التغيرات بأنها تغيرات نفسية وجسمانية واجتماعية وعقلية، وهي مرحلة تغير الطفلة إلى امرأة والطفل إلى رجل، ومن الضروري الانتباه أن التغيرات التي تحدث للفرد في مرحلة الطفولة والرشد هي تغيرات بطيئة جدا، بينما التغيرات التي تحدث للفرد في مرحلة المراهقة سريعة جدا، ويعتبر النمو الجسدي هو من أكثر التغيرات التي تكون واضحة بشكل كبير على الفرد، ويعد النمو الجنسي هو سيد النمو الجسدي في هذه المرحلة.

ومن التغيرات الجسدية التي تحدث للفرد في هذ المرحلة هو تغير الأعضاء التناسلية بشكل كبير، ونمو في الغدد، بالإضافة لتغير في الصوت، ونمو الشعر في بعض مناطق الجسم.

مراحل المراهقة

تقسم أطوار النمو عند الإنسان إلى عدة مراحل، ولكل مرحلةٍ خصائصها الاجتماعية والفيزيولوجية والنفسية، وهذا الشيء الذي يميز كل مرحلةٍ عن غيرها، ولكنها جميعها مراحل متداخلةٌ ومترابطةٌ فيما بينها يبنى كل منها على أساسيات المرحلة التي قبلها، ولكن مرحلة المراهقة تتميز عن غيرها من المراحل بالتسارع الواضح بالنمو في كافة المظاهر، أما السن الذي تبدأ به هذه المرحلة هو في الغالب سن الثانية عشر وحتى سن الواحد والعشرين، وفي أغلب الأحيان تسبق الإناث الذكور بسنة، وهذه الأعمار تختلف من مجتمع لأخر، ومن شخص لأخر، بالإضافة إلى التأكيد على الدور الهام للفروقات الفردية .

وقد قسمت مرحلة المراهقة إلى مراحل زمنية وذلك من أجل تسهيل دراستها ودراسة خصائصها، ولذلك كان التقسيم كالآتي:

مرحلة المراهقة المبكرة

يقابل هذا السن المرحلة الإعدادية، والذي يميز هذه المرحلة النمو المتسارع في جميع مجالات النمو الانفعالية والجسمية والجنسية، فتبدا مرحلة البلوغ من خلال مؤشراتها العضوية وظهور الصفات الجنسية، ومع استمرار هذه التطورات يتعرض المراهق في كثير من الأحيان إلى الضغوط النفسية، فقد يعاني من اضطرابات في المهارات التكيفية مع نفسه بشكل كبير وأسرته والمجتمع المحيط به، فقد يميل في كثير من الأحيان إلى الانطواء والعزلة، بالإضافة إلى أنه يصبح شديد الحساسية اتجاه أية ملاحظة تكون موجهة إليه وبشكل خاص تجاه مظهره، بالإضافة إلى حالات من الانفعال الحادة والمبالغ بها بشكل كبير وعدم التوازن.

مرحلة المراهقة الوسطى

تقابل هذه الفترة المرحلة الثانوية، بعد مرور المراهق بالمرحلة السابقة وأصابته بالاضطربات وسرعة النمو الداخلية، يصبح المراهق في هذه المرحلة أكثر تكيف وهدوء مع استمرار النمو ولكن بسرعة أقل، بالإضافة إلى اتضاح الرؤية لديه لميوله واتجاهاته، ومع ظهور مشاعر تمرد اتجاه السلطة العليا عليه سواء أكان في المنزل أو في المدرسة أو اتجاه كل شخص يحاول أن يمس استقلاليته، فالمراهق في هذه المرحلة يسعى إلى الاستقلال بذاته والمحافظة عليها من خلال شعوره بالمسؤولية المجتمعية، ويميل إلى تقديم المساعدة للغير، لكي يشعر بأنه شخص مهم وله دوره في محيطه الذي يعيش به.

المراهقة المتأخرة

يقابل هذه الفترة المرحلة الجامعية، حيث يكون المراهق في هذه المرحلة قد وصل إلى مرحلة اكتمال النضج الجسمي والجنسي، إلا أن نموه العقلي مازال يستمر حتى نهاية هذه المرحلة، بالإضافة إلى ارتفاع لياقته بشكل كبير، ويحاول المراهق في هذه الفترة ضبط انفعالاته واستجابات للأمور ما أمكن، ويسعى إلى الوصول للتكامل في جميع جوانب شخصيته، بالإضافة إلى الشعور بالاستقلالية وتحمله للمسؤوليات، وتتكون لديه مهارات القدرة على اتخاذ القرار المناسب بشكل مستقل، وتحديد أهدافه التي يسعى لتحقيقها، ويزيد اهتمامه بتحقيق التوافق الذاتي والاجتماعي، وتتبلور لديه في هذه المرحلة القيم الدينية والاجتماعية.

مشاكل مرحلة المراهقة

هناك العديد من المشاكل التي ترافق مرحلة المراهقة ومنها:

  • رغبة المراهق في التخلص من جميع القيود التي تفرضها عليه الأسرة، حيث تزداد الرغبة لديه للاستمتاع بالاستقلال التام.
  • شعور المراهق أنه لم يعد محتاج إلى الأخذ بمشورة والديه، وأنه قادر على اتخاذ القرارات المختلفة بنفسه دون مساعدة أي شخص.
  • الفشل في انتقاء الأصدقاء المناسبين، يقع العديد من المراهقين فريسة لأصدقاء السوء، فيتأثرون بسلوكهم وبعاداتهم، الأمر الذي قد يؤثر على حياتهم ومستقبلهم الأكاديمي بطريقة سلبية.
  • رغبة المراهق في فرض السيطرة على الأخوة والأصدقاء، بالإضافة إلى اللجوء للعنف في التعامل.
  • سوء استغلال النت، وذلك من خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لساعات طويلة، الأمر الذي من الممكن أن يوثر بشكل سلبي على مهاراتهم في التواصل مع الأخرين.
  • إصابة المراهق ببعض الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب، الرغبة في العزلة والانطواء والابتعاد ما أمكن عن الحياة الاجتماعية.
  • إصابة المراهق باضطرابات في الشهية تجاه الأكل، فتزيد الرغبة عند بعض المراهقين إلى تناول كميات أكبر من الطعام. أو قد يحدث العكس بتقليل الكمية المتناولة، أو حتى الأضراب عن الطعام.
  • التدخين في عمر مبكر، وغالبًا يكون السبب في التدخين هو الاقتداء بالأصدقاء السوء، وتقليد لهم ولسلوكياتهم، وقد تتطور في بعض الأحيان عملية التقليد لتصل للسرقة أو تعاطي المخدرات.
  • العصبية الزائدة لدى المراهق، وذلك لأن المراهق يظن نفسه أنه على حق في كل تصرفاته، ويكون أحيانا شديد الحساسية تجاه الانتقادات التي توجه إليه من الأخرين فيقابلها بالغضب والعصبية.

مخاطر مرحلة المراهقة

هناك مجموعةٌ من المخاطر التي تواجه المراهق في هذه المرحلة ومنها:

وجود فجوة بين المراهق وعائلته

تحدث هذه الفجوة بعد انتهاء مرحلة الطفولة والدخول بمرحلة المراهقة، وذلك بحسب دراسات، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التعامل والتحدث معهم لحل مشكلاتهم في المنزل، مما يجعلهم يميلون للعزلة والانطواء عن الأخرين.

اضطراب شخصية المراهق

تعتبر من أهم وأخطر المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها الإناث والشباب في مرحلة المراهقة، مما يجعلهم يكونون مجموعات مع أشخاص من خارج الأسرة والعائلة، مما يؤدي إلى دخولهم حالة من التخبط وعدم الاستقرار.

العصبية والعناد

يصبح المراهق في هذه المرحلة حساس بشكل كبير وزائد، ويدخل في حالات من العصبيةو العناد الغير مبرر، بالإضافة إلى أنه ينظر بأن كل ما يقوم به بأنه صحيح وصائب وحتى لو كان مخطئ.

كيفية التعامل مع المراهق

يجب مراعاة النقاط التالية عند التعامل مع المراهقين من الجنسين:

  • تقدير مشاعر المراهق واحترام شخصيته المختلفة، ومناقشة أرائه واقتراحاته بأصغاء وهدوء، ومدحه عندما يكون على صح، والعمل على التعديل بالحسنى عندما يكون على خطأ.
  • أشعار المراهق بأن الوالدين موجودين دائما بجانبه لمساعدته بأي وقت وبأي مشكلة، ويجب أن يكونوا الأقرب له من أي شخص أخر.
  • عدم فرض القرارات على المراهق، وترك له حرية اتخاذ القرار، وإعطاءه دور داخل منزله لكي يشعر بالمسؤولية.
  • إشعار المراهق بالمحبة والحنان والعطف، وشكره عند تقديمه للمساعدة، ومشاركته في مختلف الأنشطة.
  • فهم رغبات المراهق ودوافعه، والابتعاد عن انتقاد المراهق وبشكل خاص أمام الناس عندما يقوم بأبداء رأيه بقضية أو مشكلة ما.
  • العمل على تيسير قضاء أوقات فراغ المراهق بأشياء ممتعة ومفيدة ومهمة، وتشجيع المراهق على المشاركة بالعمل التطوعي للمساهمة في بناء المجتمع.
  • مساعدة المراهق في تحديد أهدافه وتنظيم أوقاته وفقا لهذه الأهداف.
  • قضاء الوالدين لبعض الوقت مع المراهق يعاملانه فيه كصديق، وعلى الوالدين أتقان فن تدارك مشاعر وأفكار المراهق بطريقة غير مباشرة، وأشعار المراهق بالحزم والحب بوقت واحد.
  • الابتعاد عن التركيز على السلبيات، والتركيز على الإيجابيات كبعض الهوايات والمحافظة عليها وتنميتها.
  • تجنب النصائح المباشرة للمراهق، وعدم توجيه الأسئلة له عن كل شيء يفعله فالمراهق يحب أن تكون لحياته استقلالية.
  • مصارحة المراهق بالمشاكل الشخصية لكي يبادر للمصارحة عن مشاكله وهمومه لوالديه.
  • معالجة مشاكله وصراعاته النفسية المختلفة.
  • التثقيف الجنسي للمراهق: كتوضيح خطورة ممارسة بعض الأعمال الجنسية المنحرفة.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله