اختيار الصديق … “المرء علَى دينِ خليلِهِ فلينظُر أحدُكُم من يخالِلُ”

من حسن اختيار الصديق أن تبحث على من يعينك على طاعة الله تعالى ويحثك على ذكره كلما نسيت. فهذا هو الصديق الصالح الملتزم لتعاليم دينه، المطيع لربه، الحريص على رضوان الله، المسارع بالإيمان إلى كل عمل خير، التقي، المحب للسنة وأهلها. المخلص لله، المعادي لله، المبغض للمعصية وأهلها. المستتر، الذي ليس في قلبه عداوة ولا غيرة.

إن وجدت مثل هذا الصديق فاحرص على التمسك به وخاصة في هذه الأيام التي نعيشها والتي يسودها المصالح والفتن. نسأل الله السلامة. لذا كيف أبحث عن هذا الصديق وما هي أهميته وما هي الأسس التي أعتمد عليها؟ وما هي الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على حسن اختيار الصديق الصالح، وأجمل ما قيل عنه وكيف لي أن أكثر من الصدقات ضمن شروط معينة.

رأي الإسلام في اختيار الصديق

حث الإسلام على أهمية اختيار الصديق الصالح وذلك من خلال استنباط آيات من الذكر الحكيم ومن السنة النبوية:

آيات قرآنية تحث على حسن اختيار الصديق

قال تعالى:

  • (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).
  • (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ).
  • (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا).
  • (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا*يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً).
  • (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
  • (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ).

أحاديث نبوية عن اختيار الصديق

  • (لا تُصاحِبْ إلّا مؤمنًا ولا يأكُلْ طعامَك إلّا تقيٌّ).
  • (إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ -وهو أعْلَمُ منهمْ- ما يَقولُ عِبادِي؟ قالوا: يَقولونَ: يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ، ويَحْمَدُونَكَ ويُمَجِّدُونَكَ).
  • (إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).
  • (المَرْءُ على دِينِ خَليلِه، فَلْينظُرْ أحَدُكم مَن يُخالِلْ).
  • (لا تصاحبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ).
  • (خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخير الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِه).
  • روى أحمد عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ). صححه الألباني في “صحيح الترغيب”.
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ).

أروع مثال عن حسن اختيار الصديق

يتجلى أروع مثال على الصداقة الصادقة والمؤمنة بين حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وبين سيدنا أبو بكر رضي الله عنه. تلك الصداقة المميزة التي شهدتها السيرة النبوية تعكس مدى عمق وقوة العلاقة بينهما.

إذ كان أبو بكر الصديق قد أظهر الإيمان الصادق والدعم الدائم، وأقر بالرسالة النبوية دون تردد، وسار بجوار نبينا الحبيب عليه أفضل اصلاة والتسليم في رحلة الهجرة، مكنت هذه الصداقة القوية من بناء الأمة ونشر الدعوة. قال تعالى: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ العُليا وَاللَّـهُ عَزيزٌ حَكيمٌ).

فالصديق الصالح هو الذي يذكرك بربك متى غفلت عن ذكره. قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) – وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. متفق عليه

آداب العشرة والمصاحبة

قال النووي رحمه الله: “صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض, وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه”

الصديق الصالح هو الذي لا يتتبع أخطاء الناس، وإنما يعينهم وينصحهم. قال ابن مازن: “المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم”. وقال الفضيل بن عياض: “الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان”

الصديق الصالح من سلم المسلمون من لسانه ويده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف المسلم. وقد قال أبو الفيض بن إبراهيم المصري: “عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير، ويذكرك مولاك”. ومنها أن يحمدهم بحسن الثناء عليهم، وإن لم يساعدهم باليد .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَتْ الْمُهَاجِرُونَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَلَّا؛ مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ، وَدَعَوْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ). 

ومن صفات الصديق الصالح: بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك الكبر،  وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم. سلامة القلب وإسداء النصحية لإخوانه، وقبولها منهم. موافقة إخوانه وعدم مخالفتهم في المعروف، وحبس النفس على ملامتهم.

قال أبو زائدة: “كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد، فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف. ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه: (إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ)”

حب التزاور والتلاقي والتباذل، والبشاشة عند اللقاء، والمصافحة بود وإخاء. وقد كان يقال: “لا تصحب إلا من إن صحبته زانك، وإن حملت مؤونة أعانك، وإن رأى منك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن تعففت عنه ابتداك، وإن عاتبك لم يحرمك، وإن تباعدت عنه لم يرفضك”.

وقال أبو عبد الرحمن السلمي: “الصحبة مع الإخوان بدوام البشر وبذل المعروف ونشر المحاسن وستر القبائح واستكثار قليل برهم واستصغار ما منك إليهم وتعهدهم بالنفس والمال ومجانبة الحقد والحسد والبغى والأذى وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر منه”

أن لا يحسد إخوانه على ما يرى عليهم من آثار نعم الله، بل يفرح بذلك ويحمد الله على ما يرى من النعمة عليهم كما يحمده على نفسه. قال الله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النساء / 54]

المعاشرة بالمعروف بصدق وإخلاص. قال أبو صالح: “المؤمن يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق يعاشرك بالممادحة، ويدلك على ما تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين”.

القيام بأعذار الإخوان والأصحاب والذب عنهم والانتصار لهم. وأن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب، لا يتلون عليهم في الحالين جميعًا. أن لا يمن بمعروفه على من يحسن إليه ويستصغره، ويعظم عنده معروف إخوانه ويستكثره.

أن يجتهد في ستر عورة إخوانه وإظهار مناقبهم وكتمان قبائحهم. والتودد إلى إخوانه باصطناع المعروف إليهم، والصفح عما بدر منهم، والتماس الأعذار لهم. وعن محمد بن المنكدر قال: “لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان”.

أسس اختيار الصديق

اختيار الأصدقاء هو قرار مهم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتك وسعادتك. لذا لا بد من أسس هامة تعينك على اختيار صديقك بعناية:

  • اختر أصدقاء لديهم قيم ومبادئ مشتركة معك. القيم المشتركة تسهم في بناء علاقات قوية ومستدامة.
  • ابحث عن الأصدقاء الذين يمكنك الوثوق بهم والذين يقفون بجانبك في الأوقات الجيدة والسيئة. الصداقات الحقيقية تبنى على الثقة والاحترام المتبادل.
  • يمكن أن يكون وجود اهتمامات مشتركة مفتاحًا لتعزيز العلاقات. تشجيعًا لاختيار أصدقاء لديهم هوايات أو اهتمامات تتوافق معك.
  • ابحث عن الأصدقاء الذين يقفون بجانبك ويقدمون الدعم العاطفي في الأوقات الصعبة. القدرة على التفهم والاستماع أيضًا أمور مهمة.
  • يمكن أن يكون التنوع في الصداقات مفيدًا. من الممكن أن تتعلم الكثير من الأصدقاء الذين يأتون من خلفيات وثقافات مختلفة.
  • حاول أن تحيط نفسك بأصدقاء إيجابيين ومحفزين، حيث يمكن للإيجابية أن تنعكس إيجابيًا على حياتك.
  • احذر من الصداقات السامة التي تؤثر سلبًا على حياتك وصحتك. في بعض الأحيان، يجب قطع العلاقات مع الأصدقاء الذين يكونون سلبيين أو مؤذيين.
  • قد يتغير الأصدقاء مع مرور الوقت. قم بمراجعة علاقاتك بشكل دوري وتقييم كيف تؤثر عليك.

كيفية اكتساب أصدقاء جدد

هناك بعض الاقتراحات ربما تساعدك في اكتساب أصدقاء جدد:

  • ابحث عن نوادي أو مجموعات في منطقتك تهتم بالأنشطة التي تفضلها مثل الرياضة، الفنون، الهوايات، أو حتى الأعمال التطوعية. ستكون هذه الأماكن فرصة رائعة للتعرف على أشخاص جدد يشاركونك نفس الاهتمامات.
  • قد تكون الدورات التعليمية أو ورش العمل فرصة جيدة للتعرف على أشخاص جدد وتوسيع دائرة علاقاتك، حيث يمكنك مشاركة معرفتك وتعلم من الآخرين في نفس الوقت.
  • قم بالمتابعة والتفاعل مع أشخاص يشاركونك نفس الاهتمامات على منصات التواصل الاجتماعي. يمكنك أيضًا الانضمام إلى مجموعات ومنتديات عبر الإنترنت التي تتعلق بمواضيع تهمك. لكن احرص على عدم إضاعة الوقت عبر منصات التواصل الاجتماعي وكن أكثر وعي!
  • حضور الفعاليات المحلية مثل المعارض، الحفلات بما يرضي الله تعالى، الأمسيات الثقافية، والفعاليات الخيرية يمكن أن يساعد في التعرف على أشخاص جدد.
  • يمكنك بسهولة بناء صداقات جديدة من خلال التفاعل مع زملاء العمل أو الدراسة الحاليين.
  • دعوة الأصدقاء الحاليين للقيام بأنشطة اجتماعية مشتركة مثل العشاء، رحلات نهاية الأسبوع، أو الألعاب الاجتماعية يمكن أن يساهم في توسيع دائرة أصدقائك.
  • في اللقاءات الأولى مع أشخاص جدد، كن مفتوحًا وصادقًا واستمع بعناية إلى ما يقولونه. هذا سيساعد في بناء علاقات أكثر عمقًا وثقة.
  • بمجرد أن تبدأ في بناء علاقات، حافظ على التواصل المنتظم وقدم الدعم والمشورة عند الحاجة.

تذكر أن بناء الصداقات يستغرق الوقت، وقد يتطلب الأمر بعض التحديات أحيانًا. لكن بالمثابرة والجهد، يمكنك أن تكسب أصدقاء جدد وتبني علاقات جميلة ومفيدة في حياتك.

أهمية اختيار الصديق الصالح

الصاحب ساحب! أحسِن اختيار أصحابك – عثمان الخميس

 شروط اختيار الصديق

إذا اجتمعت الشروط الخمسة في الصديق فتمسك به فهذا هو الصديق الحقيقي:

  1. إن رآك غافلًا ذكرك.
  2. إن رآك ذاكرًا أعانك.
  3. أن يذكرك بالله رؤيته.
  4. أن يدلك على الله حاله. فيقول كلامًا ويطبقه قبل أن ينصح غيره.
  5. أن يزيدك في علمه منطقه. كلما تكلم تزداد علمًا لا تزداد جهلًا.

أجمل ما قيل في اختيار الصديق

قول سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: “ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم وُدًّا من أخيه فليتمسك به”.

ومن كلام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه:

وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ … وَإياكَ وَإِيَّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى … حَليماً حينَ يَلقاهُ

يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ … إِذا ما هُوَ ماشاهُ

وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ … مَقاييسُ وَأَشباهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ … دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وقول الحسن البصري: “إنّ الصديق الصالح خيرٌ من الأهل والأولاد؛ لأنّه يُذكّر بالآخرة، والأهل يُذكّرون بالدُنيا، ولكلّ شخصٍ من أصحابه نصيب”.

قال حمدون القصار: (إذا زل أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).

قال هلال بن العلاء: (جعلت على نفسي ألا أكافئ أحداً بشرٍ ولا عقوقٍ اقتداءً بهذه الأبيات:

لمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ … أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ

إِنّي أُحيّي عَدَوِّي حينَ رُؤيَتِهِ … لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحيّاتِ

وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغِضُهُ … كَأَنَّهُ قَد حُشيَ قَلبي مَسَرّاتِ

وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:

وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ … وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ

وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ … يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ

وتاريخ الأدب والفلسفة مليء بأقوال جميلة حول اختيار الأصدقاء وقيمتهم. إليك بعض الأمثلة على أقوال مشهورة في هذا السياق:

  • “صديق حقيقي هو من يأتي إلى جانبك عندما يكون الجميع ضده.” – والت ويتمان
  • “الأصدقاء هم العائلة التي نختارها لأنفسنا.” – إدموند بورك
  • “صديق حقيقي يمكنك البحث عنه في أوقات السعادة والضيق.” – والتر وينشيل
  • “الصداقة هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن تقدم أو تتلقاها.” – هوبيرت هامفري
  • “اختيار الأصدقاء يعكس شخصيتك وقيمك.” – آنا كوتيليت
  • “إن الصداقة هي التوأم الروحي للمحبة.” – هنري ديفيد ثورو
  • “صديق حقيقي هو من يستمر في مساعدتك حتى وإن شعرت بأن العالم بأسره يعارضك.” – نيل دونالد والش
  • “عندما نختار أصدقاءنا، نختار جزءًا من مستقبلنا.” – بريت ماينارد
  • “الصداقة الحقيقية تبدأ عندما يمكنك أن تقول لصديقك ما تفكر به دون أن تخشى الحكم أو الانتقاد.” – ألبرت كام
  • “أفضل الأصدقاء هم الذين يعرفون أكثر عنك ومع ذلك يحبونك.” – إليزابيث فولف

أجمل العلاقات النادرة

أجمل الصداقات أن تجتمع الخمسة معًا وهي نادرة جدًا:

  1. صديق يعينك على طاعة الله تعالى.
  2. صديق وقت الضيق.
  3. صديق تستطيع أن تفشي له كل أسرارك.
  4. صديق تستمتع بمصاحبته فهو صديق متعة.
  5. صديق بينكما مصالح مشتركة. شركاء مثلًا في عمل أو في شركة…

باختصار…

الصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير، ذو الخلق الحسن، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة، يرجو مرضاة الله ولا يرجو غير ذلك.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله