تعد مشروبات الكولاجين واحدة من أكثر المنتجات إثارة للجدل ضمن صناعات العناية بالجمال ومكافحة الشيخوخة. في البحث عن طرق جديدة وفعالة لمساعدتنا على أن نتمتع بحيوية ومظهر الشباب لفترة أطول يبدو اقتراح تناول مشروب واحد فقط في اليوم أمرًا مغريًا، ولكن ما مدى فعالية هذا المشروب حقًا في تحسين بشرتك؟ إليك مجموعة من الأسئلة والأجوبة التي ستساعدك في معرفة ما إذا كنت ستستفيد من إدخال شراب الكولاجين ضمن نظام العناية بالبشرة الخاصة بك.
ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو بروتين موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان والذي يوفر الدعم الهيكلي لأنسجتك وعضلاتك بما في ذلك بنية الجلد، الشعر، الأظافر، النسيج الضام، الغضاريف، العظام والمفاصل. يتكون الكولاجين على وجه التحديد من الأحماض الأمينية الجليسين والبرولين والهيدروكسي برولين بالإضافة إلى الأرجينين ويشكل حوالي 30٪ من البروتينات داخل أجسامنا.
لماذا نحتاج إلى زيادة مستويات الكولاجين الطبيعية لدينا؟
لسوء الحظ، مع تقدمنا في العمر تقل مستويات الكولاجين الطبيعية لدينا، خاصة عندما تصل النساء إلى سن اليأس، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد ومشاكل البشرة الأخرى التي تظهر مع تقدمنا في السن.
يتباطأ إنتاج الكولاجين الطبيعي لدينا ابتداء من أوائل العشرينات من العمر بنسبة 1 إلى 1.5 في المائة سنويًا، وبحلول الوقت الذي نبلغ فيه سن الخمسين، يكون معظم الأفراد قد فقدوا حوالي 50 بالمئة من الكولاجين الموجود في بشرتهم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الترهل وظهور التجاعيد في مختلف أنحاء الجسم والوجه أيضا.
ومع ذلك، لا تنخفض مستويات الكولاجين لدى الجميع بنفس المعدل بل تختلف هذه المستويات من شخص إلى آخر وغالبا ما يعتمد هذا المعدل على عوامل نمط الحياة المختلفة مثل النظام الغذائي، كثرة التعرض للشمس، معدل نوم الشخص والتوتر المستمر بالإضافة إلى العوامل الوراثية والهرمونات، هذا يعني أن ارتداء واقي الشمس والحد من الوقت الذي تقضيه في الشمس بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن يمكن أن يساعد في الحماية من انخفاض مستويات الكولاجين قبل أوانها ويجب أن تكون هذه الخطوات جزءًا من أي روتين فعال لمكافحة الشيخوخة.
كيف تعمل مشروبات الكولاجين؟
تم تصميم مشروبات الكولاجين للمساعدة في رفع مستويات الكولاجين الطبيعية لديك مما يساعد على تجنب آثار انخفاض الكولاجين قبل حدوثه. لكن الأهم من ذلك: من المهم أن نفهم أن شراب الكولاجين لا يضيف ببتيدات الكولاجين التي نشربها مباشرة إلى أدمة الجلد، ولكن بدلاً من ذلك تعمل ببتيدات الكولاجين كآلية رد فعل لتحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي في أجسامنا.
يُعتقد أن وجود شظايا الكولاجين يرسل إشارات خاطئة إلى الجسم مما يشير إلى حدوث تدمير للكولاجين الأمر الذي يحفز الخلايا المنتجة للكولاجين والتي تسمى الخلايا الليفية لإنتاج المزيد من الكولاجين الطبيعي الخاص بك، كما يتم أيضًا تحفيز تركيبة الإيلاستين (التي تمنح الجلد المرونة) وحمض الهيالورونيك الذي يعمل على ترطيب البشرة. يمكن القول إن النتيجة هي زيادة في مستويات الكولاجين في الجسم مما يؤدي بدوره إلى بشرة أكثر صحة وثباتًا.
أليس حجم الكولاجين كبير جدًا ليتم امتصاصه في مجرى الدم؟
جزيئات الكولاجين بالفعل كبيرة جدًا بحيث لا يمكن امتصاصها في مجرى الدم، ولكن الكولاجين الموجود في شراب الكولاجين يتحلل بالماء، وهذا يعني أن جزيئات الكولاجين قد تم تقسيمها إلى قطع أصغر تسمى الببتيدات التي لها وزن جزيئي منخفض جدًا مما يجعلها سهلة الامتصاص في الأمعاء.
هل كل مشروبات الكولاجين تعطي نفس النتيجة؟
لكي يتم امتصاص شراب الكولاجين قبل بدء عملية الهضم يجب أن تكون ببتيدات الكولاجين على شكل سائل. نحتاج إلى تناول 6000 مجم من ببتيدات الكولاجين يوميًا لتحفيز نشاط الخلايا الليفية في الأدمة، ولهذا السبب أغلب أنواع شراب الكولاجين الجيدة توفر في كل جرعة حوالي 7000 مجم من ببتيدات الكولاجين لتعويض أي نقص قد يحدث أثناء الامتصاص.
هل يوجد أية أبحاث تثبت فعالية شراب الكولاجين؟
ببساطة نعم، لكن الدراسات غالبًا ما تكون نتيجة بحث مخبري تم إجراؤه من قبل العلامات التجارية نفسها التي تصنع شراب الكولاجين. ومع ذلك، هناك دراسات تظهر أن الكولاجين بالفعل يصل إلى أدمة الجلد [بمعنى أن ببتيدات الكولاجين يتم امتصاصها بالفعل قبل بدء عملية الهضم في المعدة] بالإضافة إلى الدراسات التي تظهر أن تناول الكولاجين يحفز قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين الخاص به.
في إحدى الدراسات التي أجريت في هذا المجال ثبت أن نوع ببتيدات الكولاجين المستخدمة في منتجات بعض العلامات التجارية يتم امتصاصه في مجرى الدم، ولاحظ المشاركون في هذه الدراسة زيادة في كثافة الكولاجين وترطيب الجلد ومرونته بعد شرب هذا النوع من شراب الكولاجين لمدة 90 يومًا. وأظهرت دراسة مخبرية أخرى قامت بها علامات تجارية أخرى أن الكولاجين يصل إلى الأنسجة في غضون 12 ساعة من تناوله.
متى يجب أن أبدأ تناول شراب الكولاجين؟
كما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، الوقاية خير من العلاج، لذلك كلما بدأت في تناول الكولاجين مبكرًا كان ذلك أفضل. فمن الأفضل البدء بتناول شراب الكولاجين في أواخر العشرينيات وحتى أوائل الثلاثينيات للحصول على أفضل النتائج. في النهاية يعتمد الأمر على أهدافك وأسلوب حياتك ولكن عمومًا تناول شراب الكولاجين في الثلاثينيات من العمر سيكون مفيدًا من حيث التعزيز والوقاية.
الرجال لديهم نسبة الكولاجين أكثر من النساء
يبدأ فقدان الكولاجين في سن 25 تقريبًا، ووفقًا لبعض التقديرات سنكون قد فقدنا ما يصل إلى 30٪ من الكولاجين عند بلوغنا سن 45. ومع ذلك فإن الرجال لديهم بشرة أكثر سمكًا من النساء، وبالتالي يكون لديهم كثافة أكبر من الكولاجين. لذلك بينما نفقد الكولاجين بنفس المعدل تقريبًا يمكن أن تبدو بشرة النساء وكأنها تتقدم في العمر أسرع من الرجال تبعا للأسباب التي ذكرناها والانخفاض الكبير في الكولاجين الذي يحدث بعد انقطاع الطمث.
هل يناسب شراب الكولاجين الجميع؟
لا، فمثلا الكثير من مشروبات الكولاجين ليست نباتية، لأن الكولاجين مشتق بشكل رئيسي من الأسماك [الكولاجين البحري] أو الخنازير [الكولاجين البقري]. غالبًا ما يكون من غير الموضح على العلبة أو الغلاف ما هي أنواع الكولاجين المستخدمة في المنتجات المختلفة ومنشأها وغالبًا ما يتعين عليك قراءة الطباعة الصغيرة لمعرفة ذلك. تتوفر بعض العلامات التجارية التي تصنع مشروبات كولاجين خالية من منتجات الألبان واللاكتوز والغلوتين ولا تحتوي على كولاجين الخنازير ولا البقر بل تستخدم فقط الكولاجين البحري، كما يوجد أيضا بعض العلامات الأخرى التي تعتمد على الكولاجين النباتي فقط.
ومن المهم جدا معرفة أنه لا ينصح بمكملات الكولاجين للنساء الحوامل أو المرضعات.
ماذا عن كريمات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة، مثل ما يسمى بـ “كريمات الكولاجين”؟
أظهرت الأبحاث أن تناول الكولاجين عن طريق الفم (كشراب الكولاجين على سبيل المثال) يعزز مستويات الكولاجين في الجسم أكثر بكثير من تطبيقه في الكريم كما أن التأثيرات الإيجابية للكولاجين الفموي تدوم لفترة أطول من تلك الخاصة بكريم الوجه، هذا لأن الكولاجين الذي يتم تناوله عن طريق الفم يؤثر على الطبقات العميقة من الجلد ويستهدف أدمة الجلد حيث يحدث فقدان الكولاجين أساسا.
من ناحية أخرى، تميل الكريمات إلى أن يتركز تأثيرها بشكل أساسي على البشرة أي طبقة الجلد العلوية. وتعود التحسينات المرئية التي لوحظت مع الكريمات بشكل أساسي إلى زيادة الترطيب وليس التغييرات الهيكلية العميقة التي تحققت مع مكملات الكولاجين.
هل يغنيني شراب الكولاجين عن التركيز على نظام غذائي صحي بشكل أفضل؟
مشروبات الكولاجين ليست بديلاً لنمط الحياة الصحي والمتوازن وكذلك فإن أسلوب الحياة الصحي لا يمنع فقدان الكولاجين فهما شيئان مختلفان تماما. تم تصميم مشروبات الكولاجين لتحفيز استجابة فسيولوجية في الجسم لا علاقة لها بنمط الحياة. فهي تشبه إلى حد ما السؤال عما إذا كان أسلوب الحياة الصحي يعني أنك لست بحاجة إلى وضع واقي شمسي SPF على بشرتك. بالطبع لا هذا لا يعني ذلك أبدا بل يجب عليك الاستمرار باستخدام الواقي الشمسي وكذلك شراب الكولاجين، لا يمكن تحقيق وظيفة مشروبات الكولاجين بواسطة أي شيء تأكله.
للحفاظ على صحة كل من بشرتك وجسدك والتمتع بمظهر الشباب لأطول فترة ممكنة ننصحك باتباع نظام غذائي وأسلوب حياة صحيين، مع تناول شراب الكولاجين يوميًا أيضًا.