الوديعة البنكية هي مبلغ من المال يتم حفظه أو إيداعه في البنك لمدة معينة محددة أو غير محددة وفق عقد وشروط مبرمة يتفق عليها الطرفين صاحب المبلغ والبنك، ويكون ذلك بهدف حفظ المال أو توفيره أو استثماره، وبالتالي يحصل صاحب المبلغ على عائد محدد وفق شروط العقد طيلة وجود المبلغ النقدي في البنك.
هناك العديد من أشكال الودائع البنكية وأنواعها والتي تختلف بحسب عدد من العوامل، سنتعرف عليها في السطور التالية ونوضح آلية العمل بالودائع هذه وكيف تتعامل البنوك معها وما العائد الذي يمكن أن يحصل عليه الفرد من وديعة ما.
الوديعة البنكية وأنواعها
لا تقتصر الوديعة البنكية على المبلغ الذي يتم إيداعه في البنك مباشرة من قبل صاحب المبلغ، بل يمكن أن يكون هناك العديد من المصادر للودائع مثل التحويلات المصرفية، التحصيلات النقدية التي تصل إلى حساب الشخص من أنشطة وتعاملات مالية مختلفة مثل تحصيل قيمة سندات أو أوراق مالية، أو أرباح مالية تصل لحساب الشخص من مصادر أخرى.
وعادة ما تقسم الودائع البنكية إلى عدة أنواع بحسب موعد استردادها (استرداد المبلغ من البنك) وبحسب حرية كل من صاحب المبلغ النقدي والبنك في التصرف بالوديعة. لتكون أنواع الودائع كالتالي
الوديعة تحت الطلب
وهي الودائع التي يمكن للعميل صاحب الوديعة السحب منها في أي وقت يشاء ودون أية قيود في ذلك، على عكس الأنواع الأخرى كما سنرى فيما يلي. هذه النوع من الودائع عادة لا يتم الحصول منه على أية عوائد، في حين بعض البنوك الأخرى في بعض البلدان تدفع عائد بسيط جدًا على هذا النوع من الودائع والتي يسميه البعض بالودائع الجارية، والعائد البسيط أو عدم حصول العميل على عائد يكون نتيجة عدم تمكن البنك من استثمار هذه الوديعة نظرًا لأن العميل يمكنه سحب الوديعة في أي وقت كان.
الوديعة لأجل
وهي الودائع التي ينص العقد فيها على عدم تمكن العميل من سحب الوديعة أو التصرف فيها إلا بعد مرور أجل معين على تاريخ الإيداع، والذي قد يكون لشهر أو عدة أشهر أو سنة أو عدة سنوات بحسب شروط العقد وقوانين البنك. هذا النوع من الودائع عادة ما يكون فيه نسبة عائد جيدة أكثر من النوع السابق نظرًا لإمكانية البنك استثمار الوديعة والتصرف فيها لأجل معين محدد في العقد.
الوديعة بشرط الإخطار المسبق
وهي الودائع التي يمكن للعميل الحصول عليها في أي وقت ولكن يجب عليه إعلام البنك مسبقًا برغبته سحب الوديعة أو سحب جزء منها. هنا يلزم العميل إخبار البنك قبل عدة أيام (أو غير ذلك من المدة بحسب شروط العقد وقوانين البنك) إخبار البنك برغبته الحصول على الوديعة أو أي كان المبلغ الذي يريده منها، وبالتالي سيحصل العميل على المبلغ بعد مدة من إخطار البنك. أيضًا هنا يتم الحصول على عائد من الوديعة ولكنه أقل من النوع السابق نظرًا لمحدودية قدرة البنك على استثمار الوديعة، ويزيد العائد كلما طالت مدة الإيداع.
طبعًا أي من الأنواع هذه قد تختلف في ميزاتها وخصائصها بين بنك وآخر وتبعًا لقوانين وسياسات البنك وآلية عمله وتعاملاته المالية والمصرفية، وبالتالي قد تجد في بعض البنوك أنواع أخرى من الودائع ما بين ودائع استثمارية وودائع توفير وودائع لآجال طويلة وأخرى لآجال قصيرة، فضلًا عن الاختلاف في نسبة العوائد والأرباح التي يقدمها البنك مقابل كل نوع من أنواع الوديعة البنكية
إذ تسعى البنوك دائمًا لتشجيع الأفراد من أصحاب رؤوس الأموال المختلفة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة إلى الاستثمار في الأنواع المختلفة للوديعة البنكية، عبر توفير سلة خيارات للوديعة البنكية تناسب احتياجات مختلف العملاء والزبائن لديها.