أعراض انخفاض هرمون الإستروجين وأسبابه وطرق العلاج

تشعر السيدة بقلق شديد عند تأخر الدورة الشهرية عن موعدها، وتبدأ بالتفكير والبحث عن أسباب التأخر إذا ما نفت احتمالية حصول الحمل، وهي محقة في قلقها، فممكن أن يكون الأمر عرضيًا في بعض الأحيان، ولكن في أحيان أخرى يكون هذا الأمر عرض لمرض، وهو نقص هرمون الإستروجين.

فما هو هرمون الإستروجين؟

هو أحد أنواع الهرمونات الستيرويدية (غير القابلة للذوبان في الماء)؛ يتم تصنيعه من مركب الكولسترول، والإستروجين ليس مركب واحد بل يوجد عائلة كاملة من المركبات الكيميائية تصنف تحت اسم الإستروجين مثل: إسترادايول، إسترون، إسترايول.

أعراض انخفاض هرمون الإستروجين وأسبابه وطرق العلاج

مصدر هرمون الإستروجين

له عدة مصادر أهمها:

المبيض

في كل دورة طمثية تمر بها المرأة يقوم المبيض المسؤول عن إنتاج البويضة بإفراز هرمون الإستروجين.

المشيمة

تفرز المشيمة أثناء الحمل الكمية اللازمة من هرمون الإستروجين، والتي تساعد على ثبات الجنين وتطوره.

الغدة الكظرية والكبد والثدي والأنسجة الدهنية.

عمل هرمون الإستروجين

يقوم هرمون الإستروجين بتنظيم عمل الجسم، وله العديد من المهام التي يؤديها منها:

  • ظهور الصفات الجنسية الأنثوية: ففي فترة البلوغ يكون هرمون الإستروجين مسؤولًا عن تطور الرحم وقناتي فالوب والمهبل.
  • الإستروجين هو الهرمون المسؤول عن المظاهر الأنثوية من الأكتاف الضيقة، نمو الثديين، نعومة الصوت، ظهور شعر العانة.
  • يساعد على زيادة امتصاص الماء وأملاح الصوديوم من الجسم.
  • يتحكم بسماكة بطانة الرحم، ونضج البويضة.
  • يساعد في تسهيل امتصاص فيتامين دال، وبالتالي يحمي الجسم من الهشاشة العظمية، وسرعة حصول الكسور.
  • الإدراك: إن مستقبلات هرمون الإستروجين موجودة بتركيز عالي في الدماغ في منطقة اللوزة.
  • نضارة البشرة: له أثر عظيم في نضارة البشرة حيث تبقى البشرة مشدودة.
  • بالإضافة إلى أنه يزيد نسبة الكولسترول النافع، وينقص مستوى الكولسترول الضار، مما يحد من خطر الأمراض القلبية.

انخفاض هرمون الإستروجين

يعتبر انخفاض هرمون الإستروجين أمر طبيعي لدى امرأة مسنّة، في حين يعتبر أمر غير طبيعي عند النساء صغيرات السن، فما هي الأعراض التي تدل على نقص هرمون الإستروجين؟ ومتى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • عند الفتيات (غير المتزوجات): في حال ظهور علامات البلوغ بشكل مبكر جدًا أو متأخر جدًا.
  • عند المرأة الناضجة: في حال انقطاع الدورة الشهرية بشكل كامل، أو تأخر حصول الحمل.
  • عند المرأة المسنة: في حال حدوث نزيف.
  • عند ظهور الأعراض التالية عند المرأة وهي:

أعراض انخفاض هرمون الإستروجين

تختلف الأعراض من سيدة لأخرى، اعتمادًا على درجة النقص التي تعاني منها السيدة، وهل هي عازبة أم متزوجة، ويمكن تلخيص الأعراض بالآتي:

الأعراض التي تظهر عند النساء في سن اليأس

  • النسيان.
  • الكآبة، وإهمال المظهر الخارجي.
  • القلق: حيث لا تستطيع السيدة السيطرة على مخاوفها.
  • تغير المزاج.
  • اضطرابات النوم.
  • الهبات الساخنة، والتعرق الليلي.
  • القشعريرة الباردة.
  • التعب وانخفاض القدرة على التحمل.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • جفاف العيون والجلد والمهبل.
  • فقدان نضارة البشرة.
  • عودة الإحساس بالحياة الطبيعية خلال الأسبوع الثاني من الدورة فقط.
  • ترهل في الصدر وخسارة الامتلاء.
  • زيادة الوزن.
  • زيادة آلام الظهر والمفاصل.
  • تسرع ضربات القلب -مع أو من دون قلق-.
  • الصداع والصداع النصفي.
  • الانزعاج الهضمي.

وهذه الأعراض عند الفتيات دون سن الزواج:

  • ضمور في الأعضاء الأنثوية.
  • تساقط الشعر.
  • اضطراب في الدورة الشهرية.

لكي تتأكدي سيدتي من انخفاض هرمون الإستروجين لا بد من إجراء التحاليل الطبية اللازمة، ومنها تحليل الدم، أو اختبار اللعاب، وهو أفضل من تحليل الدم في قياس كمية الإستروجين في الدم.

بعد تشخيص نقص هرمون الإستروجين، أول شيء تفكر به السيدة هو العلاج، وهذا منطقي، ولكن لا بد لك سيدتي من معرفة سبب هذا النقص، لمعرفة العلاج المناسب، ولذلك سنذكر بإيجاز بعض أسباب نقص هرمون الإستروجين.

أسباب نقص هرمون الإستروجين

إنّ انخفاض هرمون الإستروجين له عدة أسباب:

المعالجة الكيميائية: تقل نسبة هرمون الإستروجين عن الحد الطبيعي أثناء المعالجة الكيميائية، فهو يؤثر بشكل مباشر على إنتاج هذا الهرمون في الجسم.

وجود اضطرابات في الغدة الدرقية: يفرز الجسم هرموناته بنسب معينة تتناسب مع بعضها، فمثلًا زيادة إفراز هرمون البروجسترون عن الحد الطبيعي يؤثر سلبًا على إنتاج هرمون الإستروجين، كما أن نقص إفراز هرمون البروجسترون يؤثر أيضًا.

بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة تيرنر، والتي تؤدي إلى انعدام التبويض.

أما الخطوات العلاجية لانخفاض هرمون الإستروجين، فهي تشمل العلاج الدوائي والتداوي بالأعشاب، والغذاء الصحي، بالإضافة إلى نمط حياة صحي، فتابعي معي تفاصيل العلاج.

علاج انخفاض هرمون الإستروجين

1- العلاج الدوائي

في البداية يلجأ الطبيب المعالج إلى تدارك النقص من خلال إعطاء المريضة هرمون الإستروجين على هيئة أقراص، ولكن بينت الدراسات أن تناول هذه الأقراص لأكثر من خمس سنوات يعرض المريضة لسرطانات الثدي وبطانة الرحم.

ولذلك أغلب الأطباء تراجعوا عن العلاج بهذه الأدوية، وبدؤوا يبحثون عن الحل الأنسب، فوجدوا في دراسة مطولة أن نساء الصين أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي والرحم والهشاشة العظمية، وهذا ما دفعهم للبحث عن الأسباب، فوجدوا أنهم يستخدمون في صنع وجباتهم صوص الصويا، فبدأ مشوار البحث عن الغذاء الصحي.

2- الغذاء الصحي

تناول بعض الأغذية المخصوصة مثل:

  • فول الصويا وحليب الصويا: أوصت الدراسات بتناول فول الصويا، وحليب الصويا، لما يحتوي عليه من إستروجين طبيعي، ففيه كميات كبيرة من مادة (isoflavonoids)، وهي نوع من الإستروجين النباتي، ولكن يجب الاعتدال في تناوله، فبينت دراسة أن الإفراط في تناول فول الصويا يؤدي إلى تشكل الحصى في الكلى.
  • بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على نسبة عالية من (لجنين)، وهو إستروجين نباتي يشبه في عمله عمل هرمون الإستروجين.
  • أطعمة غنية بفيتامين (ج) مثل: الكيوي، الطماطم، الشمام، البرتقال، الحمضيات، الموز، الجزر، القرنبيط، الفاصوليا.
  • أطعمة غنية بالكاروتين مثل: الفلفل، اللفت، السبانخ، الجزر، الشمندر، الملفوف، اليقطين، الريحان.
  • أطعمة غنية بفيتامين (ب) المركب: الكبدة، اللحم البقري، الشوفان، المكسرات، اللوز، البطاطا، الأفوكادو.
  • تُنصح المريضة بتناول الأغذية الغنية بالألياف والبروتين، وبالاعتماد في غذائها على الفاكهة مثل: (الفراولة، الخوخ، التوت) والخضار مثل: (البروكلي، الثوم، الفول الأخضر).
  • تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والنشويات.
  • تناول البقوليات لأنها تحتوي على مادة isoflavonoids.

3- التداوي بالأعشاب

  • الشمر واليانسون: يخفف من أعراض انقطاع الطمث.
  • حشيشة الملاك الصيني: تخفف من الهبات الساخنة، وتساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
  • عشبة دميانة: تحتوي على إستروجين طبيعي.
  • الجنكة: تعالج نقص الإستروجين، وتساعد في علاج الاكتئاب أيضًا.
  • برسيم المروج: تحتوي على (ايزوفلوفينز) وهو مركب يشبه تركيب الإستروجين.
  • العرقسوس: ولكن حذار من التداوي به لمدة طويلة، نظرًا لتأثيره على ضغط الدم.
  • الميرمية: تحتوي على إستروجين طبيعي.

4- نمط حياة صحي

  • ممارسة الرياضة باعتدال، لأن الرياضة القاسية تؤدي أيضًا إلى انخفاض مستوى هرمون الإستروجين.
  • الابتعاد عن التدخين والكحول: فالتدخين له أثر سلبي على الغدد الصم، فهو يؤدي إلى انقطاع الطمث عند النساء في وقت مبكر.
  • يؤدي الإفراط في تناول القهوة إلى زيادة مستوى الإستروجين عند المرأة، ولذلك يجب ألا تشرب المرأة أكثر من فنجانين في اليوم كحد أقصى.
  • الابتعاد عن أنظمة الريجيم القاسية.

وأخيرًا وبعد أن تعرفت سيدتي على كل ما يتعلق بهرمون الإستروجين، ما عليك سوى ملاحظة أدق التفاصيل والإشارات التي يرسلها إليك جسمك، وتذكري أن إهمال أي عرض غير طبيعي ممكن أن يتفاقم ويتحول إلى مشكلة مستعصية.

سؤال هام جدًا

لانخفاض الإستروجين أعراض كثيرة، فهل ارتفاع الإستروجين مفيد لجسم المرأة؟

أقول لك لا، فإن نسبة الهرمونات ينبغي أن تبقى معتدلة ومتوازنة في الجسم، وإنتاج الإستروجين في النصف الأول من الدورة الشهرية يحتاج لمفعول عكسي، وهو إنتاج البروجسترون في النصف الثاني من الدورة.

فمثلًا لو تم إفراز الإستروجين بدون البروجسترون فسيحصل ما يسمى بـ (دورة لا إباضية) وهذا ما يحصل عند من تعاني من مبيض متعدد الكيسات، فجسدها يفرز إستروجين دائمًا، وهذا ما يجعلها على المدى البعيد أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وبطانة الرحم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله