التصنيف: موسوعة الأمراض

  • فيروس حمى غرب النيل .. انتقاله وأعراضه وطرق الوقاية منه

    ربما لم تسمع بهذا المرض من قبل (حمى غرب النيل) ولكن الرغبة في التعرف على بعض الأمراض غير معروفة، إنما هي مجرد ثقافة طبية يرغب البعض في أن يضيفها إلى معلوماته.

    ومن المفيد أن تعرف أن البعوض له أخطار متعددة، وذلك بالنظر للنوع الذي يلدغ وينقل المرض، ومرض حمى غرب النيل إنما يكون السبب الأساسي فيه هو انتقال المرض عن طريق نوع من البعوض إلى الجسم السليم، فلنتعرف على أسباب انتشار مرض حمى غرب النيل وأعراضه الهامة، مع الطرق التي تساعد في علاجه، والوقاية منه فتعالوا معنا:

    حمى غرب النيل

    للأشخاص الذين لا يعرفون أي شيء عن مرض حمى غرب النيل سنوضح لكم ما هو هذا المرض وطريقة انتقاله والأعراض الهامة التي تظهر على المصاب:

    ما هو مرض حمى غرب النيل؟

    قبل الحديث عن مرض حمى غرب النيل من المفيد أن تعرف أن الفيروس الذي تنقله البعوضة يمكن أن يصيب الإنسان والخيول والطيور وبعض الحيوانات الثديية الأخرى، حيث يهدد الحياة ويسبب التهاب الدماغ والنخاع الشوكي.

    فيروس غرب النيل (West Nile virus)، أو ما يسمى (WNV) هو فيروس ينتقل من خلال فيروس ينتمي لجنس يسمى (الفيروس المصفر (Flavivirus، حيث يتواجد هذا النوع من الفيروس في المناطق الاستوائية والمعتدلة في العالم.

    اقرأ: فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

    اكتشاف فيروس حمى غرب النيل

    تم اكتشاف هذا الفيروس في المنطقة الواقعة غرب نهر النيل، بدولة أوغندا بشرق قارة أفريقيا وذلك في عام 1937، لامرأة تم عزلها عند اصابتها بارتفاع شديد في الحرارة، وبعد التشخيص وفحص الدم وُجد أنها مصابة بحمى، وعُرف المرض بهذا الاسم بعد ذلك نسبة للمنطقة التي ظهر فيها لأول مرة (منطقة غرب النيل).

    وقد كان انتشار هذا المرض بشكل قليل ومتقطع، وخطورته كانت بسيطة، ولكن في عام 1994 انتشر هذا المرض بشكل كبير، وخاصة مع ظهور حالات مصابة بالتهاب الدماغ والتي كانت ناتجة عن هذا الفيروس.

    وبعد ذلك صار انتشار المرض كبير فغزا أمريكا وأوروبا، حتى أنه اعتبر هذا المرض متوطن في دول كثيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأفريقيا، واعتبر من أسوء الأوبئة.

    كيف ينتقل مرض حمى غرب النيل؟

    البعوضة التي تحمل المرض تسمى (Colex) تعتبر هي الناقل الرئيسي لهذا المرض، والطيور أو بعض الحيوانات تكون المضيف لهذا الفيروس، حيث تقوم هذه الأنواع من البعوض بلدغ طيرًا مصابًا بفيروس (Flavivirus) وتتغذى على دمه، فتصاب بهذا الفيروس، ثم تنقله إلى الإنسان أو الخيول أو الحيوانات الثديية الأخرى.

    وأكثر الحيوانات التي تكون حاملة لهذا الفيروس هي الطيور من فصيلة (الجواثم أو العصفوريات).

    كما يمكن أن تلعب بعض الحيوانات التي تُلدغ من البعوض الحامل للفيروس دورًا في نقل المرض.

    ملاحظة:

    ليس كل البشر من الممكن أن يصابوا بهذا الفيروس، وحتى الحيوانات ليست كلها لديها الاستعداد لتحمِلْ هذا الفيروس، او توفر له البيئة المناسبة والكافية لنقل المرض، بمعنى لا تعتبر من العوامل الأساسية لنقل فيروس حمى غرب النيل.

    • لا ينتشر هذا المرض عن طريق نقل الدم من شخص مصاب إلى شخص سليم، إلا في حالات نادرة جدًا.
    • كما لا ينتشر هذا المرض عند زرع الأعضاء من شخص مصاب إلى شخص سليم، إلا في حالات نادرة جدًا أيضًا.
    • كما أن هذا المرض لا ينتقل من الأم الحامل لجنينها، كما لا ينتقل من الأم المريضة إلى طفلها عن طريق الرضاعة الطبيعية.
    • وحتى الآن لا يوجد أي دليل على أن هذا الفيروس ينتقل من إنسان إلى إنسان، أو من حيوان إلى إنسان.
    • ينتقل هذا الفيروس من خلال اختلاط الحيوانات الحاملة للفيروس إلى حيوانات أخرى سليمة، أو من خلال مخالطة أنسجتها أو دمائها.

    اقرأ: أنواع الفيروسات والأمراض التي تسببها.

    أعراض حمى غرب النيل

    يستمر مرض حمى غرب النيل في جسم المصاب مدة تتراوح بين (3 إلى 14) يومًا، وبعدها تبدأ أعراضه بالظهور بشكل خفيف ثم تصبح شديدة.

    والأعراض التي تظهر على المصاب تكون خفيفة أو بدون أي أعراض، أو تنتقل لتصبح شديدة:

    الأعراض الخفيفة:

    حوالي 80% من المصابين بفيروس حمى غرب النيل يعانون من أعراض خفيفة أو بدون أعراض، حيث تظهر في ارتفاع في درجة حرارة المصاب، بالإضافة إلى أعراض خفيفة أخرى:

    مثل (آلام في المفاصل، أو أعراض تشبه نزلات البرد، أو صداع، أو اسهال، أو تضخم الغدد اللمفاوية، قيء وغثيان، طفح جلدي) وغيرها.

    بالإضافة إلى أن الإصابة بحمى غرب النيل رغم الشفاء منها، إلا المصاب يستمر في المعاناة من الضعف والتعب والوهن فترة تتراوح من أسابيع إلى عدة شهور.

    أما الأعراض الشديدة:

    وفي حالة الأعراض الشديدة فإن الفيروس يهاجم الجهاز العصبي المحيطي، أو المركزي مما يسبب ظهور الأعراض الشديدة والتي تظهر عادة على:

    • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (50) سنة.
    • عند الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

    أما أعراض حمى غرب النسل الشديدة فهي:

    • ارتفاع درجة الحرارة.
    • دوخة وصداع حاد.
    • غيبوبة.
    • فقدان التوازن.
    • تصلب عضلات الرقبة.
    • ضعف العضلات.
    • الإصابة بالتهاب السحايا (التهاب بطانة الدماغ).
    • الإصابة بالتهاب الدماغ.
    • اهتزاز العضلات والأطراف.
    • خدر وتنميل في الأطراف، وفي بعض الحالات تصل للشلل في الأطراف وعدم القدرة على تحريكها.
    • تشوش الرؤية.

    الأشخاص المعرضين للإصابة بفيروس حمى غرب النيل

    لا يوجد شخص معين يمكن أن يُصاب بحمى غرب النيل، حيث يمكن أن يُصاب بهذا المرض أي شخص، وفي أي عمر، ولكن بشكل عام فإن كبار السن والأطفال الصغار هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا الفيروس لأن مناعتهم تكون ضعيفة.

    • كما أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (60) عامًا، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشديدة ولكن هذا بنسبة (1 من كل 50 شخصًا).
    • الأشخاص المصابون ببعض الأمراض المزمنة مثل (ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، السرطان وأمراض الكلى).
    • الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة: سواء كان بسبب التقدم بالعمر، أو الأطفال الصغار، أو الإصابة بمرض مناعي (الإصابة بمتلازمة العوز)، أو الذين يتناولون أدوية لتقوية المناعة.
    • الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء معرضون أيضًا لخطر أكبر في الإصابة بهذا المرض.

    تشخيص مرض حمى غرب النيل

    كما قلنا سابقًا فإن الشخص المصاب يحمل الفيروس، ويصاب بمرض حمى غرب النيل لمدة تتراوح من (3 إلى 14) يومًا دون أن تظهر عليه أي أعراض، ولكن بعد هذه الفترة أو خلالها (بعد (8) أيام يمكن أن يقوم الطبيب بتشخيص إصابته بهذا المرض من خلال:

    • فحص الدم لاختبار (تفاعلية أضداد الغلوبولين المناعي M و (G.
    • فحص السائل النخاعي.
    • كما يمكن تشخيص المرض بمخطط كهربية الدماغ (EEG)، ويكون مفيدًا أيضًا وخاصة في تشخيص المضاعفات الحادة من المرض.
    • عزل الفيروس بطريقة الزراعة الخلوية (لدراسة نموه في وسط غذائي غير حي، وطريقة عزل الفيروس تعتمد على طبيعة الفيروس والغرض من تكاثره ونموه).

    لكن عمومًا تعتبر طريقة اختبار أو فحص السائل النخاعي (وهو سائل يقع حول الدماغ وفي الحبل الشوكي حيث يغذي ويحمي الجهاز العصبي المركزي) هي من أكثر الطرق شيوعًا للتشخيص، حيث نتيجة إصابة (النخاع الشوكي) بالتهاب السحايا فإن بطانة الدماغ والحبل الشوكي تصاب بالتهاب مما يحدث تغير في تكوين هذا السائل النخاعي.

    ملاحظة:

    من خلال فحص سائل النخاع الشوكي يمكن أن تكون النتيجة إيجابية، ويمكن أن تكون سلبية، لكن كون النتيجة سلبية فهذا لا يستبعد الإصابة بحمى غرب النيل لأن التحليل بعد فترة (إعادة التحليل مرة أخرى) يمكن أن تكون نتيجته إيجابية وذلك بعد أيام قليلة.

    علاج حمى غرب النيل

    لا يوجد علاج تام ومحدد للتعافي من حمى غرب النيل، كما لا يوجد أي لقاح للوقاية من الإصابة به.

    • لكن يمكن عن طريق تناول المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية متخصصة، أن تخفف من ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)، وتخفف الألم الذي يترافق مع بعض الأعراض.
    • في الحالات الشديدة والأعراض الخطيرة يجب إدخال المصاب إلى المشفى لرعايته بالشكل الأسلم، وإعطائه العلاج الداعم مثل مسكنات الألم، السوائل الوريدية، دعم التنفس (عن طريق جهاز التنفس الصناعي)، الوقاية من إصابة المريض ببعض الالتهابات الأخرى (مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات المسالك البولية).

    ملاحظة:

    • يستغرق التعافي من حمى فيروس غرب النيل من أسابيع إلى شهور، وفي الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة وتحدث ضررًا فإن حوالي 10% من المصابين بهذه الأعراض تهدد حياتهم، حيث يموت حوالي (1 من كل 10 أشخاص) يصابون بمرض شديد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
    • كما أنه رغم التعافي من حمى غرب النيل فقد تكون بعض التأثيرات على الجهاز العصبي المركزي دائمة.
    • وكما قلنا سابقًا يستمر المصاب بالشعور بالوهن والتعب والضعف فترة تصل إلى شهور بعد التعافي.

    مضاعفات الإصابة بحمى غرب النيل

    يمكن لفيروس حمى غرب النيل أن يسبب أمراضًا تهدد الحياة مثل:

    • التهاب الدماغ.
    • التهاب السحايا (التهاب بطانة الدماغ والنخاع الشوكي).
    • التهاب السحايا والدماغ (التهاب الدماغ والغشاء المحيط به).
    • التهاب شلل الأطفال بسبب فيروس حمى غرب النيل، وهو ما يسمى بمتلازمة الشلل الرخو الحاد، لكن الإصابة بهذا الشلل أقل من نسبة الإصابة بالتهاب السحايا والتهاب الدماغ.
    • كما يمكن أن يؤثر هذا الفيروس على عضلات الجهاز التنفسي.
    • وهناك بعض المضاعفات غير العصبية من عدوى فيروس غرب النيل: وهي نادرة الحدوث ومن هذه المضاعفات: (الإصابة بالتهاب البنكرياس، والتهاب الكبد، والتهاب الكلى، والتهاب الخصية، والتهاب العصب البصري، والتهاب عضلة القلب، كما يمكن أن يسبب للمرأة الحامل التهاب المشيمة).

    الوقاية من الإصابة بحمى غرب النيل

    أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بفيروس حمى غرب النيل هي استخدام الاستراتيجيات المناسبة للوقاية من لدغات البعوض، واستخدام المبيدات الحشرية التي تتناسب مع هذه المشكلة، ولمنع لدغات البعوض يجب مراعاة ما يلي:

    • استخدام مبيد الحشرات المناسب.
    • ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة، والسراويل الطويلة السميكة لأن البعوض يمكنه اختراق الجلد عبر الملابس الرقيقة.
    • البقاء في المنزل عند الفجر والغسق وفي وقت مبكر من المساء، لأن هذه الساعات هي وقت الذروة للدغات البعوض، وخاصة البعوض الذي يحمل فيروس غرب النيل.
    • الابتعاد عن الأماكن التي يضع فيها البعوض بيضه (الأماكن الراكدة حول المنزل).
    • استخدم كريمات خاصة لمنع لدغات البعوض، وعند التعرق أو الاستحمام تفقد هذه الكريمات مفعولها لذلك يتوجب إعادة دهنها على الجلد. وبعد العودة إلى المنزل، اغسل الجلد المعالج بالماء والصابون.
    • لا تستخدم هذه الكريمات على الجروح أو الجلد المتهيج، وأبعدها عن العين.
    • كن حذرًا عند استخدام الكريمات الخاصة بطرد البعوض على جلد الأطفال، ولا تقربها من عينيه، وافركها على يديك قبل وضعها على جلد الطفل، ولا تضعها على يدي الطفل لأن الأطفال يميلون إلى وضع أيديهم في أفواههم.
    • لا تسمح للطفل الصغير باستخدام طارد الحشرات الخاص به.
    • يُحفظ طارد الحشرات بعيدًا عن متناول الأطفال.

    أخيرًا …

    يحدث فيروس حمى غرب النيل في أواخر الصيف وأوائل الخريف في المناطق المعتدلة.

    هذه المقالة هي عبارة عن معلومات ثقافية تعليمية، لا يمكن أن تكون بديلًا عن استشارة الطبيب المختص للتشخيص والعلاج، ولا تعتبر مشورة طبية متخصصة أبدًا.

    المصادر:

  • العلاجات النفسية لمتلازمة توريت .. طريقة مهمة لمساعدة المصاب

    العلاجات بأنواعها المختلفة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض متلازمة توريت، ومن هذه العلاجات يمكن عن طريق اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت أن يكون لها دور فعال في ذلك.

    سنبين في مقالنا التالي التعريف بمتلازمة توريت مع الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في مرحلة علاج هذه المتلازمة فتعالوا معنا:

    التعريف بمتلازمة توريت

    متلازمة توريت أو ما يسمى باللغة الإنجليزية (Tourette syndrome)، أو تسمى اختصارًا (TS)، هي مجموعة الاضطرابات أو ما يسمى (العرّات)، من التشنجات اللاإرادية التي تصيب الشخص من حركات أو أصوات خارجة عن إرادته سريعة ومفاجئة، والتي يمكن أن نقول عنها بأن الإصابة بهذه المتلازمة هو نتيجة خلل أو اضطراب عصبي.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    العلاجات النفسية لمتلازمة توريت

    لا تعد متلازمة توريت من ضمن الأمراض المصنفة ضمن مجموعة الأمراض النفسية، لكن لا يخفى على الجميع أن العامل النفسي له الدور الكبير في تفاقم حالة المريض، إضافة إلى أن العلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الأكبر في حل المشكلات التي تترافق مع الأعراض التي تصيب مريض المتلازمة.

    المعاناة النفسية للأشخاص المصابين بمتلازمة توريت

    إن ظهور أعراض متلازمة توريت بشكل مفاجئ وسريع على المصاب، وبشكل لا يستطيع خلالها السيطرة على هذه العرّات أو التشنجات اللاإرادية (من تشنجات حركية أو صوتية معقدة أو بسيطة) يمكن أن تسبب في بعض الأحيان حالتين من ردود الأفعال:

    ردة فعل المصاب بمتلازمة توريت:

    وتتمثل بالإحراج وعدم الثقة بالنفس بالنسبة للمصاب، وربما وصلت إلى حالة من الغضب ونوبات من التوتر والقلق، والتباعد الاجتماعي، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، ومشاعر العار التي تكون شائعة جدًا لدى الأطفال والمراهقين المصابين بهذه المتلازمة.

    ردة فعل المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت:

    ومن ناحية أخرى ردود فعل الأشخاص المقربين من المصاب من (أفراد الأسرة، الأصدقاء، المعلمين، زملاء العمل أو الدراسة) وما يعتريهم من استغراب، أو دهشة كبيرة، وغضب أو رفضهم لهذه الأعراض (وأنه يجب أن يسيطر عليها) أو حتى تنمر البعض على المصاب.

    لذلك:

    هذا ما يجب معالجته سواء بالنسبة للشخص المصاب أو بالنسبة للمحيطين به، ويأتي دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت من الأولويات الهامة في تخفيف الأعراض، وتفهم المحيطين للمصاب بأهمية العامل النفسي في علاج هذه المتلازمة، وتفهم المصاب نفسه بمرضه وطريقة التعايش معه.

    ما هو دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت؟

    من خلال اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي والأدوية وغيرها من الطرق المتبعة يمكن أن تساعد المريض بشكل فعال في:

    • تخفيف الأعراض التي يعاني المصاب من شدتها.
    • إعادة الثقة بالنفس للمصاب من خلال الدعم والمساندة.
    • استمرار التواصل الاجتماعي بين المصاب وبين من حوله من أشخاص، سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء (في المدرسة أو العمل)، أو من الغرباء، وتجنبه الوحدة والانعزال عن الناس.
    • تخفف عن المصاب حالة الإحراج وحالة الشعور بالعار التي يشعر بها أثناء ظهور الأعراض أمام الغير.
    • تبعده قدر الإمكان من الإصابة بمضاعفات متلازمة توريت من الإصابة باضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطراب التوحد، أو الاكتئاب أو الهواجس أو القلق.

    اقرأ أيضًا: الفرق بين متلازمة توريت والوسواس القهري والتوحد.

    • تدعم العلاجات النفسية لمتلازمة توريت تعايش المصاب مع مرضه الذي يعتبر مرضًا مزمنًا سيرافقه طوال العمر.
    • كما يساعد العلاج النفسي في طريقة تعامل المريض مع المشاكل التي يمكن أن تنجم أثناء ظهور التشنجات اللاإرادية.
    • يتعلم المصاب من خلال العلاجات النفسية لمتلازمة توريت طرق الاسترخاء، والمهارات التي تجعله في حالة انسجام وتعايش مع مرضه دون توتر أو قلق أو غضب.
    • والعلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الفعال في مساعدة المصاب، خاصة في حالة إصابته ببعض المضاعفات التي تترافق مع متلازمة توريت مثل (اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب التوحد، أو اضطراب الوسواس القهري، أو الاكتئاب).

    اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة توريت.

    التربية النفسية للأشخاص المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت

    الأشخاص المقربين من المصاب بمتلازمة توريت من (الآباء، والأصدقاء، ورفاق المدرسة، والمعلمين، والأقارب، وغيرهم) لهم الدور الكبير في مساعدة المصاب.

    من هنا كان لا بد للمحيطين بالمصاب من تثقيفهم طبيًا ونفسيًا بشكل شامل بالمرض، لتقديم يد العون للمصاب، وتعريفهم بتدابير العلاج اللازمة، من خلال الدورات التدريبية السلوكية والنفسية، مع تعريفهم بطرق المساعدة في الأمور الاجتماعية، وتمكن المصاب من فهم مرضه وقبوله من تحمل مسؤولية التعامل مع المرض والتعامل معه.

    اقرأ: أهم الكتب عن متلازمة توريت.

    أخيرًا …

    لا تتردد إذا كنت مصابًا بمتلازمة توريت، أو كنت مشرفًا على أحد الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت، أو كان طفلك يُعاني من هذه المتلازمة أن تلجأ إلى اختصاصي أمراض نفسية.

    يمكن للأعراض (التشنجات اللاإرادية) أن تتحسن في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، وقد تتوقف الأعراض فجأة وبشكل تام في مرحلة البلوغ، ومع ذلك حتى إذا انخفضت أعراض توريت مع التقدم بالعمر، فقد تحتاج إلى علاج للحالات ذات الصلة مع هذه المتلازمة مثل الاكتئاب ونوبات الغضب والهلع والقلق لذلك مراقبتك مع الطبيب النفسي، ووجودك تحت إشرافه له الدور الفعال في تخطي هذه الحالات والتعرف على الطرق الصحيحة في إدارتها.

    من المهم أيضًا أن تتذكر أن متلازمة توريت هي حالة طبية لا تؤثر على الذكاء، أو متوسط ​​العمر المتوقع.

    ومع التقدم في العلاج، وفريق الرعاية الصحية والدعم والانتظام في التواصل مع الطبيب النفسي الخاص بمصاب متلازمة توريت، والدعم من الأشخاص المحيطين بالمصاب، يمكن للمصاب من إدارة أعراض متلازمة توريت، كما يمكن أن تساعده على العيش بحياة مُرضية.

    المصدر:

  • العلاجات البيئية لمتلازمة توريت طريقة فعالة لتخفيف الأعراض

    علاج متلازمة توريت يحتاج لعدة مراحل، وعدة طرق مجتمعة مع بعضها البعض ليستطيع المصاب أن يتخطى أعراضها التي لا يمكنه أن يعرف وقت حدوثها، أو أن يتحكم بها أو حتى لا يستطيع أن يمنعها.

    من ضمن مجموعة متعددة من العلاجات المتبعة هناك العلاجات البيئية لمتلازمة توريت، والتي تفيد في تخفيف الأعراض التي يعاني منها المصاب، وتخطي الإحراج، وعدم الثقة بالنفس التي يعاني منها، إضافة للتباعد الاجتماعي الذي يضع نفسه في بوتقته هربًا من واقع مؤلم، فتعالوا معنا لنتعرف على هذه المتلازمة ومجموعة العلاجات المتبعة لتخفيف أعراضها وخاصة العلاجات البيئية لمتلازمة توريت:

    التعريف بمتلازمة توريت

    قبل البدء في التحدث عن العلاجات البيئية لمتلازمة توريت لا بد من التعرف بهذا المرض لفهم كل ما يتعلق به من أسباب وأعراض:

    متلازمة توريت أوما يسمى اختصارًا بـ (TS) هي اضطراب عصبي يتميز بحركات مفاجئة ومتكررة وسريعة وغير مرغوب فيها، أو إصدار أصوات غير لائقة، ونسمي هذه الحركات أو الأصوات بالتشنجات اللاإرادية أو (العرّات).

    متلازمة توريت هي واحدة من مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي والتي تسمى اضطرابات التشنج اللاإرادي حيث تظهر في سن مبكرة بين (5 و 10 سنوات)، والتي يعود السبب الرئيسي لها العامل الوراثي إضافة لأسباب أخرى كالعامل البيئي.

    اقرأ: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    علاج متلازمة توريت

    لا يوجد علاج لمتلازمة توريت، ولكن أي طريقة يمكن اتباعها كعلاج لهذه المتلازمة إنما تهدف إلى التحكم في العرّات (التشنجات) اللاإرادية، التي تصيب الشخص الذي يُعاني من هذه المتلازمة، والتي تتعارض مع الأنشطة اليومية وأداء الأعمال.

    عندما لا تكون هذه التشنجات اللاإرادية شديدة، قد يكون العلاج غير ضروري.

    وتشمل طرق علاج متلازمة توريت ما يلي:

    الأدوية:

    التي تُساعد على التحكم في التشنجات اللاإرادية أو تقليل أعراض الحالات ذات الصلة، كاستخدام أدوية مضادات الاكتئاب، أو أدوية علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو الأدوية المضادة للتشنجات.

    اقرأ: العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت.

    العلاج السلوكي:

    حيث يمكن أن تساعد التدخلات السلوكية المعرفية للتشنجات اللاإرادية، ويشمل ذلك (التمرين على انعكاس العادات، في مراقبة التشنجات اللاإرادية، وتحديد المحفزات المنذرة، والابتعاد عنها، وتعلُّم التحرك بشكل طوعي بطريقة تتعارض مع التشنجات اللاإرادية).

    اقرأ: العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت … أنواعها وفعاليّتها

    العلاج النفسي:

    بالإضافة إلى مساعدة المصاب على التأقلم مع متلازمة توريت، يمكن أن يساعد العلاج النفسي في إعادة الثقة بالنفس للمصاب، وتخرجه من حالة الإحراج، والتباعد الاجتماعي الذي ينتابه من ظهور الأعراض، كما يساعده العلاج النفسي في إدارة المشاكل التي تترافق مع هذه المتلازمة مثل: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب الوسواس القهري أو الهواجس، أو الاكتئاب، أو القلق.

    اقرأ: مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالوسواس القهري.

    التحفيز العميق للدماغ (DBS):

    ويتضمن التحفيز العميق للدماغ بزرع جهاز طبي يعمل ببطارية في الدماغ، لتوصيل التحفيز الكهربائي إلى المناطق المستهدفة التي تتحكم في الحركات. وبالرغم من ذلك فإن هذا العلاج لا يزال في مراحل البحث المبكرة، ويحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد ما إذا كان فعالًا أو آمنًا في علاج متلازمة توريت.

    العلاجات البيئية لمتلازمة توريت

    تختلف العلاجات البيئية لمتلازمة توريت ولكن قبل أن نحدد أو نتطرق لبعضها لنتعرف على أهمية العلاجات البيئية في متلازمة توريت:

    • العلاجات البيئية في متلازمة توريت تساعد المصاب للتعايش مع المتلازمة، بالطرق التي تضمن له استمرار حياته مع هذا المرض.
    • تساعده على تفهم وضعه بالشكل الصحيح ليستطيع أن يتجاوز الأعراض.
    • تُظهر له مدى مساندة الآخرين له ومساعدتهم ليستطيع أن يتعايش مع هذا المرض الذي سيكون ملازمًا له طيلة حياته.

    طرق العلاجات البيئية لمتلازمة توريت

    تهيئة البيئة المحيطة بمريض متلازمة توريت:

    إن البيئة التي يتواجد فيها المصاب بمتلازمة توريت، وخاصة للطفل المصاب يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تعرضه للتشنجات اللاإرادية وإدارة هذه التشنجات. هذا أمر مشجع حقًا لأن العائلات يمكنها حقًا مساعدة أطفالها في التعامل مع هذا الاضطراب. وهو يتضمن فقط إجراء تغييرات صغيرة على بيئتهم وكيفية تفاعلهم مع الطفل المصاب ومنها:

    • إبعاد الطفل أو المصاب عن الأماكن التي تحفز لديهم القيام بحركات لا إرادية، أو التلفظ بكلمات أو أصوات غير مرغوبة.
    • إن تفهم البيئة المحيطة بالمصاب بمتلازمة توريت لها دور فعال في تخطي هذا المصاب لأي إحراج، أو الشعور بالعار نتيجة ظهور الأعراض بشكل مفاجئ وسريع.
    • إضافة إلى أن البيئة الجيدة التي يعيش فيها مريض متلازمة توريت تجعله متواصلًا اجتماعيًا بالمحيطين به بكل ثقة دون قلق أو توتر.

    ملاحظة:

    يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت من “إحساس فسيولوجي داخل أجسامهم مما يسمح لهم بمعرفة أن التشنج اللاإرادي على وشك الظهور”، وهنا تلعب البيئة التي يعيش فيها المصاب دورًا في تخطي هذه الأعراض، رغم أن هناك صعوبة في السيطرة على التشنجات اللاإرادية، لكن هذا ليس مستحيلًا تمامًا.

    التعايش مع المتلازمة:

    ليستطيع المريض أن يتعايش مع مرضه وإصابته بمتلازمة توريت، لا بد له من ضرورة الانفصال عن أي شخص يساعده ليكون بدرجة من الوعي والادراك لحالته والاعتماد على نفسه.

    وأثناء هذه الفترة يمكن أن يُخطئ في إدارة أعراض المتلازمة، وتنعكس هذه الحالة على حالته المزاجية، لكن كونه وحده ومتفهم لوضعه المرضي بشكل كاف، ومدعومًا مسبقًا بالبيئة المحيطة به والمساندة له، فلن يتردد في القيام بالتغييرات التي تطور من وضعه وتفهمه لإدارة أعراض هذا المرض بالطريقة الصح.

    الانضمام إلى مجموعة الرعاية الصحية الخاصة بالمصابين بمتلازمة توريت:

    فالعلاج مع مجموعة تعاني من نفس الأعراض تجعل المصاب لديه القدرة على الجمع بين العمل والعلاج وشكل جماعي مما يزيد من التفاؤل، والتفاعل، والوصول لحلول ترضيه.

    كما تصبح لدى المصاب بمتلازمة توريت القدرة على الجمع والعمل بشكل جماعي بالتفاعل مع الكتب الخاصة بهذه المتلازمة، والابتعاد عن العزلة الاجتماعية.

    من الممكن من خلال الاستماع إلى قصص المجموعة الشخصية وتجاربهم مع هذه المتلازمة، ومشاركتهم أفكارهم وآرائهم وتجاربهم أن يُخفف من شدة هذا المرض، وفي الوقت نفسه يتم فيه أخذ النصيحة ويضعها في اعتباره.

    بدلًا من البكاء والألم كرد فعل للإصابة بهذا المرض، فالتواجد مع مجموعة مماثلة تعاني من نفس المرض تمنح المصاب معرفة أقوى لهذا المرض، وأعظم من البكاء، وكلما زادت قوة المصاب، كلما ساعده في التفاعل مع الآخرين وتجاوز المرض.

    اقرأ: تجارب بعض الأشخاص مع متلازمة توريت.

    الاهتمام بتغيير نوعية النظام الغذائي المتبع:

    بالإضافة إلى التفكير في مجموعة متنوعة من العلاجات المتبعة في متلازمة توريت لتجاوز الأعراض وتخفيفها، يحتاج المريض إلى مساعدة جميع الأشخاص الذين يتمتعون بالصحة ومعرفتهم بالطرق الصحية لتنظيم الصحة، وهذا يتطلب بيئة جيدة ومتفهمة يعيش ضمنها المصاب تجعل حياته مع هذا المرض تُدار بشكل أفضل.

    وإن اتباع أسلوب الحياة الصحي الذي يضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، وقدرة كافية على الحركة يعزز لياقة الجسم وصحة الجسم.

    على هذا يمكن اتباع نظام غذائي مناسب يساعد في تخفيف أعراض التشنجات اللاإرادية الني تحدث لمريض توريت، وخاصة النظام الغذائي الغني بفيتامين (B) وفيتامين (D).

    ممارسة الرياضة:

    كما أن اتباع نظام رياضي مناسب له الدور الكبير والفعال في:

    • تخفيف الحالة من البعد الاجتماعي عن الناس، والتي تجعل المصاب بتوريت يميل إلى الابتعاد عن الناس وخاصة الفضوليين والذين لا يتفهمون بعض الحالات الصحية.
    • إضافة إلى أن الرياضة تجعل المصاب بتوريت ينسى موضوع الاحراج الذي ينتابه أمام الناس عند ظهور أعراض المتلازمة من تشنجات لا إرادية.
    • كما أن الرياضة جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي صحي يتناسب مع المرض يُعيد للمصاب ثقته بنفسه.
    • كما تساعده الرياضة على الاسترخاء بشكل يومي، وإعادة الحيوية والنشاط له.

    ومن الرياضات التي يمكن أن يتبعها المصاب هي رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، والتي تعيد له النشاط والحيوية التي هو بأمس الحاجة إليها في مرحلة التعايش مع هذه المتلازمة.

    نظرة المجتمع والبيئة لمتلازمة توريت

    لقد ظهرت متلازمة توريت أو اضطرابات العرّة وتم تصويرها في الأدب الخيالي لبعض الكتّاب العالميين الذين كانوا يصورون لنا معاناة شخصيات رواياتهم من هذه المتلازمة ومنهم:

    ظهرت شخصية السيد (بانكس) في الرواية الشهيرة (Little Dorrit)، (دوريت الصغيرة) للكاتب تشارلز ديكنز، وهي شخصية خيالية في رواية ظهرت في (1855-1857) للكاتب تشارلز ديكنز.

    وشخصية (ليفين) في رواية (أنا كارنينا) التي كتبها ليو تولستوي.

    حيث صور الكاتبان الشخصيات تلك على أنها تعاني من متلازمة توريت، وكان التصوير على أنهم نتيجة معاناتهم من هذه المتلازمة، فهم غير لائقين اجتماعيًا، ولا يمكنهم العيش بين الآخرين بسبب التصرفات التي تظهر لديهم نتيجة الأعراض التي تنتابهم من إصابتهم بتوريت، مما زاد من وصمة العار وسوء الفهم العام لأولئك المصابين بمتلازمة توريت في ذلك الوقت.

    حيث من خلال هذا التصوير للشخصيات فقد كانت البيئة المحيطة بالمصابين بمتلازمة توريت تبينهم على أنهم أشخاص لا يمكنهم العيش في المجتمع، مما اعتقد البعض بأن ما يحدث لهم هو نتيجة سحر وشعوذة، وأن الشيطان سيطر على أجسادهم، فكانت طرق العلاج تعتمد على رجال السحر والشعوذة لتخليص المصابين من الشيطان الذي في أجسادهم.

    وعلى هذا الأساس ظهر كتاب (مطرقة الساحرات) (Malleus Maleficarum) للكاتب هاينريش كرامر وهو أحد رجال الدين الكاثوليك الألمان، والذي يتناول فيه رجل الدين موضوع مهم أنذاك وهو محاكمة الساحرات التي كانت تُجرى في العصور الوسطى.

    اقرأ: أهم الكتب عن متلازمة توريت.

    أمثلة حقيقية من العلاجات البيئية لمتلازمة توريت:

    من المؤكد أن غالبية من يعاني من متلازمة توريت يبحث عن طريقة للشفاء أو العلاج، حتى وإن كان يعرف أنها عملية صعبة، وأن علاجه لن يكون شفاء تامًا من هذا المرض، لكن الإحاطة بهذا المرض ومعرفته معرفة تامة من قبل المريض والمحيطين به لها مزايا كامنة ترتبط بالقابلية الوراثية للفرد لتطوير وإدارة متلازمة توريت، (مثل زيادة الوعي، وزيادة الاهتمام بالتفاصيل والظروف المحيطة والتي قد يكون لها قيمة كبيرة).

    وهناك أمثلة كثيرة على مصابين بمتلازمة توريت تخطوا هذه المحنة، من خلال وعيهم وادراكهم وقابليتهم في إدارة أعراض هذا المرض، ومن بينهم الرياضيين، وشخصيات إعلامية، وأطباء وموسيقيين.

    ولكن أكثرهم شُهرة هو الأديب الإنجليزي (صمويل جونسون) في القرن الثامن عشر، الذي كان يُعاني من بعض التشنجات اللاإرادية رغم أنه كان رجلًا قويًا وطويل القامة، وسببت له هذه التشنجات اللاإرادية في نفور الناس عنه خاصة عند أول مرة يلتقون به، ولكن بنيته العصبية والقوية، ومساندة والداه له (فقد كانا فخوران به وبأعماله) أعطته إدراك محسّن، وقدرة على التركيز المفرط، مما ساهم في نجاحه على أرض الواقع، وتجاوز هذه التشنجات التي تحدث له.

    نصائح هامة للمصاب بمتلازمة توريت

    من خلال ظهور الأعراض التي يعاني منها المصاب بمتلازمة توريت يمكن أن تتزعزع ثقته بنفسه، وقد يشعر بالحرج من حركاته اللاإرادية، وتجعله يتردد في المشاركة بالأنشطة الاجتماعية، مثل المواعدة أو الخروج في نزهة، ونتيجة لذلك يزداد لديه خطر إصابته بالاكتئاب وإدمان المواد المخدرة.

    ولكن لدينا بعض النصائح التي يمكنك الأخذ بها وتطبيقها للتأقلم مع متلازمة توريت:

    • في البداية تذكر أن هذه التشنجات اللاإرادية التي يُصاب بها، عادة ما تبلغ ذروتها في بداية مرحلة المراهقة، ولكنها لحسن الحظ تتحسن مع التقدم بالعمر.
    • التواصل مع آخرين يتعاملون مع متلازمة توريت للحصول على معلومات ونصائح للتأقلم والدعم، وكذلك التواصل مع مجموعة الأشخاص المصابين بهذا المرض لمساعدتك على التعايش بشكل أفضل.

    ولمد يد العون للأطفال المصابين بمتلازمة توريت:

    • دافع عن الطفل الذي يُعاني من متلازمة توريت.
    • ساعد في تثقيف المعلمين، وسائقي الأوتوبيس المدرسي، والآخرين الذين يتعايش الطفل معهم بانتظام.
    • كما يمكن لسياق تعليمي يلبي احتياجات الطفل (الذي يُعاني من المتلازمة) مثل التعليم الخصوصي، والاختبار العشوائي لتقليل الضغط، والصفوف الدراسية الأصغر أن يكون ذا فائدة.
    • ادعم الاهتمامات الشخصية للطفل المصاب وصداقاته، فكلاهما يساعدان في بناء تقديره لذاته.
    • ابحث عن إحدى مجموعات الدعم: لمساعدتك في التكيّف، والتعرف على الطرق الصحيحة والصحية للتعامل مع طفل مصاب بهذه المتلازمة.
    • كن على تواصل مع طبيب متخصص يُشرف على حالة الطفل المصاب بتوريت، وسجل المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك أي ضغوط كبيرة أو أي تغييرات طرأت مؤخرًا على حياتك وحياة الطفل المصاب بمتلازمة توريت، ليكون الطبيب على اطلاع بأدق تفاصيل تحدث.
    • ووجود الشخص المصاب تحت إشراف طبي متخصص مهم جدًا لدراسة حالته في كل مرحلة يمر بها، ولتحديد العلاج المناسب بكل مرحلة، ولتحديد الوقت المناسب للتداخل الدوائي، مع العلاج السلوكي والنفسي له.
    • دوّن قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي يتناولها الطفل المصاب.

    أخيرًا …

    العوامل البيئية التي يعيشها المصاب مع قوة التشنج اللاإرادي لها دور كبير في تخفيف الأعراض وإدارة أفضل لهذا المرض.

    تعليم المقربين من المصاب (الآباء، الأصدقاء) بتذكير الشخص المصاب باستخدام استجابة منافسة أو عدم السماح له بالهروب من الموقف (نتيجة ظهور أعراض المتلازمة)، لمجرد أنه متوتر، فيمكن أن يساعد ذلك في الواقع، وخاصة أن التدخل السلوكي الشامل للتشنجات اللاإرادية ومساعدة الطفل على القيام بذلك. له دور في السيطرة على التشنجات اللاإرادية الخاصة به.

    كما أن الدعم الأسري والعائلي للشخص المصاب بمتلازمة توريت، والتنبيه على المدرسة بالاهتمام بالأطفال المصابين بهذه المتلازمة لعدم إحراج الطفل المصاب أو التنمر عليه، والذي يزيد من تفاقم أعراض المرض له الدور الكبير في إدارة المرض.

    المصدر:

  • مرض الاسقربوط scurvy – ما الذي تريد أن تعرفه؟

    الاسقربوط هو نقص حاد في فيتامين سي ( فيتامين سي هو الفيتامين الذي يحتاجه جسم الإنسان لإنتاج الكولاجين وتسريع شفاء الجروح، وتعزيز عمل جهاز المناعة، والمساعدة في العديد من العمليات الداخلية الأخرى).

    (المزيد…)
  • الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت

    قد يؤثّر وجود تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة توريت على زيادة فرصة حدوث المتلازمة عند الأبناء، شأنها كباقي الأمراض العصبية الوراثية الأخرى، كما قد يلعب نوع الجنس و الإصابة ببعض الأمراض النفسية دورًا مهمًا في الإصابة بمتلازمة توريت.

    لكن ليس هذا فقط، بل من الممكن أيضًا أن تؤدي بعض الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت نتيجة الخلل العصبي التي قد تحدثه في الدماغ، وإذا أردتم التعرف على الأسباب البيئية التي قد تسبب الإصابة بمتلازمة توريت تابعوا معنا المقال التالي.

    ما هي متلازمة توريت؟

    • متلازمة توريت هي حالة تجعل المرضى يقومون ببعض الحركات أو الأصوات المتكررة بشكل لا إرادي. تشتهر متلازمة توريت بالتشنجات اللاإرادية، والتي عادة ما تبدأ في الظهور عندما يكون الطفل بعمر 5 إلى 10 سنوات.
    • هناك أنواع عديدة من التشنجات اللاإرادية، حيث يؤثر بعضها على حركة الجسم وتسمى (التشنجات اللاإرادية الحركية)، والبعض الآخر ينتج عنه صوت وتسمى (التشنجات اللاإرادية الصوتية).
    • في البداية قد تكون التشنجات اللاإرادية بسيطة وتقتصر على مجموعات عضلية قليلة، وبمرور الوقت قد تتأثر مجموعات العضلات الأخرى، حيث تسوء التشنجات اللاإرادية وتصبح أكثر تعقيدًا، إلى أن تختفي أعراضها بعد سن المراهقة.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    ما هي الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت؟

    هناك عوامل وأسباب بيئية تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة توريت نذكر لكم منها ما يلي:

    • إذا كان الطفل يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة، مع علامات إصابة دماغية، أو ظهور ورم في جزء من الدماغ، يكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة توريت وبأعراض أكثر وضوحاً وشدة.
    • قد تكون الأم الحامل تعاني من الإجهاد الشديد بالفترة التي تسبق الولادة سببًا لإصابة الطفل بمتلازمة توريت.
    • الإدمان على التدخين، والمشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل.
    • إذا عانت الأمّ خلال فترة الحمل، من حالات الغثيان والقيء المتكررة والحادة خلال الثلث الأول من فترة الحمل، أو إذا عانت الكثير من الضغط النفسي والتوتر، يمكن أن تلد طفلها مصاب بمتلازمة توريت.
    • إذا حصل نقص في تزويد الأكسجين، أو الدم للأم أثناء عملية الولادة يمكن أن يسبب ذلك إصابة الطفل بمتلازمة توريت.
    • إن الذعر والقلق والخوف والتوتر من العوامل البيئية المحيطة بالطفل كالخوف من الإمتحان، أو القلق بشأن نتائج الفصل الدراسي، أو تعرض الطفل للتنمر الشديد، أو عدم الإحساس بالأمان في المنزل، أو القلق بشأن أمرٍ لا على التعيين، جميع هذه العوامل قد تؤدي إلى إجهاد خلايا الدماغ والإصابة بمتلازمة توريت.

    اقرأ أيضًا:

    المصادر:

  • العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت … أنواعها وفعاليّتها

    اعتُبرت متلازمة توريت كـ حالة نادرة، نفسية المنشأ، لا زال يساء فهمها إلى زمن قريب جدًا، إلا أن متلازمة توريت هي اضطراب عصبي مزمن يتجلى في تشنجات عصبية، حركية ولفظية، يمكن أن تكون محرجة ومزعجة للغاية.

    يتم علاج هذه الحركات اللاإرادية في الغالب بمسكنات الألم ومضادات الذهان، وقد تفشل الأدوية في بعض الأحيان في التحكم بالحركات اللاإرادية ومنع ظهورها المفاجئ، كما أن لها أيضًا آثارًا جانبية مزعجة، لذا يلجأ المرضى إلى العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت. حيث أظهرت دراسة نُشرت في عام 2015 أن العلاجات السلوكية، التي تُستخدم لتقليل الأعراض لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت، يمكنها أيضًا تغيير طريقة عمل أدمغتهم.

    مفهوم العلاج السلوكي لمتلازمة توريت

    العلاج السلوكي لمتلازمة توريت هو نوع من العلاج النفسي الذي يعلّم الشخص المصاب أن يصبح على دراية بسلوكه ويسهم في تعليمه طرقًا لتغيير هذا السلوك. تعتمد العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت على الاحتياجات والأعراض المحددة لكل شخص، وعادة ما تحدث في عيادة الطبيب المعالج الذي يعمل على مساعدة المريض، الذين يعاني من التشنجات اللاإرادية، على الاستعداد وضبط نفسه تجاه الحركات اللاإرادية التي ستحدث. يُمارس العلاج السلوكي من قبل علماء النفس والمعالجين المهنيين والممرضات المدربين تدريبًا خاصًا وغيرهم من المهنيين الذين خضعوا لتدريب خاص في العلاج السلوكي للتشنجات اللاإرادية.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    أنواع العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    تتنوع طرق العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت، التي تعد مفيدة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التشنج اللاإرادي، على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أنها فعالة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والبالغين أيضًا. وحيث يتطلب العلاج الكثير من الصبر يصبح من الضروري أن يكون لدى الفرد المصاب بمتلازمة توريت، والمعرض للتشنجات اللاإرادية، حافزًا كبيرًا للعمل على علاج هذه التشنجات والتحكم بها.

    1 – العلاج السلوكي الشامل (CBIT):

    استخدم العلماء طريقة التدخل والعلاج السلوكي الشامل (CBIT) لعلاج الحركات والتشنجات اللاإرادية وذلك من خلال تدريب المريض المصاب بمتلازمة توريت على إدراك الحركة اللاإرادية وتعليمه كيف يرد بالمثل كخطوة أولى على طريق العلاج. يتم تقديم العلاج السلوكي المعرفي (CBIT) عادةً من خلال جلسات أسبوعية يتراوح عددها بين (8 إلى 12) جلسة أسبوعية، أو كل أسبوعين، بنفس العدد السابق (على الرغم من أن عددًا أقل قد يكون مناسبًا للتشنجات اللاإرادية الخفيفة)، ولكن هذا يمكن أن يعتمد على كلٍ من الشخص المصاب بالتشنجات اللاإرادية وأيضًا الخبير المعالج.

    2 – منع التعرض والاستجابة (ERP):

    منع التعرض والاستجابة (ERP)، هو نوع آخر من التدخل السلوكي العلاجي، يركز هذا النوع من العلاج السلوكي أيضًا على التعود على الشعور المتوتر أو غير المريح الذي يسبق التشنجات اللاإرادية والتي تعرف بـ (الحافز الأولي)، والتعامل مع الدافع بمقاومته، أو باستخدام إجراء يساعد على تلاشي الرغبة في التشنجات اللاإرادية. قد يعتقد الشخص المصاب بالتشنجات اللاإرادية أن هذا سيكون غير مريحًا، ولكن مع الممارسة يصبح الأمر أسهل. سيستخدم المعالج أثناء العلاج استراتيجيات لجعل الدافع الأولي قويًا قدر الإمكان وتشجيع الطفل أو البالغ على التعود على الشعور به دون القيام بذلك.

    3 – العلاج العكسي للعادة (HRT):

    يتضمن العلاج العكسي للعادة مرحلتين أساسيتين، ففي حين تشمل المرحلة الأولى على تحديد التشنجات اللاإرادية الكلية المزعجة للمريض بالتفصيل. ومن ثم يقوم المريض بعدها باختيار عرةً واحدةً معينةً للعمل عليها، وعلى الأرجح يقع الاختيار على العرّات التي تزعجه أكثر. يجب أن يفهم الشخص المصاب بمتلازمة توريت مكان حدوث التشنج اللاإرادي في جسمه والعضلات المشاركة في حدوثه. بعدئذ يعمل المعالج على مساعدة المريض على إدراك وقت حدوث هذه العرة، حيث أن زيادة إدراك الأشخاص، المصابون بمتلازمة توريت، لموعد حدوث التشنجات اللاإرادية (أي الدافع الأولي) سيساعدهم على التحكم فيه.

    المرحلة التالية من العلاج العكسي هي إيجاد استجابة منافسة، حيث يتم تدريب المريض بمتلازمة توريت على أداء حركة مقصودة، تمنع التشنج اللاإرادي من الحدوث. إلا أنه لا ينبغي أن يبدو أداء الحركة المقصودة أكثر غرابة من التشنج اللاإرادي نفسه، وألا يتعارض مع أنشطة الشخص المصاب. يجب أن يكون هذا الشخص قادرًا على الاحتفاظ بالاستجابة المنافسة طالما كانت هناك حاجة لتقليل الرغبة، على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما تشنج حركي يتضمن دفع ذراعه للخارج، فيمكن تعليمه توجيه الدافع الأولي إلى شيء أكثر ملاءمة مثل وضع يده على ساقه والدفع برفق. ثم يتم تطبيق هذا النهج على كل عرة على حدة. يمكن للمرضى المصابون بمتلازمة توريت أن يحسّنوا استجاباتهم التنافسية بمجرد فهمهم لمبادئ كيفية القيام بذلك، الأمر الذي قد يكون مفيدًا في المستقبل عندما تظهر التشنجات اللاإرادية الجديدة في وقت قد ينتهي فيه العلاج.

    استراتيجيات مساعدة في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    تشير الدراسات إلى أن معظم الأفراد الذين لديهم استجابة ناجحة للعلاج السلوكي يختبرون عادةً انخفاضًا بنسبة 30- 40 ٪ في التشنجات اللاإرادية، ولا سيما في حال ترافقت العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت مع أدوات إدارة التشنج اللاإرادي الأخرى الموضحة أدناه:

    1 – التربية النفسية:

    يعد التعرف على اضطرابات العرة ومتلازمة توريت أمرًا ضروريًا، تتضمن عادًة المعلومات، التي تدخل في التثقيف النفسي للمريض المصاب، فهم أسباب متلازمة توريت وأخذ العلم بأنها حالة مرتبطة بالدماغ تحدث بشكل متكرر في سن يتراوح  ين 10- 12 سنة على شكل تشنجات لاإرادية ثم تنخفض تكراريتها في بداية مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى معرفة أنواع العرّات المرافقة لهذه المتلازمة، الأمر الذي يمكن أن يساعد المريض على التكيف مع اضطراب التشنج اللاإرادي.

    2 – التحليل الوظيفي:

    يستخدم التحليل الوظيفي لتحديد الأحداث البيئية التي يمكن أن تجعل التشنجات اللاإرادية أسوأ، أو تحافظ على مستوى قوة وحدّة حدوث التشنجات اللاإرادية للمرضى المصابين بمتلازمة توريت، حيث يعمل المعالج المختص على مساعدة الشخص الذي يعاني من التشنجات اللاإرادية على فهم ما يمكن أن يحدث له قبل حدوث نوبة التشنجات اللاإرادية وبعدها. وتشمل التشنجات اللاإرادية ردود فعل المريض على موقف أو أفكار أو مشاعر في مكان معين، والطريقة التي يستجيب بها الأشخاص المحيطون به عندما يتصرف بهذه الطريقة. سيعمل المعالج بعد ذلك مع الشخص المصاب للتقليل أو التخلص من حالات التشنج اللاإرادي المتزايدة. قد يساعد الاسترخاء، أو تعلم النظر إلى هذا الموقف بطريقة أخرى، في ذلك.

    3 – نظام الدعم الاجتماعي والمكافآت:

    يعد الحصول على دعم الشخص المصاب من قبل شخص آخر مفيد جدًا في التعرف على كيفية القيام باستجابة المنافسة والتحفيز على الاستمرار في القيام بذلك بمرور الوقت. عادة ما يكون هذا الشخص أحد الوالدين أو مقدم الرعاية للأطفال أوصديق مقرب أو شريك للبالغين. قد يكون من المفيد إعداد نظام حوافز يتلقى فيه الطفل المديح أو النقاط التي يمكن استبدالها بجوائز عندما يبذلون جهدًا كبيرًا للتعرف على كيفية التحكم في التشنجات اللاإرادية.

    4 – تدريب الاسترخاء:

    يستخدم الاسترخاء لتقليل التوتر الذي يعاني منه الشخص المصاب باضطرابات التشنج اللاإرادي. يتم تضمين هذا في العلاج بسبب فكرة أن التعرض للضغط يجعل الشخص أقل قدرة على التحكم في التشنجات اللاإرادية. يتضمن تدريب الاسترخاء الأكثر شيوعًا التنفس العميق جنبًا إلى جنب مع الشد التدريجي لمجموعات العضلات في الجسم وإرخاءها.

    دور الأهل في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    يركز العلاج السلوكي الشامل، أو التدخلات السلوكية الشاملة، على تطوير وتشكيل المهارات التي تنمي الاعتماد على الذات والاستقلالية وقدرة الطفل على التعايش مع وضعه الصحي لذا يلعب كل من المريض ووالديه دورًا مهمًا في علاج المرض.

    يتطلب العلاج السلوكي الشامل (CBIT) أيضًا التواجد المستمر للوالدين ودعمهما المتواصل للمريض. في هذه الحالة، يتم تعليم الآباء أيضًا التحكم في سلوكياتهم وردود أفعالهم تجاه حركات أطفالهم اللاإرادية. كما يجب على الآباء تقدير جهود أطفالهم باستمرار وتشجيعهم على مواصلة ممارسة التمارين، التي يحددها اختصاصيو التوعية، لمنع التشنجات اللاإرادية.

    تجارب الباحثين في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    اختار الباحثون بشكل عشوائي 126 طفلاً في فئات عمرية مختلفة تتراوح أعمارهم بين 9 و 17 عامًا وتم علاجهم بطريقتين من الإسعافات الأولية والتدخلات السلوكية الشاملة. شاركت المجموعتان في ثماني جلسات، من العلاج النفسي والعلاج السلوكي، على مدى عشرة أسابيع واستمرت العملية لمدة ثلاثة أشهر متتالية. في الخطوة الأولى تم فحص وتقييم كل طفل في الأسبوع العاشر وبعد ثلاثة وستة أشهر. كانت النتيجة أن حوالي 52 ٪ من الأطفال الذين خضعوا للعلاجات السلوكية الشاملة قد انخفضت لديهم بشكل ملحوظ أعراض متلازمة توريت. في الخطوة التالية، درب المعالج الأطفال على الانخراط في أنشطة أو ممارسة سلوكيات معاكسة للحركة اللاإرادية الوشيكة. هذه العملية جعلت الأطفال يشعرون بقدر أقل من الحرج وقللت من عدد الحركات اللاإرادية والقفزات العضلية بمرور الوقت.

    فوائد العلاجات السلوكية

    تتمثل إحدى فوائد العلاجات السلوكية الشاملة الأخرى في أن آثار العلاج تبقى مع الطفل لفترة طويلة. النقطة المهمة في هذا المجال هي أن الأطفال الذين كانوا يتناولون أدوية لمعالجة مرضهم، قبل بدء مرحلة العلاجات السلوكية، كانوا قادرين على تلقي الأدوية والعلاج النفسي في نفس الوقت. أما بالنسبة للطفل الذي يعاني من إعاقة في النطق فقد يخطئ أحيانًا في نطق الكلمات بعبارة صريحة، حيث يحدث خطأ في حركة الشفاه عدة مرات أثناء تحدثه، لذا يعلمه المدرب ضبط تنفسه الإيقاعي حتى يتمكن من نطق الكلمات والعبارات بسهولة أكبر.

    في النهاية …

    تساعد العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت المرضى المصابون بهذه المتلازمة في التخفيف من حدة التشنجات اللاإرادية التي يعانون منها، لذا ينصح الأطباء باللجوء لهذه العلاجات السلوكية بالإضافة إلى العلاج بالأدوية، كونها لا تعيقه.

    المصادر:

  • الجراحة لمتلازمة توريت … طريقة علاج للحالات المتقدمة

    تظهر أعراض متلازمة توريت في مرحلة الطفولة وتتحسن لدى العديد من المرضى مع تقدمهم في العمر. ومع ذلك قد تصبح هذه الأعراض شديدة لدى البعض لدرجة أنهم يصبحون معزولين اجتماعيًا وغير قادرين على العمل أو الذهاب إلى المدرسة.

    يعد الطبيبان موغيلنر وزميله مايكل إتش بورفار، الأستاذ المساعد في قسم جراحة الأعصاب وقسم طب الأعصاب والمدير المشارك لمركز التعديل العصبي، رائدين في علاج أكبر سلسلة حالات في الولايات المتحدة من DBS المهادي باستخدام الجراحة لمتلازمة توريت عند الشباب. في حين تم إجراء ما يقدر بـ 160 جراحة فقط حتى الآن في جميع أنحاء العالم. تفاصيل أكثر عن الجراحة لمتلازمة توريت تجدونها فيما يلي.

    الأشخاص المرشحون لـ الجراحة لمتلازمة توريت (DBS)

    يعد الشباب الذين يعانون من حالات شديدة من متلازمة توريت هم الفئة الأكثر عرضًة لجراحة متلازمة توريت، حيث بينت الأبحاث والدراسات أن الجراحة يمكن أن تقلل من التشنجات أو الحركات اللاإرادية، والعرّات الصوتية المرافقة لهذه المتلازمة.

    يتم اللجوء إلى الجراحة لمتلازمة توريت DBS لعلاج الحالات العصبية الأخرى التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل مناسب عن طريق الأدوية، بما في ذلك مرض باركنسون، الرعاش مجهول السبب، خلل التوتر العضلي والصرع. إلا أن لجنة من المتخصصين المستقلين تقوم بمراجعة كل حالة من الحالات التي ستخضع لهذا الإجراء للتأكد من أن المرضى قد جربوا علاجات بديلة، وأن الإعاقة لديهم شديدة بما يكفي لتبرير الخضوع لهذا الإجراء. ونظرًا لأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم توافق بعد على DBS لعلاج متلازمة توريت، فلا يزال يعد خيارًا أخيرًا للعلاج.

     اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    ما هي الجراحة لمتلازمة توريت؟

    الجراحة لعلاج متلازمة توريت هي إجراء جراحي يسمى التحفيز العميق للدماغ (DBS)، يقوم على إرسال نبضات كهربائية إلى منطقة معينة من الدماغ، تعرف بمنطقة المهاد العميق، والذي يتم من خلالها تحفيز الأجزاء التي تتحكم في الحركة، مما يقلل من التشنجات اللاإرادية والعرّات الصوتية التي يعاني منها الشباب المصابون بحالات شديدة من متلازمة توريت.

    مراحل الجراحة لمتلازمة توريت

    تعد الجراحة لمتلازمة توريت إجراء متعدد المراحل، حيث يقوم المختصون المعالجون بإدخال قطبين كهربائيين في منطقة من الدماغ تسمى المهاد الإنسي، وهي جزء من دارة الدماغ التي تعمل بشكل غير طبيعي في متلازمة توريت، كمرحلة أولى.

    خلال المرحلة الثانية، التي تتم في اليوم التالي أو بعد أيام قليلة، يتم توصيل جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، يسمى محفز الأعصاب، بالأقطاب الكهربائية المدخلة سابقًا إلى المهاد الإنسي، حيث يقوم هذا الجهاز بإصدار نبضات كهربائية في المهاد الإنسي. ثم يتم تعديل هذه النبضات خلال سلسلة من زيارات المتابعة للمرضى الخارجيين للعثور على مجموعة من الإعدادات التي تتحكم بشكل أفضل في الأعراض.

    نتائج الجراحة لمتلازمة توريت

    في دراسة تمت لتقييم نتائج إجراء الجراحة لمتلازمة توريت، تابع فريق من الباحثين 13 مريضًا تراوحت أعمارهم بين 16 عامًا و33 عامًا، خلال مدة استمرت ستة أشهر من الزيارات المتابعة. حيث عمل الباحثون على قياس شدة التشنجات اللاإرادية قبل الجراحة وبعدها، باستخدام مقياس ييل العالمي للخطورة (YGTSS)، فوجدوا أن شدة التشنجات اللاإرادية انخفضت في المتوسط ​​بنسبة 37 في المائة بدءًا من وقت اجراء العمليات حتى موعد زيارة المتابعة الأولى. وفي زيارتهم الأخيرة، انخفضت درجات التشنج اللاإرادي لدى المرضى بمعدل 50 بالمائة.

    كما أفاد جميع المرضى في استطلاع، تم اجراؤه بعد ستة أشهر من الجراحة، أن الأعراض المزعجة قد تحسنت إما بشكل جيد أو بشكل جيد جدًا، وقالوا جميعًا إنهم سيجرون الجراحة مرة أخرى، حتى أولئك المرضى الذين عانوا من مضاعفات أو عانوا من ردود فعل أقل وضوحًا نسبيًا.

    اقرأ أيضًا: العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت .. تخفيف للأعراض الشديدة

    المصادر

  • متلازمة توريت تاريخ المرض وانتشاره .. معلومات هامة

    متلازمة توريت اضطراب في الجهاز العصبي تجعل الأشخاص المصابين بها يعانون من “التشنج اللاإرادي” عبر إحداث حركات أو أقوال خارجة عن إرادتهم.

    ومن المعروف أن لكل مرض منشأ معين، شُخص لأول مرة من خلال أحد الأطباء أو المعالجين، لذلك في هذا المقال رأينا أن نتعرف معكم على نشأة المرض وانتشاره، وكيف توصل الباحثون في دراسته على تعريفه وربطه مع أسباب معينة للإصابة به وتشخيصه للوصول إلى علاجات مختلفة له.

    متلازمة توريت تاريخ المرض وانتشاره

    فترة القرن التاسع عشر كانت من أهم الفترات التي تم خلالها اكتشاف الكثير من الأمراض التي تتعلق باضطرابات الدماغ أو المتعلقة بعلم الأعصاب، ومن خلال هذه الأبحاث تم التعرف على أمراض جديدة وتم توثيقها لأول مرة وبشكل واضح في العلوم الطبية.

    وقد ساهم في هذه الإنجازات الكثير من الأطباء والعلماء والباحثين المتخصصين الذين كان لهم الفضل في ذلك، ومن بين هؤلاء الطبيب الفرنسي المشهور بعلم الأعصاب جان مارتن شاركو (Jean-Martin Charcot) ‏(1825-1893)، وهو من أشهر أطباء الأعصاب في فرنسا وله باع طويل في علم الأعصاب.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    أول ظهور لمتلازمة توريت

    وللحديث على أول ظهور لمتلازمة توريت يمكن القول أنه أثناء عمل الطبيب الفرنسي المشهور (شاركو) في مستشفى Salpêtrière بباريس، اهتم كثيرًا بالحالات التي كانت تأتي لهذه المشفى وتتعلق باضطرابات الجهاز العصبي، فاهتم بنفسه بكل ما يتعلق الأمراض العصبية، وعُين على أثرها مديرًا لهذه المستشفى والتي كانت تجتذب الكثير من طلاب الطب للتدريب فيها والأخذ بتوجيهاته وتعليماته، وكان من بين هؤلاء المتدربين عدة أطباء منهم (سيغموند فرويد) المشهور بأنه رائد في مجال الطب النفسي وعلم النفس، وهناك أيضًا (جورج ألبرت إدوارد بروتوس جيل دي لا توريت) الذي نُسب إليه لاحقًا وصفه وتشخيصه لأعراض الاضطراب العصبي المعروف بمتلازمة توريت.

    من هو جيل دو لا توريت؟

    بدأ دراساته الطبية في الفترة (1873-1876) في منطقة بواتييه بباريس، حيث بدأ تدريبه على يد الطبيب الفرنسي شاركو في مستشفى Salpêtrière وتدرب على دراسة العديد من الحالات الطبية التي تأتي للمشفى كالتنويم المغناطيسي، والهستيريا، والرنح والذي هو (اضطراب عصبي يتسبب في ضعف التنسيق الحركي) تحت اشراف شاركو.

    وقد طلب منه الطبيب شاركو الاهتمام بحالات الاضطرابات الحركة الانتيابية، وهي أمراض عصبية ما يميزها أنها عبارة عن نوبات مفاجئة من الفعل أو العاطفة، وبالفعل قام توريت بذلك.

    في مقال نشره الطبيب (جيل دو لا توريت) في المجلة الطبية (Archives de Neurologie3) في عام 1885 وكان في الـ 28 من عمره، أنه خلال دراساته في هذه المشفى أحيل إليه حالة عصبية غريبة أسماها “maladie des tics” وقد أفاد فيها أنه لاحظ أن هناك 9 من الأفراد الذين عاينهم، إضافة للحالة الأولى، كانوا يُعانون من حالة لها سمات مختلفة، تبدأ معهم من الطفولة وتتعلق بالوراثة، وانها عبارة عن حركات نمطية، واحساس مبكر، وأصوات غريبة، وفي اعتقاد توريت آنذاك أنه شخصها بأن سبب هذه الاضطرابات هو تنكسي حيث ورث المصاب جهازًا عصبيًا أضعف بسبب السلوكيات اللاأخلاقية للأجيال السابقة، (حيث كان الاعتقاد الخاطئ في هذه الفترة لتشخيص العديد من الاضطرابات العصبية أو العقلية على أنها ناجمة عن أفعال خاطئة، أو أرواح شريرة).     

    هل تم وصف متلازمة توريت سابقًا؟

    من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن جيل دي لا توريت يُنسب إليه اكتشاف الاضطراب الذي يحمل اسمه (متلازمة توريت)، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن هذه الحالة سبق وصفها من قبل أطباء آخرين.

    ففي كتاب يسمى (Malleus Maleficarum)، أو (مطرقة الساحرات) والذي نُشر في عام 1498، وصف الكاتب كاهنًا مصابًا بعرّات حركية وصوتية يُعتقد أنها نتيجة لاستحواذ الشيطان عليه أو السحر أو الأرواح الشريرة التي سيطرت على المصاب.

    لكن في عام 1825 أفاد الطبيب الفرنسي جان مارك غاسبار إيتارد (1775-1838) أن (ماركيز دي دامبيير) وهي امرأة مهمة من الطبقة الأرستقراطية الباريسية النبيلة، عانت من اضطراب تميز بحركات لا إرادية مرتبطة بالألفاظ المفاجئة وغير المرغوب بها، وهي واحدة من هؤلاء المرضى الـ 9 الذين عاينهم توريت وتم تشخيص إصابتهم لأول مرة بمتلازمة توريت.

    كما وصفت إحدى المنشورات التي نشرها الطبيب الفرنسي الشهير أرماند تروسو (1801-1867) في عام 1873 العديد من المرضى الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية.

     لكن من المثير للاهتمام، أن الطبيب الفرنسي (جيل دو لا توريت) هو الذي أبلغ بوضوح الميزات العديدة للحالة، وبالتالي فهو الذي مهد الطريق للاعتراف بمتلازمة توريت باعتبارها اضطرابًا عصبيًا متميزًا.

    دراسات عن متلازمة توريت بعد الطبيب (جيل دو لا توريت)

    بعد وفاة الطبيب الفرنسي (جيل دي لا توريت) وحتى أوائل الستينيات، كان هناك اهتمام ضئيل نسبيًا بدراسة متلازمة توريت مقارنة بالحالات العصبية الأخرى مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر، والتي تم التعرف عليها كحالات طبية خلال نفس الفترة.

    بدأ هذا يتغير في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما أثبت شابيرو وزملاؤه أن عقار (هالوبيريدول) المضاد للذهان يمكن أن يكون مفيدًا في علاج أعراض متلازمة توريت وتخفيف شدة التشنجات اللاإرادية التي يُعاني منها المصاب.

    وبدأت هذه الملاحظة في إثارة التساؤل حول وجهة النظر النفسية والاجتماعية والتحليل النفسي (على سبيل المثال وجود التشنجات اللاإرادية تتعلق بالمشاعر والتعبيرات الجنسية) ونهج علاج الاضطراب الذي اقترحه المحلل النفسي المجري ساندور فيرينزي (1873-1933) في عام 1921 والذي كان سائدًا خلال العقود السابقة.

    تزامن هذا مع إنشاء الرابطة الوطنية لمتلازمة توريت في الولايات المتحدة في عام 1972، مع الاهتمام الكبير بهذا الاضطراب وحفزه خلال السبعينيات والعقود اللاحقة، وقد تم تقديم جوائز المنح البحثية من قبل جمعية توريت (بدءًا من عام 1984)، ولاحقًا المنظمات الأخرى في جميع أنحاء العالم التي قامت على تشجيع العديد من علماء الأبحاث والأطباء على التحقيق في الأسباب والسعي للحصول على علاجات محسنة لاضطراب متلازمة توريت.

    واليوم نحن نستفيد من فهم أفضل لمتلازمة توريت، وبالتالي نحن قادرون على تطبيق استراتيجيات علاجية مختلفة لعلاج الأفراد المصابين بهذه الحالة بشكل أفضل.

    انتشار متلازمة توريت

    تشير التقارير الأولى عن انتشار متلازمة توريت (TS) إلى أن الحالة كانت غامضة إلى حد ما أثناء وقبل القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كان عدد الأفراد المصابين بمتلازمة توريت قد زاد بالفعل منذ ذلك الحين، فمن الواضح اليوم أن المهنيين الطبيين أكثر قدرة على تشخيص متلازمة توريت وأن عامة الناس أكثر وعيًا بالحالة.

    على الرغم من الإبلاغ عن انتشار متلازمة توريت في جميع أنحاء العالم من (0.3٪ إلى 0.8٪) من جميع الأطفال، تشير بعض الدراسات الوبائية إلى أن ما يصل إلى 24٪ من الأطفال قد يعانون من التشنجات اللاإرادية في وقت ما أثناء طفولتهم، وما يصل إلى (2-3٪) من جميع الأطفال قد يطور الأطفال بعض الميزات في هذا المرض.

    لا يزال سبب متلازمة توريت بعيد المنال، حيث لاحظ (جيل دو لا توريت والطبيب تروسو) أن الحالة حدثت في العائلات، واقترحوا أنها ربما تكون قد انتقلت من جيل إلى جيل نتيجة “لسلوكياتهم غير الأخلاقية”، أما اليوم من الواضح أن متلازمة توريت هو مرض وراثي، حيث كانت هناك جهود دولية مكثفة تهدف إلى اكتشاف العيوب الجينية التي تسبب الاضطراب أو تساهم فيه، لكن تظل هذه غير معروفة، باستثناء نتائج الطفرات النادرة جدًا في عدد قليل من العائلات المصابة بهذه الحالة.

    هناك اقتراحات بأن العوامل الأخرى مثل العوامل البيئية والعدوى، قد تلعب دورًا في تطوير متلازمة توريت، لكن هذه النظريات لا تزال غير مثبتة وتتطلب مزيدًا من الدراسة.

    خلاصة القول

    لقد مضى حتى الآن ما يقارب مئة عام أو أكثر منذ أن وصف وشخص الطبيب الفرنسي (جيل دو لا توريت) بوضوح الاضطراب الذي يحمل اسمه (متلازمة توريت)، وقد تأخر البحث في هذه الحالة لعدة عقود، لكن الاهتمام بدأ في الازدياد منذ الستينيات وحتى يومنا، حيث يدرس العديد من العلماء والأطباء في جميع أنحاء العالم هذا الاضطراب.

    وعلى الرغم من إحراز تقدم في العديد من المجالات، مثل التشخيص الصحيح وفصله عن الاضطرابات الأخرى، وزيادة الوعي وتوافر العلاجات لبعض الحالات، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الألغاز والاحتياجات غير الواضحة تمامًا حول متلازمة توريت، على سبيل المثال:

    • يظل السبب وراء الإصابة بمتلازمة توريت، وتغيرات الدماغ الدقيقة الكامنة وراء هذا الاضطراب غير معروف.
    • ولا يزال هناك نقص في الأدوية عالية الفعالية، والآمنة للعديد من المصابين بهذه الحالة.

    لكن عامة في السنوات القادمة نتوقع أن يستمر البحث في معالجة العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، وبالتالي كشف الألغاز العديدة المحيطة بهذا الاضطراب، كما نتطلع إلى تطوير علاجات أكثر فاعلية، آملين في وجود علاج نهائي لمتلازمة توريت.

    أخيرًا …

    من خلال نشأة المرض وانتشاره والمتعلق بمتلازمة توريت نجد:

    • يتمتع الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت بمستوى طبيعي من الذكاء، بمعنى لا يؤثر هذا المرض على درجة الذكاء لديهم.
    • لا يتأثر متوسط ​​العمر المتوقع للمرضى بمتلازمة توريت.
    • متلازمة توريت مرض مزمن يستمر لسنوات عديدة.
    • متلازمة توريت مزعجة للغاية بالنسبة للشخص، ونتيجة للتشنجات اللاإرادية التي تحدث له تتضاءل ثقته بنفسه وتتأثر حياته الاجتماعية سلبًا، كما يمكن أن يؤدي التعايش مع متلازمة توريت إلى الشعور بالوحدة والعزلة، مما يجعل المصاب يفشل في إدارة نوبات التوتر والتشنجات الخاصة، ويتردد في الانخراط في الأنشطة التي يستمتع بها الآخرون، لذلك من الضروري:

    اعلام المصاب بطبيعة مرضه، والاستماع لتجارب الآخرين المصابين بنفس المرض، وكيفية تخطيهم الظروف الصعبة، إضافة لضرورة تثقيف الأشخاص المقربين منه من الأهل، والأصدقاء، والمعلمين، وأقرانه في المدرسة، لتخطي الأعراض وتخفيف حدتها، بالإضافة لمساندة ومساعدة المصاب في التغلب على المرض.

    المصادر:

  • هل من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟

    إن الإصابة بمتلازمة توريت لها ارتباط ببعض الاضطرابات العصبية والعقلية، والتي يمكن أن تزيد من أعراض هذا المرض.

    ومن بين مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ومعنا سنتعرف على هذا الارتباط، وأوجه التشابه بينهما مع بيان أهم مضاعفات متلازمة توريت الأخرى فتعالوا معنا:

    ما هي متلازمة توريت؟

    متلازمة توريت هي مجموعة من التشنجات اللاإرادية التي تصيب الشخص، والتي يمكن تسميتها (بالعَّرات) التي هي حركات لا إرادية سريعة لا يمكن توقع حدوثها أو منعها، وهي متكررة وغير منتظمة تتجلى بحركات (كهز الكتفين، أو تحريك الفم أو التكشير بطريقة مزعجة)، ويمكن أن تكون عرَّات صوتية كالصراخ أو النباح، أو التلفظ بكلمات خارجة عن الإرادة أو إصدار أصوات.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    مضاعفات متلازمة توريت

    غالبًا ما يعيش الشخص المصاب بمتلازمة توريت حياة صحية ونشطة. ومع ذلك هناك بعض المشكلات المتعلقة بالحالة التي تنطوي على تحديات اجتماعية وسلوكية، من المعروف أنها تضر بالصورة الذاتية والحياة الاجتماعية للفرد المصاب.

    ترتبط متلازمة توريت بالإصابة ببعض الاضطرابات التي تتشابه معها في أوجه، وتختلف في أوجه أخرى. تتكون هذه الحالات من الاضطرابات العصبية والعقلية والعصبية، وقد توجد بعض هذه الاضطرابات قبل أن تتطور الحالة وتؤدي إلى مزيد من الضعف فيما يتعلق بالتشنجات اللاإرادية في متلازمة توريت. في حالات أخرى، قد تتطور الحالة فقط بعد تشخيص المريض بمتلازمة توريت.

    يمكن أن تشمل الحالات المصاحبة لمتلازمة توريت والتي يمكن تسميتها بالمضاعفات ما يلي:

    • اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة والنشاط (ADHD) تشمل أعراض هذه الحالة عادة شعور المريض بالضيق، والنشاط المفرط، والاندفاع، وصعوبة التركيز على شيء واحد في كل مرة.
    • اضطراب الوسواس القهري وهي الأفكار والسلوكيات غير المرغوب فيها والمتكررة والتطفلية التي هي من خصائص الوسواس القهري، لأن هناك عدة أنواع من الدوافع والأفكار الوسواسية والتي يمكن أن تشمل على المريض القيام بأشياء “صحيحة تمامًا”، أو وجود أفكار عدوانية أو حتى جنسية قد تظهر خارج سيطرة المريض. من المعروف أن هذه الأفكار تؤدي إلى الإكراه على القيام بشيء قد لا يرغب المصاب في القيام به، أو أداء شيء بطريقة معينة، وغالبًا ما تختلف شدة هذه الأفعال القهرية من مريض لآخر (على سبيل المثال قد يكون شعورهم بالحاجة المفرطة إلى طي ملابسهم أو ترتيب دولابهم بطريقة معينة، وقد يؤدي الإكراه الأكثر شدة إلى شعور المريض كما لو أنه يتعين عليه ارتكاب جريمة).
    • اضطراب صعوبات التعلم: والذي يتجلى في وجود مشاكل في الكتابة (عسر الكتابة) والقراءة والرياضيات، أو معالجة المعلومات التي لا علاقة لها بالذكاء العام للمريض.
    • اضطرابات القضايا السلوكية: مثل نوبات الغضب، أو العدوان، أو ارتكاب أفعال غير ملائمة اجتماعيًا، أو التعبير عن التحدي المعارض.
    • اضطراب القلق: والقلق المفرط والشعور بالخوف والمعاناة من قلق الانفصال.
    • ظهور مشاكل في الحالة المزاجية للمصاب: مثل المعاناة من فترات ارتفاع المزاج، أو الاكتئاب التي تؤدي إلى ضعف سلوك الشخص أو أدائه. عادة ما تختلف مشاكل الحالة المزاجية اختلافًا كبيرًا عن السلوك الطبيعي للشخص.
    • ظهور مشاكل في الأداء الاجتماعي والمهارات الاجتماعية: مواجهة مشكلة في تطوير المهارات الاجتماعية، والحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، أو التصرف بطريقة غير مناسبة.
    • اضطرابات في النوم: حيث يواجه المصاب بمتلازمة توريت صعوبة في الاستيقاظ، أو النوم، أو ظهور مشكلة المشي أثناء النوم، أو التحدث أثناء النوم، أو التبول اللاإرادي.

    هل حقًا من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟

    إن الإصابة بمتلازمة توريت يمكن أن تسبب الكثير من المضاعفات كما ذكرنا سابقًا ومن بينها الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، حيث تظهر على الأطفال الذين يعانون من متلازمة توريت بعض أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتي تتجلى في ظهور مشاكل واضطراب يشمل الحركة والنشاط غير المعتاد، إضافة إلى التشتت المستمر، وهذا نتيجة هذه العرَّات (تشنجات لاإرادية) التي تحدث له فتمنعه من القيام بعمل ثابت لفترة قصيرة، أو خلال فترة التشنجات اللاإرادية.

    • كما أن المصاب بمتلازمة توريت نتيجة هذه التشنجات يصبح مندفع بحيث يفعل الأشياء فجأة ودون تفكير، مما يسيطر عليه عدم التركيز وهذا من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
    • ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على مريض متلازمة توريت، وارتباط متلازمة توريت باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والنشاط إنما يقوم به المصاب نتيجة الأعراض التي تتوالى عليه من هذه التشنجات اللاإرادية التي تتداخل مع علاقته بأشخاص آخرين أو وظيفتهم أو حالتهم التعليمية.
    • واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يتشابه مع متلازمة توريت في أنه يتحسن هذا الاضطراب مع تقدم العمر، ولكنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ، وهذا ما يحدث فعلًا في متلازمة توريت التي تخف فيها التشنجات اللاإرادية في مرحلة المراهقة لتعود من جديد في سن البلوغ.  
    • كما أن هناك نقطة هامة أن من يصاب بمتلازمة توريت هم الأولاد بنسبة أكبر من الفتيات، وهذا يتشابه بشكل كبير مع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يكون أكثر انتشارًا عند الأولاد منه عند الفتيات.

    هل تتشابه أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تتشابه مع أعراض متلازمة توريت؟

    الكثير من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تتشابه مع أعراض متلازمة توريت لذلك تم الربط بين الاضطرابين، واعتبر أن من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة:

    • مريض متلازمة توريت تنتابه نوبات من الغضب: نتيجة هذه التشنجات اللاإرادية التي تحدث له دون التنبؤ لوقوعها، وهذا تمامًا ما يحدث لمريض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حيث يصبح سريع الغضب، أو ينفد صبره أو يشعر بالإحباط، أو يفقد أعصابه بسرعة.
    • التشتت: الذي يصيب من يعاني من متلازمة توريت هو نفس الحالة التي تصيب من يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وبالتالي يصبح من الصعب عليه التركيز، وتنفيذ أي تعليمات، والشعور بالقلق والتوتر، ومن الصعب التغلب على الافكار وبالكاد يمكنه التحكم في توتره.
    • لا تؤثر متلازمة توريت على ذكاء الشخص: ومع ذلك يمكن أن تحدث صعوبات التعلم إذا كان الشخص يعاني أيضًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس القهري.
    • إضافة إلى عامل هام يربط مضاعفات متلازمة توريت بالإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أن السبب الأساسي في كلا المرضين وراثي،
    • كما أن العلاج يعتبر متشابه في كلا المرضين وهو عبارة عن تخفيف لهذه الاضطرابات والتشنجات التي تحدث للمصاب، وتتجلى بالعلاج بالأدوية التي تخفف الأعراض، وهناك العلاج النفسي، والعلاج البيئي، وعلاجات سلوكية أخرى لها دور في مساعدة المريض.

    أخيرًا …

    كل ما يتعلق بالعلاج سواء في حالة متلازمة توريت أو في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والنشاط إنما هو مساعدة ومساندة، والأمر المهم هو الأشخاص الموجودين حول المصاب لمساعدته ومساندته لتخطي هذا المرض وتخفيف أعراضه، ليستطيع أن يتواصل مع الآخرين وعودة الثقة بالنفس له، وتخطيه مرحلة الإحراج التي يعاني منها من إصابته بهذا المرض.

    المصادر:

  • متلازمة حساسية الصوت .. أهم الأعراض وطرق العلاج

    متلازمة حساسية الصوت من الأمراض التي تصيب الشخص في مرحلة الطفولة، أو بعد البلوغ، إنما هي من ضمن الاضطرابات العصبية التي تتزايد حدتها مع التعب والإجهاد.

    في هذا المقال سنتعرف على هذا المرض المسمى بمتلازمة حساسية الصوت وأسبابه الأساسية مع التعرف على أبرز أعراضه وطرق العلاج المختلفة له فتعالوا معنا:

    متلازمة حساسية الصوت

    مرض متلازمة حساسية الصوت (الميزوفونيا) أو (الميسوفونيا) والذي يسمى بالإنكليزية: (Misophonia)، كما يسمى أيضًا متلازمة حساسية الصوت الانتقائية والتي تعني بالإنكليزية: (Selective Sound Sensitivity Syndrome)، أو يمكن تسميته حرفيًا بـ “كراهية الصوت”.

    إنه اضطراب عصبي ما يميزه أن الشخص المصاب يصدر منه ردود أفعال سلبية تجاه ما يسمعه من بعض الأصوات، التي تتميز بالهمس مثل (صوت مضغ الطعام، أو صوت التنفس، أو صوت السعال الخفيف)، وغيرها كثير من هذه الأصوات المتشابهة، بالإضافة لصوت صرير القلم، أو الكتابة على لوح مفاتيح الكمبيوتر، أو صوت نقرة الكتابة على الهاتف المحمول، أو صوت حركة عقارب الساعة الحائطية أو المكتبية.

    وهو من الحالات التي يؤدي فيها سماع مثل هذه الأصوات إلى ردة فعل عصبية من الشخص المصاب، أو إلى استجابات عاطفية أو فسيولوجية قد يراها البعض غير معقولة في ضوء الظروف، تتجلى بالغضب، والهيجان، وحتى العدوانية، وقد تصل في مرحلة ما إلى الانزعاج القوي، والهروب من المكان، والغضب والنرفزة تجاه بعض الأشخاص، وقد يصفه أولئك الذين يعانون من هذه المتلازمة بأنه ما يمكن أن نصفه بأنه عندما “يدفعك الصوت إلى الجنون”.

    تظهر هذه المتلازمة بسن مبكرة في الطفولة (بعمر 8 سنوات) أو بعمر (13) سنة، ويمكن أن تظهر بعد البلوغ، وهذه المتلازمة أكثر شيوعًا بين الفتيات، وتحدث بسرعة، ويمكن وبشكل قوي أن تستمر مدى العمر لتصاحب المصاب طوال حياته، ويزيد من حدتها التعب الشديد، الإجهاد وقلة النوم، وحتى الجوع.

    الميزوفونيا هي حالة غير مفهومة جيدًا وقليلة البحث، ولم يظهر مصطلح الميزوفونيا لوصف الحالة حتى عام 2000، على الرغم من أنه تم وصف الحالة قبل ذلك على أنها متلازمة حساسية الصوت الانتقائية، لكن مع ازدياد عدد المصابين ازداد الوعي بهذا الاضطراب وصار له أهمية للبحث والدراسة في مطلع عام 2011.

    أسباب متلازمة حساسية الصوت

    الأطباء غير متأكدين من أسباب متلازمة حساسية الصوت، لكنها ليست مشكلة في الأذنين. كما أن بعض الأطباء يعتقدون أن سببها جزء عقلي وجزء مادي، ويمكن أن يكون مرتبطًا بكيفية تأثير الصوت على العقل ويؤدي إلى استجابات تلقائية في الجسم.

    ونظرًا لأن كون الأذنان طبيعيتان والسمع على ما يرام، فقد يواجه الطبيب مشكلة في التشخيص، حيث في بعض الأحيان يتم الخلط بين الميزوفونيا وبين القلق أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الوسواس القهري، ويعتقد بعض الأطباء أنه يجب تصنيفها على أنها اضطراب جديد من نوعه.

    وجدت دراسة حديثة مؤخرًا أن الميزوفونيا هو اضطراب في الدماغ، وبكل الأحوال فإن الأسباب الدقيقة لهذه المتلازمة غير معروفة، ولكن هناك عددًا من العوامل التي قد تلعب دورًا هامًا في ظهور أعراضها أو الإصابة بها ومن بين هذه الأسباب:

    العامل الوراثي:

    نجد أن متلازمة حساسية الصوت موجودة في الغالب ومنتشرة في العائلات، لذلك من المحتمل أن يكون هناك عامل وراثي يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.

    طنين الأذن:

    تعتبر الميزوفونيا أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون أيضًا من مشكلة طنين الأذن، وهي حالة يسمع فيها الناس أصواتًا، غالبًا صوت رنين، لا يسمعها أي شخص آخر.

    كيمياء الدماغ:

    تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة حساسية الصوت قد يكون لديهم اتصال أكبر بين القشرة الانعزالية الأمامية (AIC)، “وهي منطقة من الدماغ مهمة في المعالجة العاطفية” وبين القشرة السمعية.

    حالات عقلية أخرى:

    الأشخاص الذين يعانون أيضًا من اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو من متلازمة توريت، أو اضطرابات القلق هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالميزوفونيا.

    على الرغم من زيادة الوعي بهذا الاضطراب، فإن الأبحاث حول الميزوفونيا محدودة للغاية، حيث تأتي معظم المعلومات من الدراسات الصغيرة للغاية وتقارير الحالة.

    تشير بعض الدراسات إلى أن معدل حدوث الميزوفونيا أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقًا، لكن العديد من الأشخاص يعانون فقط من أعراض خفيفة لا يسعون إلى علاجها.

    أنواع المحفزات في متلازمة حساسية الصوت

    هناك العديد من المحفزات لمتلازمة حساسية الصوت، وهي شائعة جدًا والشخص السليم كما قلت سابقًا لا يُعيرها انتباهًا، لكن المصاب بهذه المتلازمة تجعله في حالة مرضية، ومن هذه المحفزات الشائعة:

    • عمليه التنفس العادية.
    • مضغ الطعام، أو احتساء الشراب أو العصير مع اصدار صوت.
    • النقر على شيء ما.
    • قعقعة الأطباق أو صوت الملاعق على الأطباق.
    • نباح الكلاب.
    • النقر بأظافر الأصابع على الطاولة أو أي شيء صلب.
    • صوت البلع.
    • صوت صفير الأنف.
    • صوت العطس.
    • صوت الشخير، أو الصفير.
    • صوت التثاؤب.

    أعراض متلازمة حساسية الصوت (ميزوفونيا)

    أول علامة أساسية من علامات الإصابة بمتلازمة حساسية الصوت هو:

    • رد الفعل الشديد تجاه صوت صادر ولكنه ليس مسموعًا بشكل كافي، أو أن الشخص السليم لا يعير لهذا الصوت أي انتباه، (أوما يسمى بالاستجابة) لأشخاص آخرين يصدرون أصواتًا معينة.

    وهذا الاضطراب يتراوح بين الخفيف إلى الشديد، وتشمل ردة الفعل تجاه الأصوات ما يلي:

    • الغضب.
    • الانزعاج.
    • القلق.
    • الاضطراب العاطفي.
    • الاشمئزاز.
    • الرغبة في الفرار أو الهروب من المكان.
    • ظهور عدوان لفظي أو جسدي تجاه الأصوات والأشخاص الذين يصدرون هذه الأصوات.

    ملاحظة:

    غالبًا ما تسمى استجابة الشخص المصاب بالميزوفونيا (متلازمة حساسية الصوت) لهذه المحفزات “بالاستجابة اللاإرادية” وأحيانًا تتم مقارنتها باستجابة “القتال أو الهروب”.

    كما تسمى (استجابة القتال أو الهروب) أيضًا باستجابة الإجهاد الحاد. إنها طريقة الجسم الطبيعية للاستجابة لموقف يعتبره مهددًا.

    ماذا يحدث للمصاب عند ظهور ردة فعله تجاه الأصوات؟

    تحدث عدة أشياء كجزء من هذه الاستجابة اللاإرادية من قبل المصاب والتي تتجلى بما يلي:

    • يتم تحفيز هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين.
    • يزيد معدل ضربات القلب، كما تزيد معدلات التنفس.
    • تصبح العضلات مشدودة.
    • تنقبض الأوعية الدموية.
    • زيادة اليقظة والوعي والانتباه لأي صوت صادر.

    وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة حساسية الصوت، يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نبضات القلب، مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهذا كله نتيجة التوتر وردة الفعل كاستجابة للصوت المسموع.

    وصف ردة الفعل هذه يمكن أن نلخصها بما يلي:

    كل هذه الاستجابات التي تصدر من الشخص المصاب هي طريقة الجسم في الاستعداد للرد على المنبهات المهددة أو التي استفزته.

    من غير الواضح لماذا قد يستجيب الشخص المصاب بالميزوفونيا بطريقة مماثلة للصوت المحفز، لكن يعتقد الباحثون أن هذه الاستجابة لا إرادية كما قلنا سابقًا.

    ونتيجة لذلك غالبًا ما يتحدث الأشخاص المصابون بهذه الحالة المزمنة عن مشاعر الذعر والغضب والقلق التي يشعرون بها تجاه أصوات معينة تجعلهم يستجيبون لها.

    هل يستطيع المصاب منع هذه الاستجابة اللاإرادية؟

    يمكن أن يبذل الأشخاص المصابون بالميزوفونيا (متلازمة حساسية الصوت) جهودًا كبيرة لتجنب التعرض لإثارة الضوضاء.

    وقد يعزلون أنفسهم اجتماعيًا، مما يعرضهم لعدم استطاعتهم التواصل مع الآخرين تجنبًا للإحراج تجاه ردة فعلهم حول الأصوات التي يمكن أن تصدر.

    أو يمكن أن يخترعون آليات للتأقلم مع الوضع وتكون مثيرة للاهتمام، مثل أن أحدهم يضع سماعات على أذنيه، أو يصدر أصواتًا أخرى لتطغى على الأصوات المحفزة.

    تشخيص متلازمة حساسية الصوت

    لا يوجد أي معيار محدد لتشخيص متلازمة حساسية الصوت، كما أنه لم يوجد أي تشخيص رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس (DSM-5).

    نُشرت معايير التشخيص المقترحة في عام 2013، واقترح الباحثون أن يتم تصنيف اضطراب متلازمة حساسية الصوت على أنها اضطراب نفسي منفصل، حيث تتلاءم الظروف تمامًا مع أنماط الأعراض التي تتميز بها هذه المتلازمة.

    تشير المعايير المقترحة إلى أن متلازمة حساسية الصوت تتميز بما يلي:

    • توقع أن صوتًا معينًا سينتج عنه تهيج أو غضب أو اشمئزاز.
    • تبدأ مشاعر الغضب بفقدان السيطرة من قبل الشخص المصاب.
    • محاولة المصاب تجنب الأصوات المثيرة المعروفة، أو تحمل هذه الأصوات مع ردود فعل تتميز بالغضب الشديد أو الانزعاج أو الاشمئزاز.
    • انزعاج شديد يمكن أن يسبب تأثر النشاط اليومي العادي.
    • لا يتم تفسير هذه المشاعر بشكل أفضل من خلال اضطراب نفسي أو حالة طبية أخرى.

    على الرغم من عدم وجود تشخيص رسمي، لكن يمكن للطبيب المشرف على حالة الشخص أن يوصي بخيارات العلاج التي يمكن أن تساعد في إدارة أعراض الحالة.

    علاج متلازمة حساسية الصوت

    نظرًا لأن متلازمة حساسية الصوت هي اضطراب صحي تم تحديده حديثًا، فلا تزال خيارات العلاج محدودة، كما أنه لا توجد حاليًا علاجات ثابتة لهذا المرض، ومع ذلك يمكن ان يكون هناك بعض خيارات العلاج التي قد تكون مفيدة وهي:

    العلاج بالأدوية:

    على الرغم من عدم وجود دواء معتمد لعلاج الميزوفونيا، لكن يمكن وصف الأدوية الخاصة بعلاج الحالات التي ترتبط بهذه المتلازمة مثل الأدوية الخاصة بعلاج القلق أو الاكتئاب.

    العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

    يمكن للعلاج السلوكي أن يساعد الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة على تغيير بعض الأفكار والارتباطات السلبية بالأصوات التي عادة ما تؤدي إلى ردود الفعل.

    وقد وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة الاضطرابات العاطفية أن ما يقرب من 50% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة حساسية الصوت، والذين عولجوا بالعلاج المعرفي السلوكي قد استجابوا لهذا العلاج، وكانت النتائج انخفاضًا كبيرًا في الأعراض.

    غالبًا ما يتضمن العلاج نهجًا متعدد التخصصات يجمع بين العلاج الصوتي بواسطة أخصائيي السمع وبين الاستشارة الداعمة التي يتم فيها التركيز على استراتيجيات المواجهة.

    علاج إعادة التدريب على طنين الأذن (TRT):

    يتضمن هذا الأسلوب ارتداء المصاب جهاز لإصدار أصوات تحويل الانتباه، والعلاج لتعليم المصاب تجاهل الضوضاء، وتقنيات الاسترخاء لتقليل الاستجابة التلقائية للضغط، وهذه التقنيات تستخدم تقليديًا في علاج طنين الأذن لكنها قد تساعد الأشخاص المصابين بمتلازمة حساسية الصوت على تعلم كيفية تحمُّل بعض الضوضاء المحفزة بشكل أفضل، مما يساعد على تخفيف الأعراض بشكل كبير.

    استراتيجيات التعامل مع متلازمة حساسية الصوت

    بالإضافة لطرق العلاج التي ذكرناها في الفقرة السابقة، هناك أيضًا تغييرات في نمط الحياة، واستراتيجيات جيدة للتكيف، وأساليب للاسترخاء يمكن أن تساعد في إدارة أعراض متلازمة حساسية الصوت، ومن بين هذه الطرق التي يمكن للمصاب تجربتها ورؤية نتائجها الجيدة:

    • ارتداء سدادات الأذن، خاصة في الأماكن التي يمكن أن تعرض المصاب لسماع أصوات غير مرغوبة.
    • ارتداء سماعات الأذن في حالة الشعور بالإرهاق.
    • تشغيل الموسيقى من الراديو أو التلفزيون لإخفاء بعض الأصوات غير المرغوبة، كما أن ضوضاء الموسيقى تشتت انتباه المصاب عن المحفزات وتقلل من ردود الفعل.
    • ممارسة تقنيات جيدة لإدارة الإجهاد والتعب.
    • وضع خطة عند الشعور بنوبة وشيكة الوقوع، مثل مغادرة الغرفة الي يصدر منها الصوت، أو الابتعاد عن الأشخاص الذين يُصدرون أصواتًا مستفزة، أو ممارسة أسلوب الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التخيل والتأمل.
    • التحكم في التوتر الذي سيصدر عنك.
    • الجلوس في مكان هادئ في المنزل بعيدًا عن أي صوت يمكن أن يعكر مزاج المصاب أو يوتره.
    • كما أنه من المفيد أيضًا التحدث إلى الآخرين حول الحالة التي يعاني منها المصاب، سيكون الناس أكثر قدرة على تجنب إصدار أصوات معينة من حوله (مثل التوقف عن مضغ العلكة، أو إصدار صوت أثناء مضغ الطعام، أو عدم الصفير) إذا علموا أن ذلك قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من المصاب (ثقافة صحية).

    ممارسة الرياضة:

    تشمل العلاجات الأخرى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، فالتمارين الرياضية فعالة جدًا في تقليل التوتر والإثارة بسبب الضوضاء المزعجة.

    النوم الكافي:

    احصل على قسط كافي من النوم لتتخلص من التوتر والقلق.

    اقرأ أيضًا: تأثير قلة النوم على الدماغ والمشاكل المرتبطة به

    أخيرًا …

    ننصحك إذا كنت مصابًا بمتلازمة حساسية الصوت أن تبحث عن طبيب متخصص ليشرف على حالتك، ويكون داعمًا لك خلال فترة علاجك.

    التغيير في نمط الحياة هو أسلوب فعال للغاية، فهو سيخفف عنك التوتر والغضب ويجعلك في حالة استرخاء.

    اطلب من الأصدقاء والمقربين منك أن يتفهموا حالتك، حتى تتمكن من متابعة عملية الشفاء ببطء والتخلص من التوتر.

    المصادر: