التصنيف: متلازمة توريت

  • العلاجات النفسية لمتلازمة توريت .. طريقة مهمة لمساعدة المصاب

    العلاجات بأنواعها المختلفة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض متلازمة توريت، ومن هذه العلاجات يمكن عن طريق اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت أن يكون لها دور فعال في ذلك.

    سنبين في مقالنا التالي التعريف بمتلازمة توريت مع الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في مرحلة علاج هذه المتلازمة فتعالوا معنا:

    التعريف بمتلازمة توريت

    متلازمة توريت أو ما يسمى باللغة الإنجليزية (Tourette syndrome)، أو تسمى اختصارًا (TS)، هي مجموعة الاضطرابات أو ما يسمى (العرّات)، من التشنجات اللاإرادية التي تصيب الشخص من حركات أو أصوات خارجة عن إرادته سريعة ومفاجئة، والتي يمكن أن نقول عنها بأن الإصابة بهذه المتلازمة هو نتيجة خلل أو اضطراب عصبي.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    العلاجات النفسية لمتلازمة توريت

    لا تعد متلازمة توريت من ضمن الأمراض المصنفة ضمن مجموعة الأمراض النفسية، لكن لا يخفى على الجميع أن العامل النفسي له الدور الكبير في تفاقم حالة المريض، إضافة إلى أن العلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الأكبر في حل المشكلات التي تترافق مع الأعراض التي تصيب مريض المتلازمة.

    المعاناة النفسية للأشخاص المصابين بمتلازمة توريت

    إن ظهور أعراض متلازمة توريت بشكل مفاجئ وسريع على المصاب، وبشكل لا يستطيع خلالها السيطرة على هذه العرّات أو التشنجات اللاإرادية (من تشنجات حركية أو صوتية معقدة أو بسيطة) يمكن أن تسبب في بعض الأحيان حالتين من ردود الأفعال:

    ردة فعل المصاب بمتلازمة توريت:

    وتتمثل بالإحراج وعدم الثقة بالنفس بالنسبة للمصاب، وربما وصلت إلى حالة من الغضب ونوبات من التوتر والقلق، والتباعد الاجتماعي، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، ومشاعر العار التي تكون شائعة جدًا لدى الأطفال والمراهقين المصابين بهذه المتلازمة.

    ردة فعل المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت:

    ومن ناحية أخرى ردود فعل الأشخاص المقربين من المصاب من (أفراد الأسرة، الأصدقاء، المعلمين، زملاء العمل أو الدراسة) وما يعتريهم من استغراب، أو دهشة كبيرة، وغضب أو رفضهم لهذه الأعراض (وأنه يجب أن يسيطر عليها) أو حتى تنمر البعض على المصاب.

    لذلك:

    هذا ما يجب معالجته سواء بالنسبة للشخص المصاب أو بالنسبة للمحيطين به، ويأتي دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت من الأولويات الهامة في تخفيف الأعراض، وتفهم المحيطين للمصاب بأهمية العامل النفسي في علاج هذه المتلازمة، وتفهم المصاب نفسه بمرضه وطريقة التعايش معه.

    ما هو دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت؟

    من خلال اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي والأدوية وغيرها من الطرق المتبعة يمكن أن تساعد المريض بشكل فعال في:

    • تخفيف الأعراض التي يعاني المصاب من شدتها.
    • إعادة الثقة بالنفس للمصاب من خلال الدعم والمساندة.
    • استمرار التواصل الاجتماعي بين المصاب وبين من حوله من أشخاص، سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء (في المدرسة أو العمل)، أو من الغرباء، وتجنبه الوحدة والانعزال عن الناس.
    • تخفف عن المصاب حالة الإحراج وحالة الشعور بالعار التي يشعر بها أثناء ظهور الأعراض أمام الغير.
    • تبعده قدر الإمكان من الإصابة بمضاعفات متلازمة توريت من الإصابة باضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطراب التوحد، أو الاكتئاب أو الهواجس أو القلق.

    اقرأ أيضًا: الفرق بين متلازمة توريت والوسواس القهري والتوحد.

    • تدعم العلاجات النفسية لمتلازمة توريت تعايش المصاب مع مرضه الذي يعتبر مرضًا مزمنًا سيرافقه طوال العمر.
    • كما يساعد العلاج النفسي في طريقة تعامل المريض مع المشاكل التي يمكن أن تنجم أثناء ظهور التشنجات اللاإرادية.
    • يتعلم المصاب من خلال العلاجات النفسية لمتلازمة توريت طرق الاسترخاء، والمهارات التي تجعله في حالة انسجام وتعايش مع مرضه دون توتر أو قلق أو غضب.
    • والعلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الفعال في مساعدة المصاب، خاصة في حالة إصابته ببعض المضاعفات التي تترافق مع متلازمة توريت مثل (اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب التوحد، أو اضطراب الوسواس القهري، أو الاكتئاب).

    اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة توريت.

    التربية النفسية للأشخاص المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت

    الأشخاص المقربين من المصاب بمتلازمة توريت من (الآباء، والأصدقاء، ورفاق المدرسة، والمعلمين، والأقارب، وغيرهم) لهم الدور الكبير في مساعدة المصاب.

    من هنا كان لا بد للمحيطين بالمصاب من تثقيفهم طبيًا ونفسيًا بشكل شامل بالمرض، لتقديم يد العون للمصاب، وتعريفهم بتدابير العلاج اللازمة، من خلال الدورات التدريبية السلوكية والنفسية، مع تعريفهم بطرق المساعدة في الأمور الاجتماعية، وتمكن المصاب من فهم مرضه وقبوله من تحمل مسؤولية التعامل مع المرض والتعامل معه.

    اقرأ: أهم الكتب عن متلازمة توريت.

    أخيرًا …

    لا تتردد إذا كنت مصابًا بمتلازمة توريت، أو كنت مشرفًا على أحد الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت، أو كان طفلك يُعاني من هذه المتلازمة أن تلجأ إلى اختصاصي أمراض نفسية.

    يمكن للأعراض (التشنجات اللاإرادية) أن تتحسن في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، وقد تتوقف الأعراض فجأة وبشكل تام في مرحلة البلوغ، ومع ذلك حتى إذا انخفضت أعراض توريت مع التقدم بالعمر، فقد تحتاج إلى علاج للحالات ذات الصلة مع هذه المتلازمة مثل الاكتئاب ونوبات الغضب والهلع والقلق لذلك مراقبتك مع الطبيب النفسي، ووجودك تحت إشرافه له الدور الفعال في تخطي هذه الحالات والتعرف على الطرق الصحيحة في إدارتها.

    من المهم أيضًا أن تتذكر أن متلازمة توريت هي حالة طبية لا تؤثر على الذكاء، أو متوسط ​​العمر المتوقع.

    ومع التقدم في العلاج، وفريق الرعاية الصحية والدعم والانتظام في التواصل مع الطبيب النفسي الخاص بمصاب متلازمة توريت، والدعم من الأشخاص المحيطين بالمصاب، يمكن للمصاب من إدارة أعراض متلازمة توريت، كما يمكن أن تساعده على العيش بحياة مُرضية.

    المصدر:

  • العلاجات البيئية لمتلازمة توريت طريقة فعالة لتخفيف الأعراض

    علاج متلازمة توريت يحتاج لعدة مراحل، وعدة طرق مجتمعة مع بعضها البعض ليستطيع المصاب أن يتخطى أعراضها التي لا يمكنه أن يعرف وقت حدوثها، أو أن يتحكم بها أو حتى لا يستطيع أن يمنعها.

    من ضمن مجموعة متعددة من العلاجات المتبعة هناك العلاجات البيئية لمتلازمة توريت، والتي تفيد في تخفيف الأعراض التي يعاني منها المصاب، وتخطي الإحراج، وعدم الثقة بالنفس التي يعاني منها، إضافة للتباعد الاجتماعي الذي يضع نفسه في بوتقته هربًا من واقع مؤلم، فتعالوا معنا لنتعرف على هذه المتلازمة ومجموعة العلاجات المتبعة لتخفيف أعراضها وخاصة العلاجات البيئية لمتلازمة توريت:

    التعريف بمتلازمة توريت

    قبل البدء في التحدث عن العلاجات البيئية لمتلازمة توريت لا بد من التعرف بهذا المرض لفهم كل ما يتعلق به من أسباب وأعراض:

    متلازمة توريت أوما يسمى اختصارًا بـ (TS) هي اضطراب عصبي يتميز بحركات مفاجئة ومتكررة وسريعة وغير مرغوب فيها، أو إصدار أصوات غير لائقة، ونسمي هذه الحركات أو الأصوات بالتشنجات اللاإرادية أو (العرّات).

    متلازمة توريت هي واحدة من مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي والتي تسمى اضطرابات التشنج اللاإرادي حيث تظهر في سن مبكرة بين (5 و 10 سنوات)، والتي يعود السبب الرئيسي لها العامل الوراثي إضافة لأسباب أخرى كالعامل البيئي.

    اقرأ: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    علاج متلازمة توريت

    لا يوجد علاج لمتلازمة توريت، ولكن أي طريقة يمكن اتباعها كعلاج لهذه المتلازمة إنما تهدف إلى التحكم في العرّات (التشنجات) اللاإرادية، التي تصيب الشخص الذي يُعاني من هذه المتلازمة، والتي تتعارض مع الأنشطة اليومية وأداء الأعمال.

    عندما لا تكون هذه التشنجات اللاإرادية شديدة، قد يكون العلاج غير ضروري.

    وتشمل طرق علاج متلازمة توريت ما يلي:

    الأدوية:

    التي تُساعد على التحكم في التشنجات اللاإرادية أو تقليل أعراض الحالات ذات الصلة، كاستخدام أدوية مضادات الاكتئاب، أو أدوية علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو الأدوية المضادة للتشنجات.

    اقرأ: العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت.

    العلاج السلوكي:

    حيث يمكن أن تساعد التدخلات السلوكية المعرفية للتشنجات اللاإرادية، ويشمل ذلك (التمرين على انعكاس العادات، في مراقبة التشنجات اللاإرادية، وتحديد المحفزات المنذرة، والابتعاد عنها، وتعلُّم التحرك بشكل طوعي بطريقة تتعارض مع التشنجات اللاإرادية).

    اقرأ: العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت … أنواعها وفعاليّتها

    العلاج النفسي:

    بالإضافة إلى مساعدة المصاب على التأقلم مع متلازمة توريت، يمكن أن يساعد العلاج النفسي في إعادة الثقة بالنفس للمصاب، وتخرجه من حالة الإحراج، والتباعد الاجتماعي الذي ينتابه من ظهور الأعراض، كما يساعده العلاج النفسي في إدارة المشاكل التي تترافق مع هذه المتلازمة مثل: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب الوسواس القهري أو الهواجس، أو الاكتئاب، أو القلق.

    اقرأ: مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالوسواس القهري.

    التحفيز العميق للدماغ (DBS):

    ويتضمن التحفيز العميق للدماغ بزرع جهاز طبي يعمل ببطارية في الدماغ، لتوصيل التحفيز الكهربائي إلى المناطق المستهدفة التي تتحكم في الحركات. وبالرغم من ذلك فإن هذا العلاج لا يزال في مراحل البحث المبكرة، ويحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد ما إذا كان فعالًا أو آمنًا في علاج متلازمة توريت.

    العلاجات البيئية لمتلازمة توريت

    تختلف العلاجات البيئية لمتلازمة توريت ولكن قبل أن نحدد أو نتطرق لبعضها لنتعرف على أهمية العلاجات البيئية في متلازمة توريت:

    • العلاجات البيئية في متلازمة توريت تساعد المصاب للتعايش مع المتلازمة، بالطرق التي تضمن له استمرار حياته مع هذا المرض.
    • تساعده على تفهم وضعه بالشكل الصحيح ليستطيع أن يتجاوز الأعراض.
    • تُظهر له مدى مساندة الآخرين له ومساعدتهم ليستطيع أن يتعايش مع هذا المرض الذي سيكون ملازمًا له طيلة حياته.

    طرق العلاجات البيئية لمتلازمة توريت

    تهيئة البيئة المحيطة بمريض متلازمة توريت:

    إن البيئة التي يتواجد فيها المصاب بمتلازمة توريت، وخاصة للطفل المصاب يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تعرضه للتشنجات اللاإرادية وإدارة هذه التشنجات. هذا أمر مشجع حقًا لأن العائلات يمكنها حقًا مساعدة أطفالها في التعامل مع هذا الاضطراب. وهو يتضمن فقط إجراء تغييرات صغيرة على بيئتهم وكيفية تفاعلهم مع الطفل المصاب ومنها:

    • إبعاد الطفل أو المصاب عن الأماكن التي تحفز لديهم القيام بحركات لا إرادية، أو التلفظ بكلمات أو أصوات غير مرغوبة.
    • إن تفهم البيئة المحيطة بالمصاب بمتلازمة توريت لها دور فعال في تخطي هذا المصاب لأي إحراج، أو الشعور بالعار نتيجة ظهور الأعراض بشكل مفاجئ وسريع.
    • إضافة إلى أن البيئة الجيدة التي يعيش فيها مريض متلازمة توريت تجعله متواصلًا اجتماعيًا بالمحيطين به بكل ثقة دون قلق أو توتر.

    ملاحظة:

    يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت من “إحساس فسيولوجي داخل أجسامهم مما يسمح لهم بمعرفة أن التشنج اللاإرادي على وشك الظهور”، وهنا تلعب البيئة التي يعيش فيها المصاب دورًا في تخطي هذه الأعراض، رغم أن هناك صعوبة في السيطرة على التشنجات اللاإرادية، لكن هذا ليس مستحيلًا تمامًا.

    التعايش مع المتلازمة:

    ليستطيع المريض أن يتعايش مع مرضه وإصابته بمتلازمة توريت، لا بد له من ضرورة الانفصال عن أي شخص يساعده ليكون بدرجة من الوعي والادراك لحالته والاعتماد على نفسه.

    وأثناء هذه الفترة يمكن أن يُخطئ في إدارة أعراض المتلازمة، وتنعكس هذه الحالة على حالته المزاجية، لكن كونه وحده ومتفهم لوضعه المرضي بشكل كاف، ومدعومًا مسبقًا بالبيئة المحيطة به والمساندة له، فلن يتردد في القيام بالتغييرات التي تطور من وضعه وتفهمه لإدارة أعراض هذا المرض بالطريقة الصح.

    الانضمام إلى مجموعة الرعاية الصحية الخاصة بالمصابين بمتلازمة توريت:

    فالعلاج مع مجموعة تعاني من نفس الأعراض تجعل المصاب لديه القدرة على الجمع بين العمل والعلاج وشكل جماعي مما يزيد من التفاؤل، والتفاعل، والوصول لحلول ترضيه.

    كما تصبح لدى المصاب بمتلازمة توريت القدرة على الجمع والعمل بشكل جماعي بالتفاعل مع الكتب الخاصة بهذه المتلازمة، والابتعاد عن العزلة الاجتماعية.

    من الممكن من خلال الاستماع إلى قصص المجموعة الشخصية وتجاربهم مع هذه المتلازمة، ومشاركتهم أفكارهم وآرائهم وتجاربهم أن يُخفف من شدة هذا المرض، وفي الوقت نفسه يتم فيه أخذ النصيحة ويضعها في اعتباره.

    بدلًا من البكاء والألم كرد فعل للإصابة بهذا المرض، فالتواجد مع مجموعة مماثلة تعاني من نفس المرض تمنح المصاب معرفة أقوى لهذا المرض، وأعظم من البكاء، وكلما زادت قوة المصاب، كلما ساعده في التفاعل مع الآخرين وتجاوز المرض.

    اقرأ: تجارب بعض الأشخاص مع متلازمة توريت.

    الاهتمام بتغيير نوعية النظام الغذائي المتبع:

    بالإضافة إلى التفكير في مجموعة متنوعة من العلاجات المتبعة في متلازمة توريت لتجاوز الأعراض وتخفيفها، يحتاج المريض إلى مساعدة جميع الأشخاص الذين يتمتعون بالصحة ومعرفتهم بالطرق الصحية لتنظيم الصحة، وهذا يتطلب بيئة جيدة ومتفهمة يعيش ضمنها المصاب تجعل حياته مع هذا المرض تُدار بشكل أفضل.

    وإن اتباع أسلوب الحياة الصحي الذي يضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، وقدرة كافية على الحركة يعزز لياقة الجسم وصحة الجسم.

    على هذا يمكن اتباع نظام غذائي مناسب يساعد في تخفيف أعراض التشنجات اللاإرادية الني تحدث لمريض توريت، وخاصة النظام الغذائي الغني بفيتامين (B) وفيتامين (D).

    ممارسة الرياضة:

    كما أن اتباع نظام رياضي مناسب له الدور الكبير والفعال في:

    • تخفيف الحالة من البعد الاجتماعي عن الناس، والتي تجعل المصاب بتوريت يميل إلى الابتعاد عن الناس وخاصة الفضوليين والذين لا يتفهمون بعض الحالات الصحية.
    • إضافة إلى أن الرياضة تجعل المصاب بتوريت ينسى موضوع الاحراج الذي ينتابه أمام الناس عند ظهور أعراض المتلازمة من تشنجات لا إرادية.
    • كما أن الرياضة جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي صحي يتناسب مع المرض يُعيد للمصاب ثقته بنفسه.
    • كما تساعده الرياضة على الاسترخاء بشكل يومي، وإعادة الحيوية والنشاط له.

    ومن الرياضات التي يمكن أن يتبعها المصاب هي رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، والتي تعيد له النشاط والحيوية التي هو بأمس الحاجة إليها في مرحلة التعايش مع هذه المتلازمة.

    نظرة المجتمع والبيئة لمتلازمة توريت

    لقد ظهرت متلازمة توريت أو اضطرابات العرّة وتم تصويرها في الأدب الخيالي لبعض الكتّاب العالميين الذين كانوا يصورون لنا معاناة شخصيات رواياتهم من هذه المتلازمة ومنهم:

    ظهرت شخصية السيد (بانكس) في الرواية الشهيرة (Little Dorrit)، (دوريت الصغيرة) للكاتب تشارلز ديكنز، وهي شخصية خيالية في رواية ظهرت في (1855-1857) للكاتب تشارلز ديكنز.

    وشخصية (ليفين) في رواية (أنا كارنينا) التي كتبها ليو تولستوي.

    حيث صور الكاتبان الشخصيات تلك على أنها تعاني من متلازمة توريت، وكان التصوير على أنهم نتيجة معاناتهم من هذه المتلازمة، فهم غير لائقين اجتماعيًا، ولا يمكنهم العيش بين الآخرين بسبب التصرفات التي تظهر لديهم نتيجة الأعراض التي تنتابهم من إصابتهم بتوريت، مما زاد من وصمة العار وسوء الفهم العام لأولئك المصابين بمتلازمة توريت في ذلك الوقت.

    حيث من خلال هذا التصوير للشخصيات فقد كانت البيئة المحيطة بالمصابين بمتلازمة توريت تبينهم على أنهم أشخاص لا يمكنهم العيش في المجتمع، مما اعتقد البعض بأن ما يحدث لهم هو نتيجة سحر وشعوذة، وأن الشيطان سيطر على أجسادهم، فكانت طرق العلاج تعتمد على رجال السحر والشعوذة لتخليص المصابين من الشيطان الذي في أجسادهم.

    وعلى هذا الأساس ظهر كتاب (مطرقة الساحرات) (Malleus Maleficarum) للكاتب هاينريش كرامر وهو أحد رجال الدين الكاثوليك الألمان، والذي يتناول فيه رجل الدين موضوع مهم أنذاك وهو محاكمة الساحرات التي كانت تُجرى في العصور الوسطى.

    اقرأ: أهم الكتب عن متلازمة توريت.

    أمثلة حقيقية من العلاجات البيئية لمتلازمة توريت:

    من المؤكد أن غالبية من يعاني من متلازمة توريت يبحث عن طريقة للشفاء أو العلاج، حتى وإن كان يعرف أنها عملية صعبة، وأن علاجه لن يكون شفاء تامًا من هذا المرض، لكن الإحاطة بهذا المرض ومعرفته معرفة تامة من قبل المريض والمحيطين به لها مزايا كامنة ترتبط بالقابلية الوراثية للفرد لتطوير وإدارة متلازمة توريت، (مثل زيادة الوعي، وزيادة الاهتمام بالتفاصيل والظروف المحيطة والتي قد يكون لها قيمة كبيرة).

    وهناك أمثلة كثيرة على مصابين بمتلازمة توريت تخطوا هذه المحنة، من خلال وعيهم وادراكهم وقابليتهم في إدارة أعراض هذا المرض، ومن بينهم الرياضيين، وشخصيات إعلامية، وأطباء وموسيقيين.

    ولكن أكثرهم شُهرة هو الأديب الإنجليزي (صمويل جونسون) في القرن الثامن عشر، الذي كان يُعاني من بعض التشنجات اللاإرادية رغم أنه كان رجلًا قويًا وطويل القامة، وسببت له هذه التشنجات اللاإرادية في نفور الناس عنه خاصة عند أول مرة يلتقون به، ولكن بنيته العصبية والقوية، ومساندة والداه له (فقد كانا فخوران به وبأعماله) أعطته إدراك محسّن، وقدرة على التركيز المفرط، مما ساهم في نجاحه على أرض الواقع، وتجاوز هذه التشنجات التي تحدث له.

    نصائح هامة للمصاب بمتلازمة توريت

    من خلال ظهور الأعراض التي يعاني منها المصاب بمتلازمة توريت يمكن أن تتزعزع ثقته بنفسه، وقد يشعر بالحرج من حركاته اللاإرادية، وتجعله يتردد في المشاركة بالأنشطة الاجتماعية، مثل المواعدة أو الخروج في نزهة، ونتيجة لذلك يزداد لديه خطر إصابته بالاكتئاب وإدمان المواد المخدرة.

    ولكن لدينا بعض النصائح التي يمكنك الأخذ بها وتطبيقها للتأقلم مع متلازمة توريت:

    • في البداية تذكر أن هذه التشنجات اللاإرادية التي يُصاب بها، عادة ما تبلغ ذروتها في بداية مرحلة المراهقة، ولكنها لحسن الحظ تتحسن مع التقدم بالعمر.
    • التواصل مع آخرين يتعاملون مع متلازمة توريت للحصول على معلومات ونصائح للتأقلم والدعم، وكذلك التواصل مع مجموعة الأشخاص المصابين بهذا المرض لمساعدتك على التعايش بشكل أفضل.

    ولمد يد العون للأطفال المصابين بمتلازمة توريت:

    • دافع عن الطفل الذي يُعاني من متلازمة توريت.
    • ساعد في تثقيف المعلمين، وسائقي الأوتوبيس المدرسي، والآخرين الذين يتعايش الطفل معهم بانتظام.
    • كما يمكن لسياق تعليمي يلبي احتياجات الطفل (الذي يُعاني من المتلازمة) مثل التعليم الخصوصي، والاختبار العشوائي لتقليل الضغط، والصفوف الدراسية الأصغر أن يكون ذا فائدة.
    • ادعم الاهتمامات الشخصية للطفل المصاب وصداقاته، فكلاهما يساعدان في بناء تقديره لذاته.
    • ابحث عن إحدى مجموعات الدعم: لمساعدتك في التكيّف، والتعرف على الطرق الصحيحة والصحية للتعامل مع طفل مصاب بهذه المتلازمة.
    • كن على تواصل مع طبيب متخصص يُشرف على حالة الطفل المصاب بتوريت، وسجل المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك أي ضغوط كبيرة أو أي تغييرات طرأت مؤخرًا على حياتك وحياة الطفل المصاب بمتلازمة توريت، ليكون الطبيب على اطلاع بأدق تفاصيل تحدث.
    • ووجود الشخص المصاب تحت إشراف طبي متخصص مهم جدًا لدراسة حالته في كل مرحلة يمر بها، ولتحديد العلاج المناسب بكل مرحلة، ولتحديد الوقت المناسب للتداخل الدوائي، مع العلاج السلوكي والنفسي له.
    • دوّن قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي يتناولها الطفل المصاب.

    أخيرًا …

    العوامل البيئية التي يعيشها المصاب مع قوة التشنج اللاإرادي لها دور كبير في تخفيف الأعراض وإدارة أفضل لهذا المرض.

    تعليم المقربين من المصاب (الآباء، الأصدقاء) بتذكير الشخص المصاب باستخدام استجابة منافسة أو عدم السماح له بالهروب من الموقف (نتيجة ظهور أعراض المتلازمة)، لمجرد أنه متوتر، فيمكن أن يساعد ذلك في الواقع، وخاصة أن التدخل السلوكي الشامل للتشنجات اللاإرادية ومساعدة الطفل على القيام بذلك. له دور في السيطرة على التشنجات اللاإرادية الخاصة به.

    كما أن الدعم الأسري والعائلي للشخص المصاب بمتلازمة توريت، والتنبيه على المدرسة بالاهتمام بالأطفال المصابين بهذه المتلازمة لعدم إحراج الطفل المصاب أو التنمر عليه، والذي يزيد من تفاقم أعراض المرض له الدور الكبير في إدارة المرض.

    المصدر:

  • الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت

    قد يؤثّر وجود تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة توريت على زيادة فرصة حدوث المتلازمة عند الأبناء، شأنها كباقي الأمراض العصبية الوراثية الأخرى، كما قد يلعب نوع الجنس و الإصابة ببعض الأمراض النفسية دورًا مهمًا في الإصابة بمتلازمة توريت.

    لكن ليس هذا فقط، بل من الممكن أيضًا أن تؤدي بعض الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت نتيجة الخلل العصبي التي قد تحدثه في الدماغ، وإذا أردتم التعرف على الأسباب البيئية التي قد تسبب الإصابة بمتلازمة توريت تابعوا معنا المقال التالي.

    ما هي متلازمة توريت؟

    • متلازمة توريت هي حالة تجعل المرضى يقومون ببعض الحركات أو الأصوات المتكررة بشكل لا إرادي. تشتهر متلازمة توريت بالتشنجات اللاإرادية، والتي عادة ما تبدأ في الظهور عندما يكون الطفل بعمر 5 إلى 10 سنوات.
    • هناك أنواع عديدة من التشنجات اللاإرادية، حيث يؤثر بعضها على حركة الجسم وتسمى (التشنجات اللاإرادية الحركية)، والبعض الآخر ينتج عنه صوت وتسمى (التشنجات اللاإرادية الصوتية).
    • في البداية قد تكون التشنجات اللاإرادية بسيطة وتقتصر على مجموعات عضلية قليلة، وبمرور الوقت قد تتأثر مجموعات العضلات الأخرى، حيث تسوء التشنجات اللاإرادية وتصبح أكثر تعقيدًا، إلى أن تختفي أعراضها بعد سن المراهقة.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    ما هي الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت؟

    هناك عوامل وأسباب بيئية تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة توريت نذكر لكم منها ما يلي:

    • إذا كان الطفل يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة، مع علامات إصابة دماغية، أو ظهور ورم في جزء من الدماغ، يكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة توريت وبأعراض أكثر وضوحاً وشدة.
    • قد تكون الأم الحامل تعاني من الإجهاد الشديد بالفترة التي تسبق الولادة سببًا لإصابة الطفل بمتلازمة توريت.
    • الإدمان على التدخين، والمشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل.
    • إذا عانت الأمّ خلال فترة الحمل، من حالات الغثيان والقيء المتكررة والحادة خلال الثلث الأول من فترة الحمل، أو إذا عانت الكثير من الضغط النفسي والتوتر، يمكن أن تلد طفلها مصاب بمتلازمة توريت.
    • إذا حصل نقص في تزويد الأكسجين، أو الدم للأم أثناء عملية الولادة يمكن أن يسبب ذلك إصابة الطفل بمتلازمة توريت.
    • إن الذعر والقلق والخوف والتوتر من العوامل البيئية المحيطة بالطفل كالخوف من الإمتحان، أو القلق بشأن نتائج الفصل الدراسي، أو تعرض الطفل للتنمر الشديد، أو عدم الإحساس بالأمان في المنزل، أو القلق بشأن أمرٍ لا على التعيين، جميع هذه العوامل قد تؤدي إلى إجهاد خلايا الدماغ والإصابة بمتلازمة توريت.

    اقرأ أيضًا:

    المصادر:

  • العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت … أنواعها وفعاليّتها

    اعتُبرت متلازمة توريت كـ حالة نادرة، نفسية المنشأ، لا زال يساء فهمها إلى زمن قريب جدًا، إلا أن متلازمة توريت هي اضطراب عصبي مزمن يتجلى في تشنجات عصبية، حركية ولفظية، يمكن أن تكون محرجة ومزعجة للغاية.

    يتم علاج هذه الحركات اللاإرادية في الغالب بمسكنات الألم ومضادات الذهان، وقد تفشل الأدوية في بعض الأحيان في التحكم بالحركات اللاإرادية ومنع ظهورها المفاجئ، كما أن لها أيضًا آثارًا جانبية مزعجة، لذا يلجأ المرضى إلى العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت. حيث أظهرت دراسة نُشرت في عام 2015 أن العلاجات السلوكية، التي تُستخدم لتقليل الأعراض لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت، يمكنها أيضًا تغيير طريقة عمل أدمغتهم.

    مفهوم العلاج السلوكي لمتلازمة توريت

    العلاج السلوكي لمتلازمة توريت هو نوع من العلاج النفسي الذي يعلّم الشخص المصاب أن يصبح على دراية بسلوكه ويسهم في تعليمه طرقًا لتغيير هذا السلوك. تعتمد العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت على الاحتياجات والأعراض المحددة لكل شخص، وعادة ما تحدث في عيادة الطبيب المعالج الذي يعمل على مساعدة المريض، الذين يعاني من التشنجات اللاإرادية، على الاستعداد وضبط نفسه تجاه الحركات اللاإرادية التي ستحدث. يُمارس العلاج السلوكي من قبل علماء النفس والمعالجين المهنيين والممرضات المدربين تدريبًا خاصًا وغيرهم من المهنيين الذين خضعوا لتدريب خاص في العلاج السلوكي للتشنجات اللاإرادية.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    أنواع العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    تتنوع طرق العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت، التي تعد مفيدة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التشنج اللاإرادي، على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أنها فعالة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والبالغين أيضًا. وحيث يتطلب العلاج الكثير من الصبر يصبح من الضروري أن يكون لدى الفرد المصاب بمتلازمة توريت، والمعرض للتشنجات اللاإرادية، حافزًا كبيرًا للعمل على علاج هذه التشنجات والتحكم بها.

    1 – العلاج السلوكي الشامل (CBIT):

    استخدم العلماء طريقة التدخل والعلاج السلوكي الشامل (CBIT) لعلاج الحركات والتشنجات اللاإرادية وذلك من خلال تدريب المريض المصاب بمتلازمة توريت على إدراك الحركة اللاإرادية وتعليمه كيف يرد بالمثل كخطوة أولى على طريق العلاج. يتم تقديم العلاج السلوكي المعرفي (CBIT) عادةً من خلال جلسات أسبوعية يتراوح عددها بين (8 إلى 12) جلسة أسبوعية، أو كل أسبوعين، بنفس العدد السابق (على الرغم من أن عددًا أقل قد يكون مناسبًا للتشنجات اللاإرادية الخفيفة)، ولكن هذا يمكن أن يعتمد على كلٍ من الشخص المصاب بالتشنجات اللاإرادية وأيضًا الخبير المعالج.

    2 – منع التعرض والاستجابة (ERP):

    منع التعرض والاستجابة (ERP)، هو نوع آخر من التدخل السلوكي العلاجي، يركز هذا النوع من العلاج السلوكي أيضًا على التعود على الشعور المتوتر أو غير المريح الذي يسبق التشنجات اللاإرادية والتي تعرف بـ (الحافز الأولي)، والتعامل مع الدافع بمقاومته، أو باستخدام إجراء يساعد على تلاشي الرغبة في التشنجات اللاإرادية. قد يعتقد الشخص المصاب بالتشنجات اللاإرادية أن هذا سيكون غير مريحًا، ولكن مع الممارسة يصبح الأمر أسهل. سيستخدم المعالج أثناء العلاج استراتيجيات لجعل الدافع الأولي قويًا قدر الإمكان وتشجيع الطفل أو البالغ على التعود على الشعور به دون القيام بذلك.

    3 – العلاج العكسي للعادة (HRT):

    يتضمن العلاج العكسي للعادة مرحلتين أساسيتين، ففي حين تشمل المرحلة الأولى على تحديد التشنجات اللاإرادية الكلية المزعجة للمريض بالتفصيل. ومن ثم يقوم المريض بعدها باختيار عرةً واحدةً معينةً للعمل عليها، وعلى الأرجح يقع الاختيار على العرّات التي تزعجه أكثر. يجب أن يفهم الشخص المصاب بمتلازمة توريت مكان حدوث التشنج اللاإرادي في جسمه والعضلات المشاركة في حدوثه. بعدئذ يعمل المعالج على مساعدة المريض على إدراك وقت حدوث هذه العرة، حيث أن زيادة إدراك الأشخاص، المصابون بمتلازمة توريت، لموعد حدوث التشنجات اللاإرادية (أي الدافع الأولي) سيساعدهم على التحكم فيه.

    المرحلة التالية من العلاج العكسي هي إيجاد استجابة منافسة، حيث يتم تدريب المريض بمتلازمة توريت على أداء حركة مقصودة، تمنع التشنج اللاإرادي من الحدوث. إلا أنه لا ينبغي أن يبدو أداء الحركة المقصودة أكثر غرابة من التشنج اللاإرادي نفسه، وألا يتعارض مع أنشطة الشخص المصاب. يجب أن يكون هذا الشخص قادرًا على الاحتفاظ بالاستجابة المنافسة طالما كانت هناك حاجة لتقليل الرغبة، على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما تشنج حركي يتضمن دفع ذراعه للخارج، فيمكن تعليمه توجيه الدافع الأولي إلى شيء أكثر ملاءمة مثل وضع يده على ساقه والدفع برفق. ثم يتم تطبيق هذا النهج على كل عرة على حدة. يمكن للمرضى المصابون بمتلازمة توريت أن يحسّنوا استجاباتهم التنافسية بمجرد فهمهم لمبادئ كيفية القيام بذلك، الأمر الذي قد يكون مفيدًا في المستقبل عندما تظهر التشنجات اللاإرادية الجديدة في وقت قد ينتهي فيه العلاج.

    استراتيجيات مساعدة في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    تشير الدراسات إلى أن معظم الأفراد الذين لديهم استجابة ناجحة للعلاج السلوكي يختبرون عادةً انخفاضًا بنسبة 30- 40 ٪ في التشنجات اللاإرادية، ولا سيما في حال ترافقت العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت مع أدوات إدارة التشنج اللاإرادي الأخرى الموضحة أدناه:

    1 – التربية النفسية:

    يعد التعرف على اضطرابات العرة ومتلازمة توريت أمرًا ضروريًا، تتضمن عادًة المعلومات، التي تدخل في التثقيف النفسي للمريض المصاب، فهم أسباب متلازمة توريت وأخذ العلم بأنها حالة مرتبطة بالدماغ تحدث بشكل متكرر في سن يتراوح  ين 10- 12 سنة على شكل تشنجات لاإرادية ثم تنخفض تكراريتها في بداية مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى معرفة أنواع العرّات المرافقة لهذه المتلازمة، الأمر الذي يمكن أن يساعد المريض على التكيف مع اضطراب التشنج اللاإرادي.

    2 – التحليل الوظيفي:

    يستخدم التحليل الوظيفي لتحديد الأحداث البيئية التي يمكن أن تجعل التشنجات اللاإرادية أسوأ، أو تحافظ على مستوى قوة وحدّة حدوث التشنجات اللاإرادية للمرضى المصابين بمتلازمة توريت، حيث يعمل المعالج المختص على مساعدة الشخص الذي يعاني من التشنجات اللاإرادية على فهم ما يمكن أن يحدث له قبل حدوث نوبة التشنجات اللاإرادية وبعدها. وتشمل التشنجات اللاإرادية ردود فعل المريض على موقف أو أفكار أو مشاعر في مكان معين، والطريقة التي يستجيب بها الأشخاص المحيطون به عندما يتصرف بهذه الطريقة. سيعمل المعالج بعد ذلك مع الشخص المصاب للتقليل أو التخلص من حالات التشنج اللاإرادي المتزايدة. قد يساعد الاسترخاء، أو تعلم النظر إلى هذا الموقف بطريقة أخرى، في ذلك.

    3 – نظام الدعم الاجتماعي والمكافآت:

    يعد الحصول على دعم الشخص المصاب من قبل شخص آخر مفيد جدًا في التعرف على كيفية القيام باستجابة المنافسة والتحفيز على الاستمرار في القيام بذلك بمرور الوقت. عادة ما يكون هذا الشخص أحد الوالدين أو مقدم الرعاية للأطفال أوصديق مقرب أو شريك للبالغين. قد يكون من المفيد إعداد نظام حوافز يتلقى فيه الطفل المديح أو النقاط التي يمكن استبدالها بجوائز عندما يبذلون جهدًا كبيرًا للتعرف على كيفية التحكم في التشنجات اللاإرادية.

    4 – تدريب الاسترخاء:

    يستخدم الاسترخاء لتقليل التوتر الذي يعاني منه الشخص المصاب باضطرابات التشنج اللاإرادي. يتم تضمين هذا في العلاج بسبب فكرة أن التعرض للضغط يجعل الشخص أقل قدرة على التحكم في التشنجات اللاإرادية. يتضمن تدريب الاسترخاء الأكثر شيوعًا التنفس العميق جنبًا إلى جنب مع الشد التدريجي لمجموعات العضلات في الجسم وإرخاءها.

    دور الأهل في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    يركز العلاج السلوكي الشامل، أو التدخلات السلوكية الشاملة، على تطوير وتشكيل المهارات التي تنمي الاعتماد على الذات والاستقلالية وقدرة الطفل على التعايش مع وضعه الصحي لذا يلعب كل من المريض ووالديه دورًا مهمًا في علاج المرض.

    يتطلب العلاج السلوكي الشامل (CBIT) أيضًا التواجد المستمر للوالدين ودعمهما المتواصل للمريض. في هذه الحالة، يتم تعليم الآباء أيضًا التحكم في سلوكياتهم وردود أفعالهم تجاه حركات أطفالهم اللاإرادية. كما يجب على الآباء تقدير جهود أطفالهم باستمرار وتشجيعهم على مواصلة ممارسة التمارين، التي يحددها اختصاصيو التوعية، لمنع التشنجات اللاإرادية.

    تجارب الباحثين في العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت

    اختار الباحثون بشكل عشوائي 126 طفلاً في فئات عمرية مختلفة تتراوح أعمارهم بين 9 و 17 عامًا وتم علاجهم بطريقتين من الإسعافات الأولية والتدخلات السلوكية الشاملة. شاركت المجموعتان في ثماني جلسات، من العلاج النفسي والعلاج السلوكي، على مدى عشرة أسابيع واستمرت العملية لمدة ثلاثة أشهر متتالية. في الخطوة الأولى تم فحص وتقييم كل طفل في الأسبوع العاشر وبعد ثلاثة وستة أشهر. كانت النتيجة أن حوالي 52 ٪ من الأطفال الذين خضعوا للعلاجات السلوكية الشاملة قد انخفضت لديهم بشكل ملحوظ أعراض متلازمة توريت. في الخطوة التالية، درب المعالج الأطفال على الانخراط في أنشطة أو ممارسة سلوكيات معاكسة للحركة اللاإرادية الوشيكة. هذه العملية جعلت الأطفال يشعرون بقدر أقل من الحرج وقللت من عدد الحركات اللاإرادية والقفزات العضلية بمرور الوقت.

    فوائد العلاجات السلوكية

    تتمثل إحدى فوائد العلاجات السلوكية الشاملة الأخرى في أن آثار العلاج تبقى مع الطفل لفترة طويلة. النقطة المهمة في هذا المجال هي أن الأطفال الذين كانوا يتناولون أدوية لمعالجة مرضهم، قبل بدء مرحلة العلاجات السلوكية، كانوا قادرين على تلقي الأدوية والعلاج النفسي في نفس الوقت. أما بالنسبة للطفل الذي يعاني من إعاقة في النطق فقد يخطئ أحيانًا في نطق الكلمات بعبارة صريحة، حيث يحدث خطأ في حركة الشفاه عدة مرات أثناء تحدثه، لذا يعلمه المدرب ضبط تنفسه الإيقاعي حتى يتمكن من نطق الكلمات والعبارات بسهولة أكبر.

    في النهاية …

    تساعد العلاجات السلوكية لمتلازمة توريت المرضى المصابون بهذه المتلازمة في التخفيف من حدة التشنجات اللاإرادية التي يعانون منها، لذا ينصح الأطباء باللجوء لهذه العلاجات السلوكية بالإضافة إلى العلاج بالأدوية، كونها لا تعيقه.

    المصادر:

  • الجراحة لمتلازمة توريت … طريقة علاج للحالات المتقدمة

    تظهر أعراض متلازمة توريت في مرحلة الطفولة وتتحسن لدى العديد من المرضى مع تقدمهم في العمر. ومع ذلك قد تصبح هذه الأعراض شديدة لدى البعض لدرجة أنهم يصبحون معزولين اجتماعيًا وغير قادرين على العمل أو الذهاب إلى المدرسة.

    يعد الطبيبان موغيلنر وزميله مايكل إتش بورفار، الأستاذ المساعد في قسم جراحة الأعصاب وقسم طب الأعصاب والمدير المشارك لمركز التعديل العصبي، رائدين في علاج أكبر سلسلة حالات في الولايات المتحدة من DBS المهادي باستخدام الجراحة لمتلازمة توريت عند الشباب. في حين تم إجراء ما يقدر بـ 160 جراحة فقط حتى الآن في جميع أنحاء العالم. تفاصيل أكثر عن الجراحة لمتلازمة توريت تجدونها فيما يلي.

    الأشخاص المرشحون لـ الجراحة لمتلازمة توريت (DBS)

    يعد الشباب الذين يعانون من حالات شديدة من متلازمة توريت هم الفئة الأكثر عرضًة لجراحة متلازمة توريت، حيث بينت الأبحاث والدراسات أن الجراحة يمكن أن تقلل من التشنجات أو الحركات اللاإرادية، والعرّات الصوتية المرافقة لهذه المتلازمة.

    يتم اللجوء إلى الجراحة لمتلازمة توريت DBS لعلاج الحالات العصبية الأخرى التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل مناسب عن طريق الأدوية، بما في ذلك مرض باركنسون، الرعاش مجهول السبب، خلل التوتر العضلي والصرع. إلا أن لجنة من المتخصصين المستقلين تقوم بمراجعة كل حالة من الحالات التي ستخضع لهذا الإجراء للتأكد من أن المرضى قد جربوا علاجات بديلة، وأن الإعاقة لديهم شديدة بما يكفي لتبرير الخضوع لهذا الإجراء. ونظرًا لأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم توافق بعد على DBS لعلاج متلازمة توريت، فلا يزال يعد خيارًا أخيرًا للعلاج.

     اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    ما هي الجراحة لمتلازمة توريت؟

    الجراحة لعلاج متلازمة توريت هي إجراء جراحي يسمى التحفيز العميق للدماغ (DBS)، يقوم على إرسال نبضات كهربائية إلى منطقة معينة من الدماغ، تعرف بمنطقة المهاد العميق، والذي يتم من خلالها تحفيز الأجزاء التي تتحكم في الحركة، مما يقلل من التشنجات اللاإرادية والعرّات الصوتية التي يعاني منها الشباب المصابون بحالات شديدة من متلازمة توريت.

    مراحل الجراحة لمتلازمة توريت

    تعد الجراحة لمتلازمة توريت إجراء متعدد المراحل، حيث يقوم المختصون المعالجون بإدخال قطبين كهربائيين في منطقة من الدماغ تسمى المهاد الإنسي، وهي جزء من دارة الدماغ التي تعمل بشكل غير طبيعي في متلازمة توريت، كمرحلة أولى.

    خلال المرحلة الثانية، التي تتم في اليوم التالي أو بعد أيام قليلة، يتم توصيل جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، يسمى محفز الأعصاب، بالأقطاب الكهربائية المدخلة سابقًا إلى المهاد الإنسي، حيث يقوم هذا الجهاز بإصدار نبضات كهربائية في المهاد الإنسي. ثم يتم تعديل هذه النبضات خلال سلسلة من زيارات المتابعة للمرضى الخارجيين للعثور على مجموعة من الإعدادات التي تتحكم بشكل أفضل في الأعراض.

    نتائج الجراحة لمتلازمة توريت

    في دراسة تمت لتقييم نتائج إجراء الجراحة لمتلازمة توريت، تابع فريق من الباحثين 13 مريضًا تراوحت أعمارهم بين 16 عامًا و33 عامًا، خلال مدة استمرت ستة أشهر من الزيارات المتابعة. حيث عمل الباحثون على قياس شدة التشنجات اللاإرادية قبل الجراحة وبعدها، باستخدام مقياس ييل العالمي للخطورة (YGTSS)، فوجدوا أن شدة التشنجات اللاإرادية انخفضت في المتوسط ​​بنسبة 37 في المائة بدءًا من وقت اجراء العمليات حتى موعد زيارة المتابعة الأولى. وفي زيارتهم الأخيرة، انخفضت درجات التشنج اللاإرادي لدى المرضى بمعدل 50 بالمائة.

    كما أفاد جميع المرضى في استطلاع، تم اجراؤه بعد ستة أشهر من الجراحة، أن الأعراض المزعجة قد تحسنت إما بشكل جيد أو بشكل جيد جدًا، وقالوا جميعًا إنهم سيجرون الجراحة مرة أخرى، حتى أولئك المرضى الذين عانوا من مضاعفات أو عانوا من ردود فعل أقل وضوحًا نسبيًا.

    اقرأ أيضًا: العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت .. تخفيف للأعراض الشديدة

    المصادر

  • متلازمة توريت تاريخ المرض وانتشاره .. معلومات هامة

    متلازمة توريت اضطراب في الجهاز العصبي تجعل الأشخاص المصابين بها يعانون من “التشنج اللاإرادي” عبر إحداث حركات أو أقوال خارجة عن إرادتهم.

    ومن المعروف أن لكل مرض منشأ معين، شُخص لأول مرة من خلال أحد الأطباء أو المعالجين، لذلك في هذا المقال رأينا أن نتعرف معكم على نشأة المرض وانتشاره، وكيف توصل الباحثون في دراسته على تعريفه وربطه مع أسباب معينة للإصابة به وتشخيصه للوصول إلى علاجات مختلفة له.

    متلازمة توريت تاريخ المرض وانتشاره

    فترة القرن التاسع عشر كانت من أهم الفترات التي تم خلالها اكتشاف الكثير من الأمراض التي تتعلق باضطرابات الدماغ أو المتعلقة بعلم الأعصاب، ومن خلال هذه الأبحاث تم التعرف على أمراض جديدة وتم توثيقها لأول مرة وبشكل واضح في العلوم الطبية.

    وقد ساهم في هذه الإنجازات الكثير من الأطباء والعلماء والباحثين المتخصصين الذين كان لهم الفضل في ذلك، ومن بين هؤلاء الطبيب الفرنسي المشهور بعلم الأعصاب جان مارتن شاركو (Jean-Martin Charcot) ‏(1825-1893)، وهو من أشهر أطباء الأعصاب في فرنسا وله باع طويل في علم الأعصاب.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    أول ظهور لمتلازمة توريت

    وللحديث على أول ظهور لمتلازمة توريت يمكن القول أنه أثناء عمل الطبيب الفرنسي المشهور (شاركو) في مستشفى Salpêtrière بباريس، اهتم كثيرًا بالحالات التي كانت تأتي لهذه المشفى وتتعلق باضطرابات الجهاز العصبي، فاهتم بنفسه بكل ما يتعلق الأمراض العصبية، وعُين على أثرها مديرًا لهذه المستشفى والتي كانت تجتذب الكثير من طلاب الطب للتدريب فيها والأخذ بتوجيهاته وتعليماته، وكان من بين هؤلاء المتدربين عدة أطباء منهم (سيغموند فرويد) المشهور بأنه رائد في مجال الطب النفسي وعلم النفس، وهناك أيضًا (جورج ألبرت إدوارد بروتوس جيل دي لا توريت) الذي نُسب إليه لاحقًا وصفه وتشخيصه لأعراض الاضطراب العصبي المعروف بمتلازمة توريت.

    من هو جيل دو لا توريت؟

    بدأ دراساته الطبية في الفترة (1873-1876) في منطقة بواتييه بباريس، حيث بدأ تدريبه على يد الطبيب الفرنسي شاركو في مستشفى Salpêtrière وتدرب على دراسة العديد من الحالات الطبية التي تأتي للمشفى كالتنويم المغناطيسي، والهستيريا، والرنح والذي هو (اضطراب عصبي يتسبب في ضعف التنسيق الحركي) تحت اشراف شاركو.

    وقد طلب منه الطبيب شاركو الاهتمام بحالات الاضطرابات الحركة الانتيابية، وهي أمراض عصبية ما يميزها أنها عبارة عن نوبات مفاجئة من الفعل أو العاطفة، وبالفعل قام توريت بذلك.

    في مقال نشره الطبيب (جيل دو لا توريت) في المجلة الطبية (Archives de Neurologie3) في عام 1885 وكان في الـ 28 من عمره، أنه خلال دراساته في هذه المشفى أحيل إليه حالة عصبية غريبة أسماها “maladie des tics” وقد أفاد فيها أنه لاحظ أن هناك 9 من الأفراد الذين عاينهم، إضافة للحالة الأولى، كانوا يُعانون من حالة لها سمات مختلفة، تبدأ معهم من الطفولة وتتعلق بالوراثة، وانها عبارة عن حركات نمطية، واحساس مبكر، وأصوات غريبة، وفي اعتقاد توريت آنذاك أنه شخصها بأن سبب هذه الاضطرابات هو تنكسي حيث ورث المصاب جهازًا عصبيًا أضعف بسبب السلوكيات اللاأخلاقية للأجيال السابقة، (حيث كان الاعتقاد الخاطئ في هذه الفترة لتشخيص العديد من الاضطرابات العصبية أو العقلية على أنها ناجمة عن أفعال خاطئة، أو أرواح شريرة).     

    هل تم وصف متلازمة توريت سابقًا؟

    من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن جيل دي لا توريت يُنسب إليه اكتشاف الاضطراب الذي يحمل اسمه (متلازمة توريت)، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن هذه الحالة سبق وصفها من قبل أطباء آخرين.

    ففي كتاب يسمى (Malleus Maleficarum)، أو (مطرقة الساحرات) والذي نُشر في عام 1498، وصف الكاتب كاهنًا مصابًا بعرّات حركية وصوتية يُعتقد أنها نتيجة لاستحواذ الشيطان عليه أو السحر أو الأرواح الشريرة التي سيطرت على المصاب.

    لكن في عام 1825 أفاد الطبيب الفرنسي جان مارك غاسبار إيتارد (1775-1838) أن (ماركيز دي دامبيير) وهي امرأة مهمة من الطبقة الأرستقراطية الباريسية النبيلة، عانت من اضطراب تميز بحركات لا إرادية مرتبطة بالألفاظ المفاجئة وغير المرغوب بها، وهي واحدة من هؤلاء المرضى الـ 9 الذين عاينهم توريت وتم تشخيص إصابتهم لأول مرة بمتلازمة توريت.

    كما وصفت إحدى المنشورات التي نشرها الطبيب الفرنسي الشهير أرماند تروسو (1801-1867) في عام 1873 العديد من المرضى الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية.

     لكن من المثير للاهتمام، أن الطبيب الفرنسي (جيل دو لا توريت) هو الذي أبلغ بوضوح الميزات العديدة للحالة، وبالتالي فهو الذي مهد الطريق للاعتراف بمتلازمة توريت باعتبارها اضطرابًا عصبيًا متميزًا.

    دراسات عن متلازمة توريت بعد الطبيب (جيل دو لا توريت)

    بعد وفاة الطبيب الفرنسي (جيل دي لا توريت) وحتى أوائل الستينيات، كان هناك اهتمام ضئيل نسبيًا بدراسة متلازمة توريت مقارنة بالحالات العصبية الأخرى مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر، والتي تم التعرف عليها كحالات طبية خلال نفس الفترة.

    بدأ هذا يتغير في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما أثبت شابيرو وزملاؤه أن عقار (هالوبيريدول) المضاد للذهان يمكن أن يكون مفيدًا في علاج أعراض متلازمة توريت وتخفيف شدة التشنجات اللاإرادية التي يُعاني منها المصاب.

    وبدأت هذه الملاحظة في إثارة التساؤل حول وجهة النظر النفسية والاجتماعية والتحليل النفسي (على سبيل المثال وجود التشنجات اللاإرادية تتعلق بالمشاعر والتعبيرات الجنسية) ونهج علاج الاضطراب الذي اقترحه المحلل النفسي المجري ساندور فيرينزي (1873-1933) في عام 1921 والذي كان سائدًا خلال العقود السابقة.

    تزامن هذا مع إنشاء الرابطة الوطنية لمتلازمة توريت في الولايات المتحدة في عام 1972، مع الاهتمام الكبير بهذا الاضطراب وحفزه خلال السبعينيات والعقود اللاحقة، وقد تم تقديم جوائز المنح البحثية من قبل جمعية توريت (بدءًا من عام 1984)، ولاحقًا المنظمات الأخرى في جميع أنحاء العالم التي قامت على تشجيع العديد من علماء الأبحاث والأطباء على التحقيق في الأسباب والسعي للحصول على علاجات محسنة لاضطراب متلازمة توريت.

    واليوم نحن نستفيد من فهم أفضل لمتلازمة توريت، وبالتالي نحن قادرون على تطبيق استراتيجيات علاجية مختلفة لعلاج الأفراد المصابين بهذه الحالة بشكل أفضل.

    انتشار متلازمة توريت

    تشير التقارير الأولى عن انتشار متلازمة توريت (TS) إلى أن الحالة كانت غامضة إلى حد ما أثناء وقبل القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كان عدد الأفراد المصابين بمتلازمة توريت قد زاد بالفعل منذ ذلك الحين، فمن الواضح اليوم أن المهنيين الطبيين أكثر قدرة على تشخيص متلازمة توريت وأن عامة الناس أكثر وعيًا بالحالة.

    على الرغم من الإبلاغ عن انتشار متلازمة توريت في جميع أنحاء العالم من (0.3٪ إلى 0.8٪) من جميع الأطفال، تشير بعض الدراسات الوبائية إلى أن ما يصل إلى 24٪ من الأطفال قد يعانون من التشنجات اللاإرادية في وقت ما أثناء طفولتهم، وما يصل إلى (2-3٪) من جميع الأطفال قد يطور الأطفال بعض الميزات في هذا المرض.

    لا يزال سبب متلازمة توريت بعيد المنال، حيث لاحظ (جيل دو لا توريت والطبيب تروسو) أن الحالة حدثت في العائلات، واقترحوا أنها ربما تكون قد انتقلت من جيل إلى جيل نتيجة “لسلوكياتهم غير الأخلاقية”، أما اليوم من الواضح أن متلازمة توريت هو مرض وراثي، حيث كانت هناك جهود دولية مكثفة تهدف إلى اكتشاف العيوب الجينية التي تسبب الاضطراب أو تساهم فيه، لكن تظل هذه غير معروفة، باستثناء نتائج الطفرات النادرة جدًا في عدد قليل من العائلات المصابة بهذه الحالة.

    هناك اقتراحات بأن العوامل الأخرى مثل العوامل البيئية والعدوى، قد تلعب دورًا في تطوير متلازمة توريت، لكن هذه النظريات لا تزال غير مثبتة وتتطلب مزيدًا من الدراسة.

    خلاصة القول

    لقد مضى حتى الآن ما يقارب مئة عام أو أكثر منذ أن وصف وشخص الطبيب الفرنسي (جيل دو لا توريت) بوضوح الاضطراب الذي يحمل اسمه (متلازمة توريت)، وقد تأخر البحث في هذه الحالة لعدة عقود، لكن الاهتمام بدأ في الازدياد منذ الستينيات وحتى يومنا، حيث يدرس العديد من العلماء والأطباء في جميع أنحاء العالم هذا الاضطراب.

    وعلى الرغم من إحراز تقدم في العديد من المجالات، مثل التشخيص الصحيح وفصله عن الاضطرابات الأخرى، وزيادة الوعي وتوافر العلاجات لبعض الحالات، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الألغاز والاحتياجات غير الواضحة تمامًا حول متلازمة توريت، على سبيل المثال:

    • يظل السبب وراء الإصابة بمتلازمة توريت، وتغيرات الدماغ الدقيقة الكامنة وراء هذا الاضطراب غير معروف.
    • ولا يزال هناك نقص في الأدوية عالية الفعالية، والآمنة للعديد من المصابين بهذه الحالة.

    لكن عامة في السنوات القادمة نتوقع أن يستمر البحث في معالجة العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، وبالتالي كشف الألغاز العديدة المحيطة بهذا الاضطراب، كما نتطلع إلى تطوير علاجات أكثر فاعلية، آملين في وجود علاج نهائي لمتلازمة توريت.

    أخيرًا …

    من خلال نشأة المرض وانتشاره والمتعلق بمتلازمة توريت نجد:

    • يتمتع الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت بمستوى طبيعي من الذكاء، بمعنى لا يؤثر هذا المرض على درجة الذكاء لديهم.
    • لا يتأثر متوسط ​​العمر المتوقع للمرضى بمتلازمة توريت.
    • متلازمة توريت مرض مزمن يستمر لسنوات عديدة.
    • متلازمة توريت مزعجة للغاية بالنسبة للشخص، ونتيجة للتشنجات اللاإرادية التي تحدث له تتضاءل ثقته بنفسه وتتأثر حياته الاجتماعية سلبًا، كما يمكن أن يؤدي التعايش مع متلازمة توريت إلى الشعور بالوحدة والعزلة، مما يجعل المصاب يفشل في إدارة نوبات التوتر والتشنجات الخاصة، ويتردد في الانخراط في الأنشطة التي يستمتع بها الآخرون، لذلك من الضروري:

    اعلام المصاب بطبيعة مرضه، والاستماع لتجارب الآخرين المصابين بنفس المرض، وكيفية تخطيهم الظروف الصعبة، إضافة لضرورة تثقيف الأشخاص المقربين منه من الأهل، والأصدقاء، والمعلمين، وأقرانه في المدرسة، لتخطي الأعراض وتخفيف حدتها، بالإضافة لمساندة ومساعدة المصاب في التغلب على المرض.

    المصادر:

  • هل من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟

    إن الإصابة بمتلازمة توريت لها ارتباط ببعض الاضطرابات العصبية والعقلية، والتي يمكن أن تزيد من أعراض هذا المرض.

    ومن بين مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ومعنا سنتعرف على هذا الارتباط، وأوجه التشابه بينهما مع بيان أهم مضاعفات متلازمة توريت الأخرى فتعالوا معنا:

    ما هي متلازمة توريت؟

    متلازمة توريت هي مجموعة من التشنجات اللاإرادية التي تصيب الشخص، والتي يمكن تسميتها (بالعَّرات) التي هي حركات لا إرادية سريعة لا يمكن توقع حدوثها أو منعها، وهي متكررة وغير منتظمة تتجلى بحركات (كهز الكتفين، أو تحريك الفم أو التكشير بطريقة مزعجة)، ويمكن أن تكون عرَّات صوتية كالصراخ أو النباح، أو التلفظ بكلمات خارجة عن الإرادة أو إصدار أصوات.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    مضاعفات متلازمة توريت

    غالبًا ما يعيش الشخص المصاب بمتلازمة توريت حياة صحية ونشطة. ومع ذلك هناك بعض المشكلات المتعلقة بالحالة التي تنطوي على تحديات اجتماعية وسلوكية، من المعروف أنها تضر بالصورة الذاتية والحياة الاجتماعية للفرد المصاب.

    ترتبط متلازمة توريت بالإصابة ببعض الاضطرابات التي تتشابه معها في أوجه، وتختلف في أوجه أخرى. تتكون هذه الحالات من الاضطرابات العصبية والعقلية والعصبية، وقد توجد بعض هذه الاضطرابات قبل أن تتطور الحالة وتؤدي إلى مزيد من الضعف فيما يتعلق بالتشنجات اللاإرادية في متلازمة توريت. في حالات أخرى، قد تتطور الحالة فقط بعد تشخيص المريض بمتلازمة توريت.

    يمكن أن تشمل الحالات المصاحبة لمتلازمة توريت والتي يمكن تسميتها بالمضاعفات ما يلي:

    • اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة والنشاط (ADHD) تشمل أعراض هذه الحالة عادة شعور المريض بالضيق، والنشاط المفرط، والاندفاع، وصعوبة التركيز على شيء واحد في كل مرة.
    • اضطراب الوسواس القهري وهي الأفكار والسلوكيات غير المرغوب فيها والمتكررة والتطفلية التي هي من خصائص الوسواس القهري، لأن هناك عدة أنواع من الدوافع والأفكار الوسواسية والتي يمكن أن تشمل على المريض القيام بأشياء “صحيحة تمامًا”، أو وجود أفكار عدوانية أو حتى جنسية قد تظهر خارج سيطرة المريض. من المعروف أن هذه الأفكار تؤدي إلى الإكراه على القيام بشيء قد لا يرغب المصاب في القيام به، أو أداء شيء بطريقة معينة، وغالبًا ما تختلف شدة هذه الأفعال القهرية من مريض لآخر (على سبيل المثال قد يكون شعورهم بالحاجة المفرطة إلى طي ملابسهم أو ترتيب دولابهم بطريقة معينة، وقد يؤدي الإكراه الأكثر شدة إلى شعور المريض كما لو أنه يتعين عليه ارتكاب جريمة).
    • اضطراب صعوبات التعلم: والذي يتجلى في وجود مشاكل في الكتابة (عسر الكتابة) والقراءة والرياضيات، أو معالجة المعلومات التي لا علاقة لها بالذكاء العام للمريض.
    • اضطرابات القضايا السلوكية: مثل نوبات الغضب، أو العدوان، أو ارتكاب أفعال غير ملائمة اجتماعيًا، أو التعبير عن التحدي المعارض.
    • اضطراب القلق: والقلق المفرط والشعور بالخوف والمعاناة من قلق الانفصال.
    • ظهور مشاكل في الحالة المزاجية للمصاب: مثل المعاناة من فترات ارتفاع المزاج، أو الاكتئاب التي تؤدي إلى ضعف سلوك الشخص أو أدائه. عادة ما تختلف مشاكل الحالة المزاجية اختلافًا كبيرًا عن السلوك الطبيعي للشخص.
    • ظهور مشاكل في الأداء الاجتماعي والمهارات الاجتماعية: مواجهة مشكلة في تطوير المهارات الاجتماعية، والحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، أو التصرف بطريقة غير مناسبة.
    • اضطرابات في النوم: حيث يواجه المصاب بمتلازمة توريت صعوبة في الاستيقاظ، أو النوم، أو ظهور مشكلة المشي أثناء النوم، أو التحدث أثناء النوم، أو التبول اللاإرادي.

    هل حقًا من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟

    إن الإصابة بمتلازمة توريت يمكن أن تسبب الكثير من المضاعفات كما ذكرنا سابقًا ومن بينها الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، حيث تظهر على الأطفال الذين يعانون من متلازمة توريت بعض أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتي تتجلى في ظهور مشاكل واضطراب يشمل الحركة والنشاط غير المعتاد، إضافة إلى التشتت المستمر، وهذا نتيجة هذه العرَّات (تشنجات لاإرادية) التي تحدث له فتمنعه من القيام بعمل ثابت لفترة قصيرة، أو خلال فترة التشنجات اللاإرادية.

    • كما أن المصاب بمتلازمة توريت نتيجة هذه التشنجات يصبح مندفع بحيث يفعل الأشياء فجأة ودون تفكير، مما يسيطر عليه عدم التركيز وهذا من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
    • ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على مريض متلازمة توريت، وارتباط متلازمة توريت باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والنشاط إنما يقوم به المصاب نتيجة الأعراض التي تتوالى عليه من هذه التشنجات اللاإرادية التي تتداخل مع علاقته بأشخاص آخرين أو وظيفتهم أو حالتهم التعليمية.
    • واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يتشابه مع متلازمة توريت في أنه يتحسن هذا الاضطراب مع تقدم العمر، ولكنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ، وهذا ما يحدث فعلًا في متلازمة توريت التي تخف فيها التشنجات اللاإرادية في مرحلة المراهقة لتعود من جديد في سن البلوغ.  
    • كما أن هناك نقطة هامة أن من يصاب بمتلازمة توريت هم الأولاد بنسبة أكبر من الفتيات، وهذا يتشابه بشكل كبير مع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يكون أكثر انتشارًا عند الأولاد منه عند الفتيات.

    هل تتشابه أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تتشابه مع أعراض متلازمة توريت؟

    الكثير من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تتشابه مع أعراض متلازمة توريت لذلك تم الربط بين الاضطرابين، واعتبر أن من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة:

    • مريض متلازمة توريت تنتابه نوبات من الغضب: نتيجة هذه التشنجات اللاإرادية التي تحدث له دون التنبؤ لوقوعها، وهذا تمامًا ما يحدث لمريض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حيث يصبح سريع الغضب، أو ينفد صبره أو يشعر بالإحباط، أو يفقد أعصابه بسرعة.
    • التشتت: الذي يصيب من يعاني من متلازمة توريت هو نفس الحالة التي تصيب من يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وبالتالي يصبح من الصعب عليه التركيز، وتنفيذ أي تعليمات، والشعور بالقلق والتوتر، ومن الصعب التغلب على الافكار وبالكاد يمكنه التحكم في توتره.
    • لا تؤثر متلازمة توريت على ذكاء الشخص: ومع ذلك يمكن أن تحدث صعوبات التعلم إذا كان الشخص يعاني أيضًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس القهري.
    • إضافة إلى عامل هام يربط مضاعفات متلازمة توريت بالإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أن السبب الأساسي في كلا المرضين وراثي،
    • كما أن العلاج يعتبر متشابه في كلا المرضين وهو عبارة عن تخفيف لهذه الاضطرابات والتشنجات التي تحدث للمصاب، وتتجلى بالعلاج بالأدوية التي تخفف الأعراض، وهناك العلاج النفسي، والعلاج البيئي، وعلاجات سلوكية أخرى لها دور في مساعدة المريض.

    أخيرًا …

    كل ما يتعلق بالعلاج سواء في حالة متلازمة توريت أو في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والنشاط إنما هو مساعدة ومساندة، والأمر المهم هو الأشخاص الموجودين حول المصاب لمساعدته ومساندته لتخطي هذا المرض وتخفيف أعراضه، ليستطيع أن يتواصل مع الآخرين وعودة الثقة بالنفس له، وتخطيه مرحلة الإحراج التي يعاني منها من إصابته بهذا المرض.

    المصادر:

  • العلاج الطبيعي لمتلازمة توريت .. بعيدًا عن الأدوية وآثارها الجانبية

    يهدف علاج متلازمة توريت إلى السيطرة على التشنجات اللاإرادية الحادة التي تتداخل مع الوظائف والأنشطة اليومية، لذا قد تكون بعض الأدوية والعلاجات السلوكية والنفسية ضرورية خاصةً إذا تسببت التشنجات اللاإرادية في الألم أو إصابة المريض.

    أما إذا كانت التشنجات اللاإرادية لدى الشخص خفيفة ولا تؤثر على أدائه اليومي فقد لا يكون العلاج بالأدوية ضروريًا، حتى لا تظهر أية آثار جانبية التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، وهنا قد يكون العلاج الطبيعي لمتلازمة توريت هو الخيار الأمثل، لذا تابعوا معنا هذه المقالة لنتعرف معًا على ماهية الاستراتيجيات التي يمكننا من خلالها علاج متلازمة توريت طبيعيًا وبعيدًا عن الأدوية، ابقوا معنا.

    حقائق حول متلازمة توريت

    متلازمة توريت حالة عصبية تسبب حركات أو أصواتًا مفاجئة ومتكررة وغير إرادية تسمى التشنجات اللاإرادية. تظهر العلامات الأولى لمتلازمة توريت لدى معظم الأطفال بين سن 5-7 سنوات.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    العلاج الطبيعي لمتلازمة توريت والتشنجات اللاإرادية

    عادةً ما يكون للعديد من الأدوية الموصوفة آثار جانبية مخيفة خاصة على الأطفال والمراهقين، لذا يمكن أن تساعد العلاجات الطبيعية التالية في علاج شدة التشنجات اللاإرادية وتقليل أعراضها:

    علاج متلازمة توريت بالمغنيسيوم:

    يدعم المغنيسيوم الجهاز العصبي المركزي ويعزز وظائف العضلات والاستجابة لها. لذا فإن استخدام المحاليل الفموية من المغنيسيوم قد تقلل من معدل التشنج اللاإرادي العام للأشخاص المصابين بمتلازمة توريت.

    فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم هم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والتعب المزمن. لذا حاول تضمين المزيد من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم في نظامك الغذائي كالخضار الورقية، والذرة الصفراء، والموز، والحبوب.

    فيتامينات ب:

    تدعم فيتامينات ب الجهاز العصبي، وتقوي الجلد والشعر، وتحارب الإجهاد والاكتئاب، وتحارب الجذور الحرة، وتزيد من نسبة الكوليسترول الحميد، وتنظم النوم وتقلل الالتهابات.

    وبما أن التوتر والتشنج هو عرض شائع لمتلازمة توريت، فمن المهم دعم قدرة الجسم على محاربة التوتر بفيتامين ب 12، وفيتامين ب 6 على وجه الخصوص، لأنه يعمل على محاربة التشنج والاكتئاب والقلق وتحسين التركيز والوظيفة الإدراكية، تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12، الكبدة وسمك السلمون واللحوم الحمراء ومنتجات الحليب.

    علاج متلازمة توريت بفيتامين د:

    يلعب فيتامين د دورًا حيويًا في الجهاز العصبي وصحة العضلات والاكتئاب، فقد أثبتت الدراسات أن هناك ارتباط قوي بين نقص فيتامين د، وشدة التشنجات اللاإرادية والاكتئاب.

    أفضل طريقة للحصول على فيتامين د الذي يحتاجه الجسم هي من خلال الشمس أثناء أشهر الشتاء، يجب أن يتعرض الشخص لأشعة الشمس الشتوية لمدة لا تقل عن 20 دقيقة يوميًا، إضافةً إلى زيادة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل البيض والحليب وسمك السلمون.

    علاج متلازمة توريت بأحماض أوميغا 3 الدهنية:

    يمكن لأحماض أوميغا 3 الدهنية أن تقلل أعراض التشنجات العصبية اللاإرادية الناتجة عن متلازمة توريت. يمكنك تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية لدعم صحة القلب والدماغ والوقاية من السرطان، تشمل هذه الأطعمة، الأسماك وفول الصويا، والتوت البري ومشتقات الحليب.

    علاج متلازمة توريت بنبات زهرة الساعة الرملية:

    وجد الباحثون أن مستخلص نبتة الساعة الرملية فعال في إدارة التشنجات اللاإرادية البسيطة ويقلل بشكل أكبر من معدل الخلل الوظيفي في الدماغ.

    غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت من مشاكل في النوم والقلق والاكتئاب، ويعانون أيضًا من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ومن المعروف أن الساعة الرملية تساعد في علاج هذه الحالات.

    علاج متلازمة توريت بالبابونج:

    يستخدم البابونج منذ أكثر من 5000 عام لتحسين الأرق والجروح والحساسية وهشاشة العظام، إضافةً إلى مكافحة القلق والاكتئاب والتشنجات العضلية، كما أثبت الطب حديثًا أن البابونج يقلل من القلق والتشنجات العصبية اللاإرادية الذي يعاني منها مرضى متلازمة توريت.

    يتوفر البابونج وزيت البابونج بكثرة في محلات البقالة، يمكنك أن تجرب استخدام زيت البابونج للمساعدة في تخفيف التشنجات والتوتر وتحسين النوم عن طريق استنشاقه، ويمكنك أيضًا الاستمتاع بفنجان من شاي البابونج في أي وقت من اليوم للاستفادة من خصائص هذه الزهرة القوية، إضافةً إلى طعمها المميز.

    علاج متلازمة توريت بالضغط على العضلات والاسترخاء التام:

    لخلق رد فعل استرخاء كامل في الجسم، يجب أن يتمدد الشخص المصاب بمتلازمة توريت ويقوم أحد الأبوين أو المقربين بالضغط على المجموعات العضلية المختلفة بقوة ابتدًأ من القدمين حتى الوصول إلى قمة الرأس. فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة التطور العاطفي أن استرخاء العضلات بعد الشد يمكن أن يساعد في تنظيم نشاط الدماغ، وتقليل حالات التشنج اللاإرادية.

    علاج متلازمة توريت بممارسة الرياضة:

    قد تساعد تمارين الأيروبيك في تقليل التشنجات اللاإرادية بشكل ملحوظ. في حين أن الدراسات لم تحدد شدة أو مدة التمرين، إلا أنها أخذت في الاعتبار ممارسة التمارين الهوائية العادية كل يوم للحصول على أفضل النتائج في معالجة التشنجات اللاإرادية.

    المصادر:

    أعشاب لمعالجة التشنجات اللاإرادية العصبية بسهولة – موقع translate

  • متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    متلازمة توريت أو كما تعرف بالإنكليزية (Tourette syndrome) هي أحد أنواع اضطرابات التشنج اللاإرادية، والتي يعبر عنها بمجموعة من الحركات اللاإرادية سواء بالنطق أو الحركة أو كليهما معًا، هذه الاضطرابات العصبية اللاإرادية تسمى (TIC) تبدأ في مرحلة الطفولة وتعزى إلى ثلاثة أشكال وهي: متلازمة توريت واضطراب التوتر العصبي المزمن والمستمر، واضطراب التشنج اللاإرادي المؤقت.

    أطهرت الدراسات أنه حوالي واحد من كل 162 طفل في أمريكا دون الـ 6 سنوات يعاني من متلازمة توريت، وأنه ما يقارب 1380000 طفل أمريكي تتراوح أعمارهم ما بين الـ 6 و17 سنة يعاني أيضًا من متلازمة توريت.

    ما هي متلازمة توريت ولم سميت بذلك؟

    من أنواع الاضطرابات الجينية أو اضطرابات النفضة، عبارة عن خلل عصبي وراثي، يظهر في سن الطفولة، على شكل حركات جسدية لاإرادية متكررة ومستمرة، أو أصوات، قد تكون هذه الحركات بسيطة أو معقدة، عابرة أو مستمرة وتختلف شدتها حسب الحالة، وتعد من الاضطرابات التي يصعب السيطرة عليها.

    سبب تسميتها بمتلازمة توريت أنها تعود إلى مكتشفها الأخصائي وطبيب الأعصاب الفرنسي جورج جيل دي لا توريت الذي قام بتشخيص هذا الاضطراب لأول مرة عام 1885.

    تسميات أخرى لمتلازمة توريت:

    Tourette’s syndrome, Tourette’s disorder, Gilles de la Tourette syndrome (GTS)

    قد يهمك أيضًا: ما هي متلازمة توريت؟ وأهم التسميات التي ترتبط بها


    نشأة وتاريخ المرض وانتشاره

    تم ذكر المرض لأول مرة في كتاب مطرقة الساحرات، ماليوس ميلفيكاروم (باللاتينية: Malleus Maleficarum)، للكاتبين يعقوب سبرنجر وهاينريش كرامر، والذي تم فيه وصف الحركات أو التشنجات اللاإرداية على أنها استحواذ أو التباس من الشيطان.

    عام 1825 أبلغ الطبيب الفرنسي جان مارك غاسبار إيتارد، عن إصابة أول امرأة بمتلازمة توريت.

    بعدها قام الطبيب الفرنسي جان مارتين تشاركوت، بتعيين الأخصائي الفرنسي في طب الأعصاب الطبيب جورج ألبرت إدوارد بروتوس جيل دي لا توريت، في مشفى سالبيتر، حتى يقوم بدراسة المرض وتحديده وتصنيفه عن كلٍ من الهيستريا والرقاص.

    عام 1885 نشر الطبيب الفرنسي جورج ألبرت إدوارد بروتوس جيل دي لا توريت دراسة شاملة واصفًا من خلالها الاضطراب العصبي اللاإرادي، وقد مُنح خلالها شرف تسمية المرض باسمه.

    في بداية القرن العشرين سادت بعض وجهات النظر النفسية حول هذا المرض خاصةً بعد انحسار وتضاءل الأبحاث والدراسات حول شرح أو علاج هذه الاضطرابات العصبية اللاإرادية، حيث تم إرجاع المرض لأسباب عضوية خاصةً بعد انتشار وباء التهاب الدماغ في عام 1918 والذي استمر لثماني سنوات، وكانت أعراضه مشابهة تمامًا لأعراض متلازمة توريت.

    خلال ستينات وسبعينات القرن العشرين بدأت الشكوك تدور حول الأبحاث التي قدمتها نهج التحليل النفسي، استمر ذلك حتى عام 1965 والذي شهد فيه علاج أول حالة بمتلازمة توريت على يد الطبيب آرثر ك. شابيرو، بوساطة المادة المضادة للذهان وهي الهالوبيريدول.

    عام 2000 نشرت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين DSM-IV-TR مراجعة للنسخة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وبينت فيه أن أي عرض من أعراض هذه المتلازمة لا يسبب أي ضرر أو إعاقة في الأداء اليومي.


    فيزيولوجيا متلازمة توريت

    لا يوجد حتى الآن سبب عضوي محدد لهذه المتلازمة إنما من المرجح أنها تحدث بسبب اضطراب في عمل الناقلات العصبية في قشرة الدماغ، إضافة إلى العامل الوراثي، وارتباطها بأمراض عصبية أخرى كاضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

    قد يهمك أيضًا: فيزيولوجيا مرض متلازمة توريت … تعرف عليها بالتفصيل


    أقسام متلازمة توريت

    تتضمن أقسام متلازمة توريت ما يلي:

    • عرات صوتية (Vocal tics) لاإرادية كالشخير وتقشع الحلق والصراخ.
    • عرات جسدية (Motor tics) لاإرادية كالركل والبصق والشم.

    غالبًا لا يستطيع المصاب السيطرة عليها، ولا تعرَّف هذه الحالة بمتلازمة توريت إلا إذا لازمت العرّات المريض لمدة زمنية لا تقل عن 12 شهرًا، حيت تقل شدة متلازمة توريت بنوعيها لدى معظم الأطفال في فترة سن المراهقة.

    قد يهمك أيضًا: أقسام متلازمة توريت – (العرات) الحركية والصوتية


    أعراض متلازمة توريت

    التشنجات أو العرات الحركية اللاإرادية البسيطة

    • اهتزاز الرأس
    • رمش العين
    • حركات العين السريعة
    • اهتزاز الكتفين
    • تحريك الشفاه
    • تشنجات في منطقة الأنف

    العرات الصوتية البسيطة الشائعة

    • السعال
    • تقشع الحلق
    • الشخير كصوت جانبي يخرج من المريض
    • أصوات حادة مثل النباح

    التشنجات أو العرات الحركية اللاإرادية المعقدة

    • لمس الأشياء
    • تكرار حركات الآخرين
    • القفز المستمر
    • القيام بحركات بذيئة

     العرات الصوتية المعقدة الشائعة

    • تكرار الكلام سواء كلمات أو جمل
    • تكرار كلام الآخرين
    • التلفظ بكلمات بذيئة وبشكل لا إرادي، حيث يقوم باستخدام هذه الكلمات أو العبارات، وغالبًا ما تصيب هذه العرة نسبة قليلة من الأشخاص لا تتجاوز الـ 15 في المئة.

    تختلف شدة هذه الأعراض، ولكن من بين أكثر الأمور ازعاجًا أنها تصعب على المريض أداء واجباته اليومية بسهولة.

    بالبداية قد لا يتم فهم هذه العرات أو التشنجات، ولكن هناك بعض الأعراض التحذيرية التي يجب الانتباه لها، وهي: الإحساس بالوخز، الحكة.

    يعتبر الإجهاد المتكرر أو الإرهاق أو الإصابة ببعض الأمراض من الأسباب الأساسية لزيادة شدة هذه الأعراض.

    كما أن هذه الأعراض لا تنتهي عند نوم المريض بل هي مزامنة له حتى في نومه.

    أعراض متلازمة توريت عند كبار السن

    تشمل أعراض متلازمة توريت عند كبار السن تشنجات لاإرادية حركية وصوتية، بالإضافة إلى مشاكل مزاجية وسلوكية وأحاسيس استباقية. إلا أن هذه الأعراض قد تظهر وتختفي وتعاود الظهور، ومع ذلك تعد هذه الحالات مزمنة.

    أعراض متلازمة توريت عند الأطفال والمراهقين

    تشمل أعراض متلازمة توريت عند الأطفال والمراهقين ما يلي:

    • هز الرأس.
    • تدلي الرقبة.
    • إرخاء العينين.
    • الرمش المستمر والمتكرر بالعيون.
    • رفع الكتف.
    • عرّات صوتية، وتتضمن إصدار أصوات قوية غير مفهومة.
    • إمالة الفم إلى أحد جانبي الوجه مع تعبير العبوس.
    • السعال.
    • تقليص وشد الأنف.
    • حركات متكررة بشكل مفرط، مثل النقر أو الاهتزاز أو الخدش.

    إلا أن هذه الأعراض تكون أشد وأكثر حدة عند المراهقين منها عند الأطفال


    ما هي العرّات الصوتية التي تسببها متلازمة توريت؟

    العرّات الصوتية هي مرحلة متقدمة من مراحل مرض متلازمة توريت، الذي يعد حالة مرضيّة غير عادية، يعاني منها المريض وقد تختفي بمرور الوقت. تتفاوت هذه العرّات في تكرارها وشدتها. وتعرّف العرات الصوتية بأنها الأصوات التي يصدرها الشخص بفمه وتشمل الهمس أو تصفية الحلق أو الصراخ بكلمات أو عبارات بشكل مفاجئ.

    غالبًا ما تزداد التشنجات سوءًا مع مواقف الإثارة أو القلق، وتتحسن أثناء الأنشطة الهادئة والمركزة. يمكن لبعض التجارب الجسدية أن تؤدي إلى تفاقم العرّات الصوتية فقد يؤدي سماع صوت الشخير أو تنقية الحلق من قبل الآخرين إلى إثارة التشنجات اللاإرادية الصوتية لدى المريض وتدفعه لتقليد هذه الأصوات بشكل لا إرادي.


    ما هي العرّات الجسدية التي تسببها متلازمة توريت؟

    العرّات الجسدية هي حالة مرضية غير عادية، وتعد نوع من التشنجات اللاإرادية التي يعاني منها المريض وتختفي بمرور الوقت، تتفاوت هذه العرّات في نوعها، وتكرارها، وموقعها، وشدتها. تظهر عادةً في سن يتراوح بين 5 و10 سنوات.

    تظهر الأعراض الأولى للعرّات الجسدية بشكل عام في منطقة الرأس وعضلات الرقبة وقد تتطور لتشمل عضلات الجذع والذراعين والساقين. وتحدث عمومًا قبل تطور التشنجات اللاإرادية الصوتية.


    ما هي العرّات البسيطة التي تسببها متلازمة توريت؟

    العرّات البسيطة هي التشنجات اللاإرادية البسيطة التي تصدر عن المريض، وتتضمن حركات مفاجئة وقصيرة ومتكررة تشمل عددًا محددًا من العضلات، حيث تؤثر التشنجات اللاإرادية البسيطة على أقسام محددة فقط من الجسم تشمل العين اليسرى أو الشم مثلًا. أي عضلات الوجه، أو عضلات الذراعين.

    قد يهمك أيضًا: عرّات بسيطة تسببها متلازمة توريت … هل تعرفها؟


    ما هي العرات المعقدة التي تسببها متلازمة توريت؟

    العرّات المعقدة التي تسببها متلازمة توريت هي عبارة عن تشنجات لا إرادية معقدة، وتشمل حركات محدّدة ومتناسقة للعديد من عضلات الجسم.

    هذا وتتضمّن العرات المعقدة عرّات حركية أو عرّات صوتية، تبدأ العرّات الحركية بالظهور عادةً في سن 2 – 8 سنوات، وتتضمن الركل والقفز والضرب وشد الشعر والالتفاف أو الدوران.

    فيما يُمكن أن تبدأ العرّات الصوتية بالظهور في سن السنتين، وتتضمن تكرار الكلام الذي سمع للتو، أو التفوه بكلمات بذيئة وفاحشة، أو تكرار الكلمات بعد قراءتها، وتبلغ العرّات ذروتها في سن 12 عامًا.


    من هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة توريت؟

    • تختلف أعراض متلازمة توريت من شخص لآخر ومن جنس لآخر ومن عمر لآخر، فتجد الأعراض عند المراهقين في أشد حالاتها، وتقل بشكل تدريجي مع التقدم في العمر.
    • حوالي الـ 37 بالمئة من الأطفال المصابين (أي تقريبًا أكثر من الثلث) يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة وحادة.
    • الأطفال أو المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 12 إلى 17 سنة أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة توريت من غيرهم من الأطفال دون الـ 12.
    • بحوالي ثلاثة إلى خمس مرات يصاب الأولاد أكثر من الفتيات بمتلازمة توريت.
    • يعاني أكثر من ثلث الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت أيضًا من اضطراب الوسواس القهري.

    اقرأ أيضًا:


    أسباب متلازمة توريت

    الأسباب العامة للإصابة بمتلازمة توريت

    إن السبب الرئيسي وراء الإصابة بمتلازمة توريت لا يزال مجهولاً، ولكن بحسب الدراسات الجينية أن معظم المصابين بهذه المتلازمة عبارة عن حالات جينية وراثية، إلا أنه لم يُعرف بعد الجين المسؤول عن هذه الحالة.

    كما أن هناك دراسات تقول أن البيئة المحيطة بالمصاب وحالته النفسية ومشاكل المناعة الذاتية قد تكون سببًا وراء الإصابة بمتلازمة توريت.

    اقرأ أيضًا: الأسباب العامة للإصابة بمتلازمة توريت

    الأسباب النفسية للإصابة بمتلازمة توريت

    أكدت الدراسات أن بعض الأمراض النفسية كاضطراب الوسواس القهري، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة توريت، إضافةً إلى بعض الحالات النفسية الأخرى كالقلق والخوف والتوتر، فهي تلعب دورًا كبيرًا في الخلل العصبي المركزي واضطراب وظائف الدماغ الطبيعية.

    اقرأ أيضًا: الأسباب النفسية للإصابة بمتلازمة توريت

    الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت

    قد تؤدي الأسباب البيئية للإصابة بمتلازمة توريت، وذلك من خلال نقص في تزويد الأكسجين، أو الدم للأم أثناء الولادة، أو إدمان الحامل على التدخين والمشروبات الكحولية، أو إذا كان الطفل يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة، أو معاناة الأم من الغثيان والقيئ أثناء فترة الحمل، أو إذا عانى الطفل من التنمر الشديد في الببت أو المدرسة، إضافة إلى الضغط النفسي والتوتر والقلق المستمر.

    الوراثة والإصابة ببعض الأمراض أحد أهم الأسباب للإصابة بمتلازمة توريت

    قد تكون الوراثة والإصابة ببعض الأمراض أحد أهم الأسباب للإصابة بمتلازمة توريت، كالأمراض النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والأمراض العصبية كالإصابة بمرض الشلل الارتعاشي أو (مرض باركنسون)، ومرض هنتنغتون وجميع الحالات العصبية الأخرى، أو بسبب اضطرابات المناعة الذاتية، أو اختلال وظيفي في الجهاز العصبي المركزي

    اقرأ أيضًا: الوراثة والإصابة ببعض الأمراض أحد أهم الأسباب للإصابة بمتلازمة توريت


    هل حقًا من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالوسواس القهري؟

    يمكن للتشنجات اللاإرادية التي تصيب مريض متلازمة توريت أن توصله إلى الإصابة بالوسواس القهري، من خلال نوبات الغضب التي تصيبه والقلق، وكذلك من خلال السلوكيات التي يقوم بها للتعبير عن حالة الامتعاض من إصابته مما يدفعه لظهور بعض أعراض الوسواس اقهري من تكرار غسل اليدين، والتأكد المستمر من إقفال الأبواب وهذا كله نتيجة أن هناك علاقة بين الوسواس القهري ومتلازمة توريت.

    وكما قلنا ونقول فإن الثقافة الصحية للمقربين من مريض متلازمة توريت لها الأثر الأكبر في مساندة المريض، وتخفيف الأعراض التي يمكن أن تكون من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالوسواس القهري.


    هل حقًا من مضاعفات متلازمة توريت الإصابة بالتوحد؟

    إن حدوث التشنجات اللاإرادية عند مريض متلازمة توريت لن توصله للإصابة باضطراب التوحد، وهذا إنما يعود لأن مرض اضطراب التوحد إنما يصيب الدماغ فتجعله يعمل بشكل غير صحيح، أما في متلازمة توريت فهي اضطراب عصبي لا يمكن أن يؤثر على دماغ المصاب مطلقًا.

    وإن الثقافة الطبية للمحيطين بالشخص الذي يُعاني من متلازمة توريت أو التوحد إنما لها أهمية كبيرة في مساعدة الشخص المصاب، وخاصة في مرض التوحد الذي هو بحاجة لوجود شخص بجانبه طوال حياته، بينما في متلازمة توريت فوجود المقربين إنما هي للمساندة والدعم لا أكثر.


    كيف يمكن تشخيص متلازمة توريت بشكل صحيح؟

    يمكن للحالات العصبية أو النفسية الأخرى أن تساعد الأطباء في التشخيص، وغالبًا ما يتم تشخيص التشنجات اللاإرادية الشائعة بشكل خاطئ من قبل الأطباء المتخصصين، حيث يقوم الأطباء بتشخيص متلازمة توريت بعد التأكد من أن المريض يعاني من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية لمدة عام على الأقل.

    وبناءً على ذلك لا يلزم إجراء اختبارات معملية أو تحليل الدم أو تصوير للتشخيص، إلا في حالات نادرة لاستبعاد ارتباط هذه الأعراض بمرض آخر غير متلازمة توريت كالحساسية الموسمية، أو أنها ترتبط بمشاكل في الرؤية أو نتيجة مرض آخر.

    إلا أنه في الغالب يعتمد الطبيب على تشخيص المقربين من المصاب كالأب والأم والأصدقاء، بعد أن يكونوا قد سمعوا عن هذه المتلازمة (وهذا ما يذكرنا بأهمية التثقيف الصحي).

    قد يهمك أيضًا: طرق تشخيص متلازمة توريت .. حل سريع ومبكر للحالة 


    بعض الأسئلة الشائعة حول متلازمة توريت

    ما معنى اضطراب العرة tic disorder؟

    • عبارة عن حركات تكرارية أو أصوات غير مرغوب فيها لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، تعرف بالتشنجات اللاإرادية الحركية أو الصوتية، تحدث نتيجة عامل وراثي، وعوامل بيئية أخرى.
    • تختلف العرَّات في النوع، والتَّكرار، والحِدَّة، وتتفاقم إذا كان الشخص مريضًا، أو متوتِّرًا.
    • غالبًا ما تبدأ هذه العرات بين عمر 4 و6 سنوات، وتزداد شدَّتها لتصل إلى الذروة في عمر يتراوح بين 10 إلى 12 عامًا تقريبًا، وتنخفض أثناء المراهقة، يعتبر الذكور أكثر احتمالًا للإصابة باضطراب العرة من الإناث.
    • تختفي معظم العرَّات في نهاية المطاف، ولكن بالنسبة إلى نَحو 1% من الأطفال، تستمرُّ لديهن إلى مرحلة البلوغ.
    • تنقسم اضطرابات التشنج اللاإرادي إلى 3 فئات: اضطراب العرة المؤقت، اضطراب العرة المزمن، متلازمة توريت، وقد تكون أعراض العرة بسيطة أو معقدة.
    • يمكن تشخيص اضطرابات العرة من خلال فحص منتظم بعد أن يحصل الطبيب على تاريخ عائلي كامل، وتاريخ طبي، وإلقاء نظرة على الأعراض. 
    • وإذا استمرَّت العرَّات لفترةٍ طويلةٍ وكانت تُؤثِّرُ في النشاطات اليوميَّة، قَد يستخدِمُ الأطباء أدويةً للتخفيف من العرَّات.

    هل تؤثر متلازمة توريت على الذكاء أو معدل الذكاء؟

    بينت الدراسات أن متلازمة توريت لا تؤثر بشكل سلبي على الذكاء أو حتى متوسط العمر المتوقع للفرد.

    هل هناك بعض الآثار الإيجابية لمتلازمة توريت؟

    متلازمة توريت شأنها شأن أي مرض آخر، يكفي أن نؤمن بأنفسنا وبقدراتنا حتى نستطيع السيطرة على أي مرض. بينت الدراسات العصبية النفسية بعضًا من الآثار الإيجابية أو المزايا لمتلازمة توريت على الأطفال، فقد ظهر أنهم أسرع في الاختبارات محددة الوقت للتنسيق الحركي عن غيرهم من الأطفال السليمين.

    المشاهير المصابون بمتلازمة توريت

    • الأديب الإنكليزي صموئيل جونسون يقال بأنه كان مصاب بمتلازمة توريت.
    • وكذلك لاعب كرة القدم الأمريكي تيموثي ماثيو هاوارد من مواليد 1979 والذي تم وصفته جمعية متلازمة توريت بـ”الشخص الأكثر شهرة المصاب متلازمة توريت حول العالم”.
    • محمود عبد الرؤوف لاعب كرة قدم.
    • الأمير السعودي محمد بن سلمان.
    • الممثل والمخرج داشيل ريموند ميهوك.
    • المغنية الأميركية بيلى ايليش.
    • الموسيقار فولفغانغ أماديوس موزارت.
    • الممثل دان أيكرويد.
    • لاعب كرة القدم ديفيد بيكهام.

    قد يهمك أيضًا: من هم المشاهير المصابون بمتلازمة توريت … تعرف عليهم بالصور

    ما الفرق بين متلازمة توريت والوسواس القهري والتوحد؟

    من خلال التعرف على الفرق بين متلازمة توريت والوسواس القهري والتوحد نجد أن هناك بعض أوجه التشابه وبعض الاختلافات.

    فالتشابه أنه يصيب الأطفال بعمر مبكر، رغم أنه يختلف في متلازمة توريت الذي يبدأ هذا المرض في الثانية من العمر، بينما اضطراب التوحد نجد أعراضه تظهر أكثر وضوحًا في سن الخامسة، أما في اضطراب الوسواس القهري فتبدأ الأعراض في الطفولة في سن العاشرة.

    أما الاختلافات فهي كثيرة ومتفرعة، إلا أنه من الملاحظ أنه لا يمكن الوقاية من هذه الاضطرابات أبدًا، إضافة إلى أنها غير معدية أو يمكن انتقالها من شخص لآخر، كما أنه لا يمكن أن نعتبرها وباء إطلاقًا.


    العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت

    بالرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة توريت، إلا أن العلاج بالأدوية المتاحة إنما هي لتخفيف التشنجات اللاإرادية والتعرف على كيفية إدارة هذه الأعراض.

    ومن هذه الأدوية الموصوفة:

    يمكن للأدوية التي تتحكم بهرمون الدوبامين أو منعه، أو أدوية الصرع أو مضادات الاكتئاب، أو بعض الأدوية التي توصف في حالة ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأدوية أن تخفف على المصاب بعض الأعراض الشديدة لهذه التشنجات اللاإرادية.

    على أنه من الضروري الاهتمام بالتثقيف الصحي، والتعرف على متلازمة توريت بشكل جيد عن طريق مقدمي الرعاية الصحية، للتعرف على الطرق الصحيحة في مساعدة ومساندة مريض متلازمة توريت وإعادة الثقة له، واستمراره في التواصل الاجتماعي للتغلب على مرضه والتعايش معه خاصة أنه يمكن أن يستمر طوال العمر.


    الوقاية من متلازمة توريت

    من الصعب جدًا الوقاية بشكل نهائي من متلازمة توريت وذلك لأنها مرض وراثي ولا يمكن التحكم به، إلا أنه يوجد بعض الطرق للوقاية من متلازمة توريت وهي القدرة على التعامل مع المريض واحتوائه وعدم إهماله أو إهمال علاجه والتوجه إلى الطبيب المختص فور ظهور أي عرض أو علامة من العلامات التي تنذر بالخطر. ومن أهم طرق الوقاية:

    • تجنب المواقف التي قد تثيره كارتداء الياقات الضيقة.
    • تجنب سماع صوت الشخير والاهتمام بتنقية الحلق وذلك لأن هذه الأمور تثير التشنجات الإرادية للمريض.

    أهم الكتب عن متلازمة توريت

    من خلال الكتب التي تحدثت عن متلازمة توريت وتجارب الآخرين مع هذا المرض يمكنك أن تفهم هذا المرض الصعب أكثر وتتعرف على أبرز أعراضه وأسبابه وطرق علاجه، وبالمقابل يمكنك أيضًا أن تساند الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة لتمكنهم من التعايش مع هذا المرض ولتكون نقطة انطلاق نحو ثقافة طبية ضرورية لمستقبل أكثر فهمًا لكل ما يدور فيه.

    ومن بين هذه الكتب نجد:

    Can I Tell You About Tourette Syndrome

    ME AND MY TOURETTE

    Kids in the Syndrome Mix of ADHD, LD, Autism Spectrum, Tourette’s, Anxiety

    قد يهمك أيضًا: أهم الكتب عن متلازمة توريت .. جهود كبيرة لفهم مرض غامض


    تجارب الاشخاص مع متلازمة توريت

    سنكتفي بذكر تجربة واحدة، حيث يمكنكم متابعة ما تبقى من تجارب بعض الأشخاص مع إصابتهم بمرض متلازمة توريت في مقال تجارب الأشخاص مع متلازمة توريت.

    تجربة صديقتنا إيما، ذات العشر أعوام، التي أوضحت لنا بداية ظهور الأعراض لديها والتي استمرت لفترة طويلة من حياتها، كانت عبارة عن تشنجات لا إرادية، بالإضافة لإصدار أصوات غريبة بشكل لا إرادي.

    كانت تتعامل مع هذا المرض بطريقة ذكية، فقد كانت تخفي هذه الأعراض وتحاول السيطرة عليها نوعًا ما.

    بعد تشخيصها بالمرض، استطاعت إيما أن تتعايش معه وتحاول التعلم أكثر عنه، حتى أنها أصبحت من الأشخاص المؤثرين، فقد كانت تلتقي بمرضى توريت وتقوم بتوعيتهم وتشجعيهم على مقاومة المرض.


    في النهاية …

    متلازمة توريت مرض عصبي يؤثر على حياة الفرد، لكن ليس بالضرورة أن يؤثر على شخصيته وأفكاره وتقدمه العلمي، الالتزام بالعلاج، والثقة بالنفس وتطوير الذات هم الخطوات الأولى للسيطرة على المرض والشفاء منه.

    المصادر:

  • العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت .. تخفيف للأعراض الشديدة

    إن الإصابة بمتلازمة توريت لها أسباب متنوعة رغم أن الطب لم يكتشف السبب الرئيسي لهاإلى الآن ، لكن أعراضها لا يمكن أن تخفى على الكثير من الأطباء.

    في هذا المقال سنتعرف على نوع من العلاجات المستخدمة للتخفيف عن المريض وتقليل التشنجات اللاإرادية التي تحدث له فتعالوا معنا لنتعرف على العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت:

    تعريف متلازمة توريت

    متلازمة توريت هي اضطراب في الجهاز العصبي، يتم فيه الجمع بين التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية، إنه ليس اضطرابًا شائعًا، حيث يبدأ عادة بين سن الخامسة والتاسعة من العمر وهو أكثر شيوعًا عند الأولاد منه عند الفتيات.

    اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

    العلاج النهائي لمتلازمة توريت

    لا يوجد في الطرق المستخدمة لعلاج متلازمة توريت ما يسمى بالعلاج النهائي، أو ما يمكن القول إنه يشفي تمامًا من الأعراض التي تترافق مع هذا المرض، وتسبب الألم للمصاب، كما تسبب له الإحراج وعدم الثقة بالنفس إضافة للتباعد الاجتماعي الذي يسيطر عليه.

    لكن في مجمل القول إذا لم تكن التشنجات اللاإرادية التي يعاني منها المصاب شديدة فقد لا يحتاج إلى علاج، رغم أن هناك العديد من العلاجات المتاحة في بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض بمتلازمة توريت شديدة أو أنها يمكن أن تسبب أفكارًا لإيذاء النفس.

    كما أنه إذا ساءت حالة المصاب بمتلازمة توريت في مرحلة البلوغ، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بالإشراف على حالة المصاب أيضًا بالعلاج، سواء كان بالعلاج السلوكي أو العلاج النفسي أو الأدوية المتاحة، وهذا العلاج يساعد المصاب في تقليل الأعراض وتخفيفها.

    العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت

    على الرغم من عدم وجود علاج مباشر لمتلازمة توريت، إلا أن العلاجات متاحة للمساعدة في إدارة التشنجات اللاإرادية وتخفيف حدتها، حيث يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت من التشنجات اللاإرادية التي لا تتعارض مع حياتهم اليومية، وبالتالي لا يحتاجون إلى أي علاج. ومع ذلك هناك علاجات دوائية وعلاجات سلوكية يمكن استخدامها إذا كانت التشنجات اللاإرادية شديدة بما يكفي لإيذاء الشخص وتأثيرها على حياته اليومية.

    في علاج متلازمة توريت يوصى بإعلام الطفل وعائلته بنوعية المرض المصاب به المريض ليتعرف على هذه الأعراض التي تحدث، وتتعرف العائلة أيضًا على الأعراض ويكون لديهم المقدرة في إدارتها ومساعدة المريض على تخطيها بكافة الطرق السلوكية والنفسية والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المشرف.

    تقسيم العلاج بالأدوية لمريض متلازمة توريت:

    نظرًا لأن أعراض التشنج اللاإرادي غالبًا ما تكون غير جراحية وليست خطيرة، فإن معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت لا يحتاجون إلى تناول الأدوية. ومع ذلك تتوفر أدوية فعالة لأولئك الذين تتداخل أعراضهم مع الوظائف اليومية والنشاطات التي يقومون بها.

    ينقسم علاج متلازمة توريت إلى فئتين:

    الأدوية المستخدمة في علاج متلازمة توريت

    على الرغم من أنه لا يمكن علاج متلازمة توريت بشكل نهائي، إلا أنه يمكن السيطرة على هذه الأعراض التي تصيب المريض بالطرق المعروفة حاليًا، والتي يمكن أن نسميها بمفهوم العلاج من الإدمان، حيث هناك عدد من الأدوية التي يمكن استخدامها للسيطرة على أعراض متلازمة توريت أو تقليل حدتها، وتشمل هذه الأدوية:

    الأدوية التي تتحكم في هرمون الدوبامين أو تمنعه:

    بما أنه من الممكن أن يكون من أسباب الإصابة بمتلازمة توريت هو اضطرابات النواقل العصبية (الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين)، والمسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية، فيمكن أن نقدم للمصاب بعض الأدوية التي تتحكم في هرمون الدوبامين أو تمنعه، أو تُضعف مستقبلات هرمون الدوبامين في الدماغ، وتعمل على إدارة التشنجات اللاإرادية، ومنها (فلوفينازين، هالوبيريدول (هالديل)، أريبيبرازول (أبيليفا)، ميكروبيريدون (ميكروسبرادال) وبيموزيد (أوراب)، أو مضادات الذهان الأخرى، وهذه الأدوية تعتبر فعالة في السيطرة على التشنجات اللاإرادية للمصاب.

    إلا أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية والتي تشمل:

    • زيادة في الوزن، والدوخة، والحركات المتكررة اللاإرادية.
    • كما أن تناول هذا الدواء يمكن أن يسبب أيضًا اكتئابًا حادًا لدى الشخص، لذلك يوصى باستخدام (التيترابينازين) للتحكم في التشنجات اللاإرادية العصبية.

    حقن توكسين Onabotulinum A (البوتولينوم) أو البوتوكس:

    قد يؤدي حقن هذا الدواء في العضلات التالفة إلى تحسين التشنجات اللاإرادية البسيطة أو الصوتية بشكل كبير، وتقليل من حدة ظهور الأعراض.

    أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

    وهي نوع من المنشطات مثل (ميثيلفينيديت “ريتالين”)، والأدوية التي تحتوي على (ديكستر وأمفيتامين) التي تساعد في زيادة الانتباه والتركيز لدى المصاب، كما تقلل من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وتخفف من التشنج اللاإرادي، ولكن في بعض الحالات، قد يكون لهذه الأدوية تأثير معاكس وتزيد من تنبيه الجهاز العصبي للشخص المصاب.

    مثبطات الأدرينالية المركزية:

    قد تكون الأدوية مثل (الكلونيدين والجوانفاسين) التي توصف عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص الفعالية في تخفيف التشنجات اللاإرادية، والتحكم في الأعراض السلوكية مثل ضعف السيطرة على الانفعالات وتخفيف نوبات الغضب.

    مضادات الاكتئاب:

    يمكن أن يحسن عقار (فلوكستين) أعراض الحزن والقلق واضطراب الوسواس القهري التي يعاني منها مريض متلازمة توريت.

    اقرأ أيضًا:

    الأدوية المضادة للصرع:

    أظهرت الدراسات الحديثة أن أعراض بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت تقل عن طريق تناول عقار (توبيراميت) الذي يستخدم لعلاج الصرع، لأنها تعمل على تخفيف التشنجات، إلا أنه يجب الحذر عند تناول هذا العقار حيث يمكن أن يكون هناك مخاطر عند تناولها كظهور مشكلات لغوية ومعرفية وتشكل حصى الكلى، مع فقدان الوزن والنعاس.

    العقاقير التي تحتوي على القنب:

    هناك أدلة محدودة على أن القنب دلتا-9-تتراهيدروكانابينول (Dronabinol) قد يوقف التشنج اللاإرادي عند البالغين، كما أن هناك أيضًا أدلة محدودة على أنواع معينة من الماريجوانا الطبية، لكن لا ينبغي إعطاء الأدوية التي تحتوي على القنب للأطفال أو المراهقين أو النساء الحوامل أو المرضعات.

    هل هناك آثار جانبية للأدوية المستخدمة في علاج متلازمة توريت؟

    كما يمكن ملاحظته في كل علاج دوائي، يمكن أيضًا ملاحظة الآثار الجانبية في العلاجات الدوائية المقدمة لمتلازمة توريت، لذلك في حالة ظهور أي أعراض جانبية عند استخدام الأدوية المساعدة في تخفيف التشنجات اللاإرادية لمريض متلازمة توريت نوصي باستشارة الطبيب الشرف على حالته.

    في النهاية …

    من المفيد أن تعلم أنه قد تتحسن أعراض متلازمة توريت بعد سن العاشرة، لكنها قد تزداد هذه التشنجات اللاإرادية الناتجة عن متلازمة توريت بشكل طفيف، إلا أنه يمكن بعد سن 19 إلى20 قد تختفي التشنجات اللاإرادية أو تقل حدتها وتكرارها بشكل ملحوظ.

    ومع ذلك لا بد أن نشير على أنه لا بد من تثقيف الطفل المصاب، وخاصة أثناء العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت حول كيفية التصرف عند ظهور الأعراض، وتقديم اقتراحات سلوكية، وضرورة الالتزام باستخدام العلاج الدوائي في الحالات التي تكون فيها التشنجات اللاإرادية شديدة وتسبب صعوبات كبيرة في فهم حالته أثناء تواجده في المدرسة وفي الحياة الاجتماعية.

    كما أن الدور الكبير في علاج متلازمة توريت وتخفيف الحالة لدى المصاب، تكون في التثقيف الصحي للأشخاص الموجودين حول المصاب من الأهل والأقارب والمعلمين والأصدقاء المقربين، حتى يمكنهم مساندة المريض ومساعدته لتخطي الأعراض وإبعاده عن العزلة الاجتماعية والإحراج امام أقرانه، وإعادة الثقة له في أن يتغلب على المرض لا أن يتغلب المرض عليه.

    يجب تناول الأدوية تحت إشراف طبي حصريًا، لذلك يجب الحرص على عدم تناول هذه الأدوية بشكل تعسفي، وعدم تناوله بدون وصفة طبية من الطبيب المشرف.

    كتبت هذه المقالة لأغراض تعليمية وتثقيفية ولا يمكن أن تكون بديلًا عن استشارة الطبيب المتخصص للتشخيص ووصف العلاج المناسب.

    المصادر: