القدم السكري وتأثير السكري على الأقدام لدى مرضى السكري

يعرف مرض السكري على أنه ارتفاع بمستويات الجلوكوز بنسب عالية في الدم وذلك بسبب عدم قدرة جسم الإنسان على التعامل مع نسب السكر التي تكون موجودة في الدم.

مرض السكري ينقسم لنوعين: النوع الأول يصيب الأطفال والمراهقين، وهو يتميز بعدم مقدرة الجسم على القيام بإنتاج الهرمون الإنسولين، النوع الثاني يصيب الكبار في السن وهو يتميز بضعف عام في المستقبلات في خلايا هرمون الأنسولين.

من المضاعفات التي تصيب الإنسان عند أصابته بمرض السكري هي عدم قدرة الجسم على التئام الجروح، وضعف الجسم في عملية الدفاع عن نفسه أمام العوامل المرضية والبكتيريا والفيروسات، لذلك من الضروري جدًا على المريض المصاب بمرض السكري أن يقوم ويحاول بضبط مستويات السكري في الدم ما أمكن.

بالإضافة إلى العمل على المحافظة صحة قدميه بشكل عام، والابتعاد عن المشي دون ارتداء الحذاء وذلك من أجل تجنب الاصابة بجروح التي من الممكن أن تصيب المريض ويجد صعوبة في التئامها، ويبتعد عن التعرض للجروح، وعند الإصابة يجب أن يتم العناية بالجروح بشكل جيد كي لا تصيب الجروح التهابات يصعب شفائها.

علاج القدم السكري

تأثير السكري على الأقدام لدى مرضى السكري

يؤثر مرض السكري عند المرضى على صحة الأقدام من خلال طريقتين، وهما:

  • تضيق في الجدار الأوعية الدموية، وعند تضيق الأوعية الدموية تقل نسب الدم التي تقوم بتغذية القدمين، وبالتالي تسبب تقليل لكمية الأوكسجين التي تكون واصلة للأقدام، مما يسبب الضعف في عملية التئام الندبات والجروح عند المريض.
  • حدوث تلف في الأعصاب الموجودة في القدمين وذلك نتيجة لارتفاع نسب السكر في دم المريض، بالإضافة للشعور بجدران الأقدام والوخز، وهذه العلامات تدل على تلف الأعصاب، مما يسبب للمريض ضعف عام في الشعور بالألم في منطقة القدمين، مما يعني أن عند إصابة المريض بجروح في القدم قد لا يشعر بالجرح والألم.

أسباب القدم السكري

من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الإصابة بالقدم السكري هو عدم القيام بضبط مستويات السكر في الدم لفترة طويلة من الزمن، مما يسبب إلى التعرض للإصابة بتلف الأعصاب الطرفية وهو عبارة عن بداية للمشاكل التي تصيب الأقدام والتي تؤدي لمشاكل في الجلد والشرايين في القدم بالإضافة للضعف في المناعة ومشاكل في العين والكلى وهذه كلها تسهم ولها دور كبير في الإصابة بالقدم السكري.

بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي لتصلب الشرايين كالتدخين والإصابة بالسمنة وقلة الحركة والتعرض للتوتر الشديد، والضعف في المناعة العامة بكامل الجسم لدى مرضى السكري.

إصابة مرضى السكري ببعض الأمراض كأمراض القلب والجلطة الدماغية لها دور كبير في الإصابة بالمرض.

التشوهات التي تصيب القدم لأسباب غير الإصابة بمرض السكر يتساعد على حدوث القدم السكري.

كما أن بعض الحرف والوظائف تساعد على الإصابة بالقدم السكري، كما أن العوامل الاجتماعية والبيئية لها دور كبير في الإصابة بالقدم السكري لدى مرضى السكري.

مضاعفات خطيرة للقدم السكري

هناك 5 أنواع من المضاعفات التي من الممكن أن تصيب القدم عند مرضى السكري، ومن الضروري التعرف عليها والقيام بعلاجها لتجنب التسبب في تفاقم المشاكل لدى مرضى السكري:

 تغييرات الجلد

القدم السكري من الممكن أن تتسبب في تشقق وجفاف الجلد، بالإضافة إلى بعض التغيرات في لون القدم عند ارتفاع نسب مستويات السكر عند المريض، ففي هذه الحالة يبدأ جسم المريض بفقدان السوائل وذلك لأنه يقوم بعملية تحويل الماء إلى البول وذلك من أجل القيام بالتخلص من نسب الجلوكوز العالية في الدم والجسم مما يؤدي إلى جفاف الجلد.

ويؤدي ذلك إلى تلف الأعصاب في القدمين والساقين عند عدم تلقي إشارة التعرق، فعملية التعرق والعرق يساعدان في الحفاظ على الرطوبة في الجسم، بالإضافة إلى أن تشقق الجلد قد يسبب دخول الفيروسات والجراثيم لجسم المريض.

  الاعتلال العصبي

من المضاعفات الأخرى للقدم السكرى، التعرض للإصابة بالاعتلال العصبي الذى من الممكن أن يسبب حدوث بعض المشكلات فى الصدمات النفسية الجسدية وعملية التمثيل الغذائي، وفي هذه الحالة يسبب فى تقليل قدرة الجسم على الشعور بالبرد، وتقول الكثير من الدراسات والأبحاث إن الاعتلال العصبي يقوم برفع فرص التعرض للإصابة بأمراض الكلى وأمراض الكبد وبعض أنواع السرطان وفيروس النقص المناعة.

 الإصابة بالنسيج

من المضاعفات الأخرى التي تصيب القدم السكري، تشير الأنسجة الموجودة على القدمين إلى وجود أجزاء سميكة من الجلد وتكون هذه الأجزاء مستديرة الشكل ومتوضعة تحت الأصابع، وهذه الحالة تسبب الكثير من الألم في القدمين.

ويحذر الكثير من الأطباء على ضرورة علاج هذه الحالة بالسرعة القصوى لأنها من الممكن أن تكون سبب في التقرحات التي تصيب القدم السكري، كا يؤكدون على أهمية على الالتزام بارتداء الأحذية الطبية المريحة وذلك من أجل الابتعاد عن تفاقم االمشكلة.

   ضعف الدورة الدموية فى القدمين

تقول الكثير من الدراسات والأبحاث أن الارتفاع بنسب الكوليسترول في الدم عند مرضى السكري، هو من أحد الأسباب التي تؤدي لضعف الدورة الدموية في الأقدام، وسبب هذا الضعف قلة نسب الدما الواصلة للقدمين، كما تقول دراسات أخرى أن الارتفاع الكبير بنسب ومستويات الجلوكوز في الدم عند مرضى السكري يسبب في إصابة الأوعية الدموية بالتلف، من الأعراض ومن أهم هذه للأعراض التي ترافق ضعف الدورة الدموية إصابة الجلد بالزرقة، بالإضافة لفقدان الشعر في منطقة الأظافر والقدمين وتصدع جلد الأقدام والبطء الكبير في عملية التئام الندبات والجروح.

  قرحة القدم

أن إصابة الأقدام بالتقرحات من أكثر وأخطر المضاعفات التي من الممكن أ تصيب أقدام مرضى السكري، حيث أثبتت الكثير من الأبحاث والدراسات أن الاعتلال العصبي السكري والقيام بالتدخين ومرض شريان المحيطي والضعف في عملية السيطرة على نسب السكر في الدم، من أهم وأكثر العوامل المسببة لظهور التقرحات على الأقدام.

طرق العناية بالقدمين عند مرضى السكري

يجب على مريض السكري أن يقوم باستشارة الفريق الذي يقوم برعايته والالتزام بخطة للمحافظة على نسب السكري بمستوياتها الطبيعية في الدم، ومن الضروري جدا أن تشمل هذه الخطط التي توضع لمرضى السكري طرق العناية والمحافظة على صحة القدمين، لذلك من الضروري على مريض السكري أن يقوم بالخطوات التالية للمحافظة على صحة قدميه، وهي:

التحقق من القدمين بشكل يومي

قد يكون لدى مرضى السكري بعض المشكلات في الأقدام، ولكن لا يشعر بها، لذلك من الضروري الالتزام بعملية التحقق من القدمين بشكل يومي لأن هذه الطريقة تساعد المريض في اكتشاف المشكلات بوقت مبكر للقيام بعلاجها، ومن الطرق الجيدة والمفيدة لحماية القدمين هي القيام بالتحقق من القدمين بشكل يومي في المساء بعد خلع الحذاء، ويجب التحقق ما بين الأصابع، فقد يكون لدى المريض بعض المشكلات ولا يشعر بها، مثل:

  • البقع الحمراء والقروح
  • وجود بعض البثور المليئة بالقيح والسوائل وبعض التورمات
  • نمو في بعض الأظافر، لأن بعض أطراف الأظافر قد تنمو بداخل الجلد
  • بعض البقع على الجلد التي تكون ناتجة عن الضغط الكبير على القدم أو الفرك بنفس المنطقة
  • وجود بعض الثآليل الأخمصية، وهي عبارة عن نمو لحمي بالجزء السفلي من الأقدام

غسل القدمين بشكل يومي

على مريض السكري أن يقوم بعملية غسل الأقدام بشكل يومي بالماء الدافئ والصابون، ويجب الانتباه ألا تكون الماء ساخنة جدا، ويجب عدم نقع القدمين لأنه هذه العملية تسبب بجفاف البشرة بشكل كبير.

بعد الغسل يجب تجفيف الأقدام بشكل جيد، ومن الممكن أن يتم وضع مسحوق نشاء الذرة أو التلك بين الأصابع، حيث أن منطقة ما بين الأصابع تمتاز بالرطوبة، فوضع مثل هذه المساحيق يساعد في المحافظة على الجلد جاف ويمنع انتقال العدوى في حال وجودها.

إزالة الجلد المتقشر

في حاول وجود الجلد المتقشر أو بعض البقع على القدمين، يجب على المريض أن يقوم بأخبار الطبيب المختص والشرف على الحالة وذلك من أجل أيجاد أفضل طريقة للتخلص من مثل هذه المشاكل، وفي حال وجود تلف عند المريض في الأعصاب فمن الممكن أن تتحول هذه البقع لقرحات.

لذلك يجب أخبار الطبيب وحال قام الطبيب بنصح المريض باستخدام حجر الخفاف، فمن الممكن أن يقوم المريض باستخدام حجر الخفاف الخاص بالقدمين أثناء الاستحمام أو بعده، وذلك من أجل التخلص من الجلد المتقشر، فحجر الخفاف هو نوع من أنواع الصخور التي يتم استخدمها في عملية تنظيف الجلد، حيث يتم فرطك الجلد بها بشكل بطيء ولطيف وباتجاه واحد، وذلك من أجل تجنب إصابة الجلد بالتمزقات.

ومن الممكن أن يتم وضع بعض الكريمات الطبية والخاصة بمنطقة القدمين بعد الانتهاء من عملية التنظيف بشكل جيد، ومن الضروري الابتعاد عن منطقة ما بين الأصابع لأن الرطوبة العالية تسبب في انتقال العدوى وتفاقمها.

تقليم أظافر القدمي

من الضروري الالتزام بتقليم الأظافر، وبعدها تتم عملية غسل القدمين بشكل جيد وتجفيفها، وتتم عملية التقليم من خلال استخدام القصاصات الطبية الخاصة بأظافر القدمين، ويجب الابتعاد عن تقليم الأظافر بشكل زوايا، فيجب أن يتم تجديب الظفر بشكل لطيف فقط وذلك من أجل منع نمو الأظافر في الجلد.

وفي بعض الحالات يجب على المريض أن يطلب من الطبيب أن يقوم بتقليم أظافر أو من مقدم الرعاية الصحية الخاص به، في حال:

  • لا يمكن للمريض الرؤية بشكل جيد، أو لا يشعر بقدميه، أو لا يستطيع الوصول لأقدامه
  • إذا كان يملك المريض أظافر سميكة وذات لون أصفر
  • إذا كان نلديه بعض الأظافر المنحنية والتي تنمو في الجلد

وفي حال رغب المريض تقليم أظافره بمراكز العناية والرعاية بالأظافر يجب عليه أن يقوم بإحضار أدواته الخاصة، وذلك لمنع الإصابة ويجب أن يقوم بسؤال مقدم الخدمة ما الخطوات التي يجب أن يتبعها لمنع أصابته بأي عدوى.

المحافظة على ارتداء الجوارب والأحذية في جميع الأوقات

يجب على المريض الابتعاد عن السير حافي القدمين والالتزام بارتداء الجوارب والأحذية، لنه من الممكن أن يدوس على شيء يأذي قدمه دون أن يشعر بأي ألم، كما يجب عليه التحقق من حذائه من الداخل قبل اتدائه، وذلك من أجل التأكد من نعومة بطانته وخلوها من الحصى وغيرها من الأشياء المؤذية للقدمين.

كما يجب أن يبتعد عن ارتداء الأحذية بدون جوارب وذلك لمنع أصابته بالقروح والبثور، وتبديل الجوارب بشكل مستمر واختيار النوع الأفضل والتي تناسبه.

ويجب على المريض أن يقو بارتداء الحذية المناسبة له والتي تساعده في حماية قدميه، وهناك بعض النصائح التي يجب الأخذ بها لاختيار الحذاء المناسب، ومنها:

الأحذية الرياشة والخاصة بالمشي هي من أفضل أنواع الأحذية، وذلك من أجل ارتدائها بشكل يومي حيث يسمح هذا النوع من الأحذية بتنفس القدمين.

الابتعاد عن ارتداء الأحذية المصنوعة من البلاستيك أو الفينيل، وذلك لأنها تضغط على الأقدام وتمنعها من التنفس.

عند القيام بشراء الأحذية يجب التأكد من أنها المناسبة للقدمين وتشعرك بالراحة خلال المشي وأنها غير ضاغطة على الأقدام والأصابع، ومن أفضل أوقات شراء الأحذية في فترات نهاية النهار حيث تكون الأقدام أكبر، وتساعدك في اختيار الأنسب لقدميك.

في حال إصابة الأقدام ببعض التورمات يجب ارتداء الأحذية واسعة والعميقة، والابتعاد ما أمكن عن الأحذية ذات الأصابع المدببة أو ذات الكعب العالي، لأنها تضغط بشكل كبير على الأقدام.

في حال التغير الكبير بشكل الأقدام، يجب اختيار الأحذية الطبية الخاصة بمثل هذه الحالات، كأحذية الخاصة بتقويم العظام.

حماية القدمين من التعرض للبرودة الشدية أو الحرارة الشديدة

في حال إصابة المريض بتلف بأعصاب القدمين وذلك بسبب الإصابة بمرض السكري، فالمريض في بعض الأحيان قد يحرق قدميه دون أن يشعر، لذلك يجب الالتزام ببعض الخطوات وذلك من أجل حماية الأقدام من الحرارة، ومن هذه الخطوات:

  • الابتعاد عن السير على الشاطئ والأرصفة الساخنة دون ارتداء الحذاء
  • الالتزام بوضع واقيات الشمس على الأقدام في حال تعرضها لأشعة الشمس وذلك من أجل منع أصابتها بالحروق
  • أبعاد القدمين عن السخانات
  • عدم وضع الوسادات الساخنة أو زجاجات الماء الساخنة على الأقدام
  • قيام المريض بارتداء الجوارب في السرير في فصل الشتاء في حال كان الأقدام باردة

المحافظة على تدفق الدم بشكل جيد إلى الأقدام

هناك الكثير من النصائح التي تساعد في الحفاظ على تدفق الدم إلى الأقدام بشكل جيد، ومنها:

  • القيام بمد الأقدام في حال الجلوس
  • القيام بتحريك الأصابع لبضع دقائق كل بضع ساعات، وتحريك الكاحلين يشكل صعود وهبوط وذلك من أجل المساعدة في عملية تدفق الدم إلى الساقين والأقدام
  • الابتعاد عن ارتداء الجوارب الضيقة والمرنة، أو الفضفاضة والتي يكون لها عصابات مطاطية ضيقة جدا
  • القيام بالمشي والتمارين التي تساعد في عملية تدفق الدم إلى الأقدام كالرقص واليوغا، والالتزام بتمديد الساقين كل فترة خلال النهار
  • الابتعاد عن التدخين

علاج القدم السكري

في معظم حالات الإصابة بالقدم السكري تكون النهاية هي بتر القدم المصابة، وذلك ما لم تتم الرعاية والوقاية الصحية الجيدة والسليمة بالقدمين لدى مرضى السكري، وهذه بعض النصائح والوصاية العلاجية:

  • القيام باستخدام المضادات الحيوية، وذلك في حال وجود أي نوع من العدوى.
  • قيام المريض إزالة الأنسجة والجلد التالف حول الجروح والقيام بتنظيف القرح وتطهيره من خلال استخدام الضمّادات والمضادات الحيوية الخاصة.
  • القيام بتوسيع الشريين وتحسين عملية تدفق الدم للأقدام وذلك من خلال تناول العقاقير الطبية، أو العمل الجراحي.
  • المحافظة على نسب السكر بمستوياتها الطبيعية داخل الجسم والقيام باتباع نظام غائي، والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة.
  • العناية بالقدم المصابة والابتعاد عن المشي عليها أو إرهاقها، والابتعاد عن الضغط عليها وارتداء الأحذية الطبية الخاصة.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله