منذ قديم الزمان ومحاولات الإنسان مستمرة للبحث عن مصادر للطاقة، فقد استطاع الإنسان الحصول على النار من خلال حك حجرين من الصوان ببعضهما البعض، ومن ثمّ استطاع استخدام بعض الزيوت النباتية للحصول على النار للإنارةِ، وبقيت محاولات الإنسان مستمرة للبحث عن مصادر الطاقة إلى أن تمكّن من استخدام الوقود.
يعتبر الوقود بشكلٍ عام من أهم مصادر الطاقة المستخدمة في حياتنا اليومية، فنحن نستخدم، الوقود في تدفئة المباني والمنازل وتبريدها، وفي تشغيل السيارات ووسائل النقل، وله استخدامات منزلية كثيرة، کما أنه يستخدم كذلك في توليد الكهرباء، التي لا يمكن لنا الاستغناء عنها في جميع مجالات حياتنا اليومية، وهناك نوعان من الوقود هما الوقود الأحفوري (أو ما يسمى بالوقود الطبيعي) والوقود الصناعي.
ما هو الوقود الأحفوري؟
هو عبارة عن بقايا مخلوقاتٍ حيةٍ تكوّنت في القشرة الأرضية منذ مئات ملايين السنين، كما أنه مورد غير متجدد ومحدود المصدر، وعملية الحصول عليه غالبًا ملوثة للبيئة، كما في حالة الفحم الحجريّ، وقد ارتبطت طريقة حياتنا الآن باستعمالات الوقود الأحفوري، رغم كونه مورد غير متجدد ولذلك يجب علينا المحافظة عليه، وإيجاد بدائل نظيفة ومتجددة بدلًا منه.
تسمية الوقود الأحفوري
تعود تسمية الوقود الأحفوري من كلمة الأحافير، وهي بقايا الكائنات الحية الميتة التي بقيت في باطن الأرض وتعرضت للضغط والحرارة فساهمت مع الزمن في تشكيل الفحم الحجري والغاز والنفط.
ما هي استخدامات الوقود الأحفوري
يستخدم الوقود الأحفوري في:
- تحريك السيّارات والحافلات والقطارات والطائرات والسفن.
- تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائيّة.
- يستعمل في المصانع والمطابخ على شكل غازٍ طبيعي.
لذا يتوجب علينا استخدام وسائل النقل العامة أو المشي أو ركوب الدراجات الهوائية، ولحد من استهلاكه في السيارات الخاصة.
كان استخدام الطاقة الأحفورية في المجال التقني، في القرنين الثامن والتاسع عشر هو أحد عوامل قيام الثورة الصناعية آنذاك، وكان أكثر أنواع الوقود التي استعملوها في ذلك الوقت هو الفحم الحجري، أما في أيامنا هذه فأن النفط هو الأكثر استخدامًا، لسهولة استخراجه ومعالجته مقارنةً بالفحم الحجري، ويشكل الوقود الأحفوري ما نسبته 90 من مجمل الطاقة المستخدمة في حياتنا اليومية.
ما هي مزايا الوقود الأحفوري
من أكثر ميّزات الوقود الأحفوري التي جعلت منهُ مصدر مهم لإنتاج الطاقة، هو أنه يمتلك كثافة طاقة عالية، وأنه سهل التخزين، وعند ما تتم معالجته بتروكيميائيًا فإننا نحصل على أنواع مختلفة من الوقود التي لها استخدامات متعددة، وبالرغم من كل هذه الفوائد والحسنات للوقود الأحفوري إلا أنه من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى دمار البيئة، فهو من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور ظاهرة الاحترار العالمي أو الاحتباس الحراري، وتلوث الهواء بفعل الغازات والمواد المتطايرة الناتجة عن حرقه.
المشكلات البيئية التي يسببها الوقود الأحفوري
يؤدي استخراج الوقود الأحفوري إلى تعرية طبقات سميكة من التربة، مما يؤدي إلى تدمير النظام البيئي.
فإن أثناء احتراق الوقود الأحفوري يؤدي إلى انبعاث مجموعة من الغازات، مثل أكاسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت، تسبب هذه الغازات تلوث الهواء، وتسبب أيضًا الضباب الدخاني والمطر الحمضي.
سلوكيات بسيطة للتقليل من استخدام الوقود الأحفوري
- يجب إطفاء الضوء عند مغادرة الغرفة، وإطفاء التلفاز عند التوقف عن المشاهدة.
- استخدام وسائل النقل العام بدلًا من وسائل النقل الخاص.
- استحداث مصادر أخرى للطاقة غير الوقود الأحفوري.
تمكن العلم من إيجاد مصادر بديلة للطاقة متجددةٍ ونظيفة وهي:
الطاقة الكهرومائية
الطاقة الكهرومائية هي الطاقة الناتجة عن استثمار طاقة المياهِ السّاقطة لتشغيلِ مولّدات الكهرباء، وتتولد هذه الطاقة من السدود التي على الأنهارِ ومن الشلّالات، ومن مميزاتها أنها غير ملوثة للهواء، ولا يتم حرق الوقود خلالها، ومن عيوبها غمر مساحات واسعة من الأراضي خلف السدود، تدمير المواطن البيئية، تحويل جزء من النهر إلى بحيرات.
طاقة الرياح
وفيها تستغل الرّياح لإدارة مراوح تقوم بتشغيل مولدات الكهرباء.
الطاقة النووية
الناتجة عن انشطار أنوية من عنصر اليورانيوم المشع خلال تفاعل الانشطار، ويتم ذلك داخل المفاعلات النووية، حيث تنتج طاقة حرارية هائلة تستغل لإنتاج بخار الماءِ الذي يستخدم لإدارة المولد الكهربائي.
الطاقة الحرارية الجوفية
هي الطاقة الحرارية الموجودة داخل القشرة الأرضية، ويمكن الانتفاع بخزانات الطاقة الحرارية الجوفية شرط أن تكون قريبة من سطح الأرض على أعماقٍ لا تزيد عن بضعة كيلومترات.
الطاقةُ البحار والمحيطات
يستفاد من المد والجزر الذي يحدث مرتين في اليوم، فتصمم محطة توليد الكهرباء بحيث يتدفق الماء عبر التوربين أثناء المد ويدير المولد، ثم يخزن خلف سد، ثم يعود نفس الماء من نفس التوربين في أثناءِ الجزر فيولد كمية إضافية من الكهرباء.
الطاقة الشمسية
حيث نستخدم فيها خلايا ضوئية لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية تخزن في بطاريات لاستخدامها أثناء الليل.
ماذا لو توقفنا عن حرق الوقود الأحفوري؟
حرق الوقود الأحفوري هو مثل تحطيم الأثاث لإشعال الموقد لأنه أسهل من الخروج إلى التحطم، ماذا لو قال الجميع على هذا الكوكب لا لسياراتهم التي تعمل بالغاز وليس فقط السيارات، بل أيضًا مجففات الغاز وسخانات المياه ومواقد الغاز وماكينات جز العشب، ماذا لو توقفنا عن حرق الوقود الأحفوري دفعةً واحدةً؟ ماذا سيحدث للمناخ؟ هل سيساعدنا هذا في التغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري؟
ربما عليك أن تعلم أن الوقود الأحفوري ينفس ثاني أوكسيد الكربون ويبقى ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي ويقوم بتسخين سطح الأرض بظاهرة الاحتباس الحراري، السبب الرئيسي لتغير المناخ الذي يتحدث عنه الجميع، أن درجة حرارة الأرض أعلى 1 درجة مئوية عما كانت عليه في ثمانينات القرن التاسع عشر قبل أن تبدأ المصانع في إطلاق الغازات الدفيئة في الهواء.
أن مصدر الكهرباء الخاصة بك وأكثر من ثلثي إنتاج الكهرباء في العالم يأتي من حرق الوقود الأحفوري، أن إيرادات الوقود الأحفوري السنوية تبلغ ما يقارب خمس تريليونات دولار.
إذا توقفنا عن حرق الوقود الأحفوري فلن يكون هناك مواصلات لا سيارات ولا قطارات ولا سفن ولا طائرات ولن تحصل على المواد الغذائية الطازجة، قل وداعًا للبلاستيك والكثير من الأدوات المفضلة لديك نظرًا لأن البلاستيك مصنوع من النفط والغاز، التخلص من مصدر رخيص للطاقة في الوقت الحالي يبدو إجراءً متطرفًا بعض الشيء، والأكثر من ذلك أنه لن يحل مشكلة تغير المناخ لدينا، وليس على المدى القصير لأن الاحترار العالمي الذي أصابنا بالفعل على كوكبنا هو لا رجعة فيه حتى لو توقفنا عن حرق الوقود الأحفوري فإن الأرض سوف تستمر في الاحتماء لعدة عقود أخرى بسبب الحرارة التي أنتجت في القرنين الماضيين، وإذا لم نبدأ في حرق أنواع أقل من الوقود الأحفوري الآن، فإن النتائج ستكون مدمرة للغاية وفي يوم من الأيام سوف ينفذ الفحم الغير متجدد والنفط والغاز أيضًا.