كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

انشغلت مؤخرًا بقضية كيف تصبح مستمعًا جيدًا لأني وجدت أن كثيرًا من القضايا والفرص للأسف تضيع من يدي بتهوري وبرغبتي في فرض رأيي وعدم سماعي للطرف الآخر، لذلك ستكون تلك المقالة دليلًا شاملًا تعينك على أن تتعلم كيف تصبح مستمعًا جيدًا.

كما أنه في كثير من الحوارات والنقاشات التي نراها يوميًا سواء في واقعنا أو في المناظرات الإعلامية في التليفزيون نجد في الغالب نموذجين من الناس، النموذج الأول يتحدث كثيرًا ولا ينصت للطرف الآخر والنموذج الآخر هو الشخص السكوت المستمع والذي في الغالب ينتصر في النهاية.

كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

لماذا تتعلم كيف تصبح مستمعًا جيدًا

يجعل شخصيتك تبدو قوية

فكثير من الناس يفقدون الكثير في علاقاتهم الاجتماعية وذلك لأنهم لم يفطنوا بعد لتلك الحيلة البسيطة وهي أن تبقى غامضًا بعض الشيء فصمتك يعطي فرصة لك أن تظهر بمظهر غامض والذي يلقي بالهيبة في أعين من حولك، كما أنه معلوم أنه كلما قل كلامك كلما زادت هيبتك.

يحافظ على طاقتك

فعدم حديثك وصمتك المرتب له، يجعلك تحافظ على طاقتك لأنك عندما تتحدث بكل تأكيد تستنزف مما لديك من طاقة تحديدًا لو أنك تتحدث فيما لا يعنيك من أمور وتخصصات، تلك الطاقة النفسية تحدث عنها بعض العلماء ومنهم فرويد وأسماها في كتاباته “اللبيدو”.

كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

يجعل كلامك مؤثرًا جدًا

فبالطبع عندما تتحدث قليلًا وتصمت كثيرًا ففي الغالب عندما تُطلب منك النصيحة وهذا يطلب كثيرًا من أولئك الصامتون لأن الناس مبرمجة على أن أصحاب الكلام القليل في الغالب لديهم من رجاحة العقل وفي الغالب آرائهم تكون سديدة وهذا وفق مبدأ “الندرة” فالذهب غالي الثمن ذلك لأنه نادر في المقام الأول.

يجعلك تبني علاقات قوية

فالعلاقات الاجتماعية وفنون الاتصال في الغالب مبنية في المقام الأول على الفهم المتبادل لذلك أن تنصت معناه أن تفهم من حولك ثم يأتي دورك فيكون كلامك متسق مع ما تسمعه من أراء وبالتالي سيكون كلامك قويًا ومؤثرًا.

يجعلك تقدم أقصى ما لديك من إنتاج

ففهمك لمن حولك في العمل وفهمك لخطوط سير العمل ورغبات العملاء الذين يتحدثون إليك في الغالب مرهون باستماعك لهم بطريقة جيدة لذلك عليك أن تصغي وتفهم وتشرب ممن حولك أولًا قبل أن تفكر في أن تسقيهم بفكرك وآرائك، أيضًا هذا يجعل لك وجهة نظر صائبة ومدروسة ومتأنية وليست اعتباطية.

يجعل من أمامك يُخرج ما في جعبته

فلو أنك مثلًا تتحدث إلى شخص ما وتريد أن تعرف معلومة معينة وهو من النوع المتنمر والذي لا يتحدث كثيرًا فإصغائك له وإعطائه المايك ليتحدث يجعل منه نجمًا في سماء الحديث فينجرف ويخرج كل ما في جعبته دون أدنى مجهود منك فقط اصمت وسترى النتيجة.

مستويات الاستماع الجيد

السمع

وهو أبسط مستويات الاستماع والذي قد يشوش عليك قراءة مقالتنا التي بين يديك لذلك هذا أمر ليس لنا دخل فيه فأنت عندما تفتح النافذة تسمع صوت السيارات وآلات التنبيه تقتحم أذنك وليس لك دخل في منعها، فهي في الغالب تكون مباغته وغير منتقاة.

السماع

أن تركز قليلًا أذنك ناحية شيء معين لتعلم هل هو كما تسمعه أم لا وفي الغالب ذلك يكون بهدف حمايتك من خطر ما أو من سيارة كادت أن تدهمك وهذا أيضًا لا ترتب له بل هو وظيفة فسيولوجية ودماغية مسئول عنها الأذنين واللتان مسئولتان عن التمييز بين الأصوات المختلفة.

الاستماع

وهنا نبدأ في الحديث عن مهارة أنت تقرر أن تقوم بها وتقرر أن تتعلمها وفيها يركز الشخص على صوت شخص فلاني بهدف فهم حديثة ولكي يكون وجهة نظر معينة ويستطيع فهم لغز معين أو فك رمز أو شفرة معينة في الكلام وهذا يمكن تعلمه ويمكن اكتسابه بالممارسة المستمرة.

الإنصات

وهو أعلى درجات الاستماع والذي في الغالب يكون مرتبطًا بشيء غالي عليك وبالطبع هو في الغالب مرتبط بالقرآن الكريم حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم، “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” والصحابة قديمًا كانوا ينصتون عندما يستمعون لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كيف تصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

لا تُجهز ردًا في بالك

كثير من الناس يفعل شيئًا مشينًا في خلال حواره مع أي أحد وهو أن يسد أذناه ويحاول أن يجهز ردًا لما يسمعه وهنا مشكلتان أولهما أنك بذلك سوف يظهر عليك أنك غير عابئ برأي من أمامك وثانيًا في الغالب ستقدم للآخر رد هزيل جدًا.

كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

وهذا في الغالب سينُم عن عدم إدراكك لما سمعته من كلام، وستأتي محاولتك استعراضية للغاية وقد تخسر الكثير وقد تخسر بعض من أصدقائك وقد تستفزهم لأن ينهوا علاقتهم معك فورًا لأنك قللت من رأيهم.

أظهر للطرف الآخر أنك تسمعه باهتمام

هناك عدة طرق وأساليب لتتعلم كيف تصبح مستمعًا جيدًا منها لغة جسدك بمعنى أن تكون مقابلًا له في خلال حديثه لك لا أن تعطيه جنبك مثلًا أو أن تدير نظرك أو ظهرك له لأن هذا يعطي إشارة لمن أمامك على أنك غير مهتم بكلامه وفي الغالب الكل يفهم هذا.

وقد تستعين ببعض الهمهمات لتؤكد له أنك تسمعه وتركز مع ما يقوله وبالطبع لا تكذب في هذا ولا تحاول التمثيل عليه ولكن فعلًا استمع لما يقول كما يمكنك أن تومئ برأسك للأمام لكي توحي له أنك تركز على كل كلمة يقولها كل هذه الأساليب تجعل منك مستمعًا جيدًا له.

وإليك هذه المقاطع الخاصة بلغة الجسد والتي ستتعلم منها كيف تستخدم لغة جسك لصالحك.

لا تقاطع من أمامك إلا بسبب

الكل يزمجر ويستشيط غضبًا لو قاطعته لذلك عليك أن تصمت تمامًا إلا في حالات عدة منها أن يكون في كلام من أمامك تطاول عليك أو على أهلك لذلك عليك ألا تصمت بل عليك أن تعلمه آداب الحديث ولا تترك له مجالًا لأن ينتهك حرماتك.

ومنها مثلًا أن تكون غير فاهم لما يقول أو أن صياغته هذه التي يقدمها هزيلة وسوف يحاسبك بعد ذلك لو كان زميلك في العمل أنه قد أوضح لك هذا الأمر من قبل لذلك عليك أن تقاطعه بسرعة وتطلب منه أن يفهمك ما يقول.

لخص ما سمعته

بعد أن تسمع كل ما يقوله من أمامك عليك أن تلخص في نقاط سريعة ما قاله وذلك له عدة فوائد أولها أنك بذلك تعلن أنك قد سمعته بكل تركيز وهو بذلك سيكون ممنونًا لك في المرات القادمة، وثانيهما لكي تسجل عليه ما قاله لأن البعض ينسى ما قاله.

اسأل سؤالًا لو لم تفهم

لو لم تفهم ما قاله عليك أن توجه سؤالًا مختصرًا للغاية ويستحسن أن يكون بكلمة واحدة مثلًا لو قال لك أن الطائر الفلاني يقطن صحراء نيفادا القلوية وأنت لم تكن من قبل تسمع عن تلك الصحاري لذلك عليك أن تسأل في كلمة واحد، ماذا؟ أو ماذا تقول؟

حافظ على الاتصال الدائم بالعينين

والغرب يسميه Eye contact وهو أن تبقي عينك في عين من أمامك هذا يعطيك مساحة من التعبير قد لا تحتاج فيها لكلام كما أنه يجعل من أمامك يشعر بما تريده ويصل أليه شعور عميق أنك تسمعه بكل تركيز لذلك حافظ على الاتصال بالعين تحديدًا في المقابلات الشخصية الخاصة بالوظائف.

كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

ولكي تتعلم الاتصال بالعين عليك أن تُشاهد هذه المقاطع الأكثر من رائعة.

لا تُسفه من كلام من أمامك مهما كان

والبعض يفعلها بالقول والبعض يفعلها بلغة جسده الباردة إلى حد كبير، فلو أردت أن تكون من المستمعين الجيدين عليك أن تتعلم أن تعطي للآخر مساحة من الحوار وأن تظهر له أنك مهتم بكلامه حتى لو ظننت أن كلامه هذا تافه بالنسبة لك، وإليك مقطع الفيديو التالي لشرح فكرة احترام الآخر.

لا تتحيز لرأي معين

وأنت تتحدث مع الآخر استمع لكلامه مهما كانت وجهة نظرك فيه، فالبعض ولأن له رأي مسبق فيما يسمع يرتكب ذلك الخطأ وهو أن يغلق دماغه أو رأسه على الكلام الذي لا يعجبه وهذا يعطل لديه مستقبلات الاستماع الجيد، لذلك استمع للكلام كله سواء اتفقت معه أو اعترضت عليه.

كيف تُصبح مستمعًا جيدًا في خطوات سريعة

استمع أكثر مما تتكلم

حاول أن تحافظ على قدر متوازن من الحديث والاستماع لذلك عليك أن تستمع ضعف ما تتكلم ولو كان أكثر من هذا سيكون أفضل، وقديمًا قال الشيخ الشعراوي “إن فمك هذا له وظيفتين إما التبسم لحل مشكلة أو الصمت لكي يمر أمر لا تريده”، وديل كارنيجي قال “تكلم أقل مما ينبغي”.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله