بعيدًا عن الكلام الخيالي كيفية تطوير اللغة الإنجليزية فعليًا؟

لا داعي للحديث عن أهمية اللغة الإنجليزية اليوم، ولا داعي للتطرق إلى أشكال وأصناف الفرص والخيارات التي ستتاح أمامك في حال كنت تتقن اللغة الأولى في العالم والأكثر انتشارًا. ناهيك عن الأبواب الثقافية والمعرفية التي ستفتح أمامك بمجرد إتقانك للإنجليزية، اللغة التي يصدر فيهاه سنويًا أكبر رقم من الكتب والمؤلفات والدراسات العلمية بالمقارنة مع اللغات الأخرى الشائعة.

ولكن إتقان لغة ليس بتلك السهولة، صحيح غالبيتنا درسنا الإنجليزية في المدارس وفي المراحل المبكرة من طفولتنا ولكن للأسف لم يكن ذلك كافي للسواد الأعظم منا. نكبر ونتقدم في حياتنا وما زلنا نسعى من أجل تطوير اللغة الإنجليزية لدينا.

في هذا المقال سنتعرف على الآلية التي يمكننا من خلالها تطوير لغتنا، لا أعدك هنا بأن تقرأ شيء خارق للعادة أو أنك ستنهي المقال والكلمات الإنجليزية تتراقص على شفتيك، فكما كل شيء الأمر يحتاج للجهد والوقت والمثابرة كما سنرى الآن.

المهارات الأساسية الأربعة في اللغة الإنجليزية

بعيدًا عن الكلام الخيالي كيفية تطوير اللغة الإنجليزية فعليًا؟

في الحقيقة المهارات الأربعة هذه هي المهارات اللغوية لأية لغة في العالم وليست فقط الإنجليزية، وبالتالي عند سعيك لاكتساب وتعلم لغة ومهما كانت تلك لديك أربع مهارات لغوية يجب أن تعمل عليها من حيث التعلم والاكتساب حتى تصل إلى مستوى أفضل في اللغة التي تريد.

تشمل المهارات اللغوية الأربعة هذه القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، هذا يعني إنه عند الحديث عن تطوير اللغة الإنجليزية يجب أن يغطي حديثنا المهارات الأربعة هذه، وإلا من الصعب إتقان اللغة بالشكل الصحيح الذي يمكننا من استخدامها على الوجه الأمثل.

مستويات اللغة الإنجليزية

أيضًا عند سعيك لتطوير لغتك الإنجليزية لا بد أن تعرف مستواك اللغوي أولًا، من المعروف إن اللغة الإنجليزية تخضع للإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات والذي يقسم أي لغة إلى ستة مستويات، وبالتالي أي من المتعلمين لتلك اللغة سيكون بواحد من المستويات الستة هذه.

المستوى الأول من مستويات الإنجليزية هو المستوى A1 وهو المستوى التحضيري أو ما قبل المبتدئ وفيه يعرف الشخص أبجديات اللغة وبعض العبارات والمفردات البسيطة. ويدرس المستوى هذا في المدارس الابتدائية ولطلاب السنوات التحضيرية.

المستوى الثاني وهو A2 وهو المستوى الابتدائي، أيضًا يدّرس في المدارس الابتدائية وهنا الطالب يعرف كمية جيدة من المفردات والمصطلحات البسيطة التي تمكنه من التواصل مع الأخرين بشكل محدود باستخدام هذه اللغة.

المستوى الثالث B1 وهو المستوى الذي يتمكن الشخص فيه من التحدث والتواصل بشكل جيد باستخدام هذه اللغة ويمكنه من استيعاب كلام الآخرين وقراءة النصوص وفهم الأفكار الرئيسية التي تعرض.

المستوى الرابع B2 وهو المستوى الذي يمكن للشخص فيه من التواجد ضمن البيئات الرسمية سواء التعليمية أو المهنية واستخدام اللغة بشكل رسمي.

المستوى الخامس C1 يعد من المستويات المتقدمة وهو المستوى الذي يصعب الوصول إليه إلا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات ناطقة بالإنجليزية. وهو لا يطلب من قبل أي من المؤسسات التعليمية أو المهنية، ولا يكون شرط لأي من الأمور الرسمية وإنما يطلب المستوى السابق فقط.

المستوى السادس C2 وهو أعلى المستويات ويقتصر على المتحدثين الأصليين للغة والأكاديميين المتخصصين بالإنجليزية. من الجدير بالذكر إن المستويات C1 و C2 لا يمكن لأي من المؤسسات التعليمية تدريسها باستثناء برامج الدراسات العليا ولا تطلب هذه المستويات في أي أوساط رسمية، أما في حال كان شرط طلب للغة الإنجليزية لاي أمر رسمي فأنه يُطلب المستوى B2 فقط.

كيف تعرف مستواك اللغوي؟

تطوير اللغة الإنجليزية

باعتبار إن هذه المستويات الستة هي مقياس رسمي ومعتمد لقياس المهارات اللغوية لدى الشخص فأنه يمكنك الخضوع لامتحان تحديد المستوى في أي من المراكز التعليمية التي تدّرس اللغة الإنجليزية وستعرف مستواك باللغة.

في حال لا تريد الاعتماد على المراكز تلك يمكنك إجراء امتحان من هذا النوع أونلاين عبر الإنترنت حيث هناك العديد من المواقع التي تجري هكذا اختبارات مجانًا وتمكن الشخص من معرفة مستواه اللغوي.

من أفضل المواقع التي يمكنك الاعتماد عليها لقياس مستواك اللغوي في الإنجليزية هي:

  • Cambridge English وهو الموقع التابع لجامعة كامبريدج البريطانية والغنية عن التعريف، أحد أعرق جامعات العالم.
  • British Council المجلس البريطاني أيضًا مؤسسة بريطانية عريقة ولها باعها الطويل فيما يخص تدريس اللغة الإنجليزية، وكذلك جزء من اللجنة المسؤولة عن امتحان الأيلتس حول العالم.
  • Easy English من هذا الموقع يمكنك اختيار درجة صعوبة الامتحان الذي ستخضع له، سهل متوسط أو صعب.

هذه بعض من أفضل المواقع التي يمكن لك أن تعرف مستواك في اللغة الإنجليزية من خلالها وبشكل مجاني عبر الإنترنت ومن مكانك. كذلك ستزودك هذه المواقع ببعض النصائح والإرشادات التي تمكنك من تطوير اللغة الإنجليزية لديك، كما سنفعل نحن هنا من خلال السطور التالية.

اقرأ أيضًا: مواقع تساعدك في تعلم اللغة الإنجليزية بالصوت والصورة

تطوير اللغة الإنجليزية

تطوير مهارة القراءة

تطوير إمكانياتك للقراءة باللغة الإنجليزية لا يعتمد على مقدار ما تقرأه في حال كنت لا تستوعب ما تقرأه، ففي هذه الحالة حتى لو كنت تقرأ كتب ومجلدات كاملة لن تتمكن من القراءة بالشكل الأفضل وتطوير هذه المهارة.

بل اختار الكتب التي يمكن منها استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات والأفكار الواردة فيها ومعاني التعابير والمصطلحات المذكورة، يمكنك التعرف إلى هذه الكتب بعد تحديد مستواك اللغوي في الإنجليزية ومن ثم اختيار الكتب بناء ذلك في حال كنت بمستوى مبتدئ متوسط أو متقدم، لكل من هذه المستويات ستجد حتمًا الكتب المناسبة. طبعًا هذا لا ينطبق فقط على الكتب بل حتى المقالات يمكنك الاستفادة منها بهذه الطريقة.

ليس من الضروري خلال قراءتك أن تفهم كل كلمة ومفردة تظهر معك، بل الأهم أن تستوعب الفكرة العامة من النص وما يدور حوله الموضوع. يمكنك استخدام مترجم أو قاموس على هاتفك الذكي لترجمة بعض المفردات والتعابير التي يكون معناها مهم لفهم الفكرة والسياق العام للنص.

لا تنسى كذلك أن تخصص وقت يومي للقراءة، كل يوم 20 إلى 30 دقيقة للقراءة في اللغة الإنجليزية سيكون وقت جيد وسترى النتائج في تحسن مستوى قراءتك خلال فترة قصيرة، طبعًا إذا كنت في مستوى متقدم قد تحتاج وقت أطول من ذلك ومستوى نصوص أكثر تقدمًا.

بعملية بحث بسيطة ستجد الكثير من المواقع التي تقدم محتوى على صلة بالقراءة باللغة الإنجليزية ولمختلف المستويات، لعل أبرز هذه المواقع British Council.

مهارة الاستماع

تطوير اللغة الإنجليزية

لنكون واقعيين بعض الشيء، تخصيص مدة محددة كل يوم للاستماع للغة الإنجليزية هو أمر جيد ولكنه غير كافي ومن الصعب الوصول لنتيجة بالاعتماد على هذه التقنية فقط. وإنما الأمر يحتاج للكثير من الاستماع والتمرن على ذلك.

الأشخاص الذين يكون مستواهم اللغوي مبتدئ أو أقل من المتوسط عمومًا لن يتمكنون من الاستماع مباشرة للغة المحكية وفي حال استمعوا لذلك من الصعب تحقيق نتيجة، في المستويات الدنيا يجب عليك الاستماع لشيء مناسب وليس إلى اللغة المحكية تمامًا. يمكنك متابعة مقاطع الفيديو التي تحتوي الكلام الذي يقال بشكل مكتوب Subtitle.

في المراحل المتوسطة والمتقدمة يمكنك الاستغناء عن الكلام المكتوب ومحاولة الاستماع فقط دون قراءة الكلام، أيضًا هنا يمكنك الاعتماد على موقع British Council والجزء المخصص للاستماع منه من أجل تطوير اللغة الإنجليزية لديك فيما يخص الاستماع.

متابعة الأفلام ومحاولة الاستماع لها فقط لا يعتبر بالأمر الكافي، استمع للغة بشكل يومي وبقدر ما تستطيع ولا تنسى التنويع في المواضيع التي تستمع لها، بحيث لا يقتصر الأمر فقط على نمط أو أسلوب واحد، البودكاست والكتب الصوتية والقصص القصيرة المحكية وفيديوهات اليوتيوب كلها تعد مصادر جيدة للاستماع.

الكتابة

بعيدًا عن الكلام الخيالي كيفية تطوير اللغة الإنجليزية فعليًا؟

بالنسبة للكثير من متعلمي اللغات الأجنبية فأن الكتابة باللغة الأجنبية بالإضافة إلى التكلم هما أصعب مهارتين على الأطلاق على الرغم من إنهما أهم مهارتين كذلك، وهذا يعود إلى طريقة التعلم التي يتبعها الشخص خلال تعلمه لتلك اللغة أية كانت، سواء كانت اللغة الإنجليزية أو أية لغة أخرى.

فالغالبية يركزون على مهارات القراءة والاستماع خلال المرحلة الأولى من التعلم ويتجاهلون الكتابة والتحدث، فتجدهم يحفظون الكثير من المفردات والتعابير والقواعد ولكنهم لا يجيدون تحويل ما يعرفونه إلى كلام منطوق أو مكتوب إلا بالكثير من الجهد وبقليل من الدقة.

لذلك من غير المجدي التركيز على مهارة دون الأخرى خلال مراحل تعلم اللغة وإنما من الضروري التركيز على المهارات اللغوية الأربعة وبذات القدر والأهمية لكل واحدة منها خلال سعيك لتطوير اللغة الإنجليزية لديك.

لتطوير مهارة الكتابة باللغة الإنجليزية يعتمد الأمر على العديد من الجوانب، فأنت تحتاج إلى حصيلة جيدة من المفردات اللغوية، معرفة بالقواعد واستخداماتها، أن تكون على دراية جيدة بالإملاء وطرق الكتابة بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى المصطلحات والتراكيب اللغوية حتى تعرف استخدامها بالشكل الصحيح أثناء الكتابة.

وحتى لو كنت تعرف كل ذلك فالأمر لا يعد كافي لتكتب بشكل جيد، سترتكب الكثير من الأخطاء خلال الفترة الأولى من تعلمك، ستحتاج إلى القراءة بشكل كافي، معرفة استخدام المفردات والمصطلحات الأكاديمية كذلك يعد ضروري للكتابة بشكل جيد.

لتعلم هذه المهارة ستحتاج إلى من يرشدك، المواقع الإلكترونية المخصصة للتدرب على الكتابة ليست بتلك الفعالية ولا يعد الاعتماد عليها كافي للتعلم بالشكل الصحيح، مواقع مثل Hemingway Editor تساعد على تصحيح النصوص المكتوبة باللغة الإنجليزية ولكنها لا تصحح كل شيء وإنما تقتصر على الأخطاء الشائعة والترقيم فقط. لذلك من الضروري أن تبحث عن شخص ضليع باللغة الإنجليزية أو على الأقل بمستوى جيد يمكنه توجيهك وتصحيح أخطاءك عند الكتابة لتتعلم منه.

التحدث

أخيرًا التحدث باللغة الإنجليزية الأمر الصعب والضروري بنفس الوقت، وإلا ما الفائدة من إتقانك للغة أجنبية على الورق فقط ودون مقدرتك على التحدث فيها والتواصل مع الأخرين مستخدمًا إياها. لا ننكر إن الأمر ليس بتلك السهولة ويحتاج للكثير من الوقت والجهد والصبر في التمرن على اللغة، لا بد أن تواجه نفسك بقوة خلال تعلم هذه المهارة ولا تخجل من أخطائك وتعثرك اللغوي.

ستخطأ كثيرًا وستقول أشياء مضحكة وستحتار بلسانك وما يجب عليك قوله في هذه اللحظة وأي الكلمات يجب استخدامها وأيها التي تناسب السياق، هذا كله يجب أن تفعله بدون تفكير فأنت تتحدث مع أحدهم وهو غير مستعد لانتظارك لتفكر بكل هذه الأمور، يجب أن تتحدث سريعًا.

طبعًا هذا شيء لا يمكنك فعله إلا بالتمرن والتدرب على الكلام مستخدمًا الإنجليزية. إن كان لديك شخص ما يمكنك تجاذب أطراف الحديث معه باللغة الإنجليزية لفترة من الوقت بشكل مستمر سيكون ذلك جيد.

كخيارات أخرى يمكنك تسجيل صوتك وأنت تتحدث مع نفسك حول أحد المواضيع ومن ثم إعادة سماع التسجيل مع الانتباه إلى الأخطاء التي ارتكبتها ومحاولة تجنبها في المرات الأخرى.

أيضًا من الأساليب الفعالة في التمرن على استخدام الإنجليزية في الكلام هو استخدام برامج المحادثة، هناك العديد من البرامج المخصصة لممارسة اللغات الأجنبية المختلفة مثل Hello English أو Lingbe.

أيضًا البرامج المخصصة للتواصل الكلامي بشكل عام وليست فقط للغة الإنجليزية يمكن أن تفيدك بهذا الصدد، مثل تطبيق Paltalk واحد من أشهر تطبيقات المحادثة والتواصل والذي ستجد فيه غرف للمحادثة في مختلف المواضيع بما في ذلك الإنجليزية وغيرها.

مثل هذه التطبيقات يمكنك التسجيل فيها باسم مستعار والتحدث باللغة الإنجليزية، وبالتالي حتى لو أخطأت لا أحد يعرفك هناك، أضف إن البيئة والجو العام فيها مخصص لمتعلمي الإنجليزية بالتالي الكل يخطئ وليس أنت فقط.

أخيرًا

هذه كانت الطريقة التي يمكنك من خلالها تطوير اللغة الإنجليزية لديك، من الضروري أن تأخذ بالحسبان إن اللغة تكتسب بشكل كامل، هذا يعني إنه لا يجب عليك التركيز على مهارة لغوية دون أخرى أو جانب دون آخر وإنما من الضروري العمل على المهارات اللغوية الأربعة التي عرفناها معًا.

فلا يمكن للشخص أن يكون ممتاز لغويًا في الاستماع ولا يجيد الكتابة أو يجيد القراءة دون التحدث، وحتى لو حصل ذلك لإنه لن يجدي نفعًا وسرعان ما يجد نفسه الشخص سريعًا يواجه مشاكل على صعيد تعلم لجوانب أخرى من اللغة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله