ضياع الوقت الأسباب وطرق تخطي المشكلة

يعد إهدار الوقت وكيفية استغلاله أحد أهم سمات الأشخاص الناجحين ولتحقيق النتائج التي نريدها في حياتنا نحتاج إلى تحسين تلك الميزة المهمة داخل أنفسنا.

الأثرياء في العالم يعتقدون أن الوقت هو أول وأكبر رصيد لهم ويعتمدون عليه بشكل كبير ويسعون جاهدين لتحقيق أقصى استفادة من كل ثانية من أوقاتهم لأنها أثمن شيء، ولكن السؤال هنا هل نحن منتبهون لإضاعة وقتنا؟ وأننا في بعض الأحيان نقوم بأشياء نخسرها لأننا لم نستغل الوقت لهذا الذهب الثمين؟ تعالوا معنا تابعونا لإلقاء نظرة على أكثر الأشياء التي تهدر الوقت وتوقفه.

ضياع الوقت

هناك حقائق تتعلق بالوقت خطيرة جدًا أولها أنك أيها الإنسان وقت وأنك بِضْعَةُ أيام كلما انقضى يوم انقضى بِضْعٌ منك.

إنك أيها الإنسان لا تملك أثمن من الوقت بل إن رأسمالك الوحيد هو الوقت، ومهما كنت وفي أي حجم وُجدِتْ وبأي ثروة تملكها وبأي مكان تسمو إليه أنت خاسر لأنك في هدر وضياع الوقت تُستهلك وتذهب أيامك سُدى دون أن تفعل أي شيء نافع.

وإن الإنسان في أعماقه ودون أن يشعر يعلم أن الوقت أثمن من المال بدليل حينما يُصاب بمرض عضال ويقتضي أن يُجري عملية والتي يرجو منها فيما يتوهم أن يعيش بضع سنين أخرى يبيع الغالي والنفيس ويُسرع في استغلال كل لحظة من عمره ليجري هذه العملية حتى يعيش هذه السنين.

فالعاقل يحرص على وقته لأنه رأسماله الوحيد ولا يندم الإنسان يوم القيامة إلا على أقل لحظة من وقته لم يُحسن استغلالها.

أسباب ضياع الوقت

من أهم أسباب ضياع الوقت والتي تشمل:

عدم التنسيق بين العمل والراحة:

على الشخص أن يُنظم الوقت بحيث يتوازى فيه العمل الجاد مع الراحة والتسلية حتى لا تنخفض الإنتاجية، ولأن العمل لساعات طويلة بدون راحة يؤدي إلى عدم وجود انتاج.

ومن أهم نجاح التنسيق بين العمل والراحة التخلص من كل ما يعوق ويضيع الوقت.

عدم التنظيم:

ضع برنامجًا لمطالعاتك ولحضور دروس العلم أو للدعوة إلى الله أو لكسب المال أو للجلوس مع الأهل لأنه لا بد من برنامج ومن تنظيم لوقت هذا البرنامج.

الوقت لا ينتظر أحد لأنه يمضي وما مضى فات ولا يعود والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها ولا تملك إلا هذه الساعة، فكم من شاب مات قبل أن يتوقع أحد موته ودون أن يُنجز ما لديه، لذلك استغل كل لحظة ببرنامج وتنظيم حتى تستمتع بهذه اللحظات الثمينة التي من خلال التنظيم ستحظى بالنتائج التي تُحسن لك حياتك.

الكسل:

من نتائجه الفقر أو ما يسمى فقر الكسل لأن لديك مهمات لا بد من أدائها فأنت لك عمل لا بد من إنجازه ولك زوجة لا بد من أداء حقوقها وأولاد يرغبون بوجود أباهم بجانبهم وآمال وأمنيات وكلها متطلبات فلا تجلس متكاسلًا. 

من صفات الشعوب المتخلفة الكسل وتضييع الوقت واستهلاكه بأمور غير ذات جدوى فلا تكن أنت من ضمن هذه الشعوب.

عدم وجود الهدف:

عدم وجود هدف في الحياة من أحد أسباب ضياع الوقت، وهنا المصيبة لا يعلم الشخص لماذا يعيش، بل إنه يعيش على هامش الحياة ولا يستطيع أن يفعل شيئًا.

لا بد من وجود هدف في حياتك والعمل على تحقيقه من خلال استغلال كل لحظة من عمرك للوصول إليه كالهدف الذي تسعى لتحقيقه من خلال دراستك لتزيد من تحصيلك العلمي وتطوير مجال عملك.

عدم وجود الخطط:

أن يكون لك خطط أمر ضروري لأن الأهداف في الحياة بدون خطط لا معنى لها.

التمنيات بضاعة الحمقى بل يجب أن تسعى وتتحرك لتصل إلى هدفك من خلال الخطط التي ترسمها للوصول إلى هدفك.

التأجيل وإرجاء المواعيد والجلوس في المنزل هذه ليست من صفات من يريد أن يعيش في الحياة.

لا بد من تنظيم الأوقات لأن سوء التنظيم هو هلاك لأي هدف تسعى إليه، نظّم العمل الذي تقوم به واعمل بمستوى امكاناتك ولا تقوم بعمل من الممكن أن يقوم به من هو أدنى منك حتى لا تضيع الوقت.

سوء التنظيم وعدم التخطيط يضيّع وقتًا كثيرًا ويكون الإنتاج قليلًا.

الملل:

لا تُهدر وقتك بالملل أو تضيعه بقضاء أوقات مع أشخاص يأتون إليك بدون موعد فقط للتطفل على حياتك وتمضية الوقت واهداره ليمضي، أو بالرد على اتصال من أحدهم يضيّع لك وقتك بكلام تافه وغير نافع فقط لتضييع الوقت مع تعطيل الهاتف الذي من الممكن أن يكون هناك من يريد أن يُحادثك لأمر ضروري في حياتك.

وإذا كنت فارغًا وبحالة ملل وسأم فيجب ألا تضيّع وقت الآخرين لأن لهم أهداف يرغبون بإنجازها في وقتها المخطط والمنظم له.

ومن الأسباب التي تضيع الوقت أيضًا:

  • عدم الالتزام بمواعيد ثابتة في العمل.
  • وجود المشاكل والظروف الشخصية في المنزل أو العمل أو وجود الحالة الصحية السيئة.
  • تشتت الذهن.
  • عدم متابعتك اليومية لما تقوم به من أعمال.
  • كثرة النوم.
  • تراكم الأعمال التي من المفروض إنجازها.
  • ضعف التخطيط وعدم ترتيب أولويات الأعمال.
  • التسرع في اتخاذ قرارات ضرورية.

كيف أحل مشكلة ضياع الوقت؟

تعال معنا وتعرف على أفضل الحلول لتخطي مشكلة ضياع الوقت:

التخطيط

يعتقد البعض أن التخطيط لا يُعطي نتائج إيجابية في كل الأوقات وأنه عمل غير هادف للربح وأن النتيجة ستكون أفضل دون تخطيط لكن هذا خطأ تمامًا لأنه بدون تخطيط ووجود قائمة مهام سننسى الكثير.

يساعد التخطيط أيضًا على تحديد أولويات الأمور وتنفيذها مبكرًا وأول بأول حسب درجة أهميتها لأنه في نهاية كل يوم وبدلاً من تجميع المهام غير المنجزة نشعر بالرضا عما فعلناه بشكل صحيح.

لا تغرق نفسك في الروتين

يمكن أن يكون إضاعة الوقت أحد أسباب عدم وجود طريقة عمل واضحة عندنا أو أن الروتين يجعلنا نضيّع الوقت بشكل غير واضح وصحيح.

ومن المفروض أن نجعل لأعمالنا حافز يدفعنا للقيام بإنهاء الأعمال بنشاط وحيوية دون إضاعة الوقت في التفكير في التخلص من الروتين.

لذلك يجب أن تختار عادة إيجابية تُحفزك على الاستمرار (على سبيل المثال تناول الغداء مع زملائك في العمل، أو تناول الفاكهة بعد الغداء، أو حتى ممارسة الرياضة والتأمل بعد العمل) فهذه التقنيات يمكن أن تحوّل عاداتنا وتجعلها أكثر حيوية وتبعدنا عن الروتين لمواصلة أنشطتنا اليومية.

دوّن الملاحظات

هذا مكمّل للخيار الأول (التخطيط) مما يشير إلى أن التخطيط وحده لا يكفي لأنه إذا كنا نريد تجنب تضييع الوقت واستخدام كل لحظة للوصول إلى أهدافنا فنحن بحاجة إلى كتابة كل شيء نقوم به إلى جانب التخطيط.

لتنجح في عملك وتستغل كل لحظة من وقتك اكتب كل ما تقوم به خلال اليوم مثل الأكل، والمشي، والاتصال بالعميل، وحتى التحدث إلى زميل.

إن تدوين الملاحظات هي أسهل طريقة لبدء التغيير من خلال تدوين جميع التفاصيل لأنه عندما نقوم بذلك ولمدة شهر كامل سنتمكن في نهاية الشهر أن نرى عدد المرات التي قضيناها سدى وأضعنا الوقت دون أن ندرك ذلك، كما يمكننا حساب مقدار الوقت الضائع والعمل على تدارك هذا الإهمال في المستقبل.

ليكن لديك هدف واضح

الأمر متروك لنا لتحديد ما إذا كانت الأحداث اليومية في صالحنا أو على حسابنا وهذا هو الغرض من هذه المسألة.

الخطوة الأولى والأكثر أهمية في تحقيق النجاح وعدم ضياع الوقت هي الهدف وتحديده بدقة ووضوح بحيث يحتوي على أقسام صغيرة لتحقيق كل جزء بالتتابع.

على سبيل المثال هدفك هو اجتياز الاختبار الذي تقدمت له ولتحقيق هذا الهدف يجب عليك تحديد أهداف أصغر ومثال على ذلك يجب عليك إجراء اختبارات كل شهر لقسم معين من هذا الاختبار وتعيين الحد الأدنى من النتائج لنفسك أو تحديد هدف كل يوم بحيث تستغرق ما يُعادل 4 ساعات في اليوم وعندما تصل لليوم الذي ستقدم فيه الاختبار الأساسي تكون قد ضمنت كل تفاصيله ولم تضيع الوقت في أنك ستنجح أم لا فقط؟

واعلم أن الأهداف الصغيرة لها التأثير الأكبر على تحقيق الأهداف الكبيرة بالإضافة إلى منحها الكثير من الطاقة للاستمرار.

حدّد الأولويات

تحديد أولويات المهام هو من المهارات الهامة لتحقيق النجاح وبدون ضياع للوقت، وفي الحقيقة هذا سيمنعنا من إضاعة الوقت والاستفادة من كل ثانية فيه.

تحديد الأولويات يساعدنا أيضًا على قضاء بعض الوقت في الأشياء القيّمة بدلاً من التركيز على المهام الصغيرة.

نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية لجميع قرارات الحياة حتى نتمكن من التصرف بشكل أفضل.

لا تؤجل أعمالك وأهدافك

تأجيل الأمور أمر طبيعي في بعض الأحيان لأنه يحدث لنا جميعًا أنه لأي سبب كان نجد بأنه علينا تأجيل القيام بشيء لموعد آخر.

ولكن إذا تجاوزنا الأمر وأصبحت عادة فقد حان الوقت لننتبه إلى هذه المشكلة لأن تأجيل الأشياء مضيعة للوقت.

كما أنه إذا تخلينا عما نحتاج إلى فعله في وقت محدد ولم نستخدم وقتنا بشكل جيد وأننا نكرر هذه العادة، في نهاية اليوم سنجد أنه لدينا مجموعة كبيرة من الأشياء التي لم يتم تنفيذها والتي يجب القيام بها والانتهاء منها.

لتجنب أن نكون من هؤلاء الأشخاص يجب أن نكون معتادين على القيام بكل ما وضعناه وخططنا له للقيام به سواء كان ذلك من صميم القلب أم لا.

وقد يكون الأمر صعبًا في الأيام القليلة الأولى ولكن بعد فترة من الوقت تصبح عادة وروتينية لأنه بالإضافة إلى القيام بعملنا وانجازه سنشعر بالرضا تجاه أنفسنا.

لا تؤدي مهام متعددة في وقت واحد

يعتقد بعض الناس أن القيام بتحقيق كل الأهداف في نفس الوقت سيوفر الوقت ولا يضيعه ويجعلهم يبدون أكثر ذكاءً، بينما أظهرت الأبحاث أنه عندما تقوم بعدة أشياء معًا لا يمكنك التركيز عليها جيدًا.

كن الأفضل وانتهي من تحقيق أهدافك واحدًا تلو الآخر وبمستوى معتدل مع استغراق المزيد من الوقت والطاقة.

اعط نفسك وقتًا للراحة

قد تعتقد أنه لتجنب تضييع الوقت عليك أن تعمل باستمرار وبدون راحة.

لكن كيف سنحقق هدفنا وخاصة عندما نكون متعبين عقليًا وجسديًا لذلك حتى نسعد بتحقيق أهدافنا لا بد من الراحة والاسترخاء فهذا يُساعد الجسم على الشفاء والتحرك نحو الهدف مع طاقة إضافية.

تذكر أننا نحتاج أيضًا إلى التخطيط لوقت فراغنا والحرص على عدم الإضرار بأهدافنا والابتعاد عنها.

زكاة الوقت

زكّي وقتك ليحفظه الله لك ويبارك لك فيه ولكن ما هي زكاة الوقت؟

هي إنفاق بعض الوقت الثمين فيما أمرك الله سبحانه وتعالى من أداء الصلاة المكتوبة على وقتها لأنك إن أديتها في وقتها فأنت تكون قد دفعت زكاة وقتك، وقم ببعض الأعمال الصالحة ليبارك لك الله ببقية وقتك ويحفظه لك.

هناك قاعدة تقول: إطالة العمر باستغلال الوقت لأنه كلما استغليت وقتك بالشكل الصحيح يطول عمرك ولا قيمة بالساعات بل بما قدمت خلال هذه الساعات.

كثير من الناس مروا على هذه الدنيا دون أن يُذكروا ولكن انظر إلى العلماء الذين قدموا للبشرية اختراعات وابداعات وكتب لو جمعت الساعات التي كانوا يقومون فيها لإنجاز هذه الأعمال حتى تصل إلينا لاستغرقت عمرهم بزمن وهذا كله لأنهم عرفوا أهمية الوقت فاستغلوه في ابداعاتهم التي ظهرت في وقتها المناسب وكانت ذات فخر واعتزاز وحل لكثير من أمور حياتنا.

لا تتسرع في إنجاز الأمور

إضاعة الوقت لا يعني دائمًا إنجاز الأمور كلها لأنه في بعض الأحيان نعتقد أنه إذا فعلنا شيئًا ما بسرعة فسنتجنب تضييع الوقت، في الوقت الذي يجعلنا أقل اندفاعًا لإنجازه ويكون الاندفاع أقل.

إن التسرع في القيام بشيء ما وإنجازه يعني فقدان ما يكفي من التركيز والدقة ونتيجة لذلك قد يكون هناك العديد من الأخطاء التي يمكن أن تضاعف الوقت الذي تستغرقه لإكمال أهدافنا.

إن منع إهدار الوقت وإدارته هو مهارة يجب أن نكتسبها ولكنها ليست الطريقة الصحيحة لتعظيم عملنا.

خفف من مشاهدة الشاشة بشكل دائم

إن منهج الحياة في عصرنا الرقمي خلقت الظروف المناسبة لمعظم الأشياء التي يتعين القيام بها من خلال أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية أو التلفاز وعلينا التعامل معها باستمرار تماشيًا مع التقدم.

ولكن إذا اضطررنا إلى الجري والعمل على الشاشة من الصباح إلى المساء فعلينا أن نريح أعيننا ونعطي أنفسنا وقتًا للراحة أو الغداء، ولا نقضي معظمنا وقتنا على وسائل التواصل الاجتماعي أو في مشاهدة التلفزيون في المنزل.

تقضي وقتًا في اللعب على ألعاب الكمبيوتر وهناك العديد من الأشياء التي تقوم بها مما يسبب لك إسقاط نفسك في دوامة هابطة مثل إدمان ألعاب الكمبيوتر وتصفح الإنترنت دون جدوى، أو تناول الطعام والنوم الزائد وبدون داع، أو حتى مشاهدة برامج تلفزيونية شهيرة تقضي بضع لحظات وتستمتع بها.

عليك التفكير في حياتك بجدية أكثر لأن هذه الأشياء التي تقوم بها ضياع للوقت ولن تنفعك ولن تحسن حياتك أو تمنحك مستقبل مشرق، لذلك قم بإعادة تقييم أنشطتك اليومية وإجراء التغييرات اللازمة.

إن الجلوس الطويل أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو الجهاز الخلوي والتحديق في الشاشة تتعب العقل والعين، ونتيجة لذلك فإن القيام بأي مهمة بسيطة يستغرق وقتًا طويلاً.

من الأفضل استبدال هذه بعادات أفضل في وقت الفراغ كقراءة كتاب أو المشي.

فوائد تنظيم الوقت

  • إتمام الأعمال بأسرع وبأقل مجهود.
  • تحسين مستوى الحياة.
  • يساعدنا على التطوير الذاتي.
  • تحقيق الأحلام والآمال.
  • تحسين الإنتاج والنتائج.
  • تنظيم الوقت يُساعد على وجود وقت منظم لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء بشكل أكبر والتسلية والترفيه والراحة.
  • تخفيض الأخطاء التي من الممكن أن نرتكبها وتخفيف الضغوط.
  • استغلال اليوم بشكل مناسب.

أخيرًا …

هل قلت يومًا: “في يوم من الأيام وعندما يكون عندي وقت كافٍ سأقضي وقتًا أطول مع عائلتي، أو سأمارس اللعبة الرياضية التي أفضلها، أو أنهي دراستي”.

أو قلت:” لا أملك وقتًا كافيًا لأفعل كذا”، أو “يومًا ما سأجد مُتسعًا من الوقت”.

الكسل، التأجيل، اللا مبالاة، هدر الوقت وضياعه هكذا يضيع الوقت عند أكثر الناس.

كن أكثر إيجابية واستغل كل لحظة في حياتك لتنعم بحياة سعيدة مليئة بالنجاح والتقدم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله