الطفيل المسبب لعدوى الملاريا يسمى Plasmodium، وبمجرد دخول الطفيل في الدم يقوم بإخراج مواد سامة، فيقوم الجهاز المناعي للإنسان بالرد على تلك المواد السامة بإنتاج أجسام مضادة للطفيل، مما يتسبب في ظهور أعراض مرض الملاريا.
ما هي الملاريا؟
هو مرض معدي فتاك، يقضي على حياة الآلاف كل عام، ويتسبب فيه طفيل ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات البعوض، ومن ثم يدخل الطفيل إلى جسم الإنسان ويمر في مجرى الدم ليصل إلى الأعضاء الحيوية كالكبد.
لا تظهر أعراض مرض الملاريا مباشرة بعد لدغة البعوض، وإنما تستغرق فترة حوالي عدة أسابيع، وفي بعض الحالات يكمن الطفيل في الكبد في حالة من السبات، مما يؤخر ظهور أعراض المرض إلى شهور وأحيانًا إلى سنين.
ما هي أعراض الملاريا؟
تظهر أعراض الملاريا في الفترة التي يخرج فيها الطفيل من الكبد إلى كرات الدم الحمراء، وهي تلي لدغة البعوض بحوالي 10 أيام، وتشمل تلك الأعراض:
- صداع وتعب، وآلام في عضلات الجسم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم مع الرعشة.
- انخفاض درجة الحرارة بعد ذلك مع عرق غزير.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي مع عسر هضم، وشعور بالغثيان والقيء.
- أنيميا وفقر دم قد تؤدي إلى الإغماء.
- اصفرار لون الجسم نتيجة انفجار كرات الدم الحمراء، ونقص عددها.
- قد تتطور الأعراض ليُصاب الشخص بتشنجات عصبية، يعقبها غيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة.
ما أسباب الإصابة بالملاريا؟
السبب الرئيسي في نقل العدى من شخص إلى آخر هو لدغة أنثي البعوض الحاملة للطفيل، ولكن أثبتت الدراسات أن العدوى يمكن أن تنتقل خلال نقل الدم بين الأشخاص، ومن الظروف التي تساعد على انتشار مرض الملاريا ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الحارة والرطبة، وكثرة انتشار البعوض وخاصة حول مصادر المياه المتعددة.
هناك أربعة أنواع من طفيل الملاريا تنتقل إلى الإنسان، وتسبب الإصابة بمرض الملاريا وظهور الأعراض تلك الأنواع هي:
- طفيل plasmodium falciparum: وهو الأكثر انتشارًا في أفريقيا، ويسبب أعراض المرض الحادة التي تقضي على حياة الإنسان.
- طفيلplasmodiumvivax: وهو الأكثر انتشارًا في أسيا، وتكون أعراض المرض أقل حدة من الطفيل الأول.
- طفيلplasmodiummalariae: منتشر في أفريقيا بشكل كبير وقد يكمن الطفيل بعد الإصابة في الكبد لمدة تصل إلى سنوات قبل ظهور الأعراض، ويكون الشخص في تلك الحالة حامل للمرض ينقل العدوى للآخرين عن طريق البعوض.
- طفيلplasmodiumovale: لا يتواجد بشكل كبير، ومع ذلك عند الإصابة به قد تتطور المضاعفات وتسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان.
دورة حياة طفيل الملاريا
- في البداية تقوم أنثي البعوض بلدغ الإنسان المصاب بالملاريا فتمتص الدم الحامل للطفيل، ومن ثم ينتقل الطفيل إلى القناة الهضمية لأنثى البعوض، ليكتمل نموه وبعدها ينتقل إلى الغدد اللعابية.
- تقوم أنثي البعوض بلدغ إنسان سليم خالي من الملاريا، فينتقل الطفيل من الغدد اللعابية لأنثى البعوض إلى دم الإنسان السليم، ثم ينتقل طفيل الملاريا عبر دم الإنسان إلى الكبد، ليبدأ رحلة التكاثر وخلال تلك الفترة لا تظهر أي أعراض على الإنسان.
- يمكث الطفيل فترة من 8 أيام إلى عدة أشهر، وبعدها ينتقل الطفيل إلى كرات الدم الحمراء في الجسم، ليتكاثر بداخلها ويؤدي إلى انفجارها وخروج أعداد كبيرة نتيجة التكاثر، كما تخرج المواد السامة من كرات الدم الحمراء لتنتشر في دم الإنسان، وتؤدي إلى ظهور أعراض الملاريا.
- في الفترة التي ينتقل فيها الطفيل من الكبد إلى كرات الدم الحمراء ومنه إلى مجرى الدم، إذا قامت أنثي البعوض السليمة بلدغ الإنسان المصاب فإنها تمتص الدم المحمل بالطفيل، لتصبح بذلك قادرة على نقل المرض إلى إنسان آخر سليم وتستمر دورة الحياة هكذا.
الفئات المعرضة لخطر الملاريا
- الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن الحارة الرطبة، والتي يكثر بها انتشار البعوض الناقل للمرض.
- الأطفال وصغار السن، والذين لم يكتمل نمو الجهاز المناعي الخاص بهم، مما يسهل إصابتهم بعدوى الملاريا.
- المرأة الحامل والتي يكون الجهاز المناعي لديها ضعيف، مما يزيد من احتمال إصابتها بالعدوى التي قد تؤدي إلى إجهاض الجنين أو وفاة الأم.
- المرأة الحامل المصابة بمرض الإيدز، والذي يجعل جهازها المناعي ضعيف للغاية فتصبح معرضة للإصابة بالملاريا، والتي تسبب لها ولجنينها مشاكل عديدة.
- الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق ينتشر بها مرض الملاريا، فهؤلاء الأشخاص لا يمتلكون مناعة ضد مرض الملاريا حيث لم يسبق لهم التعرض للعدوى من قبل مما يسهل التقاط العدوى.
ما هي مضاعفات الملاريا؟
- الأنيميا الحادة: والتي تحدث نتيجة نقص عدد كرات الدم الحمراء ونقص في إنتاج الخلايا الجديدة مما يسبب اصفرار لون الجلد.
- إصابة الدماغ: نتيجة تلف أنسجة الدماغ بعد انتقال الطفيل إليها، وتورم أنسجة الدماغ نتيجة انغلاق الأوعية الدموية المغذية لها بطفيليات الملاريا؛ مما يؤدي إلى حدوث تشنجات عصبية وإغماء وغيبوبة، وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
- تأثر الكبد والإصابة بالفشل الكبدي.
- تأثر الكلية والإصابة بالفشل الكلوي.
- الوذمة الرئوية، وصعوبة التنفس.
- تضخم في الطحال وفشل وظيفي له.
- تشوهات في الجنين، وولادة أطفال بوزن منخفض.
- إجهاض المرأة الحامل المصابة بالملاريا.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من تشابه أعراض الملاريا مع أعراض الأنفلونزا، ينبغي استشارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض مع احتمالية نقل العدوى، كما في حالة الإقامة في المناطق الحارة المعروفة بانتشار مرض الملاريا، وكذلك صاحبت باقي الأعراض حمى شديدة مستمرة.
كيف يتم تشخيص الملاريا؟
يقوم الطبيب بالكشف الجسدي على الشخص المريض، ويقوم الطبيب بسؤال المريض تلك الأسئلة:
- متى كانت أول مرة بدأت الأعراض في الظهور؟
- هل كانت الأعراض مؤقتة أم مستمرة؟
- هل كانت الأعراض تزداد سوءًا، أم كان هناك ما يخفف حدتها؟
- هل قام المريض بالسفر إلى مناطق حارة في الفترة الماضية؟
- هل لاحظ المريض لدغه بالبعوض قبل ظهور الأعراض بفترة؟
- هل قام المريض بنقل دم في الفترة الأخيرة؟
- هل قام المريض بشرب ماء ملوث؟
- هل قام المريض مؤخرًا بالتواصل مع شخص مصاب بالملاريا؟
بعد الإجابة على تلك الأسئلة إذا شك الطبيب في إصابة المريض بالملاريا يطلب منه تحليل كامل لصورة الدم، ليتم فحص عينة الدم تحت الميكروسكوب والتأكد من وجود طفيل الملاريا.
كيف يتم علاج الملاريا؟
إن اكتشاف الملاريا مبكرًا يلعب دور كبير في علاج المرض، وسرعة التعافي منه، وتقليل فترة العدوى وتجنب المضاعفات التي قد تلحق بالشخص المصاب، وقد بينت الإحصائيات أن نسبة الوفيات بين الأطفال المصابين بالملاريا في أفريقيا تبلغ 20% من مجموع وفيات الأطفال حول العالم.
يختلف نوع وكمية العلاج الخاص بالملاريا حسب نوع الطفيل، وعمر الشخص المصاب، وحدة الأعراض المصاحبة للمرض، والموقع الذي تعرض فيه الشخص للإصابة بالملاريا، ويكون العلاج في صورة أقراص أو حقن في الوريد أو لبوس شرجي.
هناك معاملة خاصة في علاج بعض الحالات المصابة بالملاريا، كالسيدات الحوامل والأطفال صغار السن، ومن يعاني من مشكلة صحية أخرى تؤثر في جهازه المناعي وتضعفه، وكذلك للأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم الوقائي للملاريا من قبل.
هناك مشكلة تنشأ أثناء علاج مرض الملاريا، وهي مقاومة الطفيل للأدوية مثل دواء chloroquine ؛ مما يجعل الطبيب يصف أدوية بديلة للقضاء على الطفيل المسبب لمرض الملاريا.
الآثار الجانبية المحتملة لأدوية الملاريا:
هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد يعاني منها المريض عند علاجه بأدوية الملاريا مثل:
- الدوار والغثيان والقيء.
- اضطراب النوم والأرق.
- اضطرابات نفسية وأحيانًا يصل الأمر إلى الاكتئاب.
- طفح جلدي وخاصة عند التعرض للشمس.
- هناك أدوية تسبب مضاعفات أثناء الحمل، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
كيف يتم الوقاية من الملاريا؟
لا يوجد مصل أو تطعيم وقائي ضد الإصابة بعدوى الملاريا؛ نتيجة تعدد أنواع الطفيل واختلافه عن الإصابات البكتيرية والفيروسية الأخرى ولكن هناك عدة إجراءات وقائية يمكنها المساهمة في تقليل معدل انتشار عدى الملاريا مثل:
التخلص من البعوض
عن طريق رش المبيدات الحشرية التي تقضي على البعوض، ويجب تجنب رش المبيدات الحشرية المركزة في غرف الرضع والأطفال، كما يمكن دهن الجلد بمواد طاردة للبعوض؛ لتجنب لدغات البعوض الناقل للطفيل.
ارتداء الملابس الواقية
عن طريق ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، وتكون ساترة للأجزاء المكشوفة من الجسم، وهناك أيضًا أنواع من الملابس التي تباع وتكون معالجة بأنواع من المبيدات الطاردة للبعوض، لاستخدامها في السفر إلى المناطق الموبوءة.
استخدام الشبكة الواقية
يمكن استخدام الشبكة الواقية أو ما يُعرف بالناموسية للنوم تحتها في حالة عدم وجود أسلاك وقائية على الشبابيك في الغرفة المخصصة للنوم، أو في حالة عدم وجود تكييف.
- التخلص من البعوض حول المياه الراكدة بتربية أنواع معينة من الأسماك والضفادع التي تلتهم البعوض وتطرده.
- تجنب المشي في الحدائق الخضراء في الليل؛ لانتشار البعوض في الظلام.
- ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة، ومحاولة تجنب الملابس ذات الألوان الداكنة التي تجذب البعوض إليها.
وبذلك نكون قد قدمنا مقالًا عن مرض الملاريا وكيف تكتشف أعراض الإصابة به وما هي الخطوات اللازم اتباعها في العلاج والوقاية، وإليك مجموعة أخرى من المقالات التي نعتقد أنها هامة بالنسبة لك: