بما إنك وصلت لهذه الصفحة فأنت بالتأكيد تعرف شيء عن علاقة عملية الأيض في الجسم بحرق الدهون أو على الأقل سمعت عن دور تسريع عملية الأيض في الجسم من أجل إنقاص الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة في الجسم.
عملية الأيض هي أحد العمليات الحيوية في الجسم والتي تلعب دور رئيسي في عمليات البناء والهدم وإنتاج الطاقة من أجل كل العمليات والوظائف الحيوية الأخرى في الجسم، مثل بناء العضلات، ضخ الدم من القلب وإليه، والهضم وغيرها من الوظائف الحيوية الأخرى في الجسم.
وبالتالي يمكن اعتبار عملية الأيض في الجسم بمثابة الطاقة التي تلزم لقيام أعضاء الجسم المختلفة بمهامها ووظائفها على أكمل وجه.
عملية الأيض وما نتناوله من طعام
ببساطة فأن عملية الأيض هذه هي العملية التي يقوم فيها الجسم بتحويل ما نتناوله من أطعمة ومشروبات وغيرها من العناصر الغذائية إلى طاقة، حيث يتم دمج السعرات الحرارية التي نحصل عليها من الأطعمة مع الأوكسجين في الجسم وبالتالي تتولد الطاقة.
هذه الطاقة تلزم الجسم في كل الأوقات وحتى عندما نكون في وضع مريح ولا نقوم بأي أنشطة بدنية، وذلك للقيام بالوظائف الحيوية في الجسم من تنفس وهضم ودورة دموية كما ذكرنا.
الكمية من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم للقيام بالوظائف المختلفة داخل الجسم هي ما يعرف بمعدل عملية الأيض في الجسم. هناك العديد من العوامل التي تؤثر في معدل عملية الايض في الجسم أهمها:
- كتلة الجسم، حيث إن الأشخاص الذي يمتلكون عضلات وتكون كتلة الجسم لديهم كبيرة يحتاجون لكمية أكبر من السعرات الحرارية وبالتالي معدل أيض أكثر.
- الجنس، حيث إن الرجال عادة يمتلكون عضلات أكثر من النساء وتكون كتلة الجسم لديهم أكبر وهذا ما يجعلهم يحتاجون سعرات حرارية أكثر من النساء.
- العمر، فالأشخاص تقل نسبة حرقهم للسعرات الحرارية مع التقدم بالعمر، وبالتالي يقل معدل الأيض مع الأشخاص الأكبر سنًا.
بالإضافة للعوامل هذه هناك أيضًا عاملان إضافيان لهما دور رئيسي في معدل حرق السعرات الحرارية في الجسم، أولهما عملية معالجة الغذاء وهضمه في الجسم فنحو 10% من السعرات الحرارية التي نحصل عليها من الطعام يتم حرقها في عملية هضم هذا الطعام.
أما العامل الثاني فهو النشاطات البدنية وهو العامل الأهم في تحديد معدل حرق السعرات الحرارية كل يوم، التمارين الرياضية والمسافات التي نمشيها كل يوم وغيرها من الأعمال الروتينية الأخرى بما في ذلك تنظيف المنزل مثلًا تحتاج إلى سعرات حرارية لتوليد طاقة للقيام بذلك.
العلاقة بين عملية الأيض ووزن الجسم
من الجدير بالذكر بدايةً إن عملية إنقاص الوزن لا تقتصر على تسريع عملية الأيض فقط، وإنما قد يكون لمستوى معدل الأيض دور في إنقاص أو زيادة الوزن ولكن بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى، مثل الأنشطة التي نقوم بها والتمارين الرياضية ونمط الحياة المتبع عمومًا من غذاء ونوم وأي مشاكل صحية أخرى، فضلًا عن بعض الهرمونات والعوامل الوراثية.
من ذلك ندرك إن تسريع عملية الأيض ليست هي الحل الكافي من أجل إنقاص الوزن، ولكن قد تكون أحد العوامل بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي تلعب دور في وزن الجسم. وعلى الرغم من إن البعض قد يكون أسرع من غيره في عملية حرق الدهون وبالتالي إنقاص الوزن إلا إن هذا لا يمكن إرجاعه إلى معدل الأيض في الجسم فقط.
تسريع عملية الأيض
في الحقيقة فأنه لا يوجد هناك طريقة واضحة من أجل تسريع عملية الأيض في الجسم، ولكن يمكن التحكم بعملية حرق المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي إنقاص الوزن والتخلص من الدهون في الجسم. الأنشطة البدنية عمومًا هي الحل الأفضل لحرق المزيد من السعرات الحرارية، وحتى الأشخاص الذين يقولون إنهم يمتلكون مستوى ايض عال فأنهم في الحقيقة هم أكثر نشاط بدني من غيرهم ليس إلا.
لذلك إليك مجموعة من الأنشطة والطرق التي يمكن أن تساعد في تسريع عملية الأيض في الجسم.
الأنشطة الرياضية
التمارين والأنشطة الرياضية العادية مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة تعد الطريقة المثلى من أجل تسريع عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية. ينصح بالتمرن يوميًا على هذه الأنشطة بمعدل 30 دقيقة، وفي حال كنت تريد تحقيق المزيد من الإنجازات على صعيد التخفيف من الوزن وحرق الدهون يجب زيادة تلك المدة، وتذكر إنه كلما زادت المدة كلما كانت النتائج أفضل وأسرع.
تمارين القوة
تمارين القوة تساعد على زيادة قوة العضلات وتماسكها، وتقاوم التلف الذي يصيبها مع التقدم بالعمر، لذلك ينصح بممارسة تمارين القوة مثل رفع الأثقال وتمارين الضغط بمعدل مرتين أسبوعيًا على الأقل. فضلًا عن إن هذه التمارين تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية وتلعب دور رئيسي في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون.
تغييرات في نمط الحياة
بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية من تمارين القوة والتمارين الرياضية العادية من المهم ملائمة نمط الحياة عمومًا ليصبح نمط حياة صحي، من الضروري المحافظ على استمرارية تأدية التمارين الرياضية، المشي إلى الجهة التي نريد الوصول لها عوضًا عن ركوب السيارة، صعود الدرج عوضًا عن المصاعد الكهربائية وغيرها من الأنشطة المشابهة تساعد في تسريع عملية الأيض وحرق المزيد من السعرات التي نحصل عليها من الأطعمة.
الروتين الغذائي
إلى جانب الأنشطة التي أشرنا إلها فأن الأطعمة أيضًا تلعب دور في معدل الأيض في الجسم من ارتفاع وانخفاض، ويعرف عن العديد من الأطعمة أهميتها في تسريع عملية الأيض، ولعل أبرز هذه الأطعمة التالي
- الشاي الأخضر من أهم المشروبات التي ينصح بها في سبيل تحسين مستوى الأيض في الجسم كونه يزيد من معدل استقلاب الجلوكوز بالإضافة لفوائده الأخرى للجسم، يمكن الاطلاع على هذا المقال للتعرف إلى فوائد الشاي الأخضر.
- الحبوب عمومًا تحتوي على كميات جيدة من البروتينات والألياف وتساعد بشكل جيد على زيادة معدل الأيض في الجسم.
- الخضار الورقية تعد أفضل ما يمكن أن نقدمه للجسم على صعيد الغذاء، فبالإضافة إلى إنها من لأهم مصادر الفيتامينات والبروتينات والحديد، تساعد على حرق المزيد نم السعرات الحرارية كونها لا تحتوي على كميات كبيرة منها.
- البيض بسبب احتوائه على البروتين ينصح للرياضيين الذين يسعون لبناء الكتلة العضلية لأجسامهم، أما فيما يخص تسريع عملية الأيض فيمكن الاعتماد عليه لذلك أيضًا وسيحسن من عملية التمثيل الغذائي.
هذه هي أبرز الأطعمة التي تساعد في عملية الأيض والتمثيل الغذائي في الجسم، من الجدير بالذكر أن ننصح بتجنب الاعتماد على المكملات الغذائية التي تدعي إنها تساعد على إنقاص الوزن أو حرق الدهون وتحسين مستوى الأيض في الجسم، لأنها في الغالب تكون عديمة الفائدة وحتى قد يكون لبعضها بعض التأثيرات الجانبية السلبية.
وتبقى عملية إنقاص الوزن ليست بالأمر السهل وتتدخل فيها الكثير من العوامل كما أشرنا في بداية هذا المقال، فعملية الأيض عمومًا التي تساعد في إنقاص الوزن تعتمد بشكل رئيسي على القيام بالأنشطة الرياضية والحفاظ على نظام غذائي صحي، بحيث نحرق من السعرات الحرارية أكثر مما نأكل.