الفزع الليلي عند الأطفال

تفاجأت أم سليم بابنها ذو الخمسة سنوات بفزعه وهلعه أثناء نومه، وأصبح يتشبث بها لتصحبه لحين غرقه في النوم؛ بسبب ما أصابه من الفزع الليلي، في حين أنه كان من قبل يُصرّ على أن تدعه ينام بمفرده قائلًا: (لقد أصبحت رجلًا بالغًا الآن يا أُمي).

عانت أم سليم من ذلك كثيرًا وتساءلت مُندهشة مما أصاب سليم وفزعه المفاجئ أثناء نومه، في حين أنه لا يبدو عليه أنه يرتاب من شيءٍ ما، فما الذي يجري مع سليم؟

الفزع الليلي عند الأطفال من الأمور التي تُثير قلق وخوف الأهل على أطفالهم، لكن بعد اطلاعك على هذا المقال لن يتملكك القلق تجاه طفلك؛ فسيكون في طمأنينة ومأمن.

تعريف الفزع الليلي عند الأطفال

الفزع الليلي عند الأطفال

يُعرف الفزع الليلي عِند الأطفال على أنه نوبات من الصراخ والهلع والفزع الذي يأتي أثناء النوم، وغالبًا ما يكون للأطفال من سن العامين إلى سن 10 أعوام، وقد يُسبب الذعر والفزع الليلي إلى اضطرابات في الأسرة بأكملها.

وغالبًا ما يكون بعد الاستغراق في النوم بحوالي 50 دقيقة، يُعاني منه الكثير من أطفالنا، فيستيقظ الطفل من نومه على هلع وصراخ عال ينذر بمكروه أصاب الطفل، يُصاحبها صعوبة تنفس وتعرّق وضربات قلب زائدة، كأنه رأى كابوس مزعج لكنه عندما يستيقظ فزعًا يكون غير قادرًا على تفسيره أو تذكره، ويلجأ للتعبير عن ذلك بالصراخ والبكاء.

قد يكون هُناك فزع من شيءٍ مُعين مثل الفزع من الحشرات، وقد يكون الفزع سببه الخوف من الكبار، أو استخدام أسلوب العنف والتأنيب والترهيب معه، أو تعرض الطفل لموقف ما نتج عنه الخوف والفزع لتخزين الخوف منه في العقل البطن.

وهذا الفيديو يتكلم بوجه عام عن كوابيس الأطفال وفزع النوم الليلي

https://youtu.be/syoU-yb0Rz8

أسباب الفزع الليلي عند الأطفال

الفزع الليلي عند الأطفال

إذا تم معرفة سبب الفزع عند الطفل فيسُهل على الوالدين علاجه بعد ذلك، ولهذا لا بد من معرفة أسباب الفزع الليلي وهي تتلخص في الآتي:

  • قد يكون الفزع بسبب مرضٍ مُعين مثل تعرض الطفل للحمى وارتفاع في درجات الحرارة.
  • قد يكون بسبب التعرض للإجهاد الشديد في بعض الحالات وعدم القدرة على الراحة بشكلٍ سليم.
  • من أسباب الفزع الليلي أيضًا الخوف من شيءٍ ما يولد لديه أفكارًا ومخاوف تظهر غالبًا بعد النوم.
  • قد تكون هُناك بعض المشاكل الأُسرية المصاحب لها مُشاحنات وأصواتٍ عالية تسببت في فزع الطفل، والتي تكون بدورها لها تأثير كبير على نفسية الطفل فيما بعد.
  • قد يكون من أسباب الفزع الليلي مُشاهدة مشاهد مُخيفة لا يستطيع الطفل أن ينساها بسهولة، مثل مُشاهدة أفلام تحتوي على العنف أو مشاهد رعب، فيقوم الطفل بتخزين تلك المشاهد في اللاوعي فيراها في أحلامه فيستيقظ من نومه مفزوعًا.
  • هُناك بعض الأدوية التي لها تأثيرات سلبية تُؤثر على الأطفال وتُسبب الصرع والفزع.

وهذا الفيديو يشرح أسباب الفزع عند الأطفال والعلاج والحجاب المجاني

في أي الحالات من الفزع الليلي تتحتم ضرورة الاستشارة الطبية؟

ليس كل طفل يتعرض للكوابيس أو يقوم من نومه مفزوعًا يكون لديه فزع ليليي، فهُناك حالات طارئة للأطفال تزول بزوال السبب مثل: الخوف الشديد من بعض المشاهد المرعبة، فحين يتوقف الطفل عن مشاهدة تلك المشاهد يتوقف معها الفزع الليلي.

هُناك بعض الحالات يتحتم علينا اصطحاب الطفل الذي يُعاني من الفزع الليلي للاستشارة الطبية لقياس نشاط الدماغ لدى الطفل، ومعرفة إن كان سبب الفزع عضوي أو وراثي أو نفسي، وذلك عن طريق بعض الفحوصات والأشعة التي توضح أسباب هذا الفزع، كالأطفال اللذين ينتابهم حالات فزع شديدة في أغلب الليالي بدون سبب معروف.

وهذا الفيديو يحتوي على تجربة أم ماذا فعلت حين استيقظت أبنتها من النوم مفزوعة لاحتواء الأبنة وتهدئتها

https://youtu.be/HQ-baUtGHI8

ماذا تفعل الأسرة لمواجهة حالات الفزع الليلي عند الأطفال؟

الفزع الليلي عند الأطفال

هُناك بعض الأساليب التي لا بد من إتباعها لمواجهة الفزع الليلي عند الطفل منها:

  • طمأنة الطفل وإزالة أي شعور بالخوف، وخلق روح المداعبة مع الطفل قبل النوم.
  • على الأم إبعاد أيٍ من المؤثرات التي تُزعج الطفل، وتعوضه بالحنان والاحتواء.
  • يجب أن ينال الطفل قسطًا من النوم كافي أثناء الليل بتوفير الهدوء وعدم تعرضه للإجهاد، وتقليل فترة نومه أثناء النهار.
  • على الأُم مراقبة طفلها أثناء نومه حتى إذا كان الطفل يُعاني من الفزع الليلي بصورة مستمرة فلتُسرع باستشارة الطبيب فورًا.
  • يجب على الأم معرفة أدق التفاصيل عن حالة الطفل، مثل معرفة الوقت الذي يتعرض فيه الطفل للذعر، ومدة الذعر عند الطفل، وكم مرة تكرر ذلك على مدار الأسبوع مثلًا؟ هل كل يوم على التوالي أم على فترات متباعدة؟
  • وعلى الوالدين عدم تعقيد الأمور، والتعامل مع المشكلة ببساطة لحين زوالها؛ فهُناك بعض الآباء والأُمهات بغير قصدٍ يسخرون من الطفل أمام الناس أو منفردًا بسبب خوفه ليلًا ظنًا منهم أنهم يقومون بمساعدته ليتخطى مشكلته دون أدنى إدراكٍ منهم أنهم يُزيدونها تعقيدًا.
  • على كلا الوالدين اللطف والصبر وإظهار المحبة والمودة تجاه الطفل، وعليهم إدراك أن طفلهم ليس بجبانًا؛ لأنه يفزع في هذه العمر، بل عليهما التفكّر في الوقت الذي يشعُر فيه الطفل بالفزع حتى يتوصلوا لفهم السبب وراء هذا الفزع، مما يُتيح لهم إتباع السلوك الإيجابي لمُساعدة طفلهم في التخلص من مخاوفه.

اقرأ أيضًا كيف تساعد طفلك على النوم في الأيام الأولى من عمره؟

وهذا الفيديو يوضح كيف تتصرف الأم حيال فزع الأطفال الليلي كما يوضح كوابيس الأطفال وخطورتها!!

https://youtu.be/CPp4ZfaybIk

ما الواجب على الأسرة فعله أثناء حالة الذعر عند الطفل؟

الفزع الليلي عند الأطفال

  • يجب على الأم أن تأخذ طفلها إلى غرفة أخرى، وأن تقوم بتهدئة الطفل، ليعود للنوم مجددًا مع الشعور بالأمان في حضن أمه، ويجب ألا تقوم الأم بتذكير الطفل عما حدث منه أثناء حدوث الذعر الليلي.
  • لا يجب أن ينام الطفل وهو في حالة من الانفعال أو من الخوف أو في حالة ضغط نفسي.
  • اجعلي آخر كلام ينام عليه طفلك هو كلام الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم تجعل الطفل ينام فورًا

وهذا الفيديو يوضح أسباب الفزع الليلي عند الأطفال وكيفية معرفتها

ولعلي أكون وفقت في هذا المقال في إيصال الفائدة من معرفة أسباب الفزع الليلي عند الأطفال ومن ثمّ التصرف حيال هذا ليشعر الأطفال أنهم في مأمن، حفظ الله أبنائكم جميعًا من كل شر.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله