الزنبق الأبيض البلدي الزهرة الساحرة

تمتاز زهرة الزنبق الأبيض البلدي بأنها نبتة رقيقة في فصل الصيف وعطرها القوي الفواح مما يجعل من الممكن تكوين باقات أنيقة من سيقانها أو إضافتها إلى باقات الزهور المتنوعة لتضفي عليها الرونق والجمال والسحر وتبعث في النفس الانتعاش والاسترخاء.

إنها الزنبق البلدي أو ما يسمى بالمسك الرومي فتعالوا معنا لنتعرف على هذا النبات الساحر بجمال أزهاره وانتعاش رائحته.

مسك الرومالزنبق البلدي الأبيض

تسمى باللاتينية Polianthes tuberosa وهي عشب بصلي الشكل ومن النباتات المعمرة الدرنية التي تفضل الأجواء الدافئة والمشرقة ويُخشى عليها من الصقيع وتكاد لا تتحمل البرد.

أوراقها طويلة جدًا وتبدو مثل شرائط ويمكن أن يصل طولها إلى 50 سم وعرضها 1.5 سم.

من سطح التربة يقف ساق زهرة الزنبق الأبيض الذي يتراوح طوله بين 70 سم إلى 1 متر حيث تحمل الساق الزهور اعتبارًا من شهر يوليو (اعتمادًا على المنطقة التي زُرع فيها النبات).

 وتحمل الساق عشرات الزهور التي تتفتح تدريجيًا من أسفل إلى أعلى بعدة صفوف من بتلات شمعية لتشكيل قطع نجمية جميلة عطرها قوي للغاية يُمتعنا ليلاً ونهارًا ويظل لوقت طويل وخاصة إذا قمت بقطع الساق ووضعه في مزهرية حيث تتمتع بمنظر رائع وأنيق مع رائحة سحرية.

سيقان الزنبق البلدي

تتفتح أزهار الزنبق البلدي شبه المزدوجة واللؤلؤية البيضاء في الصيف في حزم طويلة تتطلب غالبًا دعامة جذعية لتستطيع سيقان هذا النبات الثبات من غير تكسر.

ازهار الزنبق البلدي الجميلة تكون في البداية ذات لون وردي فاتح ثم تكبر لتكشف عن اللون الأبيض اللؤلؤي والعطر الفواح الساحر.

والزنبق البلدي له رائحة عطرية تكون قوية في فترة الصباح والسبب يعود لاحتواء الزهور لزيت الزنبق العطري فيها.

أزهارها الصيفية ورائحتها العطرة هي التي تهبها السحر ومتطلبات هذه الأزهار بسيطة وواضحة فهي تحب الشمس والحرارة ويمكن ُزراعتها في أوعية خاصة في المنزل وفي معظم المناطق وذلك بوضعها في مكان مشمس (لأن زراعتها تحتاج لعناية خاصة ومكان دافئ وخاصة في فصل الشتاء) أو على الشرفة للاستفادة من جمالها وعطورها الاستثنائية.

هذه الأزهار الجميلة وعطرها الفواح تمتاز إضافة للتمتع بجمال أزهارها وسحر رائحتها فإنها تدخل في صناعة الكثير من مستحضرات التجميل والعطور بسبب الزيت الطبيعي الخام الذي تحتويه أزهار هذا النبات والذي مازال إلى يومنا من أغلى مواد العطر الخام.

البيئة التي يعيش فيها الزنبق البلدي

نبات الزنبق البلدي أو ما يسمى مسك الروم من النباتات الجذرية التي أتت من أمريكا الجنوبية مع المستكشفين.

يُزرع الزنبق البلدي في المناخات الدافئة في أوائل الربيع عندما تكون درجة حرارة التربة بدرجة حرارة من (10/15 درجة مئوية).

يجب وضعها في مكان حيث التعرض للشمس بشكل مباشر مفيد جدًا لها لأنها تحتاج إلى حرارة لتزهر.

يجب اختيار تربة جيدة التصريف ووضع الدرنات على عمق 10 سم من سطح التربة، وتكون متباعدة هذه الدرنات بصفوف متناسقة بمعدل بين 10 و30 سم بين كل صف.

درن الزنبق البلدي

يمكن الاحتفاظ بالدرنات مخزنة في التربة ومحمية من الصقيع والاحتفاظ بها عند درجة حرارة أعلى من 10 درجة مئوية، وقد يتم أيضًا تجفيفها بالهواء الطلق لمدة من 7 إلى 10 أيام وتخزينها في مكان بارد (10 درجات مئوية) لإعادة زراعتها في الربيع المقبل.

ومع ذلك فإن النبات عند زراعته لن يُزهر في السنة الأولى.

متى يُزرع الزنبق البلدي؟

أفضل فترة للزراعة من أبريل إلى مايو بعمق 10 سم.

ونوع التربة التي يحتاجها يجب أن تكون غنية بالمعادن والمواد العضوية المغذية وخفيفة وفيها بعض الرطوبة المتوسطة.

وبناء عليه يجب الحفاظ على التربة رطبة باستمرار قبل وأثناء فترة الإزهار التي تحدث في أواخر الصيف، كما يجب إثراء التربة الفقيرة بالسماد العضوي والتعديلات العضوية لزيادة التغذية والحصول على أفضل نوع من أزهار الزنبق.

الري ضروري في بداية الزراعة ثم بعد ذلك من الضروري التخفيف من الري الكثيف للحد من تضرر النبات من المياه، لأن الري ضروري لنمو البراعم وللحصول على حوامل للزهور تكون قوية وثابتة وطويلة.

درنات الزنبق البلدي

 يُزرع الزنبق بالدرنات حيث تُجزأ الدرنة إلى قسمين عند الزراعة ويحاط كل قسم عدة درنات صغيرة في كل منها برعم صغير يتضخم عند النمو وتكثر الأوراق الخارجية فيه فتصبح درنة تشبه البصل تنمو ليصير لها ساق وتخرج من التربة لتنمو عليه الأوراق ثم الأزهار.

وحتى تُزهر البراعم يستغرق حوالي 4 أشهر وبدرجات الحرارة الدافئة.

وبعد الإزهار يجب قطع الزهور الباهتة وبمجرد أن تبدأ أوراق الشجر في أكتوبر بالاصفرار، كما يجب قص الأوراق وتؤخذ الجذور ويتم تخزينها في مكان بارد وجاف ومظلم وفي أكوام طوال فصل الشتاء وحتى يحين موعد الزراعة.

كما يمكن ترك الدرنات في الأرض دون قلعها حتى موعد الزراعة القادمة فهذه الطريقة تؤدي إلى زيادة عدد الدرنات وحجمها ويفيد في تبكير الإزهار، وعند ترك الدرنات في الأرض تُروى الأرض وتسمّد ولكن هذه الطريقة يفضل استخدامها كل 2 إلى 3 سنوات.

في المناطق الباردة من الأفضل زراعة الزنبق البلدي الأبيض تحت غطاء في مكان دافئ نسبيًا لحماية النبات من درجات الحرارة الشتوية الباردة.

ملاحظة:

إن تعلّم كيفية زراعة الزنبق البلدي الأبيض في الحديقة المنزلية ضمن الأصيص أمر بسيط ومع ذلك فإن العناية بأزهار الزنبق بعد الإزهار تتطلب بذل الجهد والتوقيت والتخزين المناسبين.

يجب عدم ازالة الجزء المتدرن الذي نمت عليه الساق في التربة بل يترك للموسم التالي لأنه يحتوي على الغذاء المخزن والضروري لنمو النبات والدرنات.

تقطف الساق التي تحمل الزهور بعد تفتحها في الصباح الباكر والتي تتميز برائحتها العطرية.

تُقلع الدرنات المتبقية بعد قطف الأزهار وقطع السيقان من التربة خلال شهر شباط وحتى شهر نيسان وقبل موعد الزراعة مباشرة ثم توضع في مكان فيه ظل وجيد التهوية ليجف التراب العالق بالدرنات ويتساقط ثم تنظف لتُخزن للموسم القادم.

يجب إضافة الأسمدة العضوية قبل زراعة الزنبق وبانتظام وعلى دفعات بمعدل كل اسبوعين إلى ثلاث أسابيع وتكون المواد التي يحتويها السماد العضوي بمقدار 10 غرامات لكل نبات ويتكون السماد بخلط 12% من الفوسفور، و4% من البوتاس و4% من الآزوت.

لمزيد من الاستفادة يمكن استشارة الخبير الزراعي في الصيدلية الزراعية ليطلعك على كافة الأمور التي تفيدك عند زراعة الزنبق البلدي.

الأمراض والآفات:

  • الزنبق عرضة للأمراض وخاصة عند زراعته في الأرض المفتوحة.
  • ومع ذلك يعتبر نبات الزنبق مقاوم للمرض بشكل جيد جدًا ولا توجد مشاكل خطيرة بإصابة هذا النبات بالحشرات أو الأمراض.
  • ولكن الزيوت الأساسية والرائحة المنبعثة من أزهاره (رغم أنها ممتعة ولها سحر على البشر) فهي تعمل على صد الكثير من الحشرات.
  • ولكن في بعض الأحيان يُصاب النبات بحشرة سوس العنكبوت والمن لذلك وكتدابير الرقابة والوقاية يمكن رش المبيدات الحشرية للتخلص منها.

أهمية زراعة نبات الزنبق البلدي

لزراعة الزنبق الأبيض البلدي أهمية من الناحية التجارية ومن الناحية الطبية:

من الناحية الاقتصادية:

  • للزنبق مكانة كبيرة في رأي الكثيرين لذلك تجد أنه متواجد في الأسواق ويستعمل في اعداد باقات الزهور كعنصر أساسي ويمكن اهداؤه في المناسبات كعقد القران أو الخطوبة أو أعياد الميلاد.
  • باقة من الزنبق البلدي
  • يمتاز بسهولة زراعته بنجاح في الحدائق والمنازل والبيوت البلاستيكية.
  • بقاء أزهاره لفترة طويلة متفتحة وذات رائحة تستمر طويلًا.
  • يمكن نقل الأزهار لمسافات طويلة دون أن يصيبها الذبول.
  • يُستعمل في أغراض التزيين سواء على الموائد أو الحفلات فتضفي على المكان جاذبية وسحر مميز بمنظرها الجميل ورائحتها الفواحة.
  • وضع الزنبق في مزهرية

أما أهمية أزهار الزنبق من الناحية الطبية:

  • يعتبر مهدئ وكذلك ملين ويمكن إضافته إلى بعض المشروبات الباردة أو الساخنة أو إضافة الشوكولا إلى المشروب المعد منه.
  • يستعمل كمقيئ لاحتواء أبصاله على عنصر قلويد ليكورين.
  • يمكن مزج أبصاله بعد سحقها وإضافة الزبدة والكركم إليها وصنع عجينة لينة منها ووضعها على الحبوب الحمراء على الجلد لمعالجتها.
  • كما أن أبصال الزنبق الجافة والتي لم تعد صالحة للزراعة يمكن سحقها واستعمالها في علاج مرض الاستسقاء.
  • أما الزيت المستخرج من أزهار نبات الزنبق البلدي الأبيض فهو زيت خام طيار يدخل في تركيب العديد من العطور لأنه من أفضل وأجود أنواع الزيوت ذات الرائحة العطرية القوية.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله