العلاقة بين الجيران: كيف تعمل على بناء علاقة صحية مع جيرانك؟

العلاقة بين الجيران لها قدسية منذ الأزل وأكدت هذا المضمون الأديان السماوية ووصت بها، يقول أحد كبار السن: أذاني جاري ولم يراعي حق الجيرة، وكنت أُكن له كل محبةٍ ومعروف، فهل عليّ أن أعامله بنفس المُعاملة التي يُعاملني بها أم أكون أخطأت وأنا على مشارف أن أترك الدُنيا؟

فعلافة الجار بالجار لها ما لها من الحقوق ما جعل حتى الأمثال الشعبية أيضًا تشتهر قديمًا توطد هذا المعنى السامي وهو قدسية العلاقة بين الجيران حيث قيل: ((الجار قبل الدار، النبي وصى على سابع جار)). وفي هذا المقال سنوضح لكم كيف تكون العلاقة الصحيحة بين الجيران وما كانت عليه العلاقة بين الجيران في زمن أجدادنا وما أصبحت عليه الآن.

كيف تكون العلاقة بين الجيران

العلاقة بين الجيران

كان للجيران في الزمن الماضي حقوقًا أصبحت غائبة عنا في الحاضر، الأن أصبح في المجتمع نادرًا ما يعرف الجار جاره، ونادرًا ما تحدث مُناسبة تجمعهم، وما أصبحنا عليه الآن من تفرقة وتمزق للعلاقات أصبحنا للأسف نضع أول لبنة فاسدة لبناء مجتمعٍ وأجيالٍ قادمة.

ولولا أنها لها من الأهمية ما لها ما كانت الأديان أوصت بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))، أي اعتبر أن الجار من أهل البيت، في هذا الحديث.

وأعتقد أن ما عليه مجتمعنا الآن هو أحد الأسباب الهامة في تفكك مجتمعنا، ولا بد على أهل العلم في الدين وعلم الاجتماع التوصل إلى بعض الحلول لمثل هذه المشاكل الكبيرة، حتى يعلم كلٌ منا ما له وما عليه نحو جيرانه لبناء مجتمع صحي مترابط، والآن سنتكلم عن أسباب تلك المشكلة وأن هُناك بعض الآفات زادت من التفرقة في العلاقة بين الجيران، وسنوضح ما يجب أن يكون لبناء مجتمعٍ سليم.

وهذا الفيديو يحتوي على مقتطفات من كلام الناس. العلاقة بين الجيران

أنواع الجيران

لقد أمرنا الله عز وجل في قرآنه العزيز بالإحسان إلى الجار فقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء:36].

  1. جار له حق: وهو الجار الكافر له حق الجوار فقط.
  2. جار له حقان: مسلم ليس بقريب، له حق الإسلام وحق الجوار.
  3. جار له ثلاثة حقوق: وهذا هو المسلم القريب، له حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة.

لماذا تدهورت العلاقة بين الجيران؟

  • هجر سنة النبي صل الله عليه وسلم، وهذا نتيجة لضعف تعاليم الدين الإسلامي.
  • عدم معرفة حقوق الجار التي تم ذكرها سابقًا.
  • تباعد المساكن.
  • عدم وجود شجاعة كافية للتعرف على جيرانك.
  • صنع المشاكل بسبب هفوات صغيرة.
  • السعي وراء الرزق طوال الوقت وعدم وجود وقت للتعارف.
  • الحياة المنعزلة وغيرة النساء على أزواجهن.
  • الهجرة إلى الخارج.

ما هي حقوق الجار على الجار؟

العلاقة بين الجيران

للجار على جاره حقوق عليه مراعاتها وهي:

الإحسان إلى الجار

أوصى النبي صل الله عليه وسلم بالإكرام والإحسان إلى الجار فقال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)، وعن أبي شريح العدوي قال: سَمِعَتْ أذناي وأبصرَتْ عيناي حين تكلم النبي صل الله عليه وسلم فقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)، لولا أهمية الجار ما أوصى الرسول بها، فينبغي أن لا تحقروا من جيرانكم وأن تحسنوا إليهم.

عدم إيذاء الجار

فالأذية لها صور مختلفة وقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها؟، قال: هي في النار).

وقال أيضًا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)، وعن أبى شريح الكعبي أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله: وما بوائقه؟ قال: شره).

فالأذى بغير حق حرام فما بالك بأذية جيرانك والنظر إلى نسائهم، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصْحَابِه: لأنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ، قَالَ فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ قَالُوا: حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَهِيَ حَرَامٌ قَالَ: لأنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ)).

وهذا الفيديو يوضح كيفية التعامل مع الجار المؤذي

الحقوق العامة

قال رسول الله صل الله عليه وسلم (خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ رَدُّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ) وفي رواية أخرى (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فَشَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ) فهذا الكلام في حق أي أحد ليس قريبًا منك ما بالك بالجار.

كيف تصبح جارًا جيدًا؟

العلاقة بين الجيران

  • جعل العلاقات بينك وبين جيرانك علاقة طيبة.
  • عدم إلقاء القمامة في الشارع حتى لا يتأذى الجار.
  • عدم إصدار ضوضاء تزعج الجيران.
  • قم باستئذان جيرانك عند إقامة حفلة فلو كان لديهم أطفالًا يدرسون أو لديهم مريض لا ينزعج بالصوت العالي، وإن كان عندهم حالة حزن فكن أول من يراعي مشاعهم.
  • قم بمعاونته إذا احتاج لذلك.
  • شاركه أفراحه وواسيه في أحزانه.
  • عدم التدخل في أمور لا تعنيك.
  • أحفظ حدودك وغض بصرك.
  • السؤال دائمًا عن أحواله.
  • تبسم في وجهه.

وهذا الفيديو يوضح حجم عقوبة أذية الجار للجار

وعليك أخي القارئ وأختي القارئة لنبدأ بأنفسنا في اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حثه على حق الجار، وتربية أبنائنا تربية صحيحة تقوم على أن تغرس فيهم مبادئ صحيحة وبنيان سليم، ليكون في حياته محبوبًا بين جيرانه ودودًا وخيّر، لنبني مجتمعًا متماسكًا ومترابط.

اقرأ المزيد:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله