4 فوائد صحية مدهشة للتوتر المعتدل

كثيرًا ما نسمع كيف يمكن للإجهاد أن يعيث فسادًا بأجسامنا. فهو يمكن أن يسبب الأرق وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم. ولكن على الرغم من الآثار الجسدية، والتي يعيشها الكثيرون منا، يذكر بعض العلماء بعض الفوائد التي تبين أنها تنتج عن التوتر.

شخصيًا أنا أحب أن استيقظ في الصباح والنظر إلى الورود وأشعة الشمس دون توترٍ أبدًا، ولكننا نعلم جميعًا أن هذا لن يحدث. لذلك فبدلًا من الأحلام بعيدة المنال بحياةٍ خاليةٍ من التوتر، يجب علينا أن ندرك أن التوتر قد يجعلنا أكثر ذكاءً وأكثر صحةً وأقوى شخصيًا.

فوائد التوتر

التوتر الجيد والتوتر السيئ

بعض الناس يعتقدون أن أي نوع من التوتر هو سيء، ولكن هذا ليس هو الحال. في الحقيقة، ليست جميع أنواع التوتر متشابهة. فعندما تقع تحت الضغط فإنه من الصعب أن نرى الفائدة. وإذا كان هناك شخصٌ ما يقول لك أن هذا الضغط مفيد لصحتك، قد تضحك عليه ولكن هناك صحة في هذا الكلام.

هذا لا يعني أنك يجب أن تجعل حياتك معقدة قدر الإمكان. فهناك أشخاص يعانون من الإجهاد المزمن – الذي هو النوع السيئ – والذي يؤثر على أفكاره يومًا بعد يوم، وقد يسبب عددًا من المشاكل الصحية كالقلق، والتعب، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، الخ.

لكن على الرغم من أنك يجب أن تفعل كل ما يلزم لتجنب هذا النوع من الاعتداء العقلي بلا هوادة، يجب أن نرحب بجرعات معتدلة من التوتر. فالبشر لديهم استجابة الطيران أو القتال، وهو رد فعل فسيولوجي فطري يحدث عندما يتعرض الإنسان للخطر. فجسمك يتعامل مع الضغوطات اليومية العادية من خلال الدفاعات الطبيعية، وهذا قد يكون مفيدًا لك لذا عليك النظر في بعض الفوائد الصحية المدهشة للتوتر.

فوائد التوتر المعتدل

1 – يحسن الوظيفة المعرفية

أحيانًا قد تكون غاضبًا عندما تتعرض للتوتر، إذا حدث هذا الشعور استجابة لمستويات الإجهاد المعتدلة، فإن الاتجاه الطبيعي هو أن تشعر بالضغط والعصبية وهذا يمكن أن يعزز أداء الدماغ. وذلك لأن الإجهاد المعتدل يعزز الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ، ويحسن الذاكرة ومدى الاهتمام، ويساعدك على أن تصبح أكثر إنتاجية.

في دراسة واحدة، وجد باحثون في جامعة بيركلي أن “الأحداث المجهدة القصيرة تسببت في جعل الخلايا الجذعية في أدمغة الفئران المختبرية تتحول إلى خلايا عصبية جديدة” مما أدى إلى زيادة الأداء العقلي بعد أسبوعين.

الأداء الأفضل للدماغ على الأرجح يفسر لماذا كثير من الناس، بما في ذلك أنا، نعمل بشكل أفضل عندما نكون تحت الضغط. على سبيل المثال، إذا كنت موظف خدمة عملاء وطلب منك العملاء عددًا من الأشياء لتنجزها في وقت قصير، فإن الذعر والخوف والتوتر من هذا العمل قد يجعلك ترفع أدائك وإنتاجيتك بشكلٍ كبير مما يفسر تمكنك من القيام بأعمال كنت تشعر أنها من الصعب أن تنجز.

إذا كنت تشك في الفوائد الصحية للتوتر على الدماغ، قم بتقييم أدائك الذاتي في الأيام التي تعاني فيها من كمية أعلى من الضغط والتوتر في العمل. قد تكتشف أن كنت أكثر تركيزًا وإنتاجية من أيام التوتر المنخفض.

2. يحميك من الأمراض

إن استراتيجيات الرد على الضغوط التي يتعرض لها الإنسان ربما تكون مصممة لحمايتك، سواء كان ذلك نتيجة إصابةٍ أو تهديد أو خطر. ما هو مثير للاهتمام أن الجرعات المنخفضة من هرمون التوتر تساعد أيضًا على الحماية من العدوى. فالضغط المعتدل يحفز إنتاج مادة كيميائية تسمى إنترلوكينز والتي تعطي الجهاز المناعي دفعةً سريعةً للحماية من الأمراض على عكس التوتم الشرير، والإجهاد المزمن، الذي يقلل من المناعة ويزيد الالتهاب.

لذلك، في المرة القادمة التي تواجه فيها صدمة ويرتفع مستوى الإجهاد، تذكر هذه المنفعة. إذا كان المرض ينتشر حول مدرستك أو مكتبك، فإن الإجهاد “الجيد” في حياتك قد يكون الدواء الوحيد الذي تحتاجه للبقاء بصحة جيدة.

3 – يجعلك تتغلب على المواقف الصعبة

إذا كنت تكره كل شيء عن التوتر. وتكره الطريقة التي يجعلك تشعر بها، أو تكره كيف تستهلك المواقف المجهدة ذهنك، عليك أن تفكر كيف ساعدك التوتر على أن تصبح شخصًا أقوى على مر السنين.

فليس هناك إنكار كيف أن الأوضاع الصعبة تجعلك أكثر مرونة. فعندما تواجه شيئًا للمرة الأولى، قد تعتقد أنك بأسوأ حالة لأنك لا تعرف كيفية التعامل مع الموقف. ولكن كما كنت تواجه مواقف مختلفة وتتغلب على مختلف المشاكل، فإنك تقوم بتدريب نفسك للتعامل مع الحوادث المماثلة في المستقبل.

لتتأكد من ذلك؟ فكر في حالة صعبة كنت قد تعاملت معها في الماضي. كيف تعاملت مع التوتر عندما حدث لأول مرة؟ الآن، نظرة سريعة إلى الأمام في الوقت الحاضر. هل تعاملت مع وضع مماثلٍ مؤخرًا؟ إذا كان الأمر كذلك، هل تعاملت مع المشكلة بشكل مختلف في المرة الثانية؟ في جميع الاحتمالات، نعم. فأنك تعرف ما يمكن توقعه وفهمت النتائج المحتملة، وربما كنت تشعر بشعورٍ من السيطرة. وبسبب هذا، فإنك لم تستسلم للضغط. هذه هي الطريقة التي يجعلك التوتر من خلالها أقوى.

4 – يعزز نمو الطفل

ربما كنت قد سمعت أو قرأت عن قصص النساء الذين تعاملوا مع الاكتئاب الشديد والقلق أثناء الحمل وولدن قبل الأوان أو كان أطفالهن يعانون من وزن منخفض عند الولادة. صحيح أن مستويات التوتر المرتفعة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على كلٍ من الأم والطفل. وعلى الرغم من أن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على الحمل، الخبر السار هو أن المستويات المعتدلة من التوتر الطبيعي أثناء الحمل لن تضر بالطفل. حيث تتبعت دراسة في عام 2006م شملت 137 امرأة من منتصف فترة الحمل حتى أعياد ميلاد السنة الثانية لأطفالهن. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يولدون للنساء اللواتي يعانين من التوتر المعتدل أثناء الحمل لديهم مهارات متقدمة في التطور المبكر في سن الثانية من الأطفال المولودين لأمهات غير مضغوطات.

بطبيعة الحال، إن هذه الدراسة لا تعني أن التوتر يجب أن يحدث أثناء الحمل. ولكن إذا كنتِ تتعاملين مع الضغوط اليومية الدورية، لا داعي للذعر. فقد يساعد هذا على نمو طفلكِ.

كلمة أخيرة

الآن بعد أن أصبحت على بينة بالفوائد الصحية المدهشة للتوتر، تذكر أنه يمكن أن يكون صديقًا. والمفتاح هنا هو تحديد التوتر الجيد وتمييزه عن التوتر السيئ. فطالما انه ليس مزمنًا، يمكن أن يكون التوتر إضافةً إيجابيةً إلى حياتك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله