تخيل أن شخصًا يعيش في مدينة مزدحمة يواجه تجربة مؤلمة، وبينما هو يشعر بالحزن، يُحس صديقه في قرية بعيدة بشعور غريب من الألم، دون معرفة السبب، ويتملكه إحساس قوي بالحاجة إلى الاتصال بذلك الصديق!
يتصل به وإذا به يحتاج الدعم والمساعدة لمواجهة هذه الحادثة… إنه التخاطر الروحي، حيث تتخاطب الأرواح بغض النظر عن المسافة والوقت، إنها قوة خارقة تجعل أرواحنا تتواصل بدون استخدام الحواس.
ما هو التخاطر الروحي بين شخصين؟
التخاطر الروحي هو نوع خاص من التخاطر يرتبط بالروح والعاطفية القوية. يحدث بين أشخاص تربطهم علاقة روحانية أو عاطفية قوية!
يُعتقد أن الروح هي التي تقوم بالتواصل، وليس العقل فقط أي أن مفهوم التخاطر الروحي يُعتبر أكثر عمقًا، ويحدث عادة في العلاقات التي تقوم على الحب، كالعلاقات العائلية أو بين الشريكين…
أمثلة على التخاطر الروحي بين شخصين
- التخاطر الروحي بين الأم وابنها: تشعر الأم فجأة بأن ابنها الذي يعيش بعيدًا قد مرّ بموقف خطر أو صعب، فتتصل به لتكتشف أن حدسها كان صحيحًا.
- التخاطر الروحي بين الحبيبين: قد يشعر أحد الشريكين بتغير في مزاج الآخر أو بما يمر به، حتى دون الحديث أو التواصل المباشر.
- التخاطر الروحي بين التوائم: مثل توأمان يعيشان في مدينتين مختلفتين. أحدهما يتعرض لحادث بسيط ويصاب في يده. في نفس اللحظة، التوأم الآخر يشعر بألم مفاجئ في يده دون أي سبب واضح! هذا الألم غير المبرر قد يكون نتيجة التخاطر الروحي بين التوائم، حيث يشعر أحدهما بما يحدث للآخر حتى من دون أن يعرف التفاصيل.
- التخاطر الروحي بين الأصدقاء المقربين: صديقان يعرفان بعضهما منذ سنوات طويلة، علاقتهما قوية لدرجة أنهما يفهمان بعضهما من دون الحاجة للكلام. في أحد الأيام، يشعر أحد الأصدقاء بشعور مفاجئ بالحزن والقلق دون سبب واضح. لاحقًا، يكتشف أن صديقه المقرب كان يمر بموقف صعب في نفس اللحظة، مثل مواجهة مشكلة في العمل أو مع العائلة.
التخاطر الروحي في الحب
التخاطر الروحي في الحب هو نوع من التواصل العاطفي العميق بين شخصين تربطهما علاقة رومانسية أو حب شديد.
هذا النوع من التخاطر يحدث عندما يتمكن الشريكان من التواصل مع بعضهما دون الحاجة إلى الكلمات أو الإشارات الجسدية، حيث تتصل أرواحهما على مستوى أعلى، فيشعر أحدهما بمشاعر أو أفكار الآخر.
غالبًا ما يحدث تخاطر الأرواح في الحب عندما يكون هناك اتصال عاطفي عميق ومتين بين الشريكين، كما قد يظهر في لحظات السعادة الكبيرة أو في الأوقات التي يمر فيها أحدهما بتجربة مؤثرة…
كيف تعرف أنك تحت تأثير التخاطر الروحي؟
من خلال تمييز خصائص وأعراض التخاطر الروحي الـ 9 التالية، يمكنك التأكد من أنك تحت تأثير التخاطر أو أنك تمر بتجربة تخاطر روحي:
- الشعور بمشاعر قوية ومفاجئة تجاه شخص ما حزن أو فرح دون سبب واضح.
- التفكير في شخص وتلقي رسالة أو اتصال منه في نفس الوقت.
- الإحساس بأن شخصًا ما يمر بموقف صعب أو يحتاجك دون أي إشارات ملموسة.
- رؤية أحلام متكررة تتعلق بشخص معين، وكأنك تتواصل معه.
- حدوث تجارب أو مشاعر مشتركة في نفس الوقت مع شخص آخر.
- الشعور براحة عاطفية كبيرة وفهم متبادل دون كلمات مع شخص محدد.
- الإحساس بطاقة قوية تربطك بشخص وتجذبك للتواصل معه.
- تكرار التفكير في شخص معين، خاصة في الأوقات التي قد يكون فيها بحاجة إليك.
- الشعور بمشاعر غير مبررة (قلق أو راحة) ترتبط بشخص آخر.
شروط التخاطر الروحي
هناك 7 شروط يجب توفرها حتى يكون التخاطر الروحي ممكنًا وناجحًا، وهي:
- التوافق الروحي بين شخصين: يجب أن يكون هناك انسجام وتناغم في الطاقات الروحية بين الطرفين ليتحقق التخاطر الروحي.
- تلاقي الأرواح بين شخصين: تحتاج الأرواح إلى أن تكون على نفس الموجة الروحية أو العاطفية، حيث يكون كل شخص قادرًا على “استقبال” طاقة الآخر.
- الترابط الروحي بين شخصين: يجب أن تكون العلاقة الروحية قوية بما يكفي لتمكين التواصل العميق بين الشخصين دون الحاجة إلى الكلام أو الوسائل المادية.
- التواصل العاطفي العميق: وجود رابط عاطفي قوي يعزز القدرة على التخاطر الروحي، مثل الحب، الصداقة، أو الروابط العائلية.
- الصفاء الذهني: من الضروري أن يكون العقل هادئًا وغير مشوش، ما يساعد على التركيز على الطاقة الروحية الصادرة من الشخص الآخر.
- التفكير المتزامن: يكون التخاطر أكثر احتمالية عندما يفكر الشخصان في بعضهما في نفس الوقت، حيث تتناغم أفكارهما وتتعزز فرص التواصل الروحي.
- القرب العاطفي: العلاقات التي تجمع الأشخاص مع روابط عاطفية قوية تكون أكثر عرضة للتخاطر الروحي، حيث يتعمق الارتباط بين العقلين والأرواح.
كيف تتم عملية التخاطر الروحي؟
يحدث التخاطر الروحي أو التخاطب الروحي، عندما يتواصل شخصان على مستوى روحي، ويعتمد على الاتصال العاطفي أو الروحي العميق بينهما، ويتم وفق الآلية التالية:
- الطاقة العقلية والروحية: كل شخص يحمل داخله طاقة عقلية وروحية، وهي عبارة عن مجموعة من الأفكار، المشاعر، والاهتمامات… في لحظات معينة، قد ترتفع هذه الطاقة بشكل غير متعمد وتصبح قوية بما يكفي لتصل إلى الشخص الآخر.
- الاهتزازات الروحية المتناغمة: يحدث التخاطر الروحي بسبب التوافق الترددي بين الشخصين. أي عندما تكون الأرواح على نفس التردد.
- الانفتاح العقلي والروحي: الشخص المتلقي لا يكون بالضرورة منتبهًا أو واعٍ لما يحدث، لكنه يكون في حالة من الانفتاح الروحي والعاطفي بسبب العلاقة القوية مع الشخص الآخر. هذا الانفتاح يسمح له بالتقاط تلك الإشارات أو الطاقة المرسلة بشكل غير مدرك.
طريقة التخاطر الروحي
لا بد وأنك تتساءل… كيف اقوم بالتخاطر الروحي؟ كيف افعل التخاطر الروحي؟
الأمر يتم بالاعتماد على 5 خطوات أساسية، هي أساس أي جلسة تخاطر روحي ويجب القيام بها، بالإضافة إلى 4 تقنيات كل تقنية تحقق هدف أو غاية معينة وسيكون عليك اختيار تقنية واحدة منها لتنفيذها في جلسة التخاطر.
أولًا: خطوات التخاطر الروحي الأساسية
- الاسترخاء والتأمل: ابدأ بتحقيق حالة من الهدوء الداخلي عبر التنفس العميق والتأمل، لتصفية ذهنك من الأفكار المشتتة.
- التركيز على الشخص الآخر: تخيل الشخص الذي ترغب في التواصل معه بوضوح في ذهنك، واشعر بالطاقة التي تربطكما.
- التصور الذهني للرابط الروحي: تخيل وجود رابط طاقي أو شعاع نور يربطك بالشخص الآخر، وهو سيكون الجسر أو القناة التي ستنقل الأفكار والمشاعر.
- تطبيق إحدى التقنيات الـ 4 التالي ذكرها: لإرسال مشاعر أو أفكار أو طاقة لتحقيق هدف أو غاية معينة عليك تطبيق التقنية المناسبة.
- تلقي الرد: بعد الإرسال، كن صبورًا ومنفتحًا لتلقي أي رد أو إشارة قد تأتي من الشخص الآخر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ثانيًا: تقنيات التخاطر الروحي
1 – تقنية تخاطر الأرواح لجلب الحبيب
تقنية جلب الحبيب تعتمد على تخيل طاقة محبة وردية تنبعث من قلبك وتتجه نحو قلب الشخص الذي ترغب في جلبه.
تخيل ضوءًا ورديًا دافئًا يملأ قلبك. أثناء ذلك، أرسل هذا الضوء نحو قلب الشخص الذي تحب، مع الشعور بالحب والاهتمام. تخيل كيف يلتف هذا الضوء حوله، مما يجعله يشعر بجاذبيتك ورغبتك في التواجد معه. اجعل مشاعرك صادقة ودافئة، وكن واثقًا أن طاقة الحب ستؤثر عليه وتجذبكما معًا.
2 – تقنية إرسال طاقة الحب بالتخاطر الروحي
وهي طريقة التخاطر الروحي في الحب التي تمكنك من إرسال مشاعر وأفكار وطاقة الحب للطرف الآخر أي تخاطر الأرواح بين المحبين، وتتمثل بـ:
تخيل ضوء أخضر ينبعث من قلبك مليئًا بالمحبة والدفء، ويتجه نحو قلب الشخص الذي تحب، تخيل هذا الضوء يصل إلى قلبه ويربطكما بطاقة من الحب والتواصل الروحي.
3 – تقنية التخاطر الروحي مع شخص بعيد
تقنية التخاطر الروحي مع شخص بعيد تعتمد على إرسال طاقة اتصال قوية بينكما. من خلال:
تخيل شعاعًا من الضوء الذهبي أو الأزرق يخرج من قلبك ويمتد نحو قلبه، مع إرسال المشاعر والأفكار التي ترغب في إيصالها.
4 – تقنية التخاطر مع توأم الروح
تقنية التخاطر مع توأم الروح تعتمد على تعزيز الاتصال الروحي العميق بينكما، وتتم بـ:
تخيل شعاعًا من الضوء الذهبي أو الأبيض يتدفق من قلبك إلى قلبه، مما يخلق رابطًا قويًا بينكما. أرسل له أفكارك ومشاعرك الإيجابية، مثل الحب والدعم، وكن منفتحًا لتلقي أي ردود أو إشارات قد تأتي منه.
بعد تطبيق طريقة التخاطر الروحي وإحدى التقنيات القوية، يمكنك التأكد من أن التخاطر نجح، من خلال: علامات وصول رسالة التخاطر (علامات نجاح التخاطر وفشله الـ 11)
اضرار التخاطر الروحي
يمكن أن تتمثل سلبيات التخاطر الروحي بالأضرار التالية:
- الارتباط الزائد: قد يؤدي التخاطر الروحي إلى اعتماد شخص على الآخر بشكل مفرط، مما يؤثر سلبًا على استقلاليته العاطفية.
- التوتر والقلق: قد يشعر البعض بالتوتر أو القلق إذا لم يستقبلوا ردود فعل متوقعة من الشخص الآخر.
- خلط المشاعر: التخاطر الروحي قد يتسبب في عدم وضوح المشاعر، حيث قد يختلط الشخص بين مشاعره الخاصة ومشاعر الشخص الآخر، مما يؤدي إلى ارتباك عاطفي.
- تأثيرات سلبية من الطاقة السلبية: إذا كان الشخص الآخر يعاني من مشاعر سلبية، قد يتلقى الشخص المُتَخَاطِر هذه الطاقات السلبية، مما يؤثر على حالته النفسية والعاطفية.
- الإحباط: قد يشعر الشخص بالإحباط إذا كان يعتقد أنه قادر على التأثير على الشخص الآخر أو التواصل معه، ولكنه لا يحصل على الاستجابة المرجوة.
- عدم التركيز على الواقع: الانغماس في التخاطر قد يجعل الشخص يتجاهل جوانب الحياة اليومية والواقعية، مما يؤثر على التوازن النفسي والعاطفي.
كيفية التخلص من التخاطر الروحي؟
تقنية تأمل الهالة تهدف إلى خلق درع واقٍ من الطاقة حول الجسم، مما يساعد على التخلص من التخاطر الروحي ومنع التأثيرات السلبية.
- اجلس في مكان مريح وهادئ، واغلق عينيك، ابدأ بالاسترخاء وخذ عدة أنفاس عميقة، وركز على كل زفير لتهدئة ذهنك وجسدك.
- تخيل هالة من الضوء (ذهبي أو أبيض) تحيط بجسمك، وهي تمثل الهالة القوة للحماية.
- تخيل أن هذا الضوء يزداد قوة مع كل نفس تأخذه، مما يمنع أي طاقات سلبية من الاختراق.
- استمر في تصور الهالة لمدة 5-10 دقائق مع تكرار عبارات تأكيد إيجابية مثل “أنا محمي تمامًا”.
معلومات عن التخاطر الروحي
ما هي حقيقة تخاطر الأرواح في علم النفس؟
تخاطر الأرواح، وفقًا لعلم النفس، يُعتبر تجربة روحانية حيث يُعتقد أن الأشخاص يمكن أن يتواصلوا أو يتفاعلوا عاطفيًا بدون استخدام الكلمات أو الإشارات الواضحة.
رغم أن بعض الباحثين يرون أن هذه الظاهرة قد تُفسر من خلال الروابط العاطفية القوية والتفاعلات الاجتماعية، إلا أن الأدلة العلمية على التخاطر الروحي تبقى محدودة!
يُمكن أن تُعزى بعض التجارب إلى التأثيرات النفسية مثل: الحدس، الترابط العاطفي، أو حتى التأمل المشترك، مما يجعل التخاطر الروحي نتيجة للتفاعل النفسي أكثر من كونه تجربة خارقة للطبيعة.
هل يوجد تخاطر روحي؟
التخاطر الروحي هو موضوع مثير للجدل يعتمد على الاعتقاد الشخصي والتجارب الفردية، يؤمن الكثيرون بوجوده كوسيلة للتواصل العاطفي بين الأشخاص، خاصة في العلاقات العميقة.
بينما يمكن تفسير هذه الظواهر من خلال الروابط العاطفية والحدس، إذ لا توجد أدلة علمية قوية تدعم وجود التخاطر الروحي كظاهرة خارقة. وبالتالي، تبقى التجارب المتعلقة به شخصية وتعتمد على الإيمان أكثر من كونها حقائق مثبتة علميًا.
هل التخاطر الروحي حقيقي؟
التخاطر الروحي يُعتبر موضوعًا مثيرًا للجدل بين الناس. يعتقد البعض أنه يمكن للأرواح أو الأشخاص ذوي الروابط العميقة التواصل بطرق غير لفظية.
ومع ذلك، لا توجد أدلة علمية قوية تؤكد صحة هذه الفكرة. كثيرًا ما تُفهم التجارب المرتبطة بالتخاطر من خلال الديناميات النفسية، مثل الحدس أو الروابط العاطفية.
في النهاية، يظل التخاطر الروحي تجربة ذات طابع شخصي، تعتمد على معتقدات الأفراد وتجاربهم أكثر من كونه حقيقة مثبتة علميًا. [1]